علاج التسمم الغذائي عند الأطفال، كثيرًا ما يطرح الأهل هذا السؤال عندما يعاني طفلهم من أعراض التسمم الغذائي المزعجة. فما هو التسمم الغذائي عند الأطفال؟ ما هي أهم الأعراض والمضاعفات التي يتظاهر بها؟ وكيف يمكن علاج التسمم الغذائي عند الأطفال أو الوقاية منه؟ هذا ما سنتناول الحديث عنه في مقالنا الشيق هذا.
هل شعر أحدنا في أحد الأيام بآلام بطنية شديدة أو عانى من اسهال واقياء مستمرين لعدة أيام، بعد تناوله لوجبة طعام شهية في الخارج؟ أم هل ذهبت به هذه الوجبة واضطرته لزيارة المشافي. حسنًا، لعل التسمم الغذائي عدونا اللدود الذي يفسد علينا متعة الطعام الشهي، والوجبات السريعة المعدة خارج منازلنا. فلنتعرف عليه معًا.
التسمم الغذائي عند الأطفال
إن الإصابة بالتسمم الغذائي عن طريق تناول طعام ملوث أو منتهي الصلاحية وفاسد أمر يخافه معظمنا، خصوصًا عند تناول الأطعمة المعدة خارج المنزل. عادةً ما تكون الأنواع المختلفة من البكتيريا والفيروسات والطفيليات الموجودة في الطعام هي السبب في تلوث الطعام. ويعد التسمم الغذائي شائعًا جدًا، خصوصًا عند الأطفال. فوفقًا للأبحاث المجراة يعاني حوالي 48 مليون شخص من نوع من أنواع التسمم الغذائي كل عام. بينما يموت حوالي 3000 شخص بسبب أعراض التسمم الغذائي الشديدة. كل شخص منا معرض لخطر الإصابة بالتسمم الغذائي، ولكن هناك مجموعات معينةً من الناس تكون أعراض التسمم الغذائي عندهم أشد. وهم النساء الحوامل، كبار السن (فوق سن 65)، الأطفال الصغار (أقل من 5 سنوات)، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة بسبب السرطان أو فيروس نقص المناعة البشرية أو أي مرض آخر.
علاج التسمم الغذائي عند الأطفال
عادةً، يمكن للجسم السيطرة على التسمم الغذائي من تلقاء نفسه عن طريق طرد السموم الممرضة، ففي معظم الحالات، يتحسن الأشخاص المصابون بالتسمم الغذائي من تلقاء أنفسهم في غضون أيام دون علاج طبي. عندما تكون أعراض التسمم الغذائي شديدةً أو عندما يكون عمر طفلك صغير، فمن الأفضل تلقي العلاج المثالي للتسمم الغذائي. يساعد تعويض السوائل والشوارد سواء عن طريق الرضاعة أو شرب الماء والحليب الصنعي والعصائر أو عن طريق التسريب الوريدي للمحاليل المائية، في الوقاية من التجفاف. قد يوصف الأطباء بعض الأدوية التي تساعد في السيطرة على الأعراض الشديدة، مثل: مضادات الاسهال والاقياء، والصادات الحيوية. مع العلم بتلقي العلاج الصحيح للتسمم الغذائي تزول أعراضه المزعجة في غضون أيام دون أن تترك عقابيل بعيدة الأمد.
شاهد أيضًا: علاج التسمم الغذائي بالاعشاب.
العلاج الدوائي للتسمم الغذائي عند الأطفال
يمكن علاج التسمم الغذائي عند الأطفال بتناول أنواع معينة من الأدوية، ولكن نظرًا لخطورة بعضها على الأطفال فلا ينصح بإعطائها لهم دون وصفة طبية أو دون استشارة من الطبيب المختص. تعتبر مضادات الإسهال أحد هذه الأدوية التي يمكن إعطاءها للطفل لعلاج الاسهال الناجم عن التسمم الغذائي، مثل loperamide أو bismuth subsalicylate.
كما قد يصف الطبيب المضادات الحيوية لعلاج التسمم الغذائي الناجم عن البكتيريا أو الطفيليات، بالإضافة للمحاليل المائية المستخدمة لمعالجة الجفاف.
في بعض الحالات، قد يوصي الأطباء بأخذ البروبيوتيك، وهي ميكروبات حية، قد تكون مشابهة للميكروبات التي توجد في الجهاز الهضمي. وتساعد هذه البروبيوتيك في تقصير نوبة الإسهال.
