علاج التسمم الغذائي بالأدوية، هذا أول ما ستفكر فيه عندما عندما تصاب بالتسمم الغذائي. لكن في الواقع، إن أول شيء تحتاجه هو الراحة. حيث تعتمد أعراض التسمم الغذائي على سبب إصابتك بالمرض؛ لكنك ستعاني من الإسهال والقيء على الأقل. بالتأكيد، إن هذا الأمر ليس ممتعًا، لكنَّ هذه هي الطريقة التي يحاول بها الجسم التخلص من السموم لتحسين حالتك. الحقيقة ليس هناك الكثير لتقوم به أثناء التسمم الغذائي باستثناء البقاء بالقرب من الحمام، والاستفادة من النصائح التي سنقدمها لك من موقع طلاب نت في مقالنا التالي عن علاج التسمم الغذائي.
ما هو التسمم الغذائي
التسمم الغذائي هو مرض ينتقل عن طريق الغذاء نتيجةَ تناول طعامٍ ملوثٍ أو فاسدٍ أو سامٍ. تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا للتسمم الغذائي الغثيان والقيء والإسهال. على الرغم من أن التسمم الغذائي غير مريح، إلا أنه نادرًا ما يكون خطيرًا. حيث يتحسن في غضون أيامٍ معدودةٍ من دون علاج، أو يمكن علاجه في المنزل في معظم الحالات.
شاهد أيضًا: التسمم المائي أسبابه وأهم أعراضه
علاج التسمم الغذائي بالأدوية
يمكن أن يساعد علاج التسمم الغذائي بالأدوية التي لا تستلزم وصفةً طبيةً مثل لوبراميد (Loperamide)، وبيبتو بيسمول (Pipto-Bismol) في علاج الإسهال والغثيان. مع ذلك، يجب مراجعة الطبيب قبل استخدام هذه الأدوية، إذ أنَّ الجسم يتخلص من السموم عن طريق القيء والاسهال أيضًا. كما أنَّ هذه الأدوية غير مخصَّصة للأطفال الصغار.
أمَّا إذا احتاج المصاب إلى علاج التسمم الغذائي بالأدوية، فقد يوصي الطبيب بأحد هذه الأدوية حسب السبب:
- الصَفَر الخراطيني: أدوية مضادة للطفيليات مثل البيندازول وميبيندازول.
- العطيفة: المضاد الحيوي أزيثرومايسين.
- خفية الأبواغ: الدواء المضاد للطفيليات نيتازوكسانيد.
- ديدان السمك الشريطية: الدواء المضاد للطفيليات برازيكوانتيل.
- الديدان الدبوسية: البيندازول أوميبيندازول.
- جياردية معوية: نيتازوكسانيد، مضادات حيوية مثل الفلاجيل، تينيدازول مضاد للطفيليات.
- الليسترية المستوحدة: المضاد الحيوي الأمبيسلين.
- الديدان المسطحة: برازيكوانتيل أو البيندازول.
- الشيغيلا: المضادات الحيوية أزيثروميسين أو سيبروفلوكساسين.
علاج التسمم الغذائي في المنزل
في معظم الأحيان يمكن علاج التسمم الغذائي في المنزل، دون الحاجة إلى علاج التسمم الغذائي بالأدوية. حيث يعتمد علاج التسمم الغذائي في المنزل على شرب الكثير من السوائل بشكلٍ أساسي، كالماء والإلكتروليت. حيث تساعد الإلكتروليتات على الحفاظ على معدل ضربات القلب طبيعية، كما تساعد في الحفاظ على توازن السوائل والشوارد في الجسم، والتي قد يفقدها الجسم بسبب الإقياء والغثيان. من المفيد أيضًا اتباع ما يلي:
- تجنب تناول الطعام في الساعات القليلة الأولى حتى تستقر المعدة.
- البدء بتناول كميات صغيرة من الأطعمة الخفيفة وغير الدهنية مثل الخبز المحمص.
