يحيى شاهين.. حكايات سي السيد السينما المصرية.. دخل الفن بالصدفة وأول أجر حصل عليه 10 قروش.. تألق في تجسيد الشخصيات الدينية.. وتم تكريمه محليا وعالميا ,
يحيى شاهين شيخ الفنانين العرب، آخر أبناء جيل الممثلين من الزمن الجميل، كانت له رحلة طويلة من العطاء والالتزام في السينما المصرية استمرت لأكثر من خمسين عامًا، آمن بأن الفن رسالة، وأجاد أداء الشخصيات الدينية في أفلامه، وابتعد عن أدوار الشر في السينما، وساعدته ملامحه على ذلك، وستظل أدواره في السينما نموذجًا للفن الرفيع، بدأ كمهندس نسيج وأصبح أبًا وشيخًا للفنانين، وتوفي عام 1994.
في مثل هذا اليوم 28 يوليو 1917 ولد الفنان يحيى شاهين، تخرج في كلية الفنون التطبيقية سنة 1935 وعين مدرساً بالمدرسة الفنية بالعباسية وانتقل منها إلى شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، دخل مجال الفن بالصدفة عندما كان مدير الأوبرا إدمون طويحة يزور صديقه عبد الله أباظة مدير المصنع، فرأى يحيى شاهين وسأله: هل تريد التمثيل؟ وعندما وافق شاهين عرض عليه وظيفة بالفرقة القومية، وبدلاً من أن يوقع شاهين على أوراق المنحة لدراسة صناعة النسيج وقع عقداً للعمل مع الفرقة في مكتب خليل مطران مدير الفرقة. ولكنه عرضت عليه أدوار صغيرة لم تعجبه مقابل أجر يومي قدره عشرة قروش، فاستقال من الفرقة لينتقل إلى فرقة فاطمة رشدي التي سافر من خلالها إلى كافة الدول العربية، وعند عودته انضم إلى فرقة رمسيس مع يوسف وهبي.
العمل في الفرقة الوطنية، ممثل محترف
وعندما رأى خليل مطران مدير الفرقة القومية يحيى شاهين على المسرح مرة أخرى في مسرحية روميو وجولييت وأقنعه بأنه ممثل قادر، طلب منه العودة إلى الفرقة القومية ممثلاً محترفاً براتب شهري 25 جنيهاً عام 1946، وخلال تلك الفترة قدم مسرحية واحدة هي مرتفعات ويذرنج، وبعدها اعتزل المسرح نهائياً واتجه إلى السينما التي جذبته بشدة حتى أصبح شيخاً للفنانين حتى أن المخرج فتوح نشاطي قال عنه: فنان يعيش دوره بعمق وعجيب، إنه ممثل عظيم فقده المسرح وجذبته السينما التي مثلت له مرحلتين في حياته.
فيلم سلامة بداية الشهرة
بدأ يحيى شاهين مشواره في السينما بدور صغير في فيلم «بنت الشيخ»، ثم تبعه بفيلم «لو كنت غني»، وعندما بلغ العشرين من عمره اختارته أم كلثوم ليشاركها بطولة فيلم «سلامة»، بعد أن رفض الفنان حسين صدقي الدور، وتعاقد معه المنتج توجو مزراحي مقابل أجر 150 جنيهًا، لكن أم كلثوم لم تعجبها الأجرة وطلبت زيادتها إلى 600 جنيه، فكانت تلك بداية مشواره في السينما.
ومن أشهر أدوار يحيى شاهين السينمائية دور سيد أحمد عبد الجواد في ثلاثية نجيب محفوظ، الديكتاتور المليء بالتناقضات، من خلال ثلاثة أفلام في ثلاثية نجيب محفوظ هي: بين القصرين، وقصر الشوق، وشارع السكر، وقد اختاره نجيب محفوظ بنفسه لأداء هذه الشخصية، ثم قدم شاهين أدواراً لا تنسى في أفلام: لا أنام، الإخوة الأعداء، شيء من العذاب، نساء في حياتي، سالو قلبي، الغريب، قرية العشاق، الحب الصامت، الملاك الصغير، الشك، حبيبتي، الإخوة الأعداء، لا أنام، شيء من الخوف، وغيرها.
