تعاني الكثير من السيدات من مشكلة النوم عند حديثي الولادة والرضع، ولا سيما في الطفل الأول، حيث تكون الأم غير معتادة على أسلوب الحياة الجديد بوجود المولود. ومن المعلوم أن النوم الصحي في غاية الأهمية لصحة الرضع وحديثي الولادة، ثم إنه أساسيٌ لنمو الطفل وتطوره بشكل سليمٍ وصحي ومتناسبٍ مع عمره. ومن الجدير بالذكر أنه أجريت الكثير من الدراسات على الأطفال الرضع الذين لا ينامون بشكلٍ جيدٍ. وكانت النتيجة تشير إلى أن معظم الأطفال الذين يفتقرون للنوم بشكلٍ جيدٍ هم أكثر عرضة لوجود مشاكلٍ في التركيز، وحدوث اضطراباتٍ سلوكية، أو مزاجية في المستقبل. ومن المعروف أن الأطفال حديثي الولادة والرضع يحتاجون لساعاتٍ من النوم أطول من تلك الساعات التي يحتاجها الأطفال الأكبر سنًا، أو البالغين. وسيكون الحديث عن النوم عند حديثي الولادة والرضع هو محور مقالنا، ما عليكِ إلا أن تتابعي القراءة لتحصلي على إجابة على كافة التساؤلات التي تشغل بالكِ.
النوم عند حديثي الولادة والرضع
من المعروف أن الجهاز العصبي عند حديثي الولادة غير ناضج، أو متطور بما فيه الكفاية. الأمر الذي يجعل هؤلاء الأطفال ينامون كثيرًا، لكن في كل مرة ينام الرضيع لمدة ساعة أو ساعتين بغض النظر عن الوقت إذا كان نهارًا، أو ليلًا. فيستيقظ في أي وقت ليحصل على حاجته من الرضاعة، ثم يعاود النوم مرةً أخرى. ويعود ذلك لعدم قدرة دماغ الطفل على التمييز بين الليل والنهار. وفي عمر 4 إلى 6 أسابيع يدخل الطفل في دورة النوم لمدة تستمر لأربع ساعات، مع الاستيقاظ أيضًا لمدة أربع ساعات متواصلة. وعند وصول الرضيع لعمر 4 إلى 6 أشهر يصبح الطفل قادرًا على تبني جدولًا للنوم خاصًا به، حيث يكون جهازه العصبي أصبح ناضًا، أو مكتملًا. ونهايةً بعد وصول الطفل لعمر العام ينام لمدة 8 إلى 9 ساعات متواصلة طوال الليل. لكن يوجد بالمقابل الكثير من الأمهات يعانون من وجود اضطراباتٍ في النوم، لكن ليس عليهم إلا الهدوء والصبر لتمر هذه المرحلة بنجاح.
شاهد أيضًا: ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال.
طريقة النوم عند حديثي الولادة والرضع
يختلف كل طفل في نومه عن غيره من الأطفال، فمنهم من يكون نومهم هادئًا، وآخرين كثيري الحركة. لكن يوجد مجموعة من النصائح والتوصيات التي تساعد على تأمين بيئة هادئة، وآمنة لنوم الطفل الرضيع، أو حديث الولادة. نذكر منها:
- يجب أن يكون المولود موجودًا في نفس غرفة النوم خاصتك حتى بلوغه الشهر السادس. الأمر الذي يزيد من شعوره بالأمان، ثم ليعتاد وجودك معه. لكن بالمقابل من غير المفضل أن يشاركك بالسرير، حيث يزيد نوم الرضيع معكِ في فراشٍ واحدٍ من خطر متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع، بالإضافة للوفيات الأخرى التي ترتبط بنوم الرضيع مع والدته في فراشٍ واحدٍ.
- وضع الطفل عند النوم في حالة الاستلقاء على الظهر، وليس على المعدة، أو أحد الجانبين.
- مراعاة استخدام سطح ثابت للنوم، ثم تغطيته بغطاءٍ ملائمٍ ولا سيما لو كان مصنوعًا من موادٍ طبيعية كالقطن مثلًا، ثم التأكيد من كافة معايير السلامة، أو الأمان موجودة في السرير.
