أسباب تأخر النطق عند الأطفال وعلاجه من العناوين المطروقة بكثرة على محركات البحث. بدايةً وقبل كل شيء يعتبر تأخر النطق من الاضطرابات الشائعة لدى الأطفال التي تقلق الأهل وتثير الخوف لديهم. وخاصةً عند مقارنة الطفل مع أقرانه بنفس العمر، فيلجؤون إلى مراجعة الطبيب لعلاج ولدهم ومساعدته على النطق والكلام. وعلى الرغم من أن هذه المشكلة تعد طبيعية ولا تتعلق بأي حالة مرضية في 70% من الحالات إلا أنها قد تعود إلى أسباب عضوية خطيرة تتطلب العلاج والتدبير السريع. فالنطق مهم جدًا للوصول إلى تطور طبيعي للطفل. وسنتحدث في مقالنا اليوم عن الأسباب الرئيسية لتأخر النطق عند الأطفال وكيفية تدبيرها، تابعوا معنا.
تأخر النطق عند الأطفال
تعتبر الطفولة من أهم مراحل النمو وأكثرها تأثيرًا في تطور الطفل النفسي والجسدي. وبالتالي فإن المشاكل التي قد تواجهه خلال هذه المرحلة ستؤثر على شخصيته وحياته المستقبلية بشكل كبير. ويعد تأخر النطق واحدًا من أهم هذه المشاكل، وهو عبارة عن وجود تأخر في الكلام مع مجموعة من العلامات التي تظهر على الطفل وتشير إلى وجود اضطراب ما لديه. وتختلف هذه العلامات باختلاف السبب المؤدي إلى صعوبة النطق، ونذكر منها:
- عدم نطق كلمة بابا أو ماما أو كلمة باي خلال السنة الأولى من العمر.
- وجود اضطراب في تكوين جملة بسيطة خلال السنة الثانية من العمر.
- ترافق تأخر الكلام مع ضعف تواصل الطفل الاجتماعي فيكون غير مبالي بالوسط المحيط به وقليل التفاعل معه.
- ضعف استيعاب الطفل وصعوبة حفظه لأغاني الأطفال المعرفة.
- الابتعاد عن الأصدقاء بنفس عمره إذ يشعر الطفل بأنه أقل شأنًا منهم، مما قد يؤثر بشكل سلبي على الحالة النفسية للطفل.
- الاستغراب الدائم من البيئة المحيطة به فكأن الأشياء لا تصبح مألوفة بالنسبة له.
اقرأ أيضًا: أعراض وأسباب تعذر الأداء النطقي لدى الأطفال
أسباب تأخر النطق عند الأطفال
هناك العديد من الأسباب لتأخر النطق عند الأطفال ونذكر منها:
- وراثية: سبق وذكرنا بأن تأخر الطفل عند الأطفال ليس دائمًا مرضي، ويكون الطفل طبيعي في غالبية الحالات. وهنا يعود سبب تأخر النطق إلى وجود مورثات خاصة تسبب الحالة السابقة. وتلاحظ الأم حدوث تأخر في النطق عن الطفل وأخوته أيضًا، لا تترافق هذه الحالة بأي أعراض أخرى.
- جسدية: يعاني بعض الأطفال من وجود تشوهات في منطقة الفم لديهم. ومن الجدير بالذكر بأن عملية الكلام تطلب سلامة الأعضاء المسؤولة عنه كالفم واللسان والحنجرة، وبالتالي فإن أي اضطراب في الأعضاء السابقة سينتج عنه تأخر واضح في النطق والكلام.
- عصبية: قد يعود تأخر النطق عند الطفل إلى اضطرابات عصبية في الدماغ. وخاصةً في الباحات المسؤولة عن التعبير عن الكلام أو تنسيق حركة الشفتين واللسان المسؤولين عن اللفظ الصحيح للكلام. وقد تنتج هذه الحالة عن مرض خلقي في الدماغ أو رض خارجي بعد ولادة الطفل.
