غالبًا ما يشتكي الكبار من صعوبة الحركة وآلام في العظام يعود ذلك لنقص المعادن والفيتامينات وعدم ممارسة الرياضة وأحيانًا من مشكلات صحية أخرى، فضلًا عن ذلك التقدم في العمر، وفي المقابل قد يلاحظ بعض الآباء شكوى من أبنائهم من آلام في العظام، ربما يكون الأمر طبيعيًا في بعض الأحيان نتيجة النمو أو التعرض لصدمة، ولكن قد يحدث أيضًا بسبب الإصابة بمشاكل صحية. تابعوا معنا مقالنا التالي للتعرف على أهم أسباب آلام العظام عند الأطفال وطرق علاجه.
اقرأ أيضاً: معدل السكر التراكمي الطبيعي عند الأطفال
أسباب آلام العظام عند الأطفال
غالبًا ما يذكر أطباء الأطفال أن الكثير من الأهالي يترددون على عياداتهم يوميًا، بغرض الاطمئنان والاستفسار حول شكوى أطفالهم من آلام في العظام، ورغبتهم في معرفة أسباب هذه الآلام عندهم. وبحسب إحصائيات مراجعات الأطباء تبيّن أن معظم المراجعين تتفاوت أعمارهم بين الثلاث سنوات وحتى مراحل متقدمة من الطفولة.
وقد حدد الأطباء أن لهذه الآلام 8 أسباب مختلفة، هي كالتالي:
حمى الروماتيزم
هو مرض التهابي تسببه البكتريا العقدية، غالبًا ما تصيب الأطفال بين عامي 5- 15 سنة. تحدث بشكل عام عند عدم مداواة إنتان الحلق بالشكل السليم. قد تسبب الإصابة بالحمى الروماتيزمية أوجاع العظام عند الأطفال وقد يصل أثرها السلبي لإصابة القلب بالتلف الدائم.
نقص العناصر المعدنية
قد يسبب نقص الشوارد والمعادن في جسد الطفل آلام عظمية متكررة، مثل نقص عنصر الكالسيوم وفيتامين د اللازمان لنمو عظام الطفل بالشكل السليم وصحتها. يرجع النقص لسوء تغذية الطفل وقلة تعرضه لأشعة الشمس المفيدة أو حتى من الممكن عدم حصوله على المغذيات الملائمة خلال الحمل.
النمو
قد يسبب نمو عظام الطفل- أثناء المراحل المبكرة التي يتغير فيها حسمه- آلامًا تتراوح بين البسيطة والمؤلمة جدًا. عادةً تبدأ الشكوى من هذا الألم من عمر 8 سنوات وهذا بالطبع يختلف حسب جنس الطفل. يتميز الألم في العظام المُسبَب من قبل النمو بأنه يصيب الأطراف السفلية.
عدوى العظم
عبارة عن عدوى جرثومية تصيب العظم عند الأطفال وبشكل خاص أثناء الطفولة المبكرة. حيث تسبب البكتريا تكوين كيسات مملوءة بسائل بجانب العظم وقد تصل للمفصل. تسبب هذه العدوى حرارة وآلام مبرحة وصعوبة أثناء الحركة يلاحظها الوالدان فورًا. في هذه الحالة يجب استشارة طبيب مختص حالًا.
تلين العظم
نتيجة اضطرابات النمو والنقص الحاد في مستويات فيتامين د في الجسم يُصاب الأطفال بما يسمى تلين العظام. غاليًا ما يظهر هذا الأمر أثناء الطفولة المبكرة إذ يشتكي الطفل من أوجاع متكررة ويُلاحظ تأخره في الحركة.
النكاف
عبارة عن عدوى فيروسية غير منتشرة في وقتنا الحالي نتيجة اللقاح الذي يتلقاه الطفل. لكن الأطفال الذين لم يتم تطعيمهم يكونون غير محميين من الفيروس المسؤول عن هذا المرض الذي يصيب الغدد اللعابية لديهم مما يسبب حمى ونقص وزن وأوجاع العظام والتهابات عضلية.
شلل الأطفال
مرض فيروسي يصيب الجهاز العصبي عند الطفل قبل وصوله لسن الخامسة ويؤثر عليه كل حياته. أيضًا أصبح غير منتشر في الفترة الأخيرة نتيجة لحملات التلقيح التي تقوم بها وزارة الصحة وبشكل إجباري. يسبب هذا الفيروس آلام عظمية واضطرابات حركية عند الأطفال المصابين.
