يعدُّ التهاب السحايا من الأمراض المُدمِّرة حيث يؤدي إلى مضاعفاتٍ خطيرةٍ جدًا على المدى الطويل، وقد يؤدي إلى الوفاة، ما لم يتم علاجه بسرعةٍ. لذا من المهم جدًا معرفة أعراض التهاب السحايا الشائعة للمسارعة فورًا في طلب العلاج في حال ملاحظةِ أيٍ منها. كما يجب أن تكون على درايةٍ بأسباب التهاب السحايا وعوامل الخطر التي تزيد من فرص الإصابة به، حيث تتوفر لقاحات ضد التهابِ السَّحايا لأي شخصٍ قد يكون عرضةً للإصابة بهذه الحالة.
لمعرفة المزيد حول التهابِ السَّحايا، أسبابه، وأعراضه، وكيفية تشخيصه، وطرق علاجه، ومضاعفاته، وطرق الوقاية منه. تابع قراءة المقال التالي من موقع طلاب نت.
التهاب السحايا
التهاب السحايا(meningitis) هو التهابٌ يصيب السائل والأغشية الثلاثة (السَّحايا) المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي. عادةً ما تتسبب العدوى البكتيرية أو الفيروسية بالتهابِ السَّحايا. وقد تشمل الأسباب الأخرى السرطان وبعض الأدوية وأنواعًا أخرى من العدوى. لذا من المهم تحديد سبب التهاب السحايا لأن العلاج يختلف باختلاف السبب. حيث يمكن أن يكون التهابُ السَّحايا البكتيري مُميتًا ويتطلب رعايةً فوريةً، فيما يعدُّ التهاب السحايا الفيروسي أقل حدةً من التهابِ السَّحايا البكتيري. حيث يتحسن الأشخاص ذو المناعة الطبيعية المصابين بالتهاب السحايا الفيروسي من تلقاء أنفسهم في معظم الحالات.
شاهد أيضًا: مرض بيلة الفينيل كيتون التشخيص والعلاج
أعراض التهاب السحايا
يمكن أن تظهر أعراض التهابِ السّّحايا بأي ترتيبٍ، وقد لا تظهر بعض الأعراض على الإطلاق. تشمل الأعراض المحتملة لالتهاب السحايا (لكلّ من تجاوز عمر العامين) ما يلي:
- ارتفاع الحرارة.
- برودة اليدين والقدمين.
- التقيؤ أو اضطراب في المعدة.
- التنفس بسرعة.
- آلام العضلات والمفاصل.
- شحوب الجلد.
- الطفح الجلدي في بعض الأحيان.
- تصلب الرقبة.
- صداع شديد.
- صعوبة الاستيقاظ أو النعاس الشديد.
- نوبات.
- الانزعاج من الأضواء الساطعة.
- قلة الشهية.
- قلة العطش.
فيما تشمل الأعراض الشائعة لالتهاب السحايا عند الأطفال الرضع وحديثي الولادة ما يلي:
- الحمى.
- الامتناع عن الطعام.
- التقيؤ.
- النعاس الشديد أو الخمول.
- التنفس السريع أو الشخير.
- شحوب الجلد أو الطفح الجلدي.
- البكاء بشكلٍ غير طبيعي.
- تصلُّب الرقبة.
- الحساسية تجاه الأضواء الساطعة.
- نوبات.
- انتفاخ في المنطقة اللينة أعلى رأس الطفل.
شاهد أيضًا: تعرف على الصفرة نسبتها الطبيعية ومراحل خطورتها
أسباب التهاب السحايا
تعود أسباب التهاب السحايا عادةً إلى عدوى فيروسية أو بكتيرية. حيث يعد التهابُ السَّحايا الفيروسي النوع الأكثر شيوعًا والأقل خطورةً، أما التهابُ السَّحايا البكتيري فهو نادر الحدوث، لكنَّه قد يكون خطيرًا جدًا إذا ما تُرك دون علاج. يمكن أن تُسبب العديد من الفيروسات والبكتيريا التهابَ السَّحايا بما في ذلك:
- بكتيريا المكورات السحائية.
- بكتيريا المكورات الرئوية.
- بكتيريَا المستدمية النزلية من النوع ب (HIB).
- بكتيريا الليسترية المستوحدة.
- الفيروسات المعوية التي تسبب عادةً عدوى خفيفة في المعدة فقط.
- فيروس النكاف.
- فيروسُ الهربس البسيط.
تشمل أسباب التهاب السحايا الأقل شيوعًا ما يلي:
- اضطرابات المناعة الذاتية.
- مرض الزهري.
- بعض أنواع السرطان.
- الحساسية للأدوية.
- مرض السل.
