لعلك سمعت بمصطلح “صناعة المحتوى” حديثاً وتساءلت عن معناه. لربما تساءلت عن المجالات التي يدور حولها هذا المصطلح. أو قد تريد أن تعرف كيفية الربح من صناعة المحتوى. سنجيبك عن كل هذه الأسئلة الآن.
صناعة المحتوى واحدة من وسائل الربح الحديثة على الإنترنت. وهو نشر المعلومات ضمن سياقات محددة، عن طريق العديد من الوسائط مثل المواقع الإلكترونية، أو وسائل التواصل الاجتماعي، أو اليوتيوب. وذلك لمشاركة الأفكار مع الأخرين، وتحقيق الفائدة للجمهور. أما تحقيق الأرباح، فهو عادة خطوة ثانوية يحصل عليها صانع المحتوى بعد نجاح محتواه في جذب المشاهدين. على الرغم أن كثيراً من صناع المحتوى يعملون في هذا المجال لتحقيق الأرباح أولاً.
في هذا المقال، سنتحدث عن كيفية الربح من صناعة المحتوى. كما سنفصل في أنواع صناعة المحتوى، مع شرح كيفية العمل ضمن كل من هذه الأنواع. ثم سنناقش وسائل الربح المحتملة لكل نوع من الأنواع. بسم الله نبدأ.
كيفية الربح من صناعة المحتوى
أساس الربح من صناعة المحتوى هو بناء جمهور مهتم بالمحتوى الذي تقدمه. وحتى تكون قادراً على تحقيق ذلك، يجب أن تقدم محتوى مميزاً وجاذباً. حتى لو كان المحتوى مكرراً، فإن إعادة صياغته وقولبته بقالب إبداعي جديد أمر كافٍ عادة لتحقيق النجاح.
هناك أكثر من نوع من المحتوى الذي يمكن نشره على الإنترنت. مثل مقاطع الفيديو، والمقالات المكتوبة أو ما يعرف بالمدونات، وحتى مقاطع الصوت أو ما يعرف بالتدوين الصوتي أو البودكاست. سنركز في هذا المقال على النوعين الأكثر شيوعاً، وهما الفيديو والتدوين. وسنشرح كيفية الربح من صناعة المحتوى فيهما.
شاهد أيضًا: الربح من الإنترنت بدون رأس مال
الربح من صناعة الفيديو
تعتبر مقاطع الفيديو من أكثر المواد طلباً على الإنترنت. وخاصة بوجود العديد من المنصات التي تعتمد بشكل رئيسي على الفيديو، مثل يوتيوب وتيك توك. إضافة إلى أن معظم منصات التداول الاجتماعي الأخرى تروج بقوة لنشر مقاطع الفيديو، وتفرد له أقساماً خاصة مثل Facebook Watch. وبالتالي، فإن هناك بيئة خصبة للغاية لمشاركة الفيديوهات ونشرها على الإنترنت. كما أن هناك تعطشاً شديداً من قبل المستهلكين لهذا النوع من المحتوى. مما يجعله مناسباً لتحقيق أرباح كبيرة.
شاهد أيضًا: تقنيات الربح من جوجل Google
إنشاء قناة يوتيوب وتحديد فكرتها والأدوات اللازمة
سنتحدث عن قناة يوتيوب كونها النموذج التقليدي للربح من صناعة الفيديو. قد يكون مشروع بسيط مثل قناة يوتيوب مصدر دخل كبير للغاية، يصل إلى بضعة آلاف دولار شهريا، ومن الممكن أن يصل إلى الملايين أحيانا. كما يعتمد الكثير من اليوتيوبرز على اليوتيوب وحده كمصدر دخل أساسي ووحيد.
للبدء بمشروع قناة يوتيوب، تحتاج قليلاً من الخبرة والأدوات والتخطيط والصبر. ابدأ باختيار فكرة القناة، أي المحتوى الذي تريد تقديمه عبر مقاطع الفيديو الخاصة بك. هناك الكثير من أفكار قنوات يوتيوب المربحة التي تحتاج إلى مقال خاص لشرحها.
