هل الرضاعة الطبيعية بعد بنج الأسنان تؤذي الرضيع؟ سؤالٌ يطرح بكثرة على محركات البحث، حيث أنه أثناء فترة الحمل تفقد الأم الكثير من الفيتامينات والعناصر الغذائية من جسمها بسبب انتقالها إلى الجنين. وعقب الولادة خلال فترة الرضاعة الطبيعية تبقى الأم تفقد المزيد من العناصر الهامة كعنصر الكالسيوم الهام لصحة الأسنان. وفي الحقيقة قد يسبب النظام الغذائي الذي تتبعه الأم أثناء فترة الرضاعة الطبيعية نقص الكالسيوم في جسمها. وهنا تبدأ آلام الأسنان والتهابات اللثة والأمراض المتعلقة بها بالظهور. فإذا استمر الألم أكثر من يومين مع عدم الاستجابة للعلاجات المنزلية، يتوجب على المرضعة الذهاب إلى عيادة الأسنان، ونظرًا للألم الذي يسببه علاج الأسنان سواء كان بالحشو أو بالخلع يلجأ الطبيب لاستخدام بنج الأسنان، وذلك لتخفيف حدة الألم على المرضعة، لكن فكرة بنج الأسنان تثير الخوف عند المرضعة وتخشى أن تكون الرضاعة الطبيعية بعد بنج الأسنان تؤذي الرضيع. لذلك سنتناول في مقالنا هذا العديد من المعلومات حول هذا الموضوع.
ما هو بنج الأسنان
يُعرف بنج الأسنان بأنه مخدر موضعي للمنطقة المصابة في الأسنان، تهدف إلى إزالة شعور المريض بألم العلاج. فعند زيارة عيادة الأسنان لإجراء العلاج سواء كان بالحشو أو القلع أو العمليات الجراحية البسيطة في الأسنان يتطرق الطبيب مباشرة إلى البنج. وعمومًا إن بنج الأسنان لا يسبب حالة فقدان الوعي وهذا ما يجعله أكثر أمانًا، ومبدأ بنج الأسنان قائم على إيقاف حس الأعصاب في الأسنان، عن طريق إرسال إشارات إلى الدماغ، مما يؤدي إلى عدم شعور المريض بالألم. وعادةً ما يستغرق بنج الأسنان عدة دقائق كي يأخذ مفعوله في فقدان الإحساس في المنطقة المخدرة موضعيًا. ويتميز بنج الأسنان بأنه ذو تأثير موضعي على المنطقة، فإذا تم حقنه في جانب الفك الأيسر يتخدر فقط جانب الفك الأيسر، ولا يصل إلى الجانب الأيمن من الفك. ولهذا السبب يعتبر آمنًا على الجسم وعلى حالات الحمل والرضاعة الطبيعية.
هل الرضاعة الطبيعية بعد بنج الأسنان تؤذي الرضيع
تكثر الشائعات بين الأمهات المرضعات أن بنج الأسنان يؤثر على الرضاعة الطبيعية، ويصل إلى حليب الثدي، وبالتالي يشكل ذلك خطرًا على الرضيع. لكن في الواقع تم التأكيد من قبل أطباء الأسنان أن هذه الشائعة خاطئة وغير صحيحة على الإطلاق. لأن بنج الأسنان ما هو إلا بنج موضعي في منطقة الإصابة، لا يمتد أثره إلى حليب المرضعة، ولا يؤذي الرضيع، فضلًا عن أن مفعوله يزول خلال ساعتين بعد التخدير. ولكن يجب على المرضعة إخبار الطبيب بأنها تقوم بالإرضاع طبيعيًا، حتى يحرص على استخدام بنج خالٍ من الأدرينالين الذي يمكن أن يصل إلى الرضيع ويسبب له أضرارًا صحية. كما أن تأجيل المرضعة لعلاج الأسنان خوفًا من البنج وتأثيره على الرضيع، قد يسبب مضاعفات تستدعي أخذ أدوية تؤثر لاحقًا على حليب الثدي، وتؤذي الرضيع. لذلك عليها المباشرة بالعلاج على الفور. فقد أثبت علميًا أن الرضاعة الطبيعية بعد بنج الأسنان لا تؤذي الرضيع شرط عدم احتواء البنج على مادة الأدرينالين.
اقرأ أيضًا: تأثير أشعة الأسنان على المرضعة
ما مدة بقاء بنج الأسنان في أسنان المرضعة
يستمر القلق عند المرضعات حول موضوع تأثر الطفل الرضيع ببنج الأسنان. وتتساءلن عن مدة بقاء بنج الأسنان في الأسنان، حيث تختلف مدة بقاء البنج في الأسنان وفقًا للحالة والإصابة. فمن المفترض أن يبقى تأثير البنج على المنطقة لمدة ساعة إلى ثلاث ساعات على الأكثر، مع الشعور بالخدر في الفم والوجه بالإضافة للشفاه واللسان. لذلك تلجأ المرضعات إلى إرضاع أطفالهن قبل الذهاب لعيادة الأسنان مباشرةً. ويمكن للأم إرضاع طفلها بعد ساعة من البنج، رغم إثبات عدم تأثير بنج الأسنان غير الحاوي على الأدرينالين على حليب الثدي.
