تعتبر طريقة الرضاعة الطبيعية الصحيحة لحديثي الولادة من أفضل الطرق، وأكثرها فائدةً للرضيع. حيث يكتسب الرضيع من حليب أمه كافة المواد الغذائية الهامة التي يحتاج إليها لأجل نموٍ صحيٍ، أو مثاليٍ. وبالإضافة إلى ذلك يكتسب المناعة المقاومة لمختلف الأمراض، أو الالتهابات، عوضًا عن ذلك فإن الحصول عليه أمرًا سهلًا ومتاحًا في أي وقتٍ كان. ومن الجدير بالذكر أن الرضاعة الطبيعية تساهم في توطيد العلاقة بين الأم وصغيرها، فتخلق علاقةً حميميةً مرتفعةً بينهما نتيجةً لشعور الطفل بالحنان، أو الدفء الفائضان من الأم. كما أنه من المعروف أن الحليب الموجود في ثدي الأم قادرًا على التكيف مع حاجة الطفل والتي تتغير مع الزيادة العمرية له. هذه الأمور وغيرها الكثير يميزان حليب الأم، عن الحليب الاصطناعي الذي لا يستطيع أن يؤمن نفس المناعة، أو الغذاء للطفل. وإذا كنتِ عزيزتي القارئة من المهتمات بمعرفة طريقة الرضاعة الطبيعية الصحيحة، وفوائدها، ما عليكِ إلا أن تتابعي مقالنا هذا.
اللبأ في الرضاعة الطبيعية
يخرج اللبأ من ثدي الأم في أول أيام الرضاعة بعد الولادة مباشرةً. وإذا أردنا أن نعرّفه فهو سائلٌ أصفر اللون، سميك القوام، غني جدًا بالأجسام المضادة، والمواد البروتينية اللذين يساعدان على حماية الرضيع من اليرقان (الاصفرار). وبذلك تناوله يساعد على تعزيز مناعة الطفل، والحفاظ على صحته.
بشكلٍ عام تحتاج الأم لساعة تقريبًا بعد الولادة قبل أن تبدأ بإرضاع صغيرها، وكلما كان الإرضاع مبكرًا، أو كثيرًا، كلما زاد مقدار الحليب الذي يكونه الثدي.
شاهد أيضًا: فوائد الكمون للإسهال عند الرضع
الفوائد الصحية للرضاعة الطبيعية
يوجد فوائد كثيرة للرضاعة الطبيعية الصحيحة سواءً للأم، أو للصغير سنبين كلٍ منها بشكلٍ منفصل كالتالي:
فوائد حليب الأم للطفل
- يحتوي الحليب الناتج من ثدي الأم على مختلف العناصر المغذية التي يحتاج إليها الطفل خلال الست أشهر الأولى من عمره.
- يساعد على إكساب الطفل المناعة، أو المقاومة ضد العدوى، أو الأمراض المختلفة التي يمكن أن تواجهه.
- يحتوي حليب الأم على مجموعة كبيرة من العوامل التي من شأنها أن تحمي الطفل للفترة الذي يكتمل فيها الجهاز المناعي.
- يقلل حليب الأم الناتج عن الرضاعة الطبيعية من خطر تعرض الطفل للسمنة على المدى البعيد.
- يساعد على تطوير الدماغ والعينين، وأنظمة الجسم الأخرى.
- تساعد الرضاعة الطبيعية في تطوير الفك.
- تعطي الرضاعة الطبيعية نتائجًا أعلى للذكاء على المدى البعيد، مقارنةً بالأطفال الذين تغذوا على الحليب الاصطناعي.
فوائد الرضاعة الطبيعية للأم
- تساهم في التقليل من النزيف ما بعد الولادة.
- التقليل من احتمالية الإصابة بسرطان المبايض، أو سرطان الثدي.
- تقلل من الإصابة بهشاشة العظام.
- تساعد في حماية الأم من الإصابة بأمراض القلب، أو الأوعية الدموية.
- تساهم في التقليل من وزن الأم وحمايتها من البدانة.
شاهد أيضًا: أسباب حساسية الجلد عند الأطفال
طريقة الرضاعة الطبيعية الصحيحة
يجب على الأم مراعاة الأمور التالية عند الرضاعة:
- اجلسي بشكلٍ مستقيمٍ مع دعم الظهر والقدمين.
- لفي ذراعيك حول ظهر الطفل، ثم قربيه عليك.
