تمتلك العقارات التراثية في الإمارات طابعاً خاصّاً، يحمل في طياته عبق الماضي المتمثّل في التّصاميم العمرانيّة المميزة. وعلى الرّغم من عدم اختلافها الكبير عن العقارات الحاليّة، إلّا أنّها متفردّة بمواصفاتٍ هيكليّة وتصميميّةٍ مغايرة قليلاً لطبيعة تصاميم الأبنية الحديثة.
- هذا وتتوزع المشاريع العقارية السّكنية والتّجاريّة التراثيّة ما بين دبي وأبوظبي ومدينة العين وغيرها من بقية المدن الإماراتيّة. وتشهد إقبالاً خاصّاً من قبل عشاق المناطق الأثريّة والأسواق الشعبيّة التي تعبّر عن تراث الإمارات وثقافتها وتاريخها العريق.
ومن خلال ثنايا مقالنا التالي، سوف نستعرض أهمّ المعلومات حول استثمار العقارات التراثية في الإمارات ودورها في استقطاب المستثمرين من مختلف الدّول. كما سنسلط الضوء على أبرز العوامل الداعمة لاستثمار المشاريع التراثية، كذلك العقبات والتحديات التي تعترض مسار تطورها واستثمارها. لنتابع سويّاً.
العوامل المؤثرة في استثمار العقارات التراثية في الإمارات
يتأثر استثمار العقارات التراثيّة في الإمارات بالعوامل المؤثرة التالية:
الاستقرار الاقتصادي والسياسي
تشهد دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، استقراراً سياسيّاً واقتصاديّاً واضحاً ومستمرّاً. وهذا ينعكس إيجاباً على معدّلات الاستثمار العقاري في البلاد بمختلف أنواعه. بما في ذلك تزايد الفرص الاستثماريّة للعقارات التراثيّة في مناطق محدّدة، سواء بقصد البيع أو الإيجار.
قوة العرض والطلب في سوق العقارات التراثية
يشكّل العرض والطلب عاملاً أساسيّاً في تحديد آلية الاستثمار في العقارات التراثيّة. لا سيّما عند وجود طلبات متزايدة على سوق المشاريع العقارية التراثيّة، وتزايد عمليّات البيع والإيجار للعقارات. وهذا من شأنه تشجيع المستثمرين على البدء بأعمالهم الاستثماريّة وتلبية كافة طلبات العملاء من مشترين ومستأجرين.
موقع العقارات التراثيّة
يعتبر موقع العقار الاستراتيجيّ من أهمّ العوامل التي تجذب المستثمر للعمل وتحقيق عوائد استثماريّة عالية على المدى البعيد. وكلّما كان الموقع حيويّاً وسياحيّاً، كلّما زاد إقبال المستثمرين عليه. لا سيّما عند قربه من المرافق الخدميّة والترفيهيّة. وتميزه ببنيةٍ تحتيّة شاملة ومتكاملة.
التنافس في سوق العقارات التراثية
تلعب المنافسة القويّة في السّوق العقاريّة الإماراتيّة للعقارات التراثيّة، دوراً رئيسيّاً في جذب المزيد من المستثمرين. والبدء بالحصول على العروض الاستثماريّة المميزة التي تحقّق أرباحاً مرتفعة على صعيد العقارات المخصّصة للبيع أو التأجير.
فوائد استثمار العقارات التراثية في الإمارات
يحقّق استثمار العقارات التراثيّة في الإمارات العديد من الفوائد والمزايا الإيجابيّة وهي كما يلي:
- الاستثمار في سوق العقارات الإماراتي المُعفى من الكثير الضرائب وفي مقدمتها ضريبة الدّخل.
- الحصول على أبرز الفرص الاستثماريّة في بيئةٍ اقتصاديّةٍ مستقرّة ومتنامية باستمرار.
- تحفيز السياحة وزيادة أعداد الوافدين الراغبين بزيارة الأماكن التراثيّة وقضاء فترة إقامتهم ضمن إحدى العقارات المخصّصة للإيجار.
