هل يظهر هرمون الحمل في حالة الحمل خارج الرحم

تتساءل العديد من السيدات هل يظهر هرمون الحمل في حالة الحمل خارج الرحم؟ وهل يمكن كشفه باختبار الحمل المنزلي؟

يحدث الحمل خارج الرحم بمعدل 2-3% من بقية الحمول، ويعد من الحمول التي يصعب تشخيصها بشكل باكر، لتقارب أعراضه مع أعراض الحمل العادي. كما أنه يحمل نسبة خطورة عاليةً نسبيًا على صحة الأم والجنين، وبالتالي فالتشخيص الباكر يعتبر الحجر الأساس الذي يقي من المخاطر والعواقب التالية لحالة الحمل خارج الرحم. لنتعرف معًا في مقالنا هذا على الحمل خارج الرحم، ما أعراضه، كيف يتم تشخيصه، وما هي أهم التدابير التي تتخذ عند تشخيصه.

الحمل خارج الحمل

الحمل خارج الرحم هو الحمل الذي يحدث فيه الإلقاح، وتعشيش البيضة الملقحة ونمو الأنسجة الجنينية خارج الرحم. ويعتبر الحمل البوقي الشكل الأكثر شيوعًا للحمل خارج الرحم بنسبة حدوث حوالي 90%. كما يمكن أن يحدث في مناطق أخرى مثل التجويف البطني، وعلى المبيض، وعلى عنق الرحم، وغيرها. ويعتبر الحمل خارج الرحم من الحمول عالية الخطورة، فهو يتطلب تشخيصًا وعلاجًا فوريًا عند تأكيد حدوثه.

هرمونات الحمل والحمل خارج الرحم

يرافق حدوث الحمل إفراز العديد من الهرمونات التي تلعب دورًا في كشف حدوث الحمل وتشخيصه، كما تضمن استمرار الحمل، وأهمها:

  • موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية (HCG): يعرف أيضًا باسم هرمون الحمل الكلاسيكي، حيث يمكن اكتشافه في البول بعد وقت قصير. ويفرز من المشيمة بعد أيام قليلة من الإلقاح، ويصل ذروته في نهاية الثلث الأول من الحمل.
  • البروجسترون: ويدعى هرمون الجسم الأصفر. ويفرز من المبيضين، ويعمل على زيادة سماكة بطانة الرحم، ومنع تقلصات الرحم المبكرة، وتحضير إنتاج الحليب من الثديين، وغيرها.
  • الاستروجين: يضمن أن يكون الرحم مهيأً على النحو الأمثل للحمل، ونضج البويضة. كما أنه يعمل مع البروجسترون على إعداد الغدد الثدية لإنتاج الحليب.
  • الأوكسيتوسين: يمتلك خصائص تحفز المخاض، ويعمل على تخفيف الألم أثناء عملية الولادة، وعلى تدفق الحليب من الثديين عند الإرضاع.

ويبقى السؤال هل تظهر هرمونات الحمل في حالة الحمل خارج الرحم؟

هل يظهر هرمون الحمل في حالة الحمل خارج الرحم

كما تعرفنا أن هرمون الحمل HCG يتعلق بحدوث الإلقاح، وطالما أن الإلقاح يتم في حالة الحمل الهاجر، فيمكن بالتالي أن يظهر في تحاليل الحمل الدموية الروتينية. بفحص الدم يعرف تركيز هرمون الحمل، الذي تتضاعف مستوياته كل 48 ساعة أثناء الحمل. ويكشف هذا الهرمون في الدم بعد 11 يومًا تقريبًا من الحمل، أي بعد أيام من الإلقاح. لكن في حالة الحمل الهاجر تكون مستويات الهرمون منخفضة أو متزايدة ببطء، وهذا يدل على حدوث حمل غير طبيعي، وبالتالي مزيدًا من الاستقصاءات.

تشخيص الحمل خارج الرحم

من الصعب التمييز بين الحمل خارج الرحم وحالات الحمل الطبيعية، خاصةً في الأسابيع القليلة الأولى، سواءً بالنسبة للنساء أو الأطباء. وفي حال الشك بحالة الحمل الهاجر، فمن الضروري إجراء فحوصات مفصلة بأسرع وقت. أهمها:

  • اختبارات الدم: تؤكد لنا إمكانية ظهور هرمون الحمل في حالة الحمل خارج الرحم.
  • السونار البطني أو السونار المهبلي.
  • تنظير البطن الذي يعتبر الفحص المؤكد للحمل الهاجر.