- ضعي يدكِ تحت رقبة وكتف طفلكِ ليأخذ الوضعية الأنسب له عند الرضاعة، كما يمكن أن تستخدمي عددًا من الوسائد إذا رغبتي بذلك.
- قربي صغيرك من ثديكِ، واحرصي على عدم حني ظهركِ.
- تأكدي من أن حلمة الثدي تلامس مباشرةً الشفة العلوية للطفل.
- داعبي فم الصغير بحلمة ثديكِ لتلاحظي بعدها تجاوبه معكِ بفتح فمه، والبدء بالرضاعة.
- عليكِ أن تتأكدي أن شفاه الطفل مطبقة تمامًا على الحلمة وجزء لا بأس به من الثدي.
- احرصي أن ترضعي طفلكِ من الجهتين بالتناوب، بالإضافة إلى تنظيف الحلمة قبل عملية الإرضاع باستخدام قطعةٍ قماشيةٍ مبللةٍ بالماء.
شاهد أيضًا: علاج الحزق عند الأطفال وحديثي الولادة
علامات جوع الطفل عند التغذية بالرضاعة الطبيعية
من الضروري إرضاع الطفل على الأقل مدة 8 إلى 12 مرة خلال 24 ساعة، وبشكلٍ خاص في الأسبوع الأول من حياته. بالإضافة إلى ذلك يجب إرضاع الطفل كلما احتاج لذلك، ويمكن معرفة جوع الطفل عن طريق مراقبة بعض العلامات التي تظهر عليه وتدل على جوعه، نذكر منها:
- البكاء.
- إصدار أصوات مرتفعة، أو الصراخ بلا سبب.
- مص الإصبع، أو قبضة اليد.
- وضع يديه في الفم.
- تحريك الذراعين واليدين.
- إطباق القبضتين بقوة.
- تحريك رأسه عند لمس منطقة الخد، أو الفم.
مدة إرضاع الطفل في الرضاعة الطبيعية
يمكن أن تستغرق الرضاعة الطبيعية الصحيحة في المرة الواحدة من 10 إلى 25 دقيقة، أو عند إظهار الطفل لعلامات الشبع كالبطء في مص، أو رضاعة الثدي، أو ترك ثدي الأم من تلقاء نفسه مع إرخاء اليدين والساقين.
إرشادات ونصائح لحفظ حليب الأم في الرضاعة الطبيعية
- يمكن حفظ الحليب في عبوات زجاجية صغيرة تكفي كل منها لرضعة واحدة.
- ضرورة التخلص من الحليب الزائد بعد رضاعة الطفل منه.
- مراعاة عدم إرجاع الحليب إلى الثلاجة بعد إخراجه منها، وذوبانه.
- عدم رج العبوة التي تحتوي على حليب الأم.
- إلصاق ورقة على العبوة الزجاجية، وكتابة تاريخ حفظ الحليب فيها.
- عند الرغبة باستخدام حليب الأم المتجمد عن طريق وضعه في مياه دافئة. مع الانتباه أنه يبقى صالحًا لمدة ساعة فقط من لحظة إذابته.
- مراعاة عدم إضافة الحليب الدافئ، إلى الحليب المبرد، أو المحفوظ في الثلاجة.
- عدم تسخين حليب الأم باستخدام المايكروويف.
مدة حفظ حليب الأم في الرضاعة الطبيعية
من المعروف أن القيمة الغذائية لحليب الأم يمكن أن تقل عند حفظه لفتراتٍ طويلةٍ مقارنةً بالحليب الذي يرضعه الطفل مباشرةً في حالة الرضاعة الطبيعية. لكن يمكن حفظ هذا الحليب في حالة الرضاعة الطبيعية على الشكل التالي:
- مدة أربع ساعات خارج الثلاجة وبدرجة حرارة الغرفة بدون أي حاجة للتسخين.
- لمدة ثلاثة أيام عند حفظه داخل الثلاجة.
- 3 إلى 6 أشهر عند تجميده في الفريزر.
وفي ختام مقالنا الذي تحدثنا فيه عن طريقة الرضاعة الطبيعية الصحيحة. يجدر بنا أن نذكر بضرورة الاستمرار بالرضاعة الطبيعية حتى بعد عمر الستة أشهر لما لها من فوائدٍ كبيرةٍ لإمداد الطفل بالعناصر الغذائية التي يحتاج إليها لنمو سليمٍ وصحي.