قدم الفنان يحيى شاهين العديد من الأدوار التي قدم فيها شخصيات دينية وأبدع فيها، ومن أعماله التي قدم فيها دور الشيخ فيلم ابن النيل عام 1951، والذي قدم فيه الرجل المتدين الذي يسعى لإنقاذ أخيه من الانحراف والضياع، كما قدم شخصية شيخ القبيلة الذي يدعو إلى الدين الإسلامي في فيلم فجر الإسلام، ثم جاءت أعظم أدواره في دور بلال مؤذن الرسول.
كما جسد يحيى شاهين دور الشيخ حسن إمام المسجد في فيلم «جعلوني مجرما»، الذي يحاول إنقاذ فريد شوقي من ارتكاب جريمة قتل عمه، ثم يقنعه بتسليم نفسه للعدالة، ونال شاهين جائزة الدولة التشجيعية عن هذا الدور، وكان الفيلم سببا في محو أول سابقة جنائية من السجل الجنائي حتى يعيش المذنب في سلام بعد العقوبة الأولى.
صاحب مقولة أن زواج عتريس من فؤادة باطل
في فيلم “شيء من الخوف” جسد يحيى شاهين دور الشيخ إبراهيم، الرجل المتدين الذي قاد قريته بأكملها للتخلص من عتريس الفاسد الذي كان يتحكم في معاش كل أهل القرية، وهو الذي قال إن زواج عتريس من فؤادة كان باطلاً بسبب توكيل أبو فؤادة له بالزواج منها رغماً عنها وخوفاً من عتريس ودعوته المستمرة لإبطال الزواج رغم قتل عتريس لابنه.
وفي فيلم “هجرة الرسول” الذي يضم مجموعة كبيرة من النجوم، لعب يحيى شاهين دور الرجل الغني الذي حرر العبد إيهاب نافع والعبدة حبيبة لإنقاذهما من أذى قريش واللحاق برسول الله في يثرب، من إخراج إبراهيم عمارة. وأخيراً جاء فيلم “الأرض” للمخرج يوسف شاهين، والذي لعب فيه الفنان يحيى شاهين دور شيخ المسجد الشيخ حسونة الذي قاد الفلاحين لمحاربة مغتصب أراضيهم بحجة بناء سكة حديد مكانها.
الرحيل بعد الرؤية الدينية
وبسبب شدة شخصيته كرجل دين، رأى الدكتور إبراهيم بسيوني شقيق المذيع أمين بسيوني رؤيا غريبة له، رغم عدم معرفتهما ببعضهما البعض، فاتصل إبراهيم بيحيى شاهين ليخبره بذلك، حيث رأى الناس تتجمع حول شخص هو النبي سليمان، وعندما اقترب وجد أنه يحيى شاهين، وفوجئ شاهين بالرؤية، وتحدث إلى الشيخ متولي الشعراوي ليخبره بمعنى الرؤية، وأكد له أنها جيدة، طالما أنه من أنبياء الله، وبعد ذلك ذهب يحيى شاهين مع الفنان محسن سرحان إلى أراضي الحجاز لأداء العمرة، وغادر بعد أيام قليلة من عودته.
وسام العلوم والفنون
حصل يحيى شاهين على العديد من الأوسمة والجوائز، منها وسام الجمهورية من الرئيس عبد الناصر، كما منحه الرئيس السادات وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وحصل على جائزة الدولة التشجيعية عن فيلم «جعلوني مجرماً»، وجائزة مهرجان القاهرة السينمائي عام 1989 عن فيلم «ارحموا دموعي»، كما منحه عمدة لوس أنجلوس شهادة تقدير عام 1983 عن دوره في فيلم «رجل بلا قلب».
نقدم لكم من خلال الموقع (حق النقض)، تغطية ومراقبة على مدار 24 ساعة اسعار الذهب, اسعار اللحوم , أسعار الدولار , أسعار اليورو , معدل التحويل , اخبار الرياضة , اخبار مصر, أخبار الإقتصاد , اخبار المحافظات , أخبار السياسة, اخبار الحوادث يقدم فريقنا تغطية حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل: الدوري الممتاز , الدوري الإيطالي , الدوري المصري, دوري أبطال أوروبا , دوري أبطال أفريقيا , دوري أبطال آسيا وأحداث مهمة و سياسة أجنبي والداخلية، بالإضافة إلى النقل الحصري لـ اخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية