ترجع الإصابة بصديد العين لدى الأطفال الرضع إلى وجود إفرازات صفراء في عين الرضيع التي قد يتحول لونها تدريجيًا إلى اللون الأخضر، كما تتعدد أسباب صديد العين عند الرضع وتختلف باختلاف الاختلاف العامل المسبب ومكان الإصابة ضمن العين لتتعدد معها طرق العلاج.
قد تستيقظ إحدى الأمهات لتجد أجفان طفلها الرضيع عالقةً يملؤها الصديد بعد استيقاظه صباحًا، وقد تتمكن من إزالة الصديد العالق وتنظيف عيني رضيعها وفتح أجفانه بإحدى الطرق العلاجية المنزلية. بينما يعود الصديد مجددًا خلال النهار لتتأكد الأم من وجود إصابة جرثومية في عين طفلها.
عزيزتي الأم، كثيرًا ما يلمس الأطفال أعينهم بأيديهم الملوثة أثناء اللعب. كما أنهم قد يلمسون أعين الأطفال الآخرين. كل ذلك قد يتسبب في الإصابة أو العدوى.
إذا كان لديكِ طفل رضيع فمن المؤكد أنكِ بحاجة لمعرفة ما هي أسباب وجود إفرازا صفراء في عينه، وما هي طرق العلاج المناسبة. كل ذلك ستتعرفين عليه من خلال مقالنا التالي.
أسباب وجود إفرازات صفراء في عين الرضيع
شار أحد أطباء الجراحة العينية في مستشفى جامعة كارل جوستاف كاروس الشهيرة في مدينة دريسدن الألمانية أن عدد من الرضع قد يعانون منذ الولادة من ارتفاع إفراز المادة الدمعية. مما يجعل دموعهم تسيل بشكل مستمر على وجناتهم الصغيرة. كما أرجع الطبيب زيادة الإفرازات إلى التضيق الشديد في القنوات الدمعية أو انسدادها لدى هؤلاء الرضع. الأمر الذي يسبب إصابة العين بالتهابات شديدة لتتحول الإفرازات الدمعية إلى إفرازات صفراء أو صديد في أعين الرضع. كما أكد الطبيب أن ستة بالمئة من الأطفال حديثي الولادة مصابون بتضيق أو انغلاق القنوات الدمعية، وأعدَ هذه الإصابة من العيوب الخلقية.
علاوة على ذلك، ليست الإصابة بتضيق القنوات الدمعية هي العامل المسبب الوحيد لوجود إفرازات صفراء في العين عند الأطفال الرضع. فكثيرًا ما تظهر هذه الإفرازات في العين لدى الطفل حديث الولادة دون أن يعاني من تضيق أو انغلاق في القنوات الدمعية. لذلك تتعدد أسباب وجود الإفرازات الصفراء في عين الرضيع وأهمها:
وجود إفرازات صفراء لوجود جسم غريب في العين
في الوقت الذي يشكو الأطفال الأكبر سنًا من الشعور بشيءٍ غريبٍ في العين لن يتمكن الطفل الرضيع من التعبير عن ذلك. حيث من الممكن أن تتطاير الجزيئات الصغيرة مثل الرمال أو الأوساخ أو نشارة الخشب لتستقر في عين الطفل. وغالبًا ما تعلق الحبيبات تحت الجفن العلوي. إذا لم يتم اكتشاف ذلك ولم تُزال هذه الحبيبات فإنها قد تتفاعل مع العين التي تبدأ بإفراز القيح. أما الدليل الطبي الذي يؤكد وجود جسم غريب في العين فهو عدم استجابة العين المصابة لقطرات المضاد الحيوي للعين. لذلك يعد وجود الجسم الغريب في عين الطفل الرضيع من العوامل المسببة الخطرة لوجود الإفرازات الصفراء.
الإفرازات الصفراء بسبب الإصابة بالعدوى أو الأنفلونزا ونزلات البرد
مهما كانت الأعراض المصاحبة لنزلات البرد أو الزكام عند الأطفال الرضع فإن كلٍ من سيلان الأنف أو احتقانه يمكن أن يسبب وجود الإفرازات الصفراء في أعينهم. وقد يكون ذلك أكثر شيوعًا لدى الأطفال الذين يعانون من تضيق في القناة الدمعية عند إصابتهم بنزلات البرد.