- تجنب وضع أي شيء آخر في السرير الخاص بالطفل.
- مراعاة إلباس الطفل ما يناسب درجة حرارة الغرفة، وعدم الإفراط في عدد قطع الألبسة.
- مراقبته بشكلٍ دائمٍ التأكد من عدم حدوث إرتفاعٍ في درجات الحرارة، أو التعرق.
- إبعاد الطفل عن جو التدخين، والمدخنين، لأن التدخين السلبي يزيد من خطر إصابة الطفل بمتلازمة موت الرضيع المفاجئ.
- عند بقاء المولود مدةً أطول من المعتادة مستيقظًا، يعني ذلك أنه أرهق وبحاجة للنوم، ويمكن أن تعرفي ذلك من خلال ملاحظة بعض العلامات، نذكر منها:
- فرك العينين.
- التثاؤب والتمدد.
- البكاء بشكلٍ مستمر وبدون أي سبب.
- الهدوء الشديد.
- دفن الوجه في صدرك لكي يحتمي بكِ.
مواعيد رضاعة الأطفال الرضع وحديثي الولادة
يجب لكل أم أن تكون على دراية كافية بمواعيد الرضاعة التي يحتاجها الطفل، والتي يجب أن تضعها بعين الاعتبار:
- بشكلٍ عام يحتاج الرضيع خاصةً في المرحلة العمرية المبكرة إلى الرضاعة في كل مرة يستيقظ فيها. وبشكلٍ خاصٍ الأطفال اللذين يتغذون بالرضاعة الطبيعية. ويعود السبب في ذلك لسهولة وسرعة هضم حليب الأم، كما يساهم الإرضاع الوالدي في تنظيم أوقات الأم بما يتناسب مع نوم، أو استيقاظ الطفل.
- يستيقظ عادةً الأطفال حديثي الولادة كل ساعتين لتناول الغذاء. في حال الأطفال الذين يرضعون من ثدي الأم كل 2 إلى 3 ساعات تقريبًا. أما في حال الأطفال الذين يشربون الحليب الصناعي فيميلون للرضاعة بشكلٍ أقل وبمعدل كل 3 إلى 4 ساعات بشكلٍ تقريبي.
- في حال نوم الطفل للنوم لفتراتٍ أطول يجب إيقاظه للرضاعة. حيث نصح الخبراء بوجوب إيقاظ الرضيع كل 3 إلى 4 ساعات خاصةً في أول أسبوعين من عمره، ثم بعد ذلك يمكن ترك الطفل ينام لفتراتٍ أطول في الليل.
إرشادات للأبوين لحماية الرضيع
- يجب تجنب التدخين سواءً أثناء الحمل، أو بعد الولادة للأم والأب، ثم من الضروري إبعاد الرضيع عن المدخنين.
- الحرص على تغذية الطفل بالرضاعة الطبيعية على الأقل لمدة ستة أشهر. حيث تحمي الرضاعة الطبيعية من خطر تعود الرضيع لمتلازمة الموت المفاجئ.
- إعطاء الطفل اللقاحات في مواعيدها المحددة، ثم يجب المتابعة الدورية للطفل وإجراء الفحوصات الروتينية للاطمئنان على صحته.
- إزالة جميع الألعاب، أو الأشياء التي يمكن أن تعرض الطفل لمخاطر الاختناق. مع الحرص على عدم تعليق شيء على جوانب السرير.
- يمكن اللجوء إلى لف الطفل في حال الخوف عليه من الإصابة بالبرد. بشرط تجنب اللفة الضيقة، أو التي تؤدي لصعوبة في التنفس للطفل، أو حتى لصعوبة في تحريك وركه.
أخيرًا وبعد أن بينا كافة المعلومات المتعلقة بالنوم عند حديثي الولادة والرضع. أول نصيحةٍ يمكن تقديمها لكِ هي الهدوء والحفاظ على التلامس البدني بينك ورضيعك خاصةً أثناء الرضاعة. ما ينتج عنه شعور الطفل بالأمان وزيادة سريعة في مهارات وحركات الرضيع المكتسبة.