تتعرض 22% من النساء لاكتئاب ما بعد الولادة مما يضطرها للبحث عن أدوية اكتئاب آمنة على الرضاعة. لأن فترة الرضاعة من أكثر الفترات انشغالًا وإجهادًا للأم وليست فترة راحة واسترخاء. مما يجعلها أكثر عرضة للمرض والشكوى فتضعف قواها وتنخفض مناعتها. وبالتالي يصبح لجوؤها إلى طبيبها لتلقي الخدمة الطبية مهما كان نوعها أمرًا ضروريًا. ومنها الخدمات المتعلقة بعلاج حالتها النفسية عن طريق استخدامها لأدوية اكتئاب آمنة على الرضاعة. ولتتعرفي عزيزتي الأم على أدوية الاكتئاب المستخدمة في حالة اكتئاب ما بعد الولادة من قبل أغلب المرضعات باعتبارها آمنة على الرضيع. بالإضافة إلى التعرف على آثارها الجانبية وأهم النصائح الواجب التقيد بها قبل البدء باستعمال هذه الأدوية. تابعي معنا فقرات مقالنا التالية.
أدوية اكتئاب آمنة على الرضاعة
هناك العديد من الأدوية المضادة للاكتئاب التي يتم اللجوء إليها لعلاج العديد من حالات الاكتئاب التي تصيب الأم بعد الولادة. فبعضها يخلف آثار جانبية على الأم والرضيع وبعضها الآخر يعتبر من ضمن أدوية الاكتئاب الآمنة على الرضاعة. وفي حال كانت الأم تستخدم أدوية الاكتئاب خلال فترة الحمل فمن الضروري الاستمرار بنفس الدواء أثناء الرضاعة لتقليل خطر إصابة الطفل بالأعراض الانسحابية. أما بالنسبة لأكثر أنواع أدوية الاكتئاب الآمنة المستخدمة خلال فترة الرضاعة هي دواء السيرترالين والباروكسيتين. حيث يصنفان من بين مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية لأن تركيزهم في حليب الرضاعة أقل من أدوية الاكتئاب الأخرى.
الأدوية المضادة للاكتئاب والآمنة للمرضع
السيرترالين Sertraline
أظهرت العديد من الدراسات المتعلقة بمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية. والتي ينتمي إليها السيرتالين أن استخدام هذا الدواء خلال فترات الحمل الأولى لا يحدث بالضرورة تشوهات خلقية أو تشوهات في القلب. ولكن تناول هذا الدواء في الفترة الأخيرة من الحمل يمكن أن يؤدي إلى بعض المشاكل النادرة مثل صعوبة التغذية والصرع وعدم استقرار حرارة الطفل وتوقف التنفس والاستفراغ ونقص سكر الدم. والتي قد تحدث بسبب التأثير السمي لهذه الدواء أو بسبب إيقافه فجأة. لذلك يمكن العلاج عن طريق السيرترالين خلال الرضاعة إذا كانت الفائدة منه للأم تفوق مخاطره المحتملة على الرضيع. والتي يحددها الطبيب المختص.
الباروكسيتين Paroxetine
يمكن استخدام دواء الباروكسيتين بشكل آمن أثناء الرضاعة الطبيعية على الرغم من ارتباطه بالاضطرابات المعدية والمعوية. حيث يتسرب إلى حليب الأم ومن ثم يصل إلى الطفل الرضيع بنسب قليلة جدًا غير ملحوظة. ولكن يمكن لهذه النسب أن تتسبب في بعض الحالات بحدوث بعض الآثار الجانبية على الطفل مثل تهيج للجسم والإصابة بالقيء أو حدوث نقص في مادة الصوديوم في دم الرضيع. ويجب الانتباه إلى الامتناع عن تناول أدوية الباروكسين خلال الأشهر الأولى من الحمل لمنع حدوث تشوهات قلبية للجنين.
السيتالوبرام Citalopram
يفرز دواء السيتالوبرام بكميات قليلة جدًا في حليب الأم حيث يصل إلى الدم بعد تناوله بـ 3 إلى 9 ساعات. ونادرًا ما يتعرض الرضيع لآثاره الجانبية كعدم القدرة على النوم. لذلك يعتبر هذا العقار من أدوية الاكتئاب الآمنة خلال فترة الإرضاع. ولكن تجدر الإشارة إلى أن إيقاف تناول دواء السيتالوبرام قبل الولادة بثلاث أسابيع. سيسبب للرضيع بعض الاضطرابات في النوم أو حدوث توتر عضلي.