التهاب الملتحمة الفيروسي في عين الرضيع
يتميز العرض الرئيسي للعدوى الفيروسية العينية كالهربس بتلون الأجزاء البيضاء من العين باللون الوردي. لتبدو العيون دامعة محدثة ما يسمى بالعين الوردية المميزة بالتورم. إلا أنه قد تصاحب هذه الأعراض إفرازات مخاطية بيضاء أو صفراء فاتحة على جانبي العين دون أن تتحول إلى صديد.
التهاب الملتحمة البكتيري في عين الرضيع
تتميز الإصابة بالعدوى البكتيرية بالتصاق الجفون بسبب القيح وتشكل الصديد بعد النوم. كما قد تكون هذه الإفرازات الصفراء موجودة في عين واحدة عند الرضيع أو في كلتا العينين. علاوةً على ذلك، يمكن أن يهدد إهمال علاج هذه الإصابة البصر بأكمله عند الرضيع.
التهاب الملتحمة التحسسي في عين الرضع
يولد الكثير من الأطفال الرضع وهم لديهم حساسية من بعض المواد المسببة لها، كحبوب الطلع أو الوبر أو الغبار أو الأدخنة. ولا تعد هذه الإصابة قابلة للعدوى. وغالبًا ما تكون الإفرازات الناتجة عنها مائية القوام.
انسداد الغدد الدهنية في قاعدة الجفن
قد تلاحظ الأم بعد استيقاظ طفلها الرضيع ظهور بثرة صغيرة على حافة جفنه ترافقها أعراض العين الوردية المميزة بالتورم مع وجود إفرازات صفراء. كما تعد هذه الإصابة غير خطيرة وغالبًا ما تزول هذه الأعراض لوحدها. لكن يتوجب على الأم عدم المساس بالبثرة الموجودة على حافة جفن طفلها، فذلك يعرض العين للالتهابات وتفاقم الإصابة.
التهاب النسيج الرخوي في جفن عين الرضيع
تعد هذه العدوى خطيرة لأنها تتعمق في الجفن والأنسجة المحيطة به. كما يتمثل العَرَض الرئيسي لالتهاب النسيج الرخو في جفن الرضيع بظهور جفن أحمر منتفخ وطري للغاية. مما يجعل العين متورمة ومغلقة بالكامل دون أن يظهر الصديد. علاوة على ذلك، غالبًا ما تظهر هذه الإصابة فقط على جانب واحد للعين. كما يمكن أن تنتج عن الإهمال في علاج التهاب الملتحمة الجرثومي، فتنتشر عدوى العين إلى الداخل.
الإفرازات الصفراء بسبب جفاف العين
تقوم العين المصابة بالجفاف الشديد بردة فعل لتعويض انخفاض الترطيب اللازم في العين من خلال إفراز المواد الصفراء.
الإفرازات الصفراء بسبب تقرحات القرنية في عين الرضيع
كثيرًا ما تنتج التقرحات في قرنية العين الكثير من الإفرازات الصفراء، ويعود ذلك لأسباب عدة منها جرح العين أو التهابها أو الجفاف الشديد.
الإفرازات الصفراء بسبب انسداد القناة الدمعية
تتمثل الأعراض الرئيسية لانسداد القناة الدمعية في انسياب مستمر في دموع العين. حيث تملأ الدموع العين وتنساب على وجه الرضيع حتى عند عدم البكاء. ولا تترافق هذه الأعراض باحمرار في العين أو انتفاخ في الجفن. أما العرض الثانوي لهذه الإصابة فهو تلطيخ الجفون بالصديد، أو انغلاق العين بالكامل.
علاج وجود إفرازات صفراء من عين الرضيع
من المعروف عن الشاي أنه يحوي الكثير من مضادات الأكسدة المضادة للالتهابات والتورم. كما تضع بعض الأمهات عادةً أكياس الشاي على شكل كمادات باردة فوق أعين أطفالها الرضع حديثي الولادة عند وجود إفرازات صفراء فيها. لكن هل من أدلة علمية تثبت فعالية الشاي في علاج وجود الإفرازات الصفراء في عين الرضيع؟
على الرغم من الفوائد الكبيرة التي تبديها مكونات الشاي كالفلافونيدات ومضادات الالتهاب الأخرى إلا أنه يحذر الأطباء من تطبيق أكياس الشاي على عين الطفل المصابة والمتهيجة بشدة كي لا يسبب ذلك زيادة حساسيتها. كما لا توجد أبحاث علمية تؤكد إمكانية استخدام أكياس الشاي لعلاج الالتهابات العينية.