أعراض الحمل خارج الرحم

عادةً لا تظهر أعراض الحمل خارج الرحم إلا بعد حوالي ستة أسابيع من بداية الحمل. وأهم ما تعاني منه السيدة:

  • آلام في البطن.
  • نزيف حاد وخطير.
  • تتوقف الدورة الشهرية.
  • يمكن أن يحدث الغثيان في الصباح.
  • تقلص عضلات البطن بشكل لا إرادي (توتر دفاعي).
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى حوالي 38 درجة مئوية.
  • ألم في منطقة الكتف.

أعراض تمزق الحمل خارج الرحم

يحدث انفجار الحمل خارج الرحم وتمزق قناة فالوب (تمزق البوق، تمزق البوق) عندما يقوم النسيج الجنيني المتنامي بتمزيق جزء قناة فالوب الذي انغرس فيه. أهم الأعراض:

  • ألم مفاجئ وشديد للغاية.
  •  نزيف حاد في البطن.
  •  قد يحدث الغثيان والقيء.
  • حدوث حالة البطن الحاد.
  • حدوث صدمة ناتجة عن النزيف الشديد.

عوامل خطورة الحمل خارج الرحم

هناك بعض عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية حدوث الحمل خارج الرحم. وهذا يتضمن:

  • التدخين.
  • موانع الحمل باستخدام لولب نحاسي أو سلاسل نحاسية خالية من الهرمونات.
  • حالات الحمل خارج الرحم السابقة.
  • حالات الحمل التي تم فيها زرع البويضة الملقحة خارج الرحم.
  • تقنيات الإخصاب المساعد في علاج العقم.
  • سوابق التهابات في البوقين أو سوابق داء حوضي التهابي.
  • حالات الإجهاض وإنهاء الحمل السابقة.

علاج الحمل خارج الرحم

لسوء الحظ، لا يمكن إنقاذ حياة الجنين بالحمل خارج الرحم، لذلك تهدف العلاجات إلى الحفاظ على صحة وخصوبة النساء المصابات. في معظم الحالات، تكون الإجراءات الجراحية ضرورية. ويحدد نوع التدخل حسب: الموقع الذي يتم فيه تعشيش البويضة في قناة فالوب، ومدة الحمل، ومستوى هرمون الحمل HCG، والحالة العامة للمريضة، وما إذا كانت ترغب في وقت لاحق بالتخطيط للحمل.  وأهم التدابير:

  • مراقبة الحمل خارج الرحم: نادرًا ما تكون المشاهدة والانتظار خيارًا مع الحمل خارج الرحم. إلا إذا تم اكتشافها في مرحلة مبكرة جدًا، عندما لا تظهر على المريضة أية أعراض. ويمكن عندها للجسم في أحسن الأحوال أن يرفض النسيج الجنيني تمامًا بعد الإجهاض الطبيعي.
  • العلاج الدوائي: تستخدم عندما يكون كيس الحمل صغيرًا جدًا، ومستوى HCG ليس مرتفعًا، ولا تعاني المريضة من أي أعراض. عادةً ما يستخدم الميثوتريكسات، الذي يعطل انقسام الخلايا. لا يسبب هذا الإجراء إتلاف قناتي فالوب، لذا فإن أكثر من تسع نساء من بين كل عشر نساء تم علاجهن دوائيًا، ويحملن حملًا طبيعيًا بعد ذلك.
  • العلاج الجراحي: من الممكن إجراء عمليات ثقب المفتاح (إجراءات طفيفة التوغل) كجزء من تنظير البطن أو إجراء شقوق أكبر لفتح تجويف البطن (شق البطن). وتكون إجراءات ثقب المفتاح أسرع، ولا تترك سوى ندوب صغيرة، يحدث التعافي بسرعة أكبر. ويقوم الأطباء إما بفتح قناتي فالوب المصابة وإزالة الأنسجة الجنينية (بضع البوق) أو إزالة قناتي فالوب المصابة بالكامل (استئصال البوق).

عادةً ما يكون فتح التجويف البطني ضروريًا في حالة الالتصاقات الكبيرة، وفي حالة حدوث تمزق في قناة فالوب، أو حدوث مضاعفات أثناء عمليات ثقب المفتاح أو بعدها.

ختامًا، وبعد التعرف على الحمل خارج الرحم، والهرمونات المفرزة، وإمكانية ظهورها في حالة الحمل الهاجر، كما في حالة الحمل العادي. لابد من التأكيد على أهمية الاستشارة و المتابعة الطبية للحامل، طيلة فترة الحمل والولادة.