- الحصول على عوائد استثماريّة عالية، سواء من خلال عمليات بيع العقارات أو تأجيرها.
- الاستثمار في أفضل المشاريع العقارية ذات البنية التحتيّة المميزة والمواقع الاستثنائية، التي تستقطب أعداد كبيرة من العملاء باستمرار من مشترين ومستأجرين.
أبرز تحديات استثمار العقارات التراثية في الإمارات
يواجه استثمار العقارات التراثيّة في الإمارات عدّة تحدّيات رئيسيّة وعي كالتالي:
- الانكماش الاقتصادي الذي برز خلال فترة جائحة كوفيد 19 والركود الذي لحق بسوق العقارات الإماراتيّة بشكلٍ عام، مما أدى إلى انخفاض الطلب على شراء وإيجار العقارات.
- وجود فائض من العقارات المعروضة، وانخفاض أسعار بيع العقارات وأسعار الإيجارات، خاصّةً في فترة الشتاء.
- تقلّب عوائد العقارات المؤجرة بين الارتفاع والانخفاض نتيجة تأثرها بالعروض المتاحة والطلب عليها.
- وجود مشكلات في تمويل المشاريع الاستثماريّة من قبل المستثمرين الأجانب، لا سيّما بعد تداعيات الأزمة المالية العالميّة.
أمثلة على نجاح استثمار العقارات التراثية في الإمارات
اخترنا لكم أهم الأمثلة على نجاح استثمار العقارات التراثيّة في الإمارات وهي كما يلي:
استثمار عقارات القرية التراثية في دبي
تقع القرية التراثية في دبي في منطقة الجداف على امتداد خور دبي، كما تبلغ مساحتها قرابة 3.7 مليون قدم مربع. وهي تضم مجموعة مميزة من المباني ذات الطابع الأثري والتراثي، بما في ذلك المتاحف والمعارض وأماكن المنتديات الأدبية. كذلك تنتشر في القرية العديد من العقارات السكنيّة المخصّصة للاستثمار وبأسعار متفاوتة, سواء للبيع أو الإيجار. إذ يوجد أنماط متنوعة من الشقق السكنية وفي مقدمتها شقق الاستوديو الأكثر طلباً للإيجار. لا سيّما من قبل السّياح الوافدين بقصد زيارة القرية ومعالمها السّياحيّة البارزة.
استثمار عقارات قرية البادية هيل سايد التراثية في الإمارات
تقع قرية البادية هيل سايد في منطقة البادية وسط دبي فستيفال في إمارة دبي. وهي مكانٌ مميز، يضم أهمّ المباني التراثيّة التي تحاكي بطرازها المعماري القلاع والقصور التاريخية القديمة. كما تتميز بجود أجمل وأرقى المطاعم والمقاهي المصمّمة وفق طراز العمارة القديم الذي يجذب أعداد كبيرة من السّياح. لا سيّما من هواة الأماكن الأثريّة القديمة. كما تتوّزع ضمنها العديد من الشقق السّكنيّة المخصّصة للاستثمار وبمواصفاتٍ مميزة وأسعارٍ مناسبة.
الإجراءات القانونية والتشريعات المتعلقة باستثمار العقارات التراثية في الإمارات
تخضع العقارات ذات الطّابع المعماري التراثي في الإمارات إلى جملةٍ من الإجراءات القانونيّة التالية:
- لا يسمح للوافدين الأجانب بتملك العقارات في الإمارات إلّا في مناطق التملك الحرّ ووفق شروط قانون العقارات رقم (19) للعام 2005.
- يسمح للوافدين الأجانب استئجار العقارات في الإمارات بشرط أن يكون عقد الإيجار مسجّلاً لدى الدوائر العقارية في الإمارة المحليّة. كما يجب أن يتضمن عقد الإيجار كافة المعلومات اللّازمة حول مبلغ الإيجار ومدّة الإيجار وبيانات صاحب العقار والمستأجر.