الأمراض المناعية
مثل الذئبة الحمامية الحمراء وغيرها، حيث يُصاب قلة من الأطفال بها. تؤثر بشكل سلبي على صحة العظم ونموه مما يسبب آلام مبرحة شديدة للطفل.
اقرأ أيضاً: ما هي متلازمة فايفر وهل يمكن علاجها
تشخيص أسباب آلام العظام عند الأطفال
من أبرز أعراض الاضطرابات العظمية عند الأطفال هي الألم، حيث يتراوح من خفيف يؤثر على أسفل الظهر والحوض إلى سيئ في الليل تحديدًا أو عند لمس العظم والضغط عليه. ونادرًا ما يختفي الألم أثناء الراحة. من الممكن أن تسبب أمراض العظام عند الأطفال حركة غير منتظمة ومشية بطيئة وأكثر صعوبة مقارنة بغيرهم من الأطفال السليمين. عندما يلاحظ الوالدان هذه الأعراض يستشيرون الطبيب المختص الذي سيحدد السبب المؤكد للألم، وكلما كان التشخيص باكرًا أكثر كلما كان العلاج أنجح.
- أولًا يقوم الطبيب بفحص جسماني ليحدد العلامات الموضعية التي سترشده لتحديد العامل المسبب نوعًا ما.
- ثم يطلب فحص مخبري حيث من الممكن أن يظهر عند إجراء التحاليل الدموية وجود جراثيم قد تكون المسؤولة عن الألم.
- الخطوة التالية إجراء صور شعاعية حيث يطلب الطبيب إجراء صورة بالأشعة السينية لملاحظة أي إصابة قد يكون تعرض لها العظم الذي يؤلم الطفل.
- أخذ خزعة من العظم حيث يعد واحد من الفحوص المهمة النوعية لتحديد نوع لجرثومة المسببة بالضبط.
اقرأ أيضاً: ما هو اضطراب نقص الحركة وفرط الحركة
علاج آلام العظام عند الأطفال
بعد أن ذكرنا طرق التشخيص يبقى لدينا مرحلة العلاج ليتجاوز الطفل آلامه. الهدف من العلاج هو تخفيف أعراض اضطرابات العظام عند الأطفال، حيث يقوم الطبيب المختص بتصحيح العامل المسبب للألم إذا كان ذلك ممكنًا وكذلك يعمل على تسكين الألم بالاعتماد على شدته. فقد حصلت تطورات كثيرة في الفترة المنصرمة في مجال علاج هذا النوع من الأمراض ترافقت مع إنتاج أنواع عديدة من الأدوية الكيميائية والبيولوجية.
في المقام الأول يعتمد العلاج على استخدام مضادات الالتهاب الستيروئيدية بشكل يضمن استمرار نمو وقيام العظام بوظائفها على الشكل الصحيح. في حال قاوم جسم الطفل لهذا النوع من الأدوية من الممكن أن يقوم الطبيب المختص بحقن المفصل بأدوية كورتيزونية طويلة الأمد. ولتسكين الألم يصف الطبيب الباراسيتامول إذا كان الألم خفيف أما إذا كان شديدًا لا يحمله الطفل يضطر الطبيب لوصف الأفيونات.
طبعًا هذه العلاجات من الضروري أن تترافق مع تعاون الأهل حيث يجب عليهم:
- وضع ثلج بارد على المفصل المؤلم مدة ربع ساعة يوميًا.
- استعمال المشد الطبي.
- إراحة المفصل ومنع الطفل من القيام بأي نشاط متعب.
اقرأ أيضاً: حساسية الجلد عند الأطفال الأسباب وطرق العلاج
ختامًا، أبناؤنا أغلى ما نملك، نسهر على راحتهم ونتألم لألمهم، لذلك في حال لاحظنا أي أمر غير طبيعي يجب أن نستشير طبيبهم المختص ونساعده بكل طاقتنا ليُشفى أطفالنا من كل ألم ومرض. حفظ الله أطفالكم وأطفال العالم كله. قدمنا لكم في هذا المقال أبرز أسباب آلام العظام عند الأطفال وأعراض الاضطرابات العظمية لديهم وكيفية التشخيص من قبل الطبيب وما هي طريقة العلاج.