شاهد أيضًا: داء السكري من النوع 2 الأعراض والأسباب
عوامل خطر الإصابة بالتهاب السحايا
تشمل عوامل خطر الإصابة بالتهاب السحايا ما يلي:
- العمر: يتعرض الأطفال دون سن الخامسة إلى خطر متزايدٍ للإصابة بالتهابِ السَّحايا الفيروسي. كما يعد كبار السن ممَّن تجاوزا سن الستين أكثر عرضةً لخطرِ الإصابة ببعض أنواع العدوى التي تؤدي إلى التهابِ السَّحايا الفيروسي.
- الحمل: حيث تتعرض النساء الحوامل لخطر الإصابة بداء الليستريات، وهي عدوى تسببها بكتيريا الليسترية.
- إدمان الكحول وتليّف الكبد.
- داء السكري، أو قصورُ الغدة الكظرية، أو الفشل الكلوي المزمن، أو قصور جارات الدرقية، أو التليف الكيسي.
- التثبيط المناعي: الذي يزيد من خطر الإصابة بالعدوى الانتهازية والتهاب السحايا البكتيري الحاد.
- التهاب الشغاف الجرثومي.
- عدوى فيروس العوز المناعي البشري التي تهيئ لالتهابِ السَّحايا البكتيري.
- بعض التشوهات الخُلقية في الجمجمة.
- المعيشة الاجتماعية: حيث ينتشر التهابُ السَّحايا بسهولةٍ في الأماكن التي يتواجد فيها الأشخاص في مساحاتٍ صغيرةٍ، مثل: الثكنات العسكرية، والمهاجع ومراكز الرعاية ،والمدارس الداخلية.
- تعاطي المخدرات عن طريق الوريد.
- التعامل مع الحيوانات: يتعرض العمال في المزارع وغيرهم ممَّن يتعاملون مع الحيوانات إلى خطر الإصابة بالليسترية.
شاهد أيضًا: ما هي أعراض الغدة الدرقية ومخاطرها على الحياة
تشخيص التهاب السحايا
يبدأ تشخيص التهابِ السَّحايا بفحصٍ بدني يبحث فيه الطبيب عن أعراض التهابِ السَّحايا مثل:
- الحمى.
- مشاكل في الجلد.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- انخفاض الوعي
- تصلُّب الرقبة.
سيطلب الطبيب أيضًا إجراء اختبارٍ يدعى البزل القطني عن طريق ثقبٍ في أسفل الظهر، لتحليل السائل الدماغي الشوكي لتحديد أفضل مضادٍ حيوي للعلاج. يمكن أن يطلب الطبيب اختبارات أخرى لتشخيص التهاب السحايا، تشمل الاختبارات الشائعة ما يلي:
- مزارع الدم: يتم إجراء هذا الاختبار عند الاشتباه بوجود عدوى بكتيرية، حيث يتم وضع عينةٍ من الدم في طبقٍ خاصٍ لمعرفة ما إذا كانت البكتيريا تنمو. يمكن أيضًا فحص عينة من الدم تحت المجهر للتأكد من وجود بكتيريا أو لا.
- تعداد الدم الكامل: يعد هذا الاختبار مؤشرًا عامًا على الصحة، يتمُّ فيه التحقق من عدد خلايا الدم الحمراء والبيضاء في الدم. وعادةً ما يكون عدد خلايا الدم البيضاء مرتفعًا في التهاب السحايا.
- الأشعة السينية: يمكن أن تكشف الأشعة السينية على الصدر عن وجود التهاب رئوي أو سل أو فطريات. حيث يمكن أن يحدث التهابِ السًّحايا بعد الالتهاب الرئوي.
شاهد أيضًا: متلازمة ستيفن جونسون والنخر البشروي السمي
علاج التهاب السحايا
ينُصح بعلاج التهابِ السَّحايا البكتيري في المشفى نظرًا لما يمكن أن يسببه من مشاكل خطيرة تتطلب مراقبةً دقيقةً. ينصحُ أيضًا بعلاج التهاب السحايا الفيروسي الحاد في المشفى. تشمل العلاجات ما يلي:
- إعطاء مضاداتٍ حيويةٍ مباشرةً في الوريد.
- إعطاء السوائل مباشرةً في الوريد لمنع الجفاف.
- يعطى الأوكسجين باستخدام قناعٍ على الوجه إذا كان هناك صعوبة في التنفس.
- في بعض الحالات يعطى دواء الستيرويد للمساعدة في تقليل التورم حول الدماغ.