بعد اختيارك للفكرة التي تناسبك، ستحتاج إلى بعض الأدوات، مثل كاميرا وميكروفون وبعض الإضاءة. تختلف الأدوات التي ستحتاجها باختلاف فكرة قناتك. فلربما لا تحتاج إلى كاميرا في حال كانت قناتك تعتمد على الرسومات الكرتونية. ولربما يمكنك الاكتفاء بكاميرا الهاتف المحمول في بداية الأمر.
ثم ستحتاج إلى القليل من الخبرة للتعامل مع هذه الأدوات. فتصوير الفيديو عبر الكاميرات الاحترافية مجال كبير ومعقد بحد ذاته. وتسجيل الصوت بدقة عالية مجال معقد أيضا. ناهيك عن المونتاج والمؤثرات البصرية التي قد تحتاج لإضافتها. حتى لو كانت قناتك تعتمد على الرسوم الكرتونية، فستحتاج إلى خبرة في برامج التحريك والأنيميشن. لا تقلق، حتى لو لم تملك هذه الخبرات منذ البداية، ستتعلمها بالتدريج خلال طريقك، لكن عليك معرفة أن الأمر سيتطلب منك بعض الجهد والوقت.
وفي النهاية، ضع لنفسك مخططاً تفصيلياً بمواضيع الفيديوهات التي ستنشرها، وتوقيت نشر كل فيديو. والتزم بالنشر حتى لو لم تلق نجاحاً في البداية، حيث أن الأمر قد يستغرق سنتين إلى أن تشاهد بعض النتائج. لا تنسى الترويج للقناة! كما عليك احتراف قواعد سيو اليوتيوب لتضمن أسرع انتشار ممكن لقناتك.
شاهد أيضًا: أساليب الربح من الإنترنت
كيفية الربح من صناعة المحتوى المكتوب
التدوين هو ببساطة إنشاء المقالات المكتوبة، مثل مقالنا هذا الذي تقرأه الآن. وهو يقدم الكثير من المعلومات المفيدة، ويجذب الكثير من الجمهور الذين يفضلون القراءة على مشاهدة الفيديوهات.
يعتبر الكثير من الناس أن المقالات المكتوبة تحوي على تفاصيل أكثر من مقاطع الفيديو. وهو أمر صحيح غالباً، حيث أن البساطة هو أهم عامل من عوامل نجاح الفيديوهات. على عكس المقالات المكتوبة، التي تنجح بالتفاصيل الكثيرة والمفيدة.
كما يستفيد كثيرون من وجود المعلومات مكتوبة أمامهم. خصوصاً خلال اتباع بعض التعليمات. فمن الأسهل شراء مكونات وجبة ما عندما تكون هذه المكونات مكتوبة ضمن مقال، بينما سيكون الأمر أصعب في حال ذكر هذه المعلومات ضمن سياق فيديو.
ولكن، أين سيتم نشر المقالات؟ وكيف يتم الربح من التدوين؟ الجواب التقليدي لذلك هو إنشاء مدونة خاصة بك. والمدونة هي موقع إلكتروني، ستقوم من خلاله بنشر مقالاتك وأفكارك. يمكنك أيضا أن تصبح كاتباً ضمن موقع موجود مسبقاً. حيث ستوفر بذلك تكلفة استضافة الموقع وتصميمه، والكثير من التفاصيل التقنية الأخرى. وستبدأ فوراً بكتابة المحتوى وتحقيق الأرباح.
طبعاً، حتى تنجح في التدوين، يجب أن تستهوي مقالاتك عيون وعقول القارئين. لذلك، التزم بتقديم محتوى مفيد ومسلي.
يتميز التدوين عن صناعة الفيديو بكونه أكثر سهولة. فلا حاجة لتعلم تفاصيل التصوير وتسجيل الصوت وكتابة السكريبت والمونتاج. كما لا حاجة لشراء معدات غالية الثمن.