- الحصول على قسطٍ كبيرٍ من الراحة.
- الابتعاد عن منتجات لألبان، والكحول، والكافيين، والمشروبات الغازية، والأطعمة الحارة والدهنية.
شاهد أيضًا: علاج التسمم الغذائي بالأعشاب
علاج التسمم الغذائي في المستشفى
يتم علاج التسمم الغذائي في المستشفى في حالات التسمم الشديدة، عندما لا ينفع علاج التسمم الغذائي بالأدوية. حيث يتم استبدال السوائل للمريض عن طريق الحقن الوريدي. في حالاتٍ أسوأ من ذلك، قد يحتاج المريض للإقامة في المستشفى حتى يتماثل للشفاء. في حالاتٍ نادرةٍ، قد يحتاج المصابون بالتسمم الغذائي بسبب البكتيريا المطثية الوشيقية والمعروف بالتسمم الوشيقي، إلى تهوية ميكانيكية (دعم التنفس).
أنواع التسمم الغذائي
يمكن إرجاع معظم حالات التسمم الغذائي إلى ثلاثة أنواعٍ رئيسية، ناتجة عن البكتيريا، والفيروسات، والطفيليات. كما يلي:
- التسمم الغذائي البكتيري: تعدُّ البكتريا السبب الأكثر شيوعًا للتسمم الغذائي، وهي تشمل ما يلي:
- الإشريكية القولونية.
- الليسترية المستوحدة.
- السالمونيلا.
- العطيفة أو المنثنية.
- المطثية الوشيقية.
- المكورات العنقودية الذهبية.
- الشيغلا.
- بكتيريا الضمة.
- التسمم الغذائي الفيروسي: يمكن أن يحدث التسمم الغذائي أيضًا بسبب الفيروسات، مثل:
- فيروس روتا.
- الفيروسات النجمية.
- فيروس سابو.
- فيروس التهاب الكبد أ.
- نوروفيروس.
- التسمم الغذائي الطفيلي: التسمم الغذائي الناجم عن الطفيليات الشائعة ليس شائعًا مثل التسمم الناجم عن البكتيريا. مع ذلك فإن الطفيليات التي تنتشر عبر الطعام خطيرة للغاية، وعادة ما يتم علاج التسمم الغذائي الطفيلي بالأدوية. من هذه الطفيليات:
- التوكسوبلازما.
- الجيارديا لامبليا (الجيارديا المعوية).
- الديدان الشريطية المختلفة
- خفية الأبواغ.
- الصفر الخراطيني (دود الصفر الأسطواني).
- الديدان المسطحة.
- الديدانُ الدبوسية.
- الديدان الخيطية المتطفلة.
شاهد أيضًا: التسمم الغذائي هل يسبب الوفاة
أعراض التسمم الغذائي
تختلف أعراض التسمم الغذائي حسب مصدر العدوى. عادةً ما تشمل الحالات الشائعة للتسمم الغذائي بعض هذه الأعراض:
- المغص.
- الإسهال.
- القيء.
- الغثيان.
- فقدان الشهية.
- الصداع.
- حمى خفيفة.
فيما تشمل أعراض التسمم الغذائي الذي يمكن أن يهدد الحياة ما يلي:
- إسهال يستمر لمدة 3 أيامٍ.
- درجة حرارة أعلى من 38.9 درجة مئوية.
- صعوبة في الرؤية أو التحدث.
- بول دموي.
- أعراض الجفاف الشديد، التي تشمل جفاف الفم، قلة التبوُّل أو انعدامه.
متى تزول أعراض التسمم الغذائي
يمكن أن تستمر أعراض التسمم الغذائي من بضعٍ ساعاتٍ إلى بضع أسابيعٍ بعد تناول طعامٍ تلوثٍ، اعتمادًا على السبب:
- التسمم الغذائي البكتيري: يتمُّ ضبط أعراض التسمم الغذائي البكتيري في غضون 8 إلى 48 ساعة، فيما يستغرق وقت الشفاء من 24 ساعةٍ إلى 7 أيامٍ.