الإسعافات الأولية للتسمم الغذائي عند الاطفال
إذا كان طفلك يعاني من أعراض التسمم الغذائي من الاسهال والآلام البطنية، فإن الراحة في السرير، وشرب الكثير من السوائل أهم الأساسيات للسيطرة على الحالة، وللتقليل من خطر الإصابة بالتجفاف. من المهم إعطاء الطفل العصائر المجمدة، أو المرق، والشوارد لتعويض السوائل التي فقدها. كما يجب تجنيبه الطعام إلى أن يشعر بالتحسن، فيمكن بعدها تقديم أطعمة خفيفة سهلة الهضم، مثل: الخبز المحمص أو البسكويت، والرز والموز. لكن عند ملاحظة عودة الغثيان، فيجب التوقف عن الأكل. كما يجب تجنب منتجات الألبان والكافيين والنيكوتين والأطعمة الدهنية أو الحارة لبضعة أيام إضافية.
علاج التسمم الغذائي عند الأطفال في المنزل
يوجد العديد من العلاجات المنزلية التي يمكن تطبيقها لعلاج التسمم الغذائي بالأعشاب عند الأطفال. وتشمل أهم هذه العلاجات:
- الزنجبيل والعسل: مزيج العسل والزنجبيل بما يملكه من خصائص مضادة للميكروبات، يحارب مسببات الأمراض المنتقلة بالغذاء. كما أنه يساعد في عملية الهضم.
- خل التفاح: له خصائص مضادة للميكروبات، كما أنه يحوي على إنزيمات ومعادن الموجودة تساعد في تأمين استقرار الجسم من التأثير الضار للعدوى.
- الثوم: الثوم النيء مليء بالعديد من الخصائص المضادة للبكتيريا والفيروسات والميكروبات، التي تجعله علاجًا منزليًا مثاليًا لمحاربة التسمم الغذائي.
- شاي النعناع: يساعد شاي النعناع على تعويض الماء المفقود من الجسم، كما يتمتع بتأثيرات مهدئة تساعد على الشعور بالتحسن.
- عصير الليمون: يعرف الليمون بخصائصه الهضمية، إضافةً لخصائصه المبيدة للجراثيم التي تساعد في مكافحة مسببات الأمراض البكتيرية في الجسم. كما أن غناه بمضادات الأكسدة يساعد في تسريع الشفاء.
- بذور الكمون: تساعد بذور الكمون ذات الخصائص العطرية في مكافحة أعراض التسمم الغذائي. كما أنها تهدئ الجهاز الهضمي وتساعد على إزالة النفخة.
أعراض التسمم الغذائي عند الأطفال
تتراوح أعراض التسمم الغذائي من خفيفة إلى شديدة، وتختلف حسب نوع التلوث. تظهر أعراض التسمم الغذائي عند الأطفال عادةً في غضون 1 إلى 6 ساعات بعد تناول الطعام الملوث، وقد تستمر عدة أيام وأحيانًا أسابيع تبعًا لشدة الإصابة. تشمل أهم الأعراض الشائعة للتسمم الغذائي:
- الإسهال الشديد.
- الغثيان والاقياء.
- الآلام البطنية، والتقلصات المعدية الشديدة.
- الحمى والقشعريرة.
- فقدان الشهية والوهن العام.
شاهد أيضًا: أنواع التسمم الوشيقي عند الرضع.
متى يجب التواصل مع الطبيب بشأن التسمم الغذائي
في معظم الحالات، يتعافى الأطفال المصابون بالتسمم الغذائي بعد أيام قليلة دون مشاكل صحية على المدى الطويل. لكن نظرًا لخطورة بعض الحالات يجب التواصل مع الطبيب أو الذهاب للمستشفى في حال ظهرت الأعراض التالية:
- ارتفاع في درجة الحرارة (أكثر من 39 درجة مئوية).
- عند رؤية الدم في البراز أو القيء.
- في حالات الجفاف الشديد الناتجة عن الاسهال الغزير. أو عند انقطاع التبول.
- الإسهال لأكثر من بضعة أيام أو عندما يكون مدمى.
- إذا كنت تعاني من ضعف العضلات أو عدم وضوح الرؤية.
- الشعور بالارتباك أو الدوخة أو الدوار.
أسباب التسمم الغذائي عند الأطفال
يحدث التسمم الغذائي عند الأطفال عند تناول الأطعمة والمشروبات الملوثة بالبكتيريا والطفيليات، والسموم المختلفة. كمت يمكن أن يحدث هذا التسمم أثناء تخزين الطعام أو طهيه أو حتى تحضيره، عندما يكون الطعام النيء غير مغسول بشكل جيد، أو غير مطبوخ لدرجة كافية للقضاء على الطفيليات. لنتعرف على بعض الجراثيم والطفيليات الأكثر شيوعًا التي تسبب التسمم الغذائي:
- الإشريكية القولونية: توجد عادةً في اللحوم غير المطبوخة جيدًا والخضروات النيئة.
