قد تتساءل عن علامات تدلك على أن طفلك مصاب بالتوحد، بعد أن لاحظت أنه مختلف عن أقرانهِ في تفاعلهِ أو تواصلهِ أو أنماطِ سلوكه. لمعرفةِ ما إذا كانت هذه العلامات إشارةً إلى التوحد، أم أنها مجرد أعراض تشبه التوحد. فبصفتك أحد الوالدين، فأنت تعرفُ طفلكَ أكثر من أي شخصٍ آخر، وستلاحظُ علامات التوحد التي قد لا يتاح للطبيب رؤيتها خلال زيارةٍ تقتصر على بضع دقائق. لذا يجب ألا تهمل ملاحظاتك، كما يجب أن تُثقف نفسكَ حول علامات التوحد، لتعرفَ ما إن كان طفلك طبيعيًا أو لا. لا سيما أن التَّعرف على علامات التوحد مُبكرًا، يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في علاج طفلك، وسيساعده ذلك على النمو والازدهار في الحياة مستقبلًا.
فإن كنت تشتبه بإصابة طفلك بالتوحد، وتبحث عن علامات تدلك على أن طفلك مصاب بالتوحد، فستجد ضالتكَ في مقالنا التالي من موقع طلاب نت.
ما هو مرض التوحد
مرض التوحد ASD، هو اضطراب في النمو، يبدأ في السنوات القليلة الأولى من الحياة؛ في معظم الحالات، لا يتم تشخيصه قبل ثلاث سنواتٍ. يعاني فيه الأطفال المصابون من ضعفٍ في مهارات التواصل والمهارات الاجتماعية بدرجاتٍ متفاوتةٍ، حيث يعتمد تأثير مرض التوحد على درجة الخطورة؛ التي قد تتراوح بين خفيفة وشديد الخطورة. عادةً ما يمارس المصابون بالتوحد الخفيف حياتهم بشكلٍ طبيعي، بينما يحتاج المصابون بأشكال التوحد الأكثر حدةٍ إلى رعايةٍ ودعمٍ مستمرين طوال الحياة.
علامات تدلك على أن طفلك مصاب بالتوحد
تشمل العلامات التي تدل على أن طفلك مصاب، مشاكل في مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي، والسلوكيات أو المهارات المقيدة أو المتكررة، نوضحها فيما يلي:
- مشاكل في مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي: قد تشكل مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي تحديًا كبيرًا للأطفال المصابين بالتوحد. ويمكن أن تشمل علامات التوحد عند الأطفال المتعلقة بالتواصل والتفاعل الاجتماعي ما يلي:
-
- يتجنّب الطفل المُصاب بالتوحد التواصل بالعين، أو لا يحافظ عليه.
- لا يستجيب لاسمه بعمر 9 أشهر.
- لا تظهر على وجهه تعابير السعادة أو الحزن أو الغضب بعمر 9 أشهر.
- يستخدم القليل من الإيماءات أو لا يستخدمها إطلاقًا بحلول عمر السنة.
- لَا يلعب ألعابًا تفاعليةً بسيطةً بعمر السنة.
- لا يشارك الاهتمامات مع الآخرين بعمر ١٥ شهرًا.
- لَا يشير أو ينظر إلى ما تشير إليه بعمر السنة ونصف.
- لا يلاحظ عندما يتأذى أو يحزن الآخرون بعمر السنتين.
- لا يتظاهر باللعب؛ كإطعام دميةٍ، في عمر السنتين ونصف.
- يظهر القليل من الاهتمام بالأطفال الآخرين.
- يواجه صعوبةً في التعبير عن مشاعره أو التحدث مع الآخرين بعمر 3 سنوات أو أكثر.
- لا يمارس اللعب بأخذ الأدوار عند بلوغه خمس سنواتٍ.
- السلوكيات أو الاهتمامات المقيدة أو المتكررة: يكون للأطفال المصابين بالتوحد سلوكيات واهتمامكم غير عادية، ويمكن أن تشمل علامات التوحد عند الأطفال المتعلقة بالسلوكيات أو الاهتمامات المقيدة أو المتكررة ما يلي:
-
- يَصِفُّ الطفل المصاب بالتوحد الألعاب أو الأشياء الأخرى، وينزعج عند تغيير هذا النظام.