اقرأ أيضًا: تأثير المضادات الحيوية على الرضاعة
متى تحتاج المرضعة إلى بنج الأسنان
تتخوف المرضعة من جملة (بنج الأسنان)، وقد تفضل إجراء العلاج لأسنانها دون أخذ بنج، خوفًا من أن يؤذي الرضيع. لكن هناك حالات لا يستطيع الطبيب فيها إجراء العلاج دون حقن البنج. ومنها:
- حالات تسوس الأسنان الشديد.
- خلع الأسنان والضروس.
- علاج جذور الأسنان (الأعصاب).
- جراحة الأسنان البسيطة التي لا تتطلب تخديرًا عاما.
- التهاب عظام الفك.
اقرأ أيضًا: متى تتوقف الحامل عن الرضاعة
كيفية تخلص المرضعة من تأثير بنج الأسنان
للتخلص من تأثير بنج الأسنان بعد انتهاء الطبيب من معالجة الحالة، يتوجب ما يلي:
- تدليك جهة الوجه التي تم فيها حقن البنج، لزيادة تدفق الدم إليها. وبالتالي التخلص من مفعول بنج الأسنان بشكل أسرع.
- ممارسة النشاطات الرياضية الخفيفة التي تعزز الدورة الدموية، مما يساعد في زوال أثر بنج الأسنان.
- تطبيق كيس من الماء الدافئ على جهة الوجه المخدرة.
- تناول المأكولات الباردة (كالمثلجات) التي تساعد في إبطال مفعول بنج الأسنان.
- حقن إبرة تعاكس تأثير بنج الأسنان، مما يساعد في زوال تأثير البنج بسرعة.
المسكنات الآمنة لألم الأسنان أثناء الرضاعة الطبيعية
يعتبر القلق من تأثير بنج الأسنان على الرضاعة الطبيعية سببًا للتأخر في علاج الأسنان. لذا تلجأ المرضعة إلى استخدام بعض المسكنات التي تقلل الشعور بالألم. فمن أهم المسكنات الآمنة للمرضعة:
- الباراسيتامول: تعتبر مادة الباراسيتامول أكثر المسكنات أمانًا على المرضعة. حتى لو كان تأثيرها أقل في تسكين الألم.
- الإيبوبروفين: يعد الإيبوبروفين من أقوى المسكنات التي تساعد في تسكين الألم، ويعتبر آمنًا أثناء الرضاعة الطبيعية.
- الديكلوفيناك: قد تلجأ المرضعة لاستخدام أدوية الديكلوفيناك، ولكن يجب مراعاة الجرعات لوقت قصير باستشارة الطبيب.
علاوةً على ذلك، توجد بعض المسكنات الضارة أثناء الرضاعة، ولها تأثير على الرضيع كالأسبيرين والكودائين.
علاجات منزلية لألم الأسنان خلال فترة الرضاعة الطبيعية
من الممكن التخلص من ألم الأسنان ببعض الطرق المنزلية في حال كان الألم غير شديد، لتخطي استخدام بنج الأسنان أثناء الرضاعة الطبيعية. ونذكر منها:
- المضمضة بالمحلول الملحي: يتم غلي كوب من الماء مع إضافة ملعقين من الملح وتركه حتى يصبح فاترا، والمضمضة به لمدة ثلاث دقائق، حيث يعمل الملح كمسكن للألم ومضاد للالتهاب.
- مضغ حبات من القرنفل: حيث يعرف القرنفل بقدرته على تسكين ألم الأسنان، بفضل مادة الأوجينول المخدرة فيه. فهو مخدر طبيعي ومضاد للبكتيريا والالتهاب.
- تطبيق زيت الزيتون على مكان الألم: حيث يعرف زيت الزيتون بأنه مضاد للبكتيريا ومبيض للأسنان.
- وضع كمادات باردة على مكان الألم لمدة 20 دقيقة مع تكرار ذلك عند الحاجة.
- هرس الثوم ووضعه مكان الألم، حيث يعرف الثوم بأنه مضاد للبكتيريا المسببة لتلوث الأسنان.
ختامًا عزيزتي المرضعة إن بنج الأسنان من المواد الضرورية في مجال طب الأسنان وجراحتها، يمنحك الراحة والاسترخاء أثناء العلاج، ويعتبر آمنًا على رضيعك.