زي النهاردة، معركة الزاب الكبرى تكتب كلمة النهاية للدولة الأموية وبداية حكم العباسيين

زي النهاردة، معركة الزاب الكبرى تكتب كلمة النهاية للدولة الأموية وبداية حكم العباسيين ,

معركة الزاب الكبرىجرت أحداثها في مثل هذا اليوم من سنة 750م بين الأمويين والعباسيين، وانتهت بانتصار العباسيين وسقوط الدولة الأموية التي حكمت 88 سنة م، وتولى أبو العباس السفاح الخلافة. وأصبح الخليفة العباسي الأول.

أسباب اندلاع معركة الزاب الكبرى

معركة الزاب الكبرى أو معركة الزاب وأعلىها، وقعت في 11 جمادى الآخرة سنة 132 هـ، الموافق 25 يناير 750، بالقرب من نهر الزاب الكبير، وهو أحد روافد نهر دجلة، ويقع في شمال العراق.

ودارت المعركة بين آخر الخلفاء الأمويين مروان بن محمد والقائد العباسي عبد الله بن علي، والتقى الجيشان في منطقة الزاب بين الموصل وأربيل. هُزم جيش مروان وهرب إلى مصر، وقُتل في مدينة أبو صير، وبذلك انتهى آخر الخلفاء الأمويين في الشام.

وبموته انتهت الخلافة الأموية عمليا، ولذلك تعتبر الزاب الأكبر من المعارك الحاسمة في التاريخ الإسلامي، إذ لم ينج من الأمويين إلا عبد الرحمن بن معاوية الملقب بعبد الرحمن الدخيل الذي بدوره هرب إلى الأندلس وأسس الدولة الأموية الثانية هناك.

أسباب الصراع بين الأمويين والعباسيين

صراع يمتد إلى ما قبل الإسلام، إذ كانت أسرتا بني هاشم وبني أمية أبناء عمومة التقوا في الرحم والنسب، ولكنهم تنافسوا في السيادة واللقب.

وكان بنو هاشم (منهم الرسول الكريم) هم أصحاب الرأي الأقوى في مكة، بينما كان بنو أمية الأكثر ثراءً وإدارة القوافل التجارية بين الشام واليمن. ومع اقتراب البعثة النبوية ضعفت تجارة بني هاشم، حتى أنهم أصبحوا فقراء، على ما يقول بعض المؤرخين، بينما كثر بني هاشم. ثروة الأمويين واتصالاتهم مع ملوك الشام واليمن.

وكان التنافس الشديد بينهم هو السبب وراء عدم اعتراف بني أمية بدعوة الرسول في مكة، لأنه لم يظهر بينهم. إلا أن حظوة بني هاشم غلبت بعد انتصار الدعوة النبوية، فلم يكن أمام سادة بني أمية إلا الاستسلام والدخول في الإسلام بعد فتح مكة.

واستقرت الأوضاع بين العائلتين في زمن النبي، وفي عهد الخلفاء الراشدين أيضاً، حتى ظهر الصراع من جديد بين معاوية بن أبي سفيان “الأموي” وعلي بن أبي طالب “الهاشمي”. وانتهى الصدام بظهور الدولة الأموية في الشام، بينما ظل وجود الهاشميين قويا في المدينة المنورة ومكة، دون أن بدأت الميزان يميل لصالح الأمويين بعد تولي يزيد بن معاوية الخلافة ومقتل الحسين. بن علي.

وفي سنة 63 هـ دخلت جيوش يزيد المدينة المنورة واجتاحتها وقتلت عددا كبيرا من أهلها ثم زحفت نحو مكة وصلب واليها عبد الله بن الزبير، وبذلك قضت على آخر معاقل الهاشميين في الحجاز.

إلا أن الوضع لم يستقر بالنسبة للدولة الأموية أكثر من مائة عام، حيث ثار العباسيون الهاشميون أحفاد نسب العباس بن عبد المطلب أصغر عم الرسول واستغلوا ضعف الأمويين. الخلافة في عهد مروان بن محمد. وانتشرت الثورة التي قام بها الخراسانيون ضده، وفي المقابل ارتفعت مكانة بني بنو. عباس، فتوجه مروان إلى الثوار بجيش كبير.

سجلات معركة الزاب الكبرى

وسار الخليفة الأموي مروان بن محمد بجيشه حتى وصل الموصل ونزل على نهر دجلة، وسار نحوه الجيش العباسي وعسكر على الزاب الأكبر بقيادة عبد الله بن علي، فكان النهر بينهما.

لجأ العباسيون إلى حيلة ماكرة، فاستولوا على الجسر، وأغرقوا من جيش مروان أكثر من الذين قتلوا. وفر مروان بن محمد إلى مصر، فطارده العباسيون حتى قتلوه سنة (132هـ/750م). وهكذا سقطت الدولة الأموية، وقيام الدولة باسم الدولة العباسية.