- كما يسمح للقادمين الأجانب بالحصول على قروض عقارية بعد استيفاء كامل الأوراق والثبوتيات المطلوبة، بما في ذلك جواز السفر وتأشيرة الإقامة سارية المفعول وحساب بنكي في أحد البنوك الإماراتية.
دور العقارات التراثية في الإمارات لجذب المستثمرين والسياح الأجانب
تلعب العقارات التراثيّة دوراً مميزاً في استقطاب العديد من المستثمرين والسّياح الأجانب وذلك تبعاً لما يلي:
- توفير أنماط متنوّعة من العقارات السّكنيّة المخصّصة للاستثمار في محيط المناطق ذات الطابع التراثي العريق وبأسعارٍ مناسبة.
- تقديم العديد من التّسهيلات الماليّة والقانونية المساعدة على إتمام الفرص الاستثماريّة بنجاح واستمراريتها لفتراتٍ طويلة.
- ارتفاع العوائد الاستثماريّة، لا سيّما عوائد الإيجار حسب موقع العقار ومساحته وتصميمه المعماري.
- موقع العقارات التراثيّة الحيوي وجودة بنيتها التحتيّة، مما يجعلها مقصداً للسّياح الوافدين للتمتع بالإقامة فيها لفترةٍ محدودة وزيارة الأماكن الأثرية القريبة منها.
أهمية مجال السياحة في تعزيز استثمار العقارات التراثية في الإمارات
يساهم القطاع السّياحي في دعم وتعزيز استثمار العقارات التراثية في الإمارات من خلال التالي:
- استقطاب أعداد كبيرة من السّياح إلى القرى التراثية الموّزعة في دبي وأبوظبي والعين، وحاجة السّياح إلى استئجار شقق قريبة من المعالم السّياحيّة. مما يحفّز من فرص الاستثمار في هذه المناطق.
- جمالية المناطق التراثيّة وروعة تصاميمها ذات الطابع الأثري القديم، مما يساهم في تطوير السياحة المستدامة ودعم سوق الاستثمار العقاري بشكلٍ ملحوظ.
- تشجيع بناء وتشييد المزيد من المجمعات السّكنيّة المخصّصة للإيجار بالتزامن مع تزايد أعداد الوافدين بقصد السّياحة من دولٍ مختلفة حول العالم.
التوجهات المستقبلية لاستثمار العقارات التراثية في الإمارات
تتمثّل أهمّ التّوجهات المستقبليّة لاستثمار العقارات التراثيّة في الإمارات في التركيز على الأسس التالية:
- العمل على إحياء التراث والثقافة في المواقع التراثية وتحويلها إلى وجهاتٍ عقارية مميزة وجذابة للمستثمرين العرب والأجانب.
- تعزيز البنى التحتيّة في مناطق العقارات التراثيّة بكلّ الإمكانيات المتاحة، لتكون فريدة من نوعها ومحط اهتمام أبرز المستثمرين.
- الاهتمام الكبير بالمعالم السياحيّة لزيادة أعداد السّياح الوافدين إليها ورغبتهم بالإقامة في العقارات المجاورة لها.
- مزح عبق الماضي مع روح الحاضر في إنشاء التّصاميم المعماريّة للعقارات الحديثة في أماكن التراث الإماراتي، بما يثري فضول السّياح المهتمين بالجانب الأثري والتراثي بالدّرجة الأولى.
- وضع خطط استراتيجية مرنة لمواجهة كافة التحدّيات الاقتصاديّة الطارئة في سوق العقارات، بحيث يتم تجاوزها دون التأثير على حركة الاستثمار المحليّ.
في ختام سطور مقالنا الذي تمحور حول استثمار العقارات التراثية في الإمارات ودورها لجذب السائحين. لا يسعنا إلّا الإشادة بدور المناطق التراثيّة في تشجيع السّياحة واستقطاب السّياح من مختلف الجنسيات لزيارة المعالم السّياحيّة البارزة ورغبتهم بقضاء إقامتهم في إحدى الشقق المُعدّة للإيجار. وبالتالي دعم الواقع الاستثماري العقاري باستمرار وتحقيق أرباح مستدامة للمستثمرين لأجلٍ طويل.