قد يحتاج الأشخاص المصابون بالتهاب السحايا إلى البقاء في المشفى عدة أيامٍ وفي بعض الحالات قد يستمر العلاج إلى عدة أسابيعٍ. حتى بعد العودة إلى المنزل يحتاج الشخص المصاب إلى بعض الوقت ليعود إلى طبيعته. أمّا بالنسبة لعلاج التهابِ السَّحايا الخفيف عادةً ما يتحسن هذا النوع من تلقاء نفسه في غضون 7-10 أيامٍ، دون أن يسبب أي مشاكل خطيرة. خلال هذه الفترة يمكن أن تساعد هذه الإجراءات على التعافي:
- الحصول على الكثير من الراحة.
- تناول مسكنات للصداع والآلام العامة.
- تناول الأدوية المُضادة للغثيان.
شاهد أيضًا: الحساسية المفرطة الأعراض والأسباب والعلاج
مضاعفات التهاب السحايا
يتعافى معظم الأشخاص من التهابِ السَّحايا بشكلٍ تام، لكنه قد يتسبب في بعض الأحيان بمشاكل خطيرة وطويلة الأمد يمكن أن تهدد الحياة. فيما يلي بعض مضاعفات التهاب السحايا الأكثر شيوعًا:
- فقدان السمع بشكلٍ كلي أو جزئي. لذلك يخضع المصابون بالتهابِ السَّحايا لاختبار السمع بعض عدة أسابيعٍ للتحقق من عدم وجود أي مشاكل.
- نوبات متكررة (صرع).
- فقدان البصر بشكل تامٍ أو جزئي.
- مشاكل في الذاكرة والتركيز.
- صعوبات في التعلم، ومشاكل سلوكية.
- مشاكل التوازن والحركة والتنسيق.
- مشاكل في الكلى.
- فقدان الأطراف. قد يكون البتر ضروريًا في بعض الحالات لإيقاف انتشار العدوى في الجسم وإزالة الأنسجة التالفة.
- مشاكل العظام والمفاصل، مثل التهاب المفاصل.
شاهد أيضًا: كيفية التعامل مع القدم المتعرقة طرق علاج الأقدام المتعرقة
الوقاية من التهاب السحايا
فيما يلي بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها للوقاية من التهابِ السًّحايا:
- التطعيمات: إن الطريقة الأكثر فعالية للوقاية من التهابِ السَّحايا هي التطعيم ضد المرض. كما يمكن أن يساعد التطعيم ضد الحصبة والنكاف ومدري الماء في الوقاية من الأمراض التي يمكن تؤدي إلى التهاب السحايا الفيروسي.
- عدم مشاركة الأغراض الشخصية: يمكن أن ينتقل التهابُ السَّحايا عند ملامسة إفرازات الجهاز التنفسي مثل اللعاب أو المخاط أو البلغم لشخصٍ مصابٍ عن طريق مشاركة الأغراض الشخصية مثل الأكواب أو السجائر أو أحمر الشفاه أو زجاجات المياه.
- الحفاظ على مسافةٍ آمنةٍ مع الأشخاص المصابين: يمكن أن تنتشر البكتيريا الموجود في إفرازات الشخص المصاب عن طريق العطس أو السعال. لذا إن كنت تعرف شخصًا مصابًا بالتهاب السحايا ابقَ على بعد 3 أقدامٍ على الأقل منه.
- غسل اليدين جيدًا: يمكن أن تصل الفيروسات والبكتريا المسؤولة عن التهابِ السًّحايا إلى فمك عن طريق يديك. لذا تأكد من غسل يديك جيدًا لمدة 20 ثانية على الأقل بالماء والصابون خاصةً بعد استخدام الحمام، وقضاء بعض الوقت في الأماكن المزدحمة، وتغيير الحفاضات.
- تعزيز جهاز المناعة: يمكن أن يساعد جهاز المناعة الصحي في الوقاية من الفيروسات والبكتيريا التي تسبب التهاب السحايا. عن طريق تناول الطعام الصحي مثل: الخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة، وممارسة الرياضة بشكلٍ منتظمٍ، والنوم بشكلٍ جيد.
- العلاج السريع: إن كنت على اتصالٍ وثيقٍ بشخصٍ مصابٍ بالتهابِ السَّحايا فيجب الاتصال بالطبيب على الفور. يمكن أن يصف الطبيب لك مضاداتٍ حيويةٍ لمنع الإصابة بالتهاب السحايا.
ختامًا، إن شعرت بأي من أعراض التهاب السحايا أو كنت على اتصالٍ بوثيقٍ بشخصٍ مصابٍ قم بزيارة الطبيب بشكلٍ فوري؛ لتشخيص الحالة وبدء العلاج تجنبًا لأي مضاعفاتٍ خطيرةٍ قد تهدد حياتك، أو تترك ضررًا كبيرًا على المدى الطويل. وفي حال كنت من الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالتهابِ السَّحايا بشكلٍ متزايدٍ فعليكَ اتخاذ إجراءات الوقاية للحدِّ من خطر الإصابة.