متى ينبغي استخدام المضادات الحيوية للأطفال الرضع، وهل استخدامها ضروري للحفاظ على صحتهم. أم أن هذا الاستخدام ضار بصحتهم؟ فاستخدام المضادات الحيوية (أو ما يعرف بالصادات الحيوية) للأطفال الرضع من أكثر القضايا التي تتساءل عنها الأمهات بشكل خاص. ولذلك تلجأ الكثير من الأمهات إلى المضادات الحيوية عندما يمرض الطفل. باعتقادهم أن المضادات الحيوية هي الحل السحري لجميع أمراض الأطفال. بينما ترفض بعض الأمهات إعطاء المضادات الحيوية لأطفالها عند المرض. فأي وجهة نظر هي الصحيحة؟ تابعوا معنا مقال اليوم لتتعرفوا على استخدام الصادات الحيوية للأطفال الرضع.
هل المضادات الحيوية آمنة للرضع
للتعرف على أمن وسلامة المضادات الحيوية للأطفال الرضع من المهم أن نتعرف أولًا على المضادات الحيوية. والمضادات أو الصادات الحيوية هي مركبات دوائية بعضها طبيعي المصدر وبعضها تخليقي يصنع في المخابر. تستخدم المضادات الحيوية لمحاربات العدوى الجرثومية فقط، حيث تعمل هذه المركبات على قتل الجراثيم أو إيقاف نموها. وتعتمد فعالية الصاد الحيوي على عدة عوامل، كما تختلف هذه الفعالية بين زمر المضادات الحيوية المختلفة.
استخدام المضادات الحيوية للأطفال الرضع قد يكون منقذًا لحياتهم في كثير من الأحيان. بينما يكون مهدد لصحتهم على المدى الطويل في أحيان أخرى. لذلك استخدام الصادات الحيوية للأطفال الرضع موضوع حساس يقرره الطبيب فقط، ولا يمكن استخدام الصادات الحيوية عند الأطفال الرضع بشكل عشوائي. لأن هذا الاستخدام يعرض صحتهم لخطر حقيقي. ومن الجدير بالذكر أن استخدام الصادات الحيوية الآمن للأطفال الرضع يكون من خلال استشارة الطبيب المختص الذي يمكنه تحديد نوع وطريقة استخدام الصاد الحيوي الصحيحة. لذلك في حال قرر الطبيب علاج طفلك الرضيع بالمضادات الحيوية فلا تقلقي لأنه مؤهل ليعالج طفلك بسلامة وأمان. وسيختار المضاد الحيوي الفعال والآمن لطفلك الرضيع كي يشفى دون أي أذى.
شاهد أيضًا: متى أرضع طفلي بعد الدواء.
متى ينبغي استخدام المضادات الحيوية للأطفال الرضع
عندما تلاحظين علامات المرض على طفلك الرضيع فإن هذا دليل على بداية تصدي جهازه المناعي للعوامل الممرضة الموجودة في البيئة المحيطة به. وهذا أمر طبيعي وليس هناك داع للقلق والركض إلى طبيب الأطفال لوصف المضادات الحيوية للطفل الرضيع. وإنما يجب رعاية الطفل ومساعدته على تجاوز الأزمة الصحية بسلامة. وذلك من خلال توفير الراحة والتغذية المناسبة له، كما يتأثر طفلك بك معنويًا لذلك حاولي أن تمديه بالحب والعطف والحنان. لأن ذلك من شأنه أن يساعد طفلك الرضيع بالتحسن ومواجهة المرض.
ولكن في بعض الحالات قد يكون طفلك بحاجة حقيقية للصادات الحيوية وذلك بسبب وجود عدوى جرثومية لديه. حيث تساعده المضادات الحيوية بالتصدي للجراثيم وتحسن من أعراضه بشكل ملموس. ولكن قرار المعالجة بالصادات الحيوية للأطفال الرضع يعود للطبيب المختص فقط. ولا يمكن استخدام المضادات الحيوية للأطفال الرضع كلما ظهرت عليهم علامات المرض لأن ذلك قد يؤثر على عمل جهازهم المناعي بشكل ملحوظ.
شاهد أيضًا: اختناق الرضيع بسبب الزكام طرق العلاج.
علامات تدل على حاجة الأطفال الرضع للمضادات الحيوية
عندما يشعر طفلك بالتعب والحمى فالمضادات الحيوية ليست الحل السحري الذي سيجعل طفلك يتحسن بأقصر وقت. على العكس، قد يضر استخدام المضادات الحيوية الأطفال الرضع إذا ما تم هذا الاستخدام بشكل خاطئ. لذلك إليك بعض الحالات التي تحتاج لزيارة الطبيب من أجل وصف المضادات الحيوية:
- التهاب الأذن في حال كان عمر طفلك الرضيع ستة أشهر أو أقل، أو في حال كان يعاني من أعراض شديدة لم تتحسن خلال بضعة أيام. وقد تلاحظين أن طفلك يقوم بشد الأذن المصابة، وقد يعاني من أعراض أخرى كالدوخة والتعب.