- يكرّر الكلمات والعبارات مرارًا وتكرارًا.
- يلعب الألعاب بنفس الطريقة في كل مرة.
- ينزعج من التغييرات الخفيفة.
- يهتم بأجزاءٍ من الأشياء، كعجلات اللعبة.
- يرفرف يديه،أو يصلّب جسمه، أو يدور في دوائر.
- ردود أفعالٍ غير متوقعةٍ على مظهر الأشياء أو رائحتها أو طعمها أو ملمسها.
- علامات أخرى تدلك على أن طفلك مصاب بالتوحد: إضافةً إلى ما سبق، يعاني معظم الأطفال المصابين بالتوحد، من علامات التوحد الآتية:
-
- تأخر المهارات اللغوية والحركية.
- تأخر المهارات المعرفية أو التعليمية.
- حدوث نوبات.
- فرط النشاط أو الاندفاع.
- مشاكل في الجهاز الهضمي كالإمساك.
- القلق أو التوتر المُفرط .
- عدم الخوف أو الخوف أكثر ممّا هو متوقّع.
من الجدير بالملاحظة أن الأطفال المصابين بالتوحد، قد لا يكون لديهم كل أو أي من هذه العلامات.
شاهد أيضًا: فوائد الجوز لأطفال التوحد وطريقة تقديمه
أعراض تشبه التوحد
قد تتشابه علامات التوحد مع أعراض حالاتٍ أخرى، لذا يتم الخلط بينها وبين التوحد. تشمل بعض الحالات التي لديها أعراض تشبه التوحد ما يلي:
- متلازمة ويليامز: يظهر العديد من المصابين بمتلازمة ويليامز أعراضًا تشبه التوحد مثل: تأثيرات في النمو واللغة، ومشاكل في المهارات الحركية، وفرط حساسية للأضواء. مع ذلك تتضمّن متلازمة ويليامز أعراضًا أخرى مثل: اضطرابات في القلب، أو ارتفاع ضغط الدم، ومستويات مرتفعة من الكالسيوم.
- مُتلازمة الصبغي X الهش: حوالي 15-20% من المصابين بهذه المتلازمى يعانون من علامات التوحد مثل: ضعف المهارات الحسية، ومشاكل السلوك. لكنهم يظهرون أعراضًا أخرى أيضًا مثل الحنك المقوس المرتفع، والوجه الطويل، والأذنين الكبيرتين، وضعف قوة العضلات وغيرها.
- متلازمة ريت: رغم أن متلازمة ريت حالة مرضية مختلفة عن التوحد، إلا أن الأطفال المصابين بها يظهرون أعراضًا تشبه التوحد مثل مشاكل النوم، وهز الجسم، وحركات اليد المتكررة، والمشي على أصابع القدم لفتراتٍ طويلةٍ.
- مُتلازمة لانداو كلينفر: تشمل خصائص متلازمة لانداو كلينفر على أعراض تشبه التوحد، مثل: عدم الإحساس بالألم، وضعف التواصل بالعين، ومشاكل النوم.
- متلازمة برادر ويلي: من السلوكيات المشتركة بين متلازمة برادر ويلي والتوحد: التأخر في تطور اللغة والحركة، وصعوبة التعلم، ونوبات الغضب، واضطرابات النوم، وعدك الإحساس بالألم.
شاهد أيضًا: فوائد حبة البركة لأطفال التوحد
أسباب مرض التوحد
لا يوجد سبب محدد للتوحد، حيث تشير الأبحاث إلى تطوّر التوحد من مجموعةٍ من العوامل، التي يؤثر معظمها على نمو الدماغ مؤديةً إلى التوحد. وتشمل هذه العوامل ما يلي:
- العوامل الجينية للتوحد: تزيد التغييرات في جيناتٍ معينةٍ من خطر إصابة الطفل بالتوحدِ؛ فإذا كان أحد الوالدين يحمل واحدًا أو أكثر من هذه التغييرات الجينية فقد تنتقل إلى الطفل؛ حتّى لو لم يكن الوالد مصابًا بالتوحد. في أوقاتٍ أخرى تظهر هذه التغييرات الجينية تلقائيًا في الجنين المبكر أو الحيوانات المنوية أو البويضة التي تتّحد لتكوين الجنين.
