يعتبر التهاب السحايا مرض أو عدوى غير شائعة الحدوث لدى الأطفال، ولكن من الممكن أن تكون خطيرة. حيث يكون الأطفال الأكثر عرضة للإصابة به هم دون عمر الشهرين. على اعتبار التهاب السحايا هو عبارة عن التهاب في طبقات الأنسجة التي تحمي الدماغ والنخاع الشوكي لدى الطفل حيث يكون المسبب للالتهاب غير معروف. لكن يوجد اعتقاد إنه من الممكن أن يكون السبب مرتبط بضعف جهاز المناعة لدى الطفل أو عدوى فيروسية أو بكتيريا. لذلك سنتعرف في هذا المقال على التهاب السحايا عند الرضع وطرق التشخيص بالإضافة إلى أهم أعراضه.
التهاب السحايا عند الرضع
بشكل عام التهاب السحايا يكون عبارة عن التهاب السائل والأغشية المحيطة بالدماغ والنخاع الشوكي. وغالبًا يحفز التورم الناتج عنه أعراضًا كالصداع، والحمى، وتيبس الرقبة. مع العلم التهاب السحايا يمكن أن يصيب الأطفال دون عمر السنتين والأشخاص بأي عمر. حيث يكون المسبب انتقال البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات التي تصيب جزءًا آخر من الجسم إلى الدماغ والنخاع الشوكي عبر مجرى الدم. وبعض الحالات تتحسن دون تدخل علاجي خلال عدة أسابيع، لكن هناك حالات تكون مهددة لحياة الطفل وتتطلب تدخلًا سريعًا والعلاج بالمضادات الحيوية.
أعراض التهاب السحايا عند الرضع
يوجد تشابه بين الأعراض المبكرة لالتهاب السحايا وأعراض مرض الأنفلونزا، حيث من الممكن أن تتطور هذه الأعراض خلال ساعات أو عدة أيام. مع العلم تختلف الأعراض باختلاف العمر، ولكن بشكل عام تكون الأعراض المحتملة الخاصة بالأطفال:
- رفض الطفل للرضاعة والأكل.
- يكون الطفل أكثر غضبًا وسريع الانفعال.
- بكاء الطفل بصوت عالي.
- وجود تصلب في جسم الطفل.
- ظهور انتفاخ لين في مقدمة رأس الطفل أو ما يسمى اليافوخ.
- خمول لدى الطفل ونشاط أقل من المعتاد.
بينما الأعراض المحتملة لجميع الأعمار:
- ارتفاع مفاجئ في درجة حرارة الجسم والإصابة بالحمى.
- ارتباك بالإضافة إلى التنفس بشكل سريع.
- استفراغ وتقيؤ.
- وجود برودة في اليدين والقدمين، كذلك وجع في المفاصل والعضلات.
- طفح جلدي وعلامات على الجلد بالإضافة إلى شحوب في لون البشرة.
- حدوث تصلب في الرقبة بالإضافة إلى وجع في الرأس.
- نوبات صرع مع وجود صعوبة في تهدئة الشخص، بالإضافة إلى الانزعاج من الإضاءة القوية.
- وجود رغبة في النوم لفترات طويلة.
اقرأ أيضًا: 12 علامة لالتهاب السحايا عند الأطفال الرضع حديثي الولادة
كيفية تشخيص التهاب السحايا عند الرضع
بعد التعرف على أعراض التهاب السحايا عند الرضع، لا بد من معرفة طرق التشخيص الخاصة بهذا المرض. إذ أن هناك احتمالية أن تركد الفحوصات إصابة الطفل الرضيع بالتهاب السحايا أكثر من ملاحظة الأعراض. حيث يخضع الطفل أولًا للفحص البدني بشكل خاص حول العنق والرأس والجلد، ثم تجرى أحد هذه الفحوصات:
- فحص زراعة الدم: يتم أخذ عينة من دم الطفل وتوضع على أطباق خاصة، حيث يمكن من خلال هذا الزرع التأكد من نمو البكتيريا والجراثيم. بالتالي إذا نما شيء معين ضمن هذه الأطباق ربما يكون هو المسبب لالتهاب السحايا.
- التصوير: يعتبر استعمال طريقة التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي لرأس الطفل وسيلة للتأكد من وجود التهاب أو تضخم معين في الرأس. كذلك من الممكن أن تساعد الأشعة السينية للصدر أو الجيوب في تحديد موقع العدوى الفيروسية التي من الممكن أن تكون دليلًا لالتهاب السحايا.
- البزل القطني: يتم في هذه الطريقة إدخال إبرة في أسفل ظهر الطفل لأخذ عينة من سائل النخاع الشوكي. حيث تكون مواصفات هذا السائل عند المريض المصاب بالسحايا، كالتالي يكون مستوى سكر الغلوكوز في العينة المأخوذة منخفضًا. في حين يكون عدد كريات الدم البيضاء والبروتين مرتفعًا في نفس العينة.
- تفاعل سلسلة البوليميراز: في حال شك الطبيب المختص بأن المسبب لالتهاب السحايا عند الطفل فيروسي. فإنه يطلب إجراء فحص يسمى تفاعل سلسلة البوليميراز لمعرفة وتحديد الأجسام المضادة لهذا الفيروس، وبالتالي تحديد نوع العلاج المناسب لهذه الحالة.
مضاعفات التهاب السحايا عند الرضع
أغلب الدراسات تؤكد أن كل سبعة من عشرة أطفال مصابين بالتهاب السحايا يتعافون بشرط التشخيص المبكر والعلاج الفوري. رغم ذلك هناك حالات قد تكون مميتة، ومن الممكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة في الجهاز العصبي للطفل، نذكر منها:
- فقدان السمع لدى الطفل.
- ظهور مشكلات في الرؤية.
- تلف الدماغ والنخاع الشوكي.
- نوبات صرع لدى الطفل.
- حدوث شلل في ذراعي وساقي الطفل.
- وجود صعوبات في التعلم والتذكر.
على اعتبار ضعف السمع أحد المضاعفات الشائعة الحدوث لدى الطفل، يجب التأكيد على ضرورة خضوع الطفل المصاب بالتهاب السحايا البكتيري إلى اختبار السمع بعد الشفاء منه. بالإضافة إلى تأثر القلب والكلى والغدد الكظرية، ويعتمد ذلك على السبب وراء العدوى.
اقرأ أيضًا: أسباب تأخر النطق عند الأطفال وعلاجه
كيفية علاج التهاب السحايا عند الرضع
كما ذكرنا سابقًا أعراض التهاب السحايا عند الرضع وأهم طرق تشخيصه. لذلك سنتعرف على أهم الخطوات المتبعة لعلاج التهاب السحايا مع التأكيد على اختلاف العلاج باختلاف المسبب للمرض:
- يتم علاج التهاب السحايا البكتيري عن طريق استخدام أحد المضادات الحيوية، حيث يعطي الطبيب المختص بإعطاء الطفل مضاد حيوي واسع الطيف حتى معرفة نوع البكتيريا المسببة لهذا الالتهاب بواسطة معرفة نتائج التحاليل الخاصة بالمرض، ثم بعد ظهور نتيجة التحاليل يغير الطبيب المضاد الحيوي بنوع آخر خاص بالبكتيريا المسببة للالتهاب.
- من الممكن أن يلجأ الطبيب لاستخدام مضادات التهاب ستيرويدية للتخفيف من حدة الالتهاب وأعراضه.
- في حال كان سبب الالتهاب فيروسي، غالبًا لا يتم صرف أي علاج مضاد للفيروسات. بينما يؤكد الطبيب على ضرورة الراحة التامة للطفل والإكثار من شرب السوائل.
- ينصح الطبيب باستعمال مسكنات الألم في حال الحاجة إلى ذلك.
- في حال كان سبب الإصابة بالتهاب السحايا فطري، يتم استخدام مضادات للفطريات للعلاج.
أخيرًا، بعد التعرف على أعراض التهاب السحايا عند الرضع وكيفية التشخيص. لا بد من التأكيد على استخدام اللقاحات ضد التهاب السحايا البكتيري، إذ أنها أثبتت فعاليتها في تقليل خطر الإصابة عند الأطفال.