تلجأ العديد من الأمهات إلى تناول حبوب تنشيف الحليب بعد الفطام، وذلك لأن الرضاعة الطبيعية قد تسبب لهن أعراضًا مزعجة كاحتقان الثدي والشعور بالألم الشديد فيه. وتجدن بأن الحل لتجنب هذه الأعراض المزعجة هو تناول حبوب تنشيف الحليب، وتم استخدام تلك الحبوب في تسعينيات القرن الماضي بشكل كبير، لكن توصلت الأبحاث إلى أن تلك الأدوية غير آمنة صحيًا، وتسبب آثارًا جانبية مزعجة برغم مميزاتها. فما هو تنشيف الحليب بعد الفطام؟ وما هي دواعي استخدام حبوب تنشيف الحليب بعد الفطام؟ ومَا هي أدوية تنشيف الحليب بعد الفطام؟ وما هي مخاطر حبوب تنشيف الحليب؟ وكيف يتم تنشيف الحليب بعد الفطام دون استخدام أدوية؟ ومَا هي النصائح العامة عند الفطام؟ أسئلة كثيرة تتساءلها الأمهات بعد فطام أطفالهن سنجيب عنها في مقالنا التالي.
ما هو تنشيف الحليب بعد الفطام
في الحقيقة تختلف طرق تنشيف الحليب بعد فطام الطفل وعلى إثر ذلك تتغير المدة التي يستغرقها الحليب لينشف من أم إلى أخرى، وفي الواقع تزداد المدة التي يستغرقها الحليب ليجف في ثدي الأم مع زيادة فترة الرضاعة الطبيعية فيستمر الحليب لمدة شهر، أما بالنسبة للأمهات اللواتي أرضعن أطفالهن لفترة قصيرة ومتقطعة، فيستغرق جفاف الحليب عندهن عدة أيام فقط. ويقصد بتنشيف الحليب اتباع بعض الوسائل التي يتم من خلالها إيقاف عملية إدرار الحليب. وتؤثر بعض العوامل على تنشيف الحليب على سبيل المثال عمر الطفل وكمية الحليب التي ينتجها الثدي. ومن المهم معرفة كيفية تنشيف الثدي بعد فطام الطفل، وترتكز أبرز الوسائل على استخدام المركبات العشبية، بالإضافة إلى استخدام أدوية تنشيف الحليب، أيضًا من الممكن أن يؤدي إنتاج الحليب بشكل مكثف إلى احتقان الثديين مما يجعلهما متحجرين. وتبدأ الكتل في التشكل مشيرة إلى انسداد قنوات الحليب. وتسبب للمرضعة آلامًا وهذا ما يدفعها إلى استخدام وسائل تنشيف الحليب.
اقرأ أيضًا: 8 علامات تدل على إصابة الرضيع بضعف البصر
دواعي استخدام حبوب تنشيف الحليب بعد الفطام
على الرغم من وجود العديد من الأضرار لحبوب تنشيف الحليب بعد الفطام إلا أن لها العديد من المميزات التي أبرزها تقليل آلام الثدي الشديدة وآلام الاحتقان في حالة الفطام المفاجئ. وتعد الحبوب الدوائية أكثر فاعلية من الوصفات الطبيعية. ولكن يفضل استخدامها فقط في الحالات التالية:
- إصابة الأم باحتقان الثديين بعد فطام الرضيع.
- شعور الأم بتكتل في ثدييها وتحجرهما.
- حساسية الثديين تجاه شيء وبمجرد لمسهما بشكل خفيف.
- ارتفاع درجة حرارة جسم الأم بعد الفطام.
- التهاب الثديين نتيجة إصابتهما بالاحتقان.
- الإصابة بخراج داخلي نتيجة انسداد إحدى القنوات اللبنية.
اقرأ أيضًا: كيف أعرف أن طفلي الرضيع طبيعي
الأدوية المستخدمة في تنشيف الحليب بعد الفطام
في الحقيقة توجد عدة أدوية تستخدم من أجل تنشيف الحليب بعد الفطام. ويتم استخدامها بعد وصفة من الطبيب. وتتميز بأن نتائجها أسرع من الوصفات الطبيعية. وسنذكر الأدوية المستخدمة لتنشيف الحليب بعد الفطام:
- البروموكريبتين Bromocritine: يعمل هذا الدواء على إيقاف إنتاج البرولاكتين. فيساعد في تنشيف الحليب من الثدي بفترة قصيرة.
- الأدوية التي تحوي على هرمون الأستروجين. وذلك لأن الأستروجين يساعد في تقليل إنتاج الحليب في الثدي. وعادة ما يتم تنشيف الحليب بعد استخدام هذا الدواء بسبعة أيام.
- دواء سودافيد (مضاد احتقان) وهو دواء يستخدم في علاج احتقانات الأنف، ويقلل إنتاج الحليب بعد جرعتين، ولا يؤثر هذا الدواء على هرمونات الجسم الأخرى.
