تعتبر الرضاعة مرحلة مهمة في حياة الطفل والأم، إذ أنها تأتي مباشرةً بعد مرور الأم بمراحل الحمل والولادة. على اعتبار الرضاعة الطبيعية محفزًا لنمو الطفل وتمده بالعناصر الغذائية التي يحتاجها، بالإضافة إلى الوقاية من الأمراض، وتعزيز جهاز المناعة لديه. كذلك يعتبر حليب الأم المصدر الأساسي والوحيد لتغذية الطفل في الأشهر الأولى من عمره. لذلك سنتعرف في هذا المقال على أهم الفوائد الصحية من الرضاعة الطبيعية بالنسبة للأم والطفل مع الاطلاع على كيفية تخزين حليب الأم، وبعض نصائح للأم خلال فترة الرضاعة الطبيعية.
الفوائد الصحية من الرضاعة الطبيعية
هناك العديد من الفوائد الصحية للرضاعة الطبيعية بالنسبة للأم والطفل. بالتالي سنتعرف على أهم الفوائد الصحية بالنسبة للطفل، نذكر منها:
- توفير التغذية الصحيحة للطفل، لأن حليب الأم يحتوي على كل ما يحتاجه الطفل من العناصر الغذائية خلال الستة أشهر الأولى من عمره. لكن يبقى فيتامين د العنصر الوحيد الناقص في حليب الأم ما لم تكن نسبته جيدة في حليبها. ولتعويض هذا النقص ينصح عادةً بإعطاء الطفل قطرات من فيتامين د بعد مرور 2-4 أسابيع من حياته.
- مساعدة الطفل على مقاومة الفيروسات والبكتيريا، بسبب احتواء حليب الأم على أجسام مضادة.
- تقليل خطر إصابة الطفل بالأمراض، على سبيل المثال: التهاب الأذن الوسطى، التهابات الجهاز التنفسي، نزلات البرد، مرض السكري، سرطان الدم.
- تحافظ على وزن الطفل المناسب لعمره. ومنع إصابته بسمنة الأطفال في المراحل التالية من عمره.
- زيادة القدرة العقلية لدى الطفل، يعود ذلك إلى الاتصال الجسدي والبصري بين الأم وطفلها. بالإضافة إلى الآثار الإيجابية على نمو الدماغ بشكل سليم على المدى الطويل.
أما بالنسبة للفوائد الصحية للرضاعة الطبيعية للأم، نذكر منها:
- تساعد الأم على خسارة الوزن الزائد دون أي جهد مبذول من قبلها.
- تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بسبب التغيرات الهرمونية وزيادة إفراز الأوكسيتوسين.
- من العوامل التي تساعد الأم على انقباض الرحم وعودته إلى حجمه ووضعه الطبيعي.
- احتمال تقليل إصابة الأم بالأمراض كسرطان الثدي وسرطان المبيض.
- من الممكن أن توقف حدوث الإباضة والحيض لدى الأم، مما يجعل الرضاعة الطبيعية وسيلة جيدة لتنظيم النسل.
- توفير الوقت والمال من قبل الأم من خلال عدم اضطرارها إنفاق المال على الحليب الصناعي. بالإضافة إلى توفير الوقت في تنظيف وتعقيم زجاجات الحليب.
كيفية تخزين حليب الأم
من الممكن عدم قدرة الأم على إرضاع الطفل لعدة أسباب، منها: عدم مقدرة الطفل على الرضاعة أو رفضه لها أو أحيانًا عدم تواجد الأم بجانب الطفل بسبب انشغالها في العمل. بالتالي سنقدم أهم الخطوات المتبعة من قبل الأم لتخزين حليبها، باعتبار أن الفوائد الصحية من الرضاعة لا يمكن تعويضها بالشكل المثال من خلال استبدالها بالرضاعة الصناعية:
- غسل الأم يديها بشكل جيد قبل البدء بضخ الحليب، ثم تدليك الثديين بلطف.
- البدء بالضخ الخفيف للحليب من كلا الثديين بنفس الوقت، ثم زيادة قوة الضخ مع الاستمرار بذلك حتى يقل تدفق الحليب.