- التسمم الغذائي الطفيلي: تستمر أعراض التسمم الغذائي الطفيلي من 2 إلى 6 أسابيع بشكلٍ عامٍ. عادةً ما تبدأ الأعراض بعد أسبوعٍ إلى أسبوعين من التسمم. كذلك قد تؤثر حالة الجهاز المناعي للفرد، وعمره على مدة استمرار التسمم الغذائي الطفيلي.
- التسمم الغذائي الفيروسي: تزول أعراض التسمم الغذائي الفيروسي بعد بضعة أسابيع، بينما تختلف فترة حضانة التسمم الغذائي الفيروسي حسب نوع الفيروس.
شاهد أيضًا: أنواع التسمم الوشيقي عند الرضع
ماذا نأكل بعد التسمم الغذائي
من الأفضل الابتعاد عن تناول الأطعمة الصلبة لحين زوال الإسهال والغثيان. بدلًا من ذاك يمكن تناول أو شرب أشياء سهلة الهضم وقليلة الدهون مثل:
- الخبز المحمَّص.
- الموز.
- الأرز.
- دقيق الشوفان.
- الخضروات المطهية.
- المشروبات الرياضية.
- البطاطا.
- عصير الفواكه المخفف.
- الصودا الخالية من الكافيين.
- الجيلاتين.
متى يجب رؤية الطبيب عند التسمم الغذائي
على الرغم من أن علاج التسمم الغذائي بالأدوية غير ضروري في معظم الحالات. إلا أنه يجب الاتصال بالطبيب في هذه الحالات:
- إذا كان هناك أي من علامات الجفاف التالية:
- جفاف الفم.
- العطش الشديد.
- تسارع ضربات القلب أو انخفاض ضغط الدم.
- قلة التبول.
- ضعف أو دوار خاصةً عند الوقوف.
- دم في القيء أو البراز.
- إسهال لأكثر من 3 أيام.
- ألم شديد وتقلصات في البطن.
- ضعف في العضلات.
- رؤية ضبابية.
- وخز في الذراعين.
- قيء مستمر.
- درجة حرارة أعلى من 38.9 درجة مئوية.
شاهد أيضًا: علاج التسمم الغذائي عند الأطفال
طرق الوقاية من التسمم الغذائي
أفضل طرق الوقاية من التسمم الغذائي هي التأكد من سلامة الغذاء، خاصةً أثناء تناول الطعام خارجًا. فيما يلي بعض النصائح للحفاظ على سلامة الغذاء:
- غسل اليدين جيدًا بالصابون قبل إعداد الطعام، وأثناء طهي الأطباق المختلفة.
- تنظيف الأواني وأسطح المطبخ أثناء الطهي، وبين تحضير الوجبات المختلفة.
- التأكد من طهي الطعام جيدًا، خاصة اللحوم.
- تبريد بقايا الطعام في غضون ساعتين لمنع التلف.
- التخلص من الطعام في حال كنت غير متأكدٍ من تخزينه أو تحضيره بشكلٍ صحيحٍ.
- عدم إذابة الطعام في الحوض أو على المنضدة، والتأكد من طبخه فور فك التجميد.
- التحقق من تاريخ انتهاء صلاحية الأطعمة لتجنب الأمراض التي تنتقل عبر الطعام.
ختامًا، ينصح بعلاج التسمم الغذائي بالأدوية بعد استشارة الطبيب خاصةً للأطفال وكبار السن والحوامل والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة. ما عدا ذلك تشفى معظم حالات التسمم الغذائي من تلقاء نفسها في فترةٍ قصيرةٍ. لكن عند ملاحظة أي أعراضٍ خطيرةٍ فيجب طلب العناية الطبية بشكلٍ فوري.