نوم الرضيع على بطنه أضرار وفوائد، إحدى تساؤلات الأبوين الجُدد الكثيرة، فمَا أن يأتي هذا المخلوق الصغير الجديد إلى العالم، حتّى تنهمر الاستفسارات، ونصائح الجدّات والأقارب وحتّى الغرباء. لكن ماذا عن حياة الطفل الرضيع، قد تجعله يكافح للحياة إذا ما فكّرت بتركه ينام على بطنه. هل تعتقد ُ أنّ هذا مبالغة، أو مجرّد تهويل؟ في الحقيقة هذا أمرٌ واقع، فالأطباء يكافحون لتحديد سببٍ محددٍ لمتلازمة موت الرضيع المفاجئ (SIDS)، ومع ذلك فإن الشيء الوحيد المؤكّد أن نوم الطفل بوضعٍ آمنٍ يمكن أن يقلّل من مخاطر متلازمة موت الرضيع المفاجئ. الآن بعد إدراكِ خطورة هذا الأمر، سنتعرّف ضمن المقال التّالي من موقع طلاب نت، على مخاطر وفوائد نوم الرضيع على بطنه. ومتى يكون نومه على بطنه آمن، ومتى يمكنه نومه على بطنه، وماهي وضعية نوم الطفل الأمثل.
نوم الرضيع على بطنه أضرار وفوائد
قد ينام الرضيع على بطنه بعمقٍ ولفتراتٍ طويلة، ولا شكّ أن هذا حلم أي أبوين مرهقين. إلّا أنّ هذا ما يجعل الأمر خطيرًا، ففي الأساس نوم الطفل بشكلٍ خفيفٍ ومتقطّعٍ هو الأكثر أمانًا. وذلك لما يحمله نوم الرضيع على بطنه لفترةٍ طويلة من مخاطر قبل أن يتمكّن من اتّخاذ وضعيّة نوم آمنة بنفسه، والتي تطغى على فوائد نوم الرضيع على بطنه. لذا فإن فكرة التقميط الشائعة، ستكون مفيدةً لتجنّب نوم الطفل على بطنه، لكن يجب أن يتمّ ذلك بشكلٍ صحيح، وفي بيئة نومٍ آمنة. كما يجب تجنّب التقميط عندما يتمكّن الطفل من التدحرج، ويجب عدم التقميط في الطقس الدافئ.
شاهد أيضًا: طريقة لزيادة وزن الرضيع
أضرار نوم الرضيع على بطنه
كما وضّحنا سابقًا لسلامة الطفل الرضيع يوصي الأطباء بنومه على ظهره، لأنّ نومه على بطنه قد يسبّب الاختناق، وموت الرضيع. ورغم أن متلازمة موت الرضيع المفاجئ (SIDS) غير محددة الأسباب، فغالبًا ما يرتبط الحديث عن اختناق الرضيع بمتلازمة SIDS. لكن بعيدًا عن هذا، ما هي أضرار نوم الرضيع على بطنه؟ هذا ما سنتعرّف عليه فيما يلي:
- انخفاض الأوكسجين في الدم، وزيادة ثاني أكسيد الكربون: عندما ينام الرضيع على بطنه يكون أكثر عرضةً لاستنشاق الهواء الذي زفره. والذي يحوي نسبة عالية من ثاني أكسيد الكربون، وأقل من الأوكسجين. وبالتّالي نقص تركيز الأوكسجين في دم الرضيع.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم: تقلّ احتمالية تبديد حرارة الجسم عند نوم الرضع على بطونهم، أكثر من نومهم على ظهورهم. ممّا يؤدّي إلى ارتفاع حرارة الجسم بشكلٍ غير طبيعي، والتي تعدّ أخطر عوامل موت الرضع المفاجئ.
- التأثير سلبًا على العصب اللاإرادي: يؤثّر نوم الرضيع على بطنه على العصب اللاإرادي للقلب والأوعية الدموية الذي ينظّم معّدل ضربات القلب وضغط الدم. كما يقلّل ذلك من إمداد الدماغ بالأوكسجين. ويكون هذا الضرر أكثر وضوحًا خلال الشهر الثاني والثالث من عمر الطفل.
شاهد أيضًا: متى يشرب الرضيع الماء
فوائد نوم الرضيع على بطنه
يفضّل العديد من الأطفال، والأطفال الخدج على وجه الخصوص النوم على بطونهم، إذا أنّه مريحٌ أكثر من النوم على الظهر، ويميلون عندها للنوم لفتراتٍ أطول. ولكن كما ذكرنا سابقًا فإنّ نوم الرضيع على بطنه يحمل خطورةً كبيرةً. مع ذلك، فإنّ وضع الرضيع على بطنه لبعض الوقت أثناء الاستيقاظ أو تحت الإشراف، لثلاث أو خمس دقائق، لمرّتين أو ثلاث مراتٍ في اليوم، له عدّة فوائد سنتعرّف عليها فيما يلي:
- يساهم وقت وضع الرضيع على بطنه في تطوير عضلات الرقبة والكتف، وتحسين المهارات الحركيّة.
- ويساعد الرضيع على بناء القوة اللازمة، ليتمكّن لاحقًا من الجلوس، والزحف والمشي.
- كما يمنح الرضيع فرصةَ تجربة وضيعةٍ مختلفة.
- إضافةً لذلك فإنّ وقت وضع الرضيع على بطنه، يمنع الجزء الخلفي من الرأس من تكوين بقعٍ مسطّحةٍ. إذ أنّ ترك رأس الرضيع في ذات الوضعية لفترةٍ طويلة، قد يؤدّي لتحرّك صفائح عظام الجمجمة بطريقةٍ تؤدّي لتشكّل بقعٍ مسطّحة.
