هل تأخر طفلك في الحركة؟ هل تشعرين أن إدراكه الحركي بطيء التطور؟ لا مشكلة لأن البدء بالحركة وتسلسل الخطوات التدريجي يختلف من طفل لآخر. لكن عزيزتي الأم عليك الانتباه إذا ما لاحظتي أن طفلك قد تأخر كثيرًا بالمقارنة مع أطفال بنفس سنِّه. حيث أن الوعي والإلمام بهذا الموضوع والانتباه عليه مبكرًا يساعدك كثيرًا في علاجه، وبشكل خاص سيمكن طبيبك من استخدام طرق العلاج الطبيعي. في مقالي هذا ستتعرفين على العلاج الطبيعي ودوره في علاج التأخر الحركي عند الأطفال. تابعي معي أكثر لتتعرفي على ما يخبئه عالم طفلك.
التأخر الحركي عند الأطفال وأسبابه
ما هو التأخر الحركي عند الطفل؟
التأخر الحركي هو تشخيص لمشكلة عند الطفل الذي لا يؤدي حركات معينة بشكل يتناسب مع عمره. وأنت عزيزتي الأم عليك الانتباه لوجود مثل هذه المشكلة في العمر المناسب ليكون الطبيب قادر على علاجها؛ وفي نفس الوقت عليك ألا تتسرعي وأن تعطي طفلك حقه، وفترة زمنية كافية قبل أن تتطلقي الحكم النهائي بإصابة طفلك بالتأخر الحركي، وتقدر هذه الفترة بحوالي الشهرين بعد أول ملاحظة لك على تأخره بأداء حركات معينة كان من المفترض أن يقوم بها في عمره الحالي.
ولهذا الاضطراب عدة أسباب، من الممكن أن تكون أسباب عضوية أو أسباب غير عضوية؛ وهي كالتالي:
أسباب عضوية للتأخر الحركي
تحصل بسبب وجود مشكلة في عملية بناء وتكوين الجهاز العصبي عند الطفل، أو بسبب افتقار الجسم للعديد من العناصر الغذائية المهمة، مثل الكالسيوم أو الفيتامينات، ما يترك أثراً على قدرة عضلات الطفل على الحركة وبناء عظام جسمه، وهنا تبرز أهمية العلاج الطبيعي ودوره في علاج التأخر الحركي عند الأطفال؛ وتشمل هذه الأسباب:
- مسببات عضوية تحدث قبل الولادة: مثل حصول نزيف للأم خلال مدة الحمل. وكذلك معاناة الأم من مخاطر خلال مدة الحمل مثل الضغط أو السكري. وأيضاً تعاطي الأم للمشروبات الكحولية أو حتى المخدرات.
- مسببات عضوية تحصل خلال الولادة: مثل انخفاض الأوكسجين في دماغ الطفل كسبب مباشر للولادة الباكرة، وذلك ناتج عن عدم اكتمال تكون رئة الطفل.
- مسببات عضوية بعد الولادة: مثل إصابة الأطفال بالتهاب سحايا الدماغ والجهاز العصبي، ما يقود إلى التأخر الحركي. كذلك إن تعرض الطفل إلى حوادث أو إصابات قوية في الرأس، قد تؤدي إلى حصول جلطات في الدماغ، وذلك بسبب حصول نزف في الأوعية الدموية. أيضًا حصول بعض الطفرات الوراثية تؤدي إلى إصابة الطفل بمتلازمات وراثية خطيرة مثل متلازمة داون، والتي تكون ناتجة عن أسباب وراثية جينية.
أسباب غير عضوية للتأخر الحركي
تعود الأسباب غير العضوية إلى الظروف البيئية المحيطة بالطفل، وتشمل:
- قلة التشجيع للطفل من قبل الأهل على الحركة بصورة دائمة، وذلك نتيجة حملهم له لمدة طويلة، الأمر الذي يقود إلى إصابته بالتأخر الحركي. ومن هنا تأتي أهمية العلاج الطبيعي ودوره في علاج التأخر الحركي عند الأطفال.
- الظروف الاجتماعية والمادية التي ينمو فيها الطفل، والتي يعتمد عليها للاختلاط مع أطفال آخرين من عدمه.
- السرعة في التطور الحركي للإناث بشكل أكبر بالمقارنة بالذكور.
