اليوم الذكرى الـ 110 لميلاد نجمة إبراهيم، ملكة الرعب اليهودية التي ختمت حياتها مسلمة متدينة ,
نجمة إبراهيم أشهر نجوم الرعب والشر في السينما المصرية “نجمة إبراهيم” والتي وافتها المنية منذ أربعين عاما عام 1974، حتى أنها لقبت بالممثلة المثقفة نظرا لإتقانها اللغتين الفرنسية والإنجليزية بالإضافة إلى عربي. وكانت تُعرف أيضًا باسم ملكة الرعب على الرغم من قلبها الطيب. ولدت يهودية وأنهت حياتها. صوفية مسلمة تركت كل شيء لتتفرغ للعبادة في آخر أيامها.
في مثل هذا اليوم من عام 1914 ولدت الفنانة نجمة إبراهيم. عرفت بأنها ذات مظهر شرير، وصوت خشن، وقلب ميت، وملامح مخيفة. فنانة وصلت عبقريتها في تقديم الأدوار الشريرة إلى حد أنها أصبحت صاحبة مصطلحات شريرة شهيرة مثل عبارة “لا أحد يأكلها بخفة”. ما قالته في فيلم “ريا وسكينة”، وعبارة “حتى أنت أيها الرجل الأعرج الحب” التي قالتها لابنها في فيلم “اليتيمين”، والسيدة الشريرة التي عذبت الطفلة الصغيرة، فيروز في فيلم «الحرمان» لدرجة أن الجميع بكى بسبب شرها الشديد مع الطفلة الصغيرة.
توفي والدها عندما كانت صغيرة، فقامت أختها الكبرى سيرينا بتربيتها. عملت كمغنية في المسارح وألحقتها بالليسيه. عندما بلغت نجمة إبراهيم السابعة من عمرها، وأثناء تواجدها في المسرح مع أختها، تسللت إلى المسرح لتغني مع الكورس في إحدى روايات نجيب الريحاني.
بدأت حياتها المهنية كمغنية
أحب الجميع صوتها، فواصلت نجمة إبراهيم تقديم المونولوج مع الفرقة، وفي سن الثالثة عشرة انضمت إلى فرقة فاطمة رشدي، ثم شاركت في الغناء في أوبريت “العشرة الطيبة”، ثم تزوجت من المحامي شوكت الصادق. توني، وانضمت إلى فرقة رمسيس، وعندما ساءت الأوضاع الاقتصادية في مصر عملت سكرتيرة في مجلة اللطيف المصورة التي يملكها إسكندر مكاريوس، وانتهى بها الأمر في فرقة المسرح القومي.
دخلت نجمة إبراهيم السينما عام 1942، فظهرت مع عزيزة أمير في فيلم «الورشة»، ثم فيلم «اليتيمين» مع فاتن حمامة، و«رأس العصابة» مع فريد شوقي في «جعلوني رجلاً». مجرم”، حتى قدمت فيلم “ريا وسكينة” مع المخرج صلاح أبو سيف، والذي كان دور ريا هو أشهر أدوارها في السينما.
شر حلف الشيطان
وعن الأدوار الشريرة في حياتها تقول نجمة إبراهيم: ربما اعتاد الناس رؤيتي على الشاشة شريرة متحالفة مع الشيطان، أو قاتلة محترفة في الجريمة، أو قاسيه القلب لا تعرف. الرحمة في طريق قلبها.. وكل هذا سينما، مجرد أدوار تمثيلية لا أكثر. أما حياتي الخاصة فهي لا شيء. آخر، وأول شيء يجب أن تعرفه عني هو أنني أقاطع جميع الحفلات الأولى للأفلام التي أشارك فيها بدور الشرير أو المجرم. وذلك لأنني أخرج غاضبة ومستاءة من نفسي لأنني كنت قاسية كما ترون، ولأنني عندما أجلس وأرى الممثلة نجمة إبراهيم تتحول مشاعري نحو ضحاياها، وأغضب منها. – أي أنا – والمتفرجون يستمتعون بأدائي… إلا أنا.
أرتجف خوفا من ريا.
وأضافت نجمة إبراهيم: أعتقد أن السبب الوحيد الذي يجعلني أجيد أدواري العنيفة الشريرة هو أنني أتخيل الشر الذي يحدث لي.. فيتجسد في رأسي ويعظم، وأؤكد لنفسي أن الشر سوف تصيبني إذا لم ألحقها بالآخرين، فتكون العملية عملية دفاع عن النفس… وتكون النتيجة أن المشاهد يراني في دور الشرير، وأرتعش خوفاً من ريا الحقيقية، لذا أنقل جرائمها إلى الضحايا. هذا هو السر. هذا ما أشعر به عندما أتخيل شخصياتي التي تثير الرعب والرهبة.
بعد الثورة، تبرعت نجمة إبراهيم بعائدات حفل افتتاح فرقتها المسرحية بمسرحية “الجزار راية” مع الفنان محمد الدفراوي لتسليح الجيش المصري بعد إعلان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر قراره بكسر الذراعين. احتكارها واستيرادها من دول الكتلة الشرقية. وحضر العرض بكباشي أنور السادات الذي اعتلى المسرح. لتهنئتها وتشكرها.
وبعد زواجها من مدرس التمثيل عباس يونس، أعلنت إسلامها وحفظت أجزاء كاملة من القرآن الكريم. مما ساهم في قدرتها على إتقان اللغة العربية الفصحى بشكل لم يكن متاحاً لعدد كبير من نجوم جيلها. ولذلك كانت تؤدي الأدوار المسرحية بإتقان شديد، وأطلقوا عليها لقب «الصوفية» لأنها كانت تعقد ندوة صوفية أسبوعية في منزلها تقتصر على الحديث في شؤون الدين والدراسة. أحكامه وسيرة أعيانه.
تقاعد قبل 13 عامًا من المغادرة
وفي نهاية حياتها عانت الفنانة نجمة إبراهيم من ضعف شديد في البصر، أدى إلى فقدانها بصرها نهائيا. وقرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر علاجها على نفقة الدولة عام 1965 في إسبانيا، وعادت للبصر، لكنها أصيبت بالشلل، مما اضطرها إلى الاعتزال نهائيا والاختفاء عن الأضواء لفترة. 13 عامًا، حتى وفاتها عام 1976.