- التهاب المجاري البولية الذي قد يترافق مع تغير لون البول أو وجود دم في البول، ومن الممكن أن يعاني طفلك من حرقة عند التبول.
- التهاب الحلق الذي يترافق مع بقع بيضاء في الحلق وصعوبة بالبلع وارتفاع درجة حرارة الجسم.
- إذا لم يتحسن الطفل خلال بضعة أيام أو عانى من ارتفاع في درجة الحرارة ولم يستجب لخافضات الحرارة أو الكمادات.
مع العلم أن معظم الحالات المرضية التي تصيب الأطفال الرضع سببها فيروسي، لذلك فإن الصادات الحيوية غير مفيدة في معالجتها. لأن المضادات الحيوية تعالج العدوى الجرثومية فقط، كما أن استخدامها الخاطئ قد يسبب آثار سلبية على الطفل.
شاهد أيضًا: كم يعيش الطفل بعد عملية القلب المفتوح.
محاذير استخدام الصادات الحيوية
قد يعاني طفلك من حساسية تجاه زمرة معينة من المضادات الحيوية، وقد تكون رد الفعل التحسسي لطفلك قويًا ومؤذيًا لصحته بشكل جدي. لذلك قبل علاج الأطفال الرضع بالمضادات الحيوية يجب إجراء اختبارات التحسس، والتي يمكن من خلالها معرفة فيما إذا كان طفلك يعاني من حساسية تجاه المضاد الحيوي الموصوف لعلاجه. ويقوم هذا الاختبار على تعريض الطفل لكمية قليلة من المضاد الحيوي ومراقبة رد فعل جسمه على ذلك. من المهم القيام باختبار التحسس قبل البدء بعلاج الرضع باستخدام المضادات الحيوية، لأن رد الفعل التحسسي قد يكون قاتلًا.
والنقطة الأهم عند الحديث عن استخدام المضادات الحيوية للأطفال الرضع هي موضوع المقاومة الجرثومية. والمقصود بذلك أن الجراثيم أصبحت لا تتأثر بالمضادات الحيوية نتيجة الاستخدام العشوائي لها. وهذه المقاومة تعرض المجتمع كاملًا للخطر، حيث يمكن لهذه الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية أن تتسبب بأمراض لم يعد يوجد علاج لها! لذلك تريثي قبل استخدام المضادات الحيوية لطفلك لأنك من الممكن أن تعرضي صحته وصحة المجتمع للخطر!
شاهد أيضًا: كيفية علاج الأكزيما لدى الرضع.
نصائح عند علاج الرضع بالصادات الحيوية
استخدام المضادات الحيوية للأطفال الرضع قد يكون ضروريًا في حالات كثيرة، وقد ينقذ حياتهم في بعض الحالات. ولكن من المهم جدًا ترشيد استخدام المضادات الحيوية، وهذا يعني استخدامها بالطريقة الصحيحة وعند الحاجة إليها فقط. وذلك لمنع تطور سلالات جرثومية مقاومة للصادات الحيوية، لذلك الطبيب وحده يستطيع أن يقرر معالجة الطفل الرضيع بالصادات الحيوية. وفي حال قام الطبيب بوصف الصادات الحيوية لطفلك الرضيع فإليك بعض النصائح بهذا الشأن:
- التزمي بمواعيد وجرعات المضاد الحيوي.
- مراقبة الطفل عن كثب وملاحظة أي أعراض غريبة بعد إعطاء المضاد الحيوي واستشارة الطبيب بخصوصها.
- إعطاء الكورس العلاجي لطفلك كاملًا.
- لا تقومي بخزين المضاد الحيوي المتبقي بعد انتهاء معالجة طفلك، لأنه لا يناسب أي حالة أخرى سوى حالة طفلك.
- شجعي طفلك على الحصول على الغذاء والراحة.
المضادات الحيوية ضرورية في حالات كثيرة للأطفال الرضع، ولكن قرار استخدامها يعود للطبيب حصرًا. لذلك لا تستخدم المضادات الحيوية دون وجود حاجة لها أو دون استشارة الطبيب، فهي ليست الدواء السحري لأي مرض قد يصيب طفلك. فربما يحتاج طفلك لبعض الدفء والاهتمام والمحبة ليتعافى ويعود لحويته ونشاطه.
شاهد أيضًا: أنواع الأكزيما عند الأطفال وطرق مجربة لعلاجها.