بشكل طبيعي يتولد لدى الأم خوف في حال وجود إسهال مائي. حيث تعتقد الأم أن الرضاعة الطبيعية هي التي تسبب إسهالاً له. مما يتوجب توقف عملية الرضاعة للطفل بشكل مؤقت لحين انتهاء الإسهال، حيث يعتبر هذا فعل خاطئ من قبل الأم نظرًا لأهمية الحليب للطفل في نموه بشكل سليم وإمداده بالعناصر الغذائية اللازمة له. لذلك سنتعرف في هذا المقال على هل حليب الأم يسبب إسهال الرضيع وأسباب إسهال الرضيع، وبعض النصائح للتعامل مع الطفل لدى إصابته بالإسهال.
هل حليب الأم يسبب إسهال الرضيع
نعم، من الممكن أن يسبب حليب الأم إسهالاً للرضيع. حيث تشير الدراسات والأبحاث العلمية إنه بشكل طبيعي يتبرز الرضيع بعد كل رضعة، ويكون الإسهال أو التبرز على شكل إسهال مائي ذهبي اللون أو مائل إلى الأخضر. حيث يعتبر هذا الأمر طبيعي ولا يوجد منه أي ضرر أو دليل على وجود مشكلة لدى الرضيع. بالإضافة إلى اعتقاد الأم أن إيقاف الرضاعة الطبيعية السبيل الوحيد لإيقاف الإسهال لديه. على اعتبار أن الرضيع لا يستطيع هضم الحليب أو بسبب وجود عسر هضم في معدته التي لا تستطيع هضم مادة اللاكتوز الموجودة في حليب الأم.
إلا أن هذا الاعتقاد خاطئ بسبب أن حليب الأم بالنسبة للرضيع مصدر الغذاء الأساسي الذي يحصل من خلاله على أهم العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الرضيع لنموه وتكوين أجهزته. بالإضافة إلى وجود العديد من الأجسام المضادة التي تقوي الجهاز المناعي لدى الطفل بالتالي تكون عامل مساعد لمنع الإسهال لديه. لذلك ينصح في حال الإسهال بزيادة عدد الرضعات مع تقريب الرضيع من ثدي الأم للمساعدة على التخلص السريع من الإسهال.
اقرأ أيضًا: أهم المكملات الغذائية للأطفال في العام الأول
أسباب الإسهال لدى الأطفال
بعد التعرف على هل حليب الأم يسبب إسهال الرضيع. سنقوم بذكر الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الطفل بالإسهال نذكر منها:
- الإصابة بفيروس الروتا: يمكن أن يصاب به الطفل حتى عمر الخمس سنوات، حيث يسبب هذا الفيروس بعض الالتهابات في الأمعاء والمعدة. مما يسبب تلف جدار الأمعاء الداخلية لدى الطفل، بالتالي وجود صعوبة في امتصاص المواد الغذائية التي يتناولها الطفل مما يسبب إسهال لديه.
- تناول الحليب الصناعي: تكون الإصابة بالإسهال لدى الطفل أقل عند الاعتماد على الرضاعة الطبيعية. ذلك بسبب احتواء حليب الأم على عناصر غذائية ضرورية تمنع نمو الجراثيم وحدوث مشاكل صحية في المعدة. بينما الحليب الصناعي يسبب الإصابة بالإسهال لدى الطفل تبعاً لنوعه ودرجة تحسس معدة الطفل من الحليب.
- تناول أطعمة تسبب الإسهال: لدى بدء الأم بإدخال الأطعمة والمشروبات إلى النظام الغذائي للطفل، يمكن أن يؤدي ذلك إلى إصابة الرضيع بالإسهال بسبب وجود حساسية لديه من بعض أنواع الأطعمة. أيضاً من الممكن أن يصاب الطفل بإسهال بسبب بعض المكونات الموجودة في الطعام، على سبيل المثال البطيخ والكنتالوب والفواكه المجففة كذلك الإكثار من الحليب بعد إدخال الأطعمة يساعد في حدوث الإسهال لدى الطفل. بالإضافة إلى ضرورة تجنب الأطعمة الدسمة والثقيلة على معدة الطفل خلال الأعوام الأولى من عمرهم لأن ذلك يزيد من احتمالية الإصابة بآلام ومشاكل في المعدة.