الايسيتالوبرام Escitalopram
يصنف دواء الايسيتالوبرام من قائمة أدوية الاكتئاب الآمنة على الرضاعة الطبيعية. حيث يفرز بنسبة منخفضة في حليب الرضاعة. وبالرغم من ذلك لم يثبت وجود أي أثر جانبي لهذا الدواء على الرضيع. ولكن ينصح بعدم تناول هذا الدواء إلا بموجب استشارة طبية ويجب مراقبة الرضيع للتأكد من عدم ظهور أي عارض مثل الدوار وفقدان الوعي.
الفلوكسيتين Fluoxetine
استخدم هذا الدواء من قبل العديد من الأمهات المرضعات. ولم تظهر آثار جانبية إلا على عدد قليل من الرضع. حيث أن عقار فلوكسيتين يمكن أن ينتقل إلى حليب الثدي ومنه إلى الرضيع. ولكن بكمياتٍ ضئيلة. لذلك يمكن للأم الاستمرار في تناوله للحفاظ على صحتها مع ضرورة مراقبة الرضيع وفي حال ظهور أي أعراض جانبية يجب مراجعة الطبيب.
الفلوفوكسامين Fluvoxamine
يعتبر الفلوفوكسامين من أدوية علاج الاكتئاب والقلق المنتمية إلى مجموعة مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية. حيث يثبط إعادة استخدام وامتصاص مادة السيروتونين مما يرفع مستواها في الدماغ. غالبًا ما يستخدم هذا العقار لعلاج اضطراب الوسواس القهري والقلق الاجتماعي والرهاب.أما بالنسبة لاستخدامه أثناء الحمل فيمكن تناوله بعد استشارة الطبيب لتحديد إذا كانت فوائده تفوق مخاطره المحتملة على الجنين. كما أنه يعتبر من أدوية الاكتئاب التي تنتقل إلى حليب الأم ومنه للرضيع عن طريق الرضاعة. وبالتالي قد يؤثر على الرضيع لذلك يتوجب كغيره من أدوية الاكتئاب عدم تناولها إلا بموجب وصفة طبية.
اقرأ أيضًا: متى أرضع طفلي بعد الدواء
الآثار الجانبية لتناول أدوية الاكتئاب الآمنة على الرضاعة
- ارتفاع ضغط الدم الرئوي لدى حديثي الولادة في حال تناول الأم مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية خلال فترة الحمل.
- كما قد يصاب حديثي الولادة خلال الـ24 إلى 48 ساعة الأولى للولادة بمتلازمة ضعف التكيف والتهيج وضعف البصر ولكن بنسبة تعتبر منخفضة.
- بالإضافة إلى ذلك قد تظهر بعض الآثار السلبية على الرضيع مثل النعاس وسوء التغذية، واضطراب في معدل النوم، والتهيج. مما يتوجب عندها مراقبته خلال فترة تناول الأم لأدوية الاكتئاب.
- تصيب الآثار الجانبية الناتجة عن تناول أدوية الاكتئاب حوالي 0.3% من الأطفال الذين يرضعون بشكل طبيعي.
اقرأ أيضًا: مخاطر حبوب تنشيف الحليب بعد الفطام
نصائح قبل تناول أدوية الاكتئاب
- في حال بدأت الأم بتناول أدوية الاكتئاب خلال فترة الحمل فيجب عليها استشارة طبيبها في حال رغبتها باللجوء للرضاعة الطبيعية. وذلك لتحديد الخيار الأنسب والدواء الأكثر أمنًا على رضيعها القادم.
- كما يجب تجنب مضادات الاكتئاب عالية التأثير لأنها تؤدي إلى تخدير الرضيع.
- في حال اللجوء إلى أدوية الاكتئاب العالية التأثير ينصح بعدم نوم الأم ورضيعها في نفس السرير.
- جميع أدوية الاكتئاب الآمنة على الرضاعة تنتقل إلى حليب الأم ولكن بكميات مختلفة. كما أن تأثيرها على الرضيع يكون مختلفًا تبعًا لنوع الدواء.
اقرأ أيضًا:علاج تشقق الحلمتين أثناء الرضاعة بالعسل
وفي ختام مقالنا عن أدوية الاكتئاب الآمنة على الرضاعة لا بد من تذكير جميع الأمهات بأن للرضاعة الطبيعية فوائد عديدة على الطفل الرضيع. فهي تقوي مناعته ضد الأمراض وتزيد معدل ذكائه بالإضافة إلى الكثير من الفوائد. فلا تحرمي طفلك منها وتوجهي إلى طبيبك للمفاضلة بين الفوائد المكتسبة من تناول أي دواء من عدمه. فهو أقدر على تحديد الأنسب لكليكما.