مصادر الربح من صناعة المحتوى
هل ستبدأ بالربح مباشرة بمجرد إنشاءك لقناة يوتيوب أو لموقع تدوين على الإنترنت؟ بالطبع لا. فمن هي الجهة التي ستدفع لك مقابل صناعة المحتوى؟ حيث أن هذا المحتوى عادة ما يكون مجانياً للجميع عبر الإنترنت. فكيف ستحقق الأرباح بالضبط؟ الجواب السهل: الإعلانات. لكن هناك المزيد..
الإعلانات
وهي الطريقة الأسهل والأكثر شيوعاً لتحقيق للربح من صناعة المحتوى. يعتمد صناع المحتوى على جعل المحتوى مجانياً للجميع، لكن في الوقت ذاته، يضيفون الإعلانات لتمويلهم وتحقيق الأرباح.
يقوم يوتيوب بعرض الإعلانات ضمن كل الفيديوهات التي تنتشر عبره. ثم يقوم بمشاركة جزء من أرباح هذه الإعلانات مع صناع المحتوى أنفسهم. وبالتالي يمكننا أن نقول أن يوتيوب يدفع المال لصانعي المحتوى ضمنه. الأمر ليس نفسه بالنسبة لمواقع التدوين. حيث تعتمد هذه الأخيرة على الاشتراك ببعض الخدمات الإعلانية، مثل Google ads، والتي تقدم خدمة عرض الإعلانات ضمن الموقع الإلكتروني، لقاء أرباح مادية.
كما يمكن أن يكون المحتوى الذي تصنعه هو الإعلان بحد ذاته. كأن تقوم بمراجعة لمنتج ما، مقابل تمويل تحصل عليه من الشركة المصنعة للمنتج. ويمكن لهذه المراجعة أن تكون على هيئة فيديو أو مقال مكتوب. وبالتالي فإن الإعلانات هي الوسيلة الأهم للربح من صناعة المحتوى.
الاشتراكات المدفوعة
يقدم العديد من صناع المحتوى المتميزين محتوى مدفوعاً. أي لا يمكن للمستخدمين رؤيته دون دفع اشتراك لصانع المحتوى أولاً. وهذه الطريقة منتشرة للغاية في مجال الفيديوهات التعليمية. حيث تصل تكلفة بعض الكورسات إلى ألف دولار للكورس الواحد. حتى أن العديد من مواقع التدوين الشهيرة تتطلب اشتراكاً مدفوعاً حتى يتمكن الزائرون من قراءة محتواها.
يعتمد صناع المحتوى في هذا النوع من الربح على تقديم نماذج من أعمالهم مجاناً. ومن ثم الترويج عبر هذا المحتوى المجاني لمحتواهم المدفوع. ويحقق هؤلاء أرباحاً كبيرة للغاية. أكثر من الإعلانات، ومعظم أشكال الربح الأخرى.
التسويق بالعمولة
وهو طريقة أخرى للربح من صناعة المحتوى. وهو يعتمد على الترويج لسلعة أو منتج ما، مقابل الحصول على نسبة صغيرة عند بيع هذا المنتج. ويتم ذلك عبر روابط خاصة لهذه المنتجات، أو عبر كوبونات تعطيها الشركات لصناع المحتوى ليقوموا بتسويقها.
تنجح هذه الطريقة بشكل خاص مع صناع المحتوى الذين يقدمون محتوى متعلقاً بالمنتجات. مثل قناة يوتيوب تتحدث عن المكياج، يمكن لها أن تدرج روابط أفلييت للمنتجات التي استخدمتها ضمن الفيديو.
وفي الختام، يجب التنويه إلى أن صناعة المحتوى على الإنترنت مجال من المجالات الواعدة والمربحة للغاية. وخاصة في عصر التقنية، واستهلاك المعلومات عبر الإنترنت، والتسوق الإلكتروني. هل تفضل صناعة المحتوى بشكل فيديو؟ أم أنك تفضل التدوين؟ شاركنا رأيك في التعليقات.