اقرأ أيضًا: إفرازات صفراء في عين الرضيع الأسباب
مخاطر حبوب تنشيف الحليب بعد الفطام
على الرغم من أن الأدوية المستخدمة لتنشيف الحليب بعد الفطام أكثر فاعلية في تنشيف الحليب. لكن لها بعض الأضرار والآثار الجانبية، ونذكر منها:
- عند استخدام دواء البروموكريبتين، يمكن أن يحصل عند الأم بعض الآثار الجانبية كالغثيان والدوار وتساقط في الشعر، بالإضافة إلى أنه قد يسبب نوبات قلبية في حال وجود مشاكل قلبية سابقة عند الأم، ويتم وصف هذا الدواء كبديل عند عدم توفر الأدوية الأخرى.
- عندما تتناول الأم الأستروجين، قد تحدث عنها بعض الآثار الجانبية التي أبرزها زيادة لزوجة الدم، مما يزيد خطر الإصابة بالجلطات. فمن المرجح أن يصف الطبيب مميعات الدم مع هذا الدواء للحفاظ على الدم بلزوجته الطبيعية.
- عند استخدام السودافيد، رغم أنه غير محبذ لأجل غرض تنشيف الحليب بعد الفطام، وذلك بسبب آثاره الجانبية المزعجة كحدوث ارتفاع في ضغط الدم وزيادة معدل ضربات القلب، وصداع وغثيان، بالإضافة إلى صعوبة في النوم.
طريقة فطام الطفل دون حبوب تنشيف الحليب
في الحقيقة يمكن اتباع بعض النصائح عند فطام الطفل إذا لم يكن هناك رغبة في تناول حبوب تنشيف الحليب من أجل الفطام، وخوفًا من آثارها الجانبية. وتتضمن تلك النصائح:
- اتباع الفطام التدريجي من خلال تقليل عدد مرات رضاعة الطفل في اليوم.
- تقليل رضاعة الطفل ليلًا وتدريجيًا ثم إيقافها.
- تقليل مدة كل رضعة عند الطفل عن طريق تشتيت انتباهه إلى أشياء أخرى يحبها.
- الحرص على عدم ارتداء الأم لملابس مفتوحة عند الصدر كي لا ينتبه طفلها ويطلب الرضاعة.
- التنوع في الأطعمة التي يتم تقديمها للطفل حتى يتمكن من نسيان الرضاعة.
اقرأ أيضًا: أخطاء تقومين بها عند إدخال الطعام للطفل الرضيع
وصفات طبيعية لتنشيف الحليب من الثدي
في الواقع تلجأ بعض الأمهات لاستخدام الوصفات الطبيعية لتنشيف الحليب بعد الفطام خوفًا من الآثار الجانبية للأدوية. وتتضمن تلك الوصفات:
- البقدونس: حيث يساهم البقدونس في تجفيف الحليب بشكل تدريجي داخل الثدي، فيعمل على خفض مستويات البرولاكتين. وذلك عن طريق إضافته للسلطات يوميًا أو تناول مغلي البقدونس.
- الميرمية: تعد الميرمية من أهم الوصفات التي تستخدم في تجفيف الحليب بعد الفطام، وبمدة قصيرة. وذلك من خلال غلي الميرمية وتناولها بمقدار فنجان في اليوم.
- زيت النعناع: حيث يقلل زيت النعناع من إنتاج الحليب عند تطبيقه على الثدي مباشرة. ويجب عدم إرضاع الطفل بعد استخدام زيت النعناع لأنه يسبب خطرًا عليه.
- الياسمين: حيث يخفض الياسمين مستوى البرولاكتين. ويتم تناوله بعد إضافة بعض أزهار الياسمين إلى كوب من الماء المغلي.
نصائح عامة عند الفطام
في الواقع توجد عدة نصائح يجب اتباعها لتقليل احتمالية الإصابة باحتقان الثدي، وأي مضاعفات أخرى. وتتضمن تلك النصائح:
- عصر الثدي عند تراكم الحليب داخله بواسطة اليدين دون استخدام المضخة التي تزيد من إدرار الحليب.
- استخدام المسكنات عند الشعور بآلام في الثديين بعد استشارة الطبيب.
- وضع كمادات باردة على الثديين لمنع تكتل الحليب داخلهما.
- المحافظة على شرب السوائل بشكل جيد.
- ارتداء حمالة صدر مناسبة، لأن الحمالات الضيقة تسبب التهاب الثدي.
وفي نهاية مقالنا تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من أن حبوب تنشيف الحليب لها العديد من الفوائد، لكنها تحدث عند الأم المرضعة بعض المضار. فيمكن اللجوء إلى استخدام الوصفات الطبيعية التي تساعد في تنشيف الحليب من ثدييها.