وكذلك الأمر بالنسبة لتطبيق حليب الأم على عين طفلها المصابة كما هو رائج لدى العامة، فذلك لا يعالج السبب المؤدي لوجود إفرازات صفراء في عين الرضيع. بل قد يزيد من حدة الإصابة ويعرض عين الرضيع للخطر.
أما أهم العلاجات المنزلية والدوائية التي يمكن أن تعالج أسباب وجود إفرازات صفراء في عين الرضيع وتخفف من حدة الإصابة فهي:
الكمادات الدافئة لعلاج الإفرازات الصفراء في عين الرضع
يمكن أن تضع الأم كمادات القطن المعقمة والمبللة بالماء الدافئ على العين المصابة لطفلها الرضيع للتخفيف من حدة العين المحمرة والمتورمة مع إمكانية مسح الإفرازات الصَفراء وإزالتها وخاصة عندما تسبب هذه الإفرازات التصاق الجفنين. مع تجنب أن تكون هذه الكمادات ساخنة منعًا لأذية العين.
المضادات الحيوية للتخلص من الإفرازات الصفراء في أعين الرضع
غالبًا ما يلجأ الأطباء عندما تعود أسباب وجود إفرازات صفراء في عين الرضيع لالتهاب بكتيري في الملتحمة إلى وصف المضاد الحيوي المناسب والذي يكون على شكل قطرة أو كريم يُدهن مكان الإصابة.
قطرة مضادة للفيروسات المسببة للإفرازات
توصف من قبل الطبيب عندما يكون التشخيص التهاب فيروسي في الملتحمة.
مضادات التهاب تحسسية لعلاج الإفرازات الصفراء
تخفف هذه المضادات من حدة الأعراض الناجمة عن الإصابة كاحمرار العين والأجفان وانتفاخها.
متى تستدعي إفرازات العين الصفراء عند الرضع زيارة الطبيب
عزيزتي الأم تعد عين طفلك الرضيع من الأجزاء الحساسة لديه. لذلك من الضروري استشارة الطبيب المختص عند وجود إفرازات صفراء في أعين الأطفال حديثي الولادة، للتأكد من العامل المسبب. أما أهم الحالات التي تستدعي زيارة الطبيب فهي:
- إذا كانت أجفان الطفل الرضيع حمراء منتفخة بشدة.
- الرؤية المشوشة.
- الألم والانزعاج في العين والبكاء المستمر للرضيع.
- ارتفاع درجة حرارة الرضيع حتى 40 درجة مئوية.
- غالبًا ما يستدعي وجود الصديد في عين الرضيع وصف المضاد الحيوي المناسب للحالة من قبل الطبيب.
- من الضروري التواصل السريع مع الطبيب إذا استمر ظهور الإفرازات الصفراء في عين الرضيع (الصديد) بعد استخدام القطرات المضادة للالتهاب لمدة تزيد عن ثلاثة أيام.
نصائح هامة عند وجود إفرازات صفراء في عين الرضيع
- يجب على الأم غسل يديها جيدًا بعد تنظيف عين طفلها الرضيع من الإفرازات وبعد وضع المضاد الحيوي في عينه.
- على الأم أن تتجنب ملامسة العين السليمة لطفلها الرضيع أثناء العناية بالعين المصابة منعًا لانتقال العدوى إليها.
- يمكن تنظيف عين الرضيع من الصديد بالقطن المعقم والمبلل بالماء الدافئ، وذلك من خلال وضع الرضيع على ظهره، ومن ثم وضع قطرة واحدة على الزاوية الداخلية للعين. فإذا فتح الطفل عينه أو رمش بها، ستتدفق قطرة العين إلى الداخل. وإذا لم يفتح عينه، فسوف تتسرب القطرة ببطء إلى العين.
وختامًا، غالبًا ما يعد وجود إفرازات الصديد في عين الرضع من الإصابات البسيطة، وعادةً ما تزول هذه الإفرازات بعد المعالجة المناسبة لمدة ثلاثة أيام. بينما تزول الأعراض الأخرى كاحمرار العين وتورمها بعد أسبوع تقريبًا. لذلك يجب على الأم معاودة الاتصال بالطبيب إذا تجاوزت مدة الإصابة المدة المحددة لذلك. مع ضرورة توخي الحذر واتباع الإرشادات حول طرق العناية والعلاج.