- العوامل البيئية للتوحد: تظهر الأبحاث أيضًا أن التأثيرات البيئية قد تزيد من خطر الإصابة بالتوحد مثل العمر المتقدّم للوالدين، أو مضاعفات الحمل أو الولادة، أو انخفاض الوزن عند الولادة، أو حالات الحمل المتعددة (توأم، أو ثلاثي)، أو تباعد فترات الحمل.
نذكر مرةً أخرى، أن التأثيرات الجينية والبيئية لا تسبب التوحد بحد ذاتها؛ بل تزيد من خطر الإصابة به. حيث يمكن العثور على بعض التغييرات الجينية المرتبطة بالتوحد لدى أطفال غير مصابين به. وبالمثل، لن يسبب كل عاملٍ بيئي خطر الإصابة باضطراب التوحد.
عوامل خطر الإصابة بالتوحد
قد تظهر علامات التوحد على جميع الأطفال من مختلف الأجناس، لكن بعض العوامل قد تزيد من خطر إصابة الطفل بالتوحد مثل:
- جنس الطفل: الأطفال الذكور أكثر عرضةً للإصابة بالتوحد من الإناث بحوالي 4 مرات.
- تاريخ العائلة: تزداد احتمالية إنجاب طفل مصاب في التوحد لدى العائلات التي لديها طفى مصاب بالتوحد.
- الأطفال الخدج: قد يكون الأطفال المولودين قبل 26 أسبوعًا من الحمل، أكثر عرضةً للإصابة بالتوحد.
- اضطرابات أخرى: يعاني الأطفال المصابون بحالاتٍ طبيةٍ معينةٍ من خطر الإصابة بالتوحد أو بأعراض تشبه التوحد بنسبةٍ أعلى من المعتاد. من هذه الحالات الطبية:
- متلازمة الصبغي X الهش: وهو متلازمة وراثية تؤدي إلى مشاكل ذهنية.
- متلازمة ريت: وهي اضطراب عصبي وراثي نادر، يحدث لدى الفتيات بشكلٍ حصري تقريبًا، ويؤثر على الطريقة التي ينمو بها الدماغ.
- التَّصلب الحدبي: وهو اضطراب وراثي غير شائع، تتطور فيه أورام حميدة في الدماغ.
شاهد أيضًا: علامات تأخر الطفل في النمو الجسدي والحركي والإدراكي
مضاعفات مرض التوحد
إضافةً إلى علامات التوحد، قد يواجه الأطفال المصابون بالتوحد العديد من المضاعفات مثل:
- المشاكل الحسية: يكون المصابون بالتوحد شديدي الحساسية تجاه المدخلات الحسية. حيث يسبب أي شيء شائعٍ كالضوضاء أو الأضواء انفعالًا عاطفيًا شديدًا. بينما قد لا يستجيبون على الإطلاق لبعض الأحاسيس مثل الألم أو البرودة أو الحرارة الشديدة.
- النوبات: تشيع النوبات بين المصابين بالتوحد، وغالبًا ما تبدأ في مرحلة الطفولة، أو خلال سنوات المراهقة.
- مشاكل الصحة العقلية: تُعرّض الإصابة بمرض التوحد، إلى خطر الإصابة بالاكتئاب أو القلق أو تقلبات المزاج.
- الأمراض العقلية: يعاني معظم المصابون بالتوحد من مستوياتٍ معينةٍ من الضعف العقلي.
ختامًا، إن ظهرت علامات تدلك على أن طفلك مصاب بالتوحد فيجب التحدث إلى الطبيب. حيث يمكن لبرامج التّدخل المُبكّر والأدوية المساعدة في إدارة علامات التوحد والمضاعفات. كما أن توفير بيئةٍ داعمةٍ ومناسبةٍ، للطفل المصاب بالتوحد، سيساعده في عيش حياةٍ مستقلةٍ ومنتجةٍ مستقبلًا.