- الإصابة بالزكام: يعتبر الزكام أحد الأسباب الشائعة لحدوث الإسهال لدى الرضيع بالإضافة إلى القيء والغثيان المرافق له. خاصةً عند أخذ المضادات الحيوية التي تساعد في علاج الزكام مما يعزز احتمالية الإصابة بالإسهال لدى الطفل. حيث بشكل عام عند إصابة الطفل بالزكام يصيب المعدة بعض التقلصات والتشجنات بالإضافة إلى وجود مشكلة عسر الهضم وصعوبة امتصاص الجسم للغذاء بشكل سليم.
هل يجب إيقاف الرضاعة الطبيعية عند إصابة الرضيع بالإسهال
بشكل عام في حال إصابة الطفل بالإسهال وكان يعتمد على الرضاعة الطبيعية في غذائه. يجب على الأم أن تستمر في الرضاعة الطبيعية ولا تقوم بإيقافها بشكل نهائي إلا بأمر من قبل الطبيب المختص. وعلى اعتبار الرضاعة الطبيعية هي الوسيلة الأفضل لتغذية الرضيع وإمداده بالعناصر والفيتامينات الضرورية لنموه بشكل صحيح بالإضافة إلى تقوية مناعة الرضيع بشكل سليم. كذلك احتوائه على أجسام مضادة تقوم بمحاربة أي نوع من أنواع الميكروبات الموجودة في الجسم وتساعد على شفائه بشكل أسرع.
اقرأ أيضاً: رغوة في براز الرضيع أبرز أسبابه وطرق علاجه السليمة
نصائح للأم في حال إصابة الرضيع بالإسهال
بعد التعرف على أهم الأسباب المؤدية إلى الإصابة بالإسهال لدى الطفل. سنقوم بإعطاء بعض النصائح التي يجب على الأم التعرف عليها في حال إصابة الطفل بالإسهال، نذكر منها:
- عدم انتظار الأم طويلاً في حال إصابة الطفل بالإسهال بشكل متكرر. ذلك لأن كثرة الإسهال يمكن أن تؤدي إلى حدوث جفاف لدى الطفل والذي يشكل خطورة على صحته.
- ضرورة تبديل الحفاض بشكل مستمر. حيث في حال كان الطفل يرتدي الحفاض يجب على الأم المراقبة الدورية له لتأكد من عدم وجود إسهال فيه. أما في حال وجود إسهال يجب تغييره من قبل الأم بشكل فوري. ذلك لتجنيب الطفل الإصابة بالالتهابات.
- يجب عدم إعطاء الطفل أي نوع من أنواع مضادات الإسهال خوفاً من حصول آثار جانبية لدى الطفل. لذلك يجب التأكيد على ضرورة علاج الإسهال تحت إشراف الطبيب المختص.
- ضرورة بقاء الطفل في المنزل لدى إصابته بالإسهال. ذلك للابتعاد عن مشاكل الإسهال المتكرر بالإضافة إلى حاجة الطفل للراحة حتى يشفى بشكل أسرع.
- التأكيد على الأم ضرورة الحفاظ على نظافة الرضاعات أو أي أغراض أخرى يستخدمها الطفل لإمكانية احتوائها على البكتيريا والجراثيم التي من الممكن أن تنتقل إلى معدة الطفل وتسبب الإسهال لديه.
أخيراً، يجب التأكيد على ضرورة الاهتمام من قبل الأم بنظافة الطفل ونظافة الأدوات التي يستخدمها كاللهاية والرضاعة. بالإضافة إلى غسل اليدين من قبل الأم بشكل جيد قبل إرضاع الطفل سواءً بالرضاعة الطبيعية أو الصناعية. لتأكد من عدم إصابة الطفل بأي مضاعفات خطيرة.