- سمعية: يعتبر السمع السليم شرط أساسي للنطق فالطفل الذي لا يسمع لن يتمكن من الكلام أو سيعاني من تأخر عملية النطق وخلل في التطور الروحي الحركي لديه. وبالتالي يجب على الأهل أن يكتشفوا نقص السمع أو الصمم عند أطفالهم باكرًا ما أمكن. ويستشيروا الطبيب بشأنه لتدبير الحالة قبل تطور الاختلاطات السابقة، كما قد تساهم التهابات الأذن المتكررة في تطور الاضطراب السابق.
- اضطرابات عقلية: يعاني مرضى التخلف العقلي عادةً من تأخر في النطق، بالإضافة إلى مشكلات أخرى كالتعليم وعدم القدرة على صياغة جمل معبّرة وصحيحة من حيث المعنى.
- اجتماعية: قد يكون تعامل الأهل السيء مع طفلهم وتعنفيهم المتكرر له سببًا لحدوث مشاكل النطق لديه. كما يعاني مرضى التوحد من مشاكل النطق عادةً.
اقرأ أيضًا: تعذر الأداء النطقي بمرحلة الطفولة
تشخيص تأخر النطق عند الأطفال
يتم تشخيص تأخر النطق عند الأطفال بالاعتماد على الملاحظة السريرية، وتختلف معايير التشخيص باختلاف العمر كما يلي:
- السنة: عدم تمكنه من قول كلمة ماما أو بابا أو التمتمة ببعض الكلمات غير المفهومة.
- السنة ونصف: عدم قدرته على تركيب جملة مكونة من 6 كلمات.
- السنتين ونصف: عدم قدرته على تركيب جملتين بسيطتين.
- عمر 4 سنوات: الكلام غير الواضح وغير المتناسق.
اقرأ أيضًا: تعذر الأداء النطقي بالطفولة أعراض وأسباب
علاج تأخر النطق عند الأطفال
يعتمد علاج تأخر النطق عند الأطفال على السبب، ومن أهم التدابير العلاجية نذكر:
- تشجيع الطفل على الكلام عن طريق التحدث إليه بشكل مستمر وإعطائه كمية كبيرة من الاهتمام والدعم النفسي.
- تأمين وسط محيط مناسب للطفل وتشغيل برامج الأطفال بشكل مستمر حيث أثبتت الدراسات بأن معظم الأطفال يتعلمون الكلمات الجديدة من برامج الأطفال التي يتم عرضها على التلفاز.
- الحرص على جمع الطفل مع أقرانه ليتعلم منهم لفظ الكلمات، فالطفل يقلد رفاقه دائمًا ويستفيد منهم.
- إصلاح التشوهات الخلقية الموجودة على حساب منطقة الفم، وذلك على يد طبيب جراح ماهر وتدريب الطفل على الكلام والنطق بعد إجراء العمل الجراحي.
- مراجعة طبيب عصبية أطفال لتدبير الاضطرابات العصبية الموجودة لدى الطفل وإصلاح ما يمكن إصلاحه.
- تركيب معيضات السمع المؤقتة أو الدائمة لتدبير نقص السمع عند الطفل. كما يلجأ بعض الأطباء لإجراء عمليات جراحية على الأذن.
- تقديم العلاج السلوكي النفسي للأطفال المصابين بالتخلف العقلي لتشجيعهم على الكلام وتحسين النطق لديهم.
- تعليم الأهل طريقة التعامل الصحيحة مع أطفالهم فالتعنيف جريمة يعاقب عليها القانون.
اقرأ أيضًا: اضطراب طيف التوحد الأعراض والأسباب
وهنا ينتهي المقال حيث تحدثنا عن تأخر النطق لدى الأطفال، كما تطرقنا إلى أهم أسبابه وطرق تشخيصه. وأخيرًا ذكرنا طرق علاج تأخر النطق لدى الأطفال. وفي الختام نؤكد أن أطفال اليوم هم أمل المستقبل ومن واجبنا جميعًا الاعتناء بهم.