يتساءل الكثيرون حول هل على مرضى الغدة الدرقية تناول أدوية الغدة مدى الحياة، فعندما يصاب شخص بأمراض الغدة الدرقية سواء كان قصور أو فرط نشاط في عملها ويلاحظ أعراضًا للمرض، يتجه إلى الطبيب المختص بالغدد، حيث يقوم الطبيب بإعطائه الدواء المناسب بعد تشخيص الحالة وتحديد شدتها، وذلك عن طريق إجراء فحص للهرمون المنبه للغدة الدرقية TSH في البداية، ومن ثم اختبار هرمونا الغدة الدرقية T4 و T3، فبعد تشخيص الحالة يصف الطبيب العلاج المناسب، وذلك إما عن طريق تناول أدوية الغدة، أو بأخذ جرعات من اليود المشع، أو بالجراحة، وجميع الحالات تتطلب تناول أدوية لفترات طويلة، حتى يتم ضبط مستوى الهرمون الخاص بالغدة الدرقية كي يعود إلى حالته الطبيعية. وفي الحقيقة إن أدوية الغدة الدرقية يتوجب أخذها بانتظام في وقت محدد، فلا يمكن التوقف عنها أو تقليل أو زيادة الجرعة من تلقاء نفس المريض حتى لا تحدث نتائجًا سلبية على صحته.
فما هي الغدة الدرقية؟ وما هي أبرز أمراض الغدة الدرقية؟ وهل على مرضى الغدة الدرقية تناول أدوية الغدة مدى الحياة؟ هذا ما سنجيب عنه في مقالنا التالي.
ما هي الغدة الدرقية
في الحقيقة هي عبارة عن غدة صغيرة شكلها يشبه شكل الفراشة، يبلغ طولها حوالي 5cm، توجد في قاعدة الرقبة أسفل تفاحة آدم، وتعد جزءًا أساسيًا من جهاز الغدد الصماء. وتعتبر الوظيفة الأساسية لها إفراز هرموني (الثيروكسين وثلاثي يودو ثيرونين)، حيث تعمل هذه الهرمونات على توفير الطاقة والحرارة للجسم، بالإضافة إلى الدور الهام في النمو البدني والجسمي، وتنظيم عمل الجهاز الهضمي، وأيضا تساهم في وصول الدم إلى جميع أنحاء الجسم. وتنبع أهميتها من خلال دورها الكبير في إفراز الهرمونات التي تعمل على تنظيم عمليات الأيض في الجسم، حيث تقع في بطانتها خلايا تدعى الخلايا الكيسية المسؤولة عن إفراز هرمونات الغدة. وقد يحدث خللًا في عمل الغدة الدرقية عند بعض الأشخاص فيلجؤون إلى الطبيب لوصف أدوية اضطرابات الغدة الدرقية.
اقرأ أيضًا: ما طرق تعديل رأس الطفل الرضيع
أبرز أمراض الغدة الدرقية
في الواقع يمكن حدوث بعض الأمراض التي تصيب الرجال والنساء والأطفال نتيجة الخلل في وظائف الغدة الدرقية، ومن أبرزها:
- فرط نشاط الغدة الدرقية Hyperthyroidism: حيث يزداد نشاط عمل الغدة الدرقية، فتقوم بإنتاج كمية كبيرة من هرمون الثيروكسين Thyroxine أو ثلاثي يود الثيرونين Triiodothyronine، أو زيادة في إنتاج الهرمونين معًا ومن أعراض هذا المرض:
- التعرق المفرط.
- العصبية.
- ضعف عام.
- الصعوبة في النوم.
- تساقط الشعر.
- غثيان وإقياء.
- فقدان كبير في الوزن.
- قصور عمل الغدة الدرقية Hypothyroidism: حيث يحدث انخفاض في إفراز هرمونات الغدة الدرقية. ويكثر هذا المرض عند الأشخاص في الستين من أعمارهم. وتبين أن النساء أكثر إصابة به من الرجال، وتختلف أعراض هذا المرض من شخص لآخر ومن أعراضه:
- زيادة في الوزن.
- وهن وتعب وآلام في المفاصل.
- الإمساك.
- جفاف البشرة.
- مشاكل في الذاكرة.
- انخفاض معدل ضربات القلب.
- تغيرات في الدورة الشهرية.
- داء هاشيموتو Hashimoto’s disease: يعرف بأنه التهاب في الغدة الدرقية يصيب الأشخاص في كافة المراحل العمرية. وأكثر شيوعًا عند النساء في الخمسين من أعمارهن. ويحدث هذا المرض عندما يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة الغدة الدرقية، فيضعف قدرتها على إفراز الهرمونات، وقد تظهر بعض الأعراض التي تتمثل في:
- تعب.
- إمساك.
- زيادة في الوزن.
- شحوب البشرة.
- تضخم الغدة الدرقية.
- ضعف في الشعر وتكسره.
- مرض غريفز Grave’s disease: هو مرض وراثي شائع بين النساء اللواتي أعمارهن بين 20_30 سنة. ويعد التدخين والحمل من العوامل التي تساعد على الإصابة به من أعراضه:
- القلق والتعب.
- رجفان اليدين.
- التعرق المفرط.
- إسهال.
- مشاكل في الرؤية.
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- الدراق Goiter: هو عبارة عن تضخم في الغدة الدرقية يحدث نتيجة نقص اليود. وقد تظهر بعض الأعراض التالية عند الإصابة به:
- تضخم وانتفاخ في الرقبة.
- صعوبة في التنفس والبلع.
- سعال وبحة في الصوت.