- تدليك الأم الثديين مرة أخرى، وبشكل خاص الأماكن التي تشعر الأم بأنها ممتلئة بالحليب.
- ضرورة تخزين الحليب بعد ضخه خلال أربع ساعات كحد أقصى.
- تخزين الحليب في عبوات عزل الحرارة أو داخل الثلاجة أو المجمد. حيث تختلف صلاحية استخدام الحليب بحسب طريقة ومكان الاحتفاظ.
اقرأ أيضًا: هل يفسد حليب الأم بعد أيام من توقف الرضاعة
أسباب رفض الطفل الرضاعة الطبيعية
من الممكن أن يرفض الطفل الرضاعة الطبيعية لعدة أسباب تتعلق به أو بالأم. لهذا سنوضح أهم هذه الأسباب، نذكر منها:
- وجود صعوبة في التقاط حلمة الثدي من قبل الطفل.
- من الممكن أن يواجه الطفل صعوبات في المص في حال معاناته من آلام في الأذن أو الحلق أو البرد.
- تشتيت انتباه الطفل، حيث ينزعج الطفل من تغطية الرؤية لديه بثدي الأم. لذلك من الممكن أن تساعد الرضاعة في غرفة مظلمة وهادئة على التركيز من قبل الطفل.
- التسنين الذي يسبب تقليل شهية الطفل للحليب.
- وجود بطء في تدفق حليب الأم.
- سرعة تدفق حليب الأم من الثدي التي من الممكن أن تؤدي إلى حصول شرقة لدى الطفل بسبب عدم قدرته على تنظيم التدفق.
- رائحة معينة للأم كاستعمالها للعطر أو مزيل العرق أو رائحة السجائر.
- في حال كانت الأم حامل أو حائض تسبب تغيرات هرمونية لديها من الممكن أن تؤثر على طعم الحليب.
مشاكل الرضاعة الطبيعية
على الرغم من الفوائد الصحية من الرضاعة الطبيعية، إلا أنه يوجد بعض الإشكاليات التي من الممكن أن تواجه الأم أثناء الرضاعة الطبيعية. نذكر منها:
- عدم رغبة الطفل بالتقاط حلمة ثدي الأم، كذلك رغبته في النوم أثناء الرضاعة الطبيعية.
- ضعف أو زيادة تدفق الحليب من ثدي الأم. أيضًا عض الطفل حلمة الثدي يسبب ألم لديها.
- احتياج الطفل إلى الرضاعة أكثر من مرة خلال اليوم الواحد.
- امتلاء ثدي الأم بالحليب مما يؤدي إلى تحجره وهذا ما يعرف بتورم أنسجة الثدي.
- حصول انسداد في القنوات اللبنية في ثدي الأم.
- حدوث تشقق أو التهاب حلمات الثدي أو إصابتها بالفطريات.
- تقيؤ الطفل بعد كل رضعة.
اقرأ أيضًا: متى يزول ألم الرضاعة
نصائح للأم خلال الرضاعة الطبيعية
يجب على الأم المرضع أن تراقب كل ما تأكله وتشربه، لأن أي شيء يدخل جسمها يمكن أن ينتقل إلى الطفل عن طريق حليب الثدي. لذلك هناك بعض النصائح التي يجب على الأم الالتزام بها، نذكر منها:
- تجنب الأم التدخين والكحول والمخدرات.
- ضرورة استشارة الطبيب في حال تناول أي نوع من الأدوية أو المكملات الغذائية. للتأكد من سلامة استخدامها خلال فترة الرضاعة.
- التأكيد على تناول الأم وجبات صحية متوازنة لحصولها على ما تحتاج إليه من الفيتامينات والمعادن أثناء الرضاعة الطبيعية.
- في حال كانت الأم تتناول المكملات الغذائية قبل الولادة، الاستمرار بذلك. أيضاً قد تحتاج إلى تناول سعرات حرارية إضافية.
أخيرًا، بعد التعرف على أهم الفوائد الصحية من الرضاعة الطبيعية على الطفل والأم. توصي الدراسات والأبحاث الطبية أن جميع الأطفال يجب أن ترضع رضاعة طبيعية لمدة تصل إلى سنتين أو أكثر بسبب العناصر الغذائية الضرورية للطفل والموجودة في حليب الأم.