- الليستيريا: هي نوع من البكتيريا موجودةً في الجبن الطري واللحوم الباردة، وتعتبر خطيرةً بشكل خاص على النساء الحوامل.
- نوروفيروس: يصاب به الأطفال عن طريق تناول المحار غير المطبوخ جيدًا.
- السالمونيلا: تعتبر السالمونيلا مسؤولةً عن أكبر عدد من حالات الاستشفاء والوفيات بالتسمم الغذائي. ويعتبر البيض النيء والدواجن غير المطهية جيدًا مصادر شائعة للتسمم بالسالمونيلا.
- المكورات العنقودية: تحدث عدوى المكورات العنقودية من الأيادي الملوثة عندما تلامس أو تحضر الطعام.
- المطثيات الصعبة: تعد اللحوم النيئة أو الدواجن، والأطعمة المطبوخة مسبقًا مصادر شائعةً للمطثية. وتظهر أعراضها خلال 6-24 ساعة، وتستمر بشكل عام يومًا أو يومان.
تشخيص التسمم الغذائي عند الأطفال
قد يكون من الصعب معرفة ما إذا كنت مصابًا بالتسمم الغذائي أو أي نوع آخر من العدوى. إذ تتشابه أعراض التسمم الغذائي مع أعراض التهاب المعدة والأمعاء. يقيم الطبيب الأعراض التي تعانيها بدقة، ويسألك عن تفاصيل ما تناولته وشربته مؤخرًا. واعتمادًا على الأعراض، وزمن ظهورها، وعلاقتها بالطعام سيحدد الطبيب بدقة إصابتك بعدوى منقولة بالطعام أم لا. كما قد يتطلب الأمر أخذ عينة من البراز أو فحص الدم للتحقق من وجود طفيليات أو بكتيريا.
مضاعفات التسمم الغذائي عند الأطفال
بعد التعرف على علاج التسمم الغذائي عند الأطفال، قد يحدث أن تظهر مضاعفات أخرى خاصًة عندما تكون حالة التسمم الغذائي عند الطفل شديدةً، وأهم هذه المضاعفات:
- الجفاف: يعتبر الجفاف من أكثر المضاعفات شيوعًا للتسمم الغذائي، وبشكل خاص عند الأطفال الصغار. كما يمكن أن يكون الجفاف قاتلًا، إذا لم يتم علاجه بسرعة وبشكل صحيح.
- الإجهاض أو الإملاص: تسبب عدوى الليستريا عند النساء الحوامل الإجهاض، لكونها تسبب تلفًا عصبيًا وموتًا للجنين.
- تلف الكلى: يمكن أن تسبب العدوى الشديدة بالإشريكية القولونية متلازمة انحلال الدم اليوريمي (HUS) والفشل الكلوي.
- التهاب المفاصل: قد تسبب جراثيم السالمونيلا والعطيفة التهاب المفاصل المزمن وتلف المفاصل.
- تلف الدماغ: يمكن لبعض البكتيريا أو الفيروسات أن تسبب التهاب السحايا.
- الوفاة: في الحالات الشديدة، يمكن أن يسبب التسمم الغذائي الوفاة، خاصةً في الفئات المعرضة للخطورة.
الوقاية من التسمم الغذائي عند الأطفال
درهم وقاية خير من قنطار علاج، فاتباع قواعد النظافة الشخصية، والعناية بطرق تخزين الطعام وطهيها وتنظيفها، يمكننا تجنب الإصابة بحالات التسمم الغذائي العديدة. من خلال:
- الاحتفاظ باللحوم النيئة والمأكولات البحرية والبيض منفصلةً عن الأطعمة الأخرى.
- تبريد أو تجميد الأطعمة التي يمكن أن تفسد على الفور.
- غسل اليدين بالماء والصابون قبل وبعد تناول الطعام.
- غسل الفاكهة والخضروات قبل الأكل أو التقطيع أو الطهي.
- طهي الأطعمة لفترة كافية، وبدرجات حرارة عالية كافية لقتل الميكروبات الضارة.
- تجنب تناول الجبن والحليب غير المبستر.
ختامًا، بعد تعرفنا على علاج التسمم الغذائي عند الأطفال، وعلى أهم أسباب التسمم الغذائي. نجد من المهم التذكير على بضرورة اتباع قواعد النظافة الشخصية، وضرورة الاعتناء بطعامنا من لحظة تسوقه إلى إعداده وتناوله. لتجنب التعرض لمثل هذه الأعراض المزعجة والتي تفسد علينا هناء أيامنا.