- العقيدات الدرقية thyroid nodules: تظهر عقد في الغدة الدرقية وقد تكون صلبة أو مليئة بالإفرازات. ويمكن ظهور الأعراض التالية:
- انتفاخ في الرقبة.
- صعوبة في التنفس.
- فقدان الوزن.
- التعرق الشديد.
أدوية الغدة الدرقية
في الواقع يعاني العديد من الأشخاص من أمراض الغدة الدرقية، ويختلف العلاج من حالة إلى أخرى. حيث يمكن العلاج بالأدوية الفموية أو الاتجاه إلى الجراحة، ويتضمن العلاج بالأدوية:
- في حال فرط نشاط الغدة الدرقية: يتم المعالجة بالأدوية التي تحد من نشاط الغدة الدرقية لمدة 18 شهرًا. على سبيل المثال (ميثيمازول وبروبيل ثيوراسيل) وعادة ما يبدأ المريض بالتحسن بعد عدة أشهر.
- في حال قصور عمل الغدة الدرقية: يعتمد العلاج على تناول دواء (ليفوثيروكسين) الذي من الممكن أن يستمر مدى الحياة حسب شدة الحالة، وذلك لتعويض الهرمون المفقود في الجسم.
- فِي حالة التهاب الغدة الدرقية: يكون العلاج بتناول دواء مضاد للالتهابات، وقد يضطر الأمر لاستخدام الكورتيزون في العلاج.
- في حال داء غريفز: يوجد عقارين (ريتوكسيماب و تيبروتموماب) يتم استخدامهما لعلاج داء غريفز.
- في حالة عقيدات الغدة الدرقية: إن التدخل الجراحي هو الحل الأمثل، لأنها من الممكن أن تؤدي إلى أورام سرطانية أو قد تسبب فرطًا في نشاط الغدة الدرقية.
اقرأ أيضًا: ما أسباب أنيميا الأطفال أعراض وطرق وعلاج
هل على مرضى الغدة الدرقية تناول أدوية الغدة مدى الحياة
في الحقيقة ليست كل الاضطرابات التي تحدث في الغدة الدرقية تطلب أن يتم تناول أدوية الغدة مدى الحياة. بل من الممكن أن يستمر العلاج لوقت طويل حسب شدة الحالة. كما أن أدنى فترة يتم فيها تناول أدوية الغدة تصل إلى سنة أو سنتين. حيث يقوم الطبيب بمراقبة هرمون الغدة الدرقية وقيمته في التحاليل المخبرية بشكل دوري، حتى يعطي المريض الجرعة المناسبة لحالته من الدواء. وعند وصول قيمة الهرمون إلى المستوى الطبيعي يقوم الطبيب بإيقاف إعطاء الدواء للمريض بشكل تدريجي. ولكن توجد بعض الحالات التي يحدث فيها هبوط دائم في مستوى هرمونات الغدة الدرقية، وذلك يحدث إما بسبب استخدام اليود المشع في العلاج أو بسبب العمليات الجراحية، عندها يوصي الطبيب بتناول أدوية الغدة الدرقية مدى الحياة من أجل تعويض الجسم عن الهرمونات التي لا يستطيع إفرازها.
علاج مرضى الغدة الدرقية عن طريق النظام الغذائي
في الحقيقة يمكن التخفيف من أعراض أمراض الغدة الدرقية عن طريق اتباع نظام غذائي، بالإضافة إلى الأدوية من خلال:
- الالتزام بنظام غذائي متوازن والابتعاد عن الأغذية الحاوية على مواد حافظة وملونات صناعية، بالإضافة إلى الاعتماد على الخضار والفواكه والحبوب الكاملة التي تعمل على التخفيف من أعراض أمراض الغدة الدرقية.
- اعتماد نظام غذائي خال من السكر لأن تناول السكر، يؤدي إلى زيادة الالتهاب الذي يبطئ من تحول هرمون التيروكسين إلى الشكل النشط، ويؤدي إلى انخفاض في قيمة هرمون الغدة الدرقية، مما يؤثر سلبًا على وظيفتها.
- تناول البروتينات التي تساعد في تنظيم وظيفة الغدة الدرقية لمن يعانون من قصور في عملها، كاللحوم البيض والمكسرات.
- تناول فيتامين B12 الذي يساهم في تخفيف أعراض والآلام التي تسببها أمراض الغدة الدرقية. ويمكن الحصول عليه من الجبن والبيض والحليب والسمسم.
- الحصول على فيتامين دال حيث أثبتت الدراسات أن الأشخاص المصابين بنقص فيتامين دال أكثر عرضة للإصابة باضطرابات الغدة الدرقية. لذا ينصح بالتعرض الكافي لأشعة الشمس وأخذ مكملات فيتامين دال باستشارة الطبيب.
- تناول البروبيوتيك وهو عبارة عن بكتيريا موجودة في المعدة، ولها دور في عمليات الأيض، كما يتم الحصول عليها من اللبن والجبن.
- تناول الأطعمة البحرية حيث تعد الأطعمة البحرية مصدرا غنيا باليود الذي يساعد في إفراز هرمونات الغدة الدرقية، وهو ضروري في حالة قصور الدرق.
في نهاية مقالنا هل على مرضى الغدة الدرقية تناول أدوية الغدة مدى الحياة، يمكننا القول: ليست كل حالة اضطراب في عمل الغدة الدرقية تتطلب أدوية مدى الحياة، فقد يستطيع المريض الشفاء خلال سنتين، وذلك مع اتباع الأنظمة الغذائية التي تخفف من أعراض الاضطراب.