شاهد أيضًا: الحمص للأطفال الرضع وطريقة تقديمه
كيفية حماية الطفل من مخاطر النوم على البطن
أفضل طريقة لحماية الرضيع من مخاطر النوم على البطن، أن ينام الطفل على ظهره منذ اليوم الأوّل. والمحافظة على هذا الروتين بشكلٍ دائم، من خلال مراقبته أثناء نومه وإعادته إلى النوم على ظهره. إذا أنّ نوم الطفل على جبهته أو جانبه، يزيد من فرصة احتمال حدوث متلازمة موت الرضع المفاجئ. كما أنّ نومه على بطنه أثناء استيقاظه سيمكّنه من إعادة نفسه للنوم على ظهره لاحقًا، من خلال تعزيز حركته. إلى جانب ذلك تأكّدي من أن يكون سرير طفلك فارغًا تمامًا، من أي مفروشاتٍ فضفاضةٍ، أو وساداتٍ، أو بطانياتٍ، أو ألعاب. ومن الأفضل أن تكون مرتبة السرير صلبةً ومستويةً ومغطاةً بملاءةٍ ضيّقة، وفي غرفةٍ مشتركةٍ إلى جانبك. ومن المهم أيضًا توفير درجة حرارة مريحة في الغرفة. ووضع روتينٍ لوقت نوم الرضيع عندما يتراوح عمره بين ٤ و٦ أشهر. واحرصي أيضًا على نوم طفلك بملابس نومٍ من قطعةٍ واحدة.
شاهد أيضًا: وصفات السمك للرضع صحية ومغذية
متى يمكن للرضيع النوم على بطنه
لا يوجد شهرٌ أو عمرٌ محددٌ يعتبر فيه الرضيع قادرًا على النوم على بطنه، إذا أن هذا مسألةٌ تتعلق بلوغ الطفل. فبمجرّد أن يتمكّن طفل من الدحرجة على بطنه والعودة إلى ظهره فلا بأس أن ينام على بطنه. مع ذلك يوصي الخبراء بنوم الأطفال على ظهورهم حتى عمر السنة. أو أكبر من ذلك إن كان الطفل مولودًا قبل الأوان. وعندما يصبح الطفل قادرًا على تحديد وضيعته المفضلة للنوم، لا داعٍ للقلق، إذ أن حل المشكلة يكمن في قدرة الطفل على تحريك نفسه بسهولة في هذا الوضع.
استلقاء الرضيع على بطنه عندما يكون مستيقظا
كما وضحنا سابقًا فإنّ استلقاء الرضيع على بطنه عندما يكون مستيقظا له عدّة فوائد، وسيساعد طفلك على تعزيز قوته ليتمكّن فيما بعد من اتّخاذ وضعيّة النوم الآمنة والمريحة له. لذا ليكون طفلك بأمانٍ أكثر أثناء النوم، يجب أن يستلقي على بطنه أثناء الاستيقاظ، وأن يتدحرج باستمرارٍ على كلا الاتجاهين قبل تركه في وضعيّة النوم المفضلّة لديه. وإلا سينتهي به الأمر نائمًا على بطنه، وستحتاجين إلى إعادته إلى ظهره. ومن الضروري أيضًا عند استلقاء الرضيع على بطنه أن يكون تحت الإشراف، وألا يتشتّت انتباهك عنه.
ماذا لو كان رضيعي يحب النوم على بطنه
قبل أن يبلغ الرضيع عامه الأوّل يتوجّب عليكِ وضعه على ظهره عند النوم. وإذا ما لاحظتِ أن الرضيع يحب النوم على بطنه، وهو أمرٌ شائعٌ جدًا بين الرضع، أعيديه برفقٍ إلى ظهره. وإذا ما انتهى به الأمر يتدحرج على بطنه أو جانبه أعيديه من جديدٍ إلى ظهره، واستمرّي بالقيام بذلك حتى يكبر طفلك ويتمكّن من العودة إلى ظهره، أو إلى جانبه، أو إلى بطنه بمفرده بكلّ ثقة، وبشكلٍ مريح.
ما هي وضعية نوم الطفل الأمثل
نستنتج أنّ نوم الطفل على ظهره هو الوضعيّة الأمثل، والأكثر سلامةً للطفل، تحديدًا في السنة الأولى من أعمارهم. حيث أكدّت العديد من الدراسات والخبراء أنّ الرضع الذي ينامون على ظهورهم أقلّ عرضةً للإصابة بمتلازمة موت الرضيع المفاجئ. إلّا أنّ توفير بيئة نوم آمنة لا يقلّ أهميّةً عن وضعية نوم الطفل المثالية. ويجب التأكّد أن مكان نوم الطفل لا يحوي أي شيء يسبّب الانزلاق أو الاختناق. وبالنسبة للرضع الذين قد يعانون مشاكل تنفسيّة ويحتاجون إلى النوم على بطونهم، لا بدّ أن يتمّ ذلك تحت إشرافٍ طبّي.
إلى هنا نكون قد تعرّفنا إلى نوم الرضيع أضرار وفوائد ، وأدركنا مدى خطورة نوم الرضيع على بطنه. وأنّ نوم الطفل على ظهره خلال السنة الأولى على وجه التحديد هو أكثر أمانًا له، ويقلّل من احتمالية حدوث متلازمة موت الرضع المفاجئ. لذا قبل أن يتمكّن صغيرك من تحقيق هذا الإنجاز، والتحرّك في الاتجاهين إلى بطنه وظهره، عليك أن تراقبي نومه جيّدًا، وتوفّري له نومًا آمنًا، حتّى يتّخذ بطلك الصغير قراره بنفسه.