اقرأ أيضًا: أسباب ثقب القلب عند الرضع وهل ثقب القلب خطير
علامات التأخر الحركي عند الأطفال
هناك الكثير من الإشارات التي تدل على التأخر الحركي للطفل، حيث يمكن للأم ملاحظتها على طفلها بشكل سهل، وتتمثل فيما يلي:
- بطء اكتساب الطفل للوظائف الحركية وذلك بشكل لا يتناسب مع فئته السنية، مثل تأخر مقدرة الطفل على الجلوس أو الوقوف أو حتى المشي.
- رخاوة في أعضاء جسم الطفل بشكل كبير كاليدين أو القدمين.
- بكاء الطفل الشديد بسبب مصاعب في الرضاعة والبلع.
- ضعف في الانتباه للمؤثرات البصرية أو السمعية.
بعد أن تعرفنا على أسباب التأخر الحركي وأبرز علاماته، بقي أن نتعرف على العلاج الطبيعي ودوره في علاج التأخر الحركي عند الأطفال.
اقرأ أيضًا: ما أعراض كورونا عند الأطفال الرضع وكيف نحميهم منها
العلاج الطبيعي ودوره في علاج التأخر الحركي عند الأطفال
جوهر علاج التأخر الحركي عند الأطفال هو الاكتشاف المبكر للحالة. وبالتالي كلما كان الاكتشاف مبكرًا كلما ارتفعت نسبة الشفاء. حيث بالإمكان اقتصار طرق العلاج على مجموعة معينة من التدخلات قبل الوصول لحل العلاج الجراحي.
العلاج الطبيعي ودوره في علاج التأخر الحركي عند الأطفال
تعد هذه الطريقة من العلاج طريقة مثلى لتعويض الفاقد عند الطفل من مهارات حركية كان عليه أداؤها في وقت سابق، حيث تُريح الطفل من الأدوية الكيميائية، وتختصر عليه عناء العمل الجراحي لتعويض النقص عنده، وهذا كله بفضل ملاحظاتك المبكرة لوجود هذه المشكلة لديه. حيث يقوم العلاج الطبيعي بمساعدة الطفل في تعلم المهارات الحركية المفقودة كالجلوس أو المشي عن طريق تدريبات يدوية. ولا يكون ذلك من خلال الطبيب الفيزيائي المعالج فقط، بل يجب الاستمرار في تدريب طفلك في البيت من قبلك وتشجيعه على الاستمرار بها، ورفع معنوياته وعدم مقارنته بأقرانه مطلقًا لما لذلك من آثار نفسية سيئة على العلاج الطبيعي ودوره في علاج التأخر الحركي عند الأطفال، وذلك لتحقيق أكبر فائدة ممكنة منه. كما أنصحك بتعريض طفلك لأشعة الشمس عند الفجر والغروب، لما لها من فوائد عظيمة في زيادة مستويات فيتامين د في جسم طفلك، وبعدها سيتولى فيتامين د تثبيت الكالسيوم على العظام وبالتالي تقويتها وزيادة صلابتها.
الأدوية لعلاج التأخر الحركي عند الأطفال
من الممكن أن يُدعَّم العلاج الطبيعي للتأخر الحركي بمكملات غذائية ودوائية لتسريع فترة الشفاء، حيث يصف الطبيب المُعالج فيتامين د وأملاح الكالسيوم والمغنزيوم لتدعيم صلابة عظام طفلك وعلاج تشنجات الساقين.
الأجهزة التعويضية لعلاج التأخر الحركي عند الأطفال
يتمثل عمل هذه الأجهزة في الحفاظ على أطراف الطفل وحمايتها من أي تشوه. بالإضافة إلى وضع الجسم في وضعيات الصحيحة من خلال الحفاظ على الاستقامة في الظهر والعمود الفقري للطفل؛ ومنع حصول قصر في الأوتار، وتقوية اليدين والقدمين.
الجراحة لعلاج التأخر الحركي عند الأطفال
في بعض الحالات يجب التدخل جراحيًا وذلك وفقًا لما يختاره طبيبه المعالج، وطبعًا تكون هذه الطريقة هي الحل الأخير للعلاج؛ وذلك بهدف إطالة الأوتار عند المعاناة من قصرها، أو إزالة تشوهات العظام.. وحتى بعد الانتهاء من الجراحة ونجاح العملية، سينصحك الطبيب بالمابعة بالعلاج الطبيعي لعلاج التأخر الحركي بشكل نهائي.
اقرأ أيضًا: حساسية الجلد عند الأطفال الأسباب وطرق العلاج
في الختام أكرر لك وأؤكد أن الاكتشاف المبكر للتأخر الحركي عند الأطفال له الدور الأساسي والهام في نجاح العلاج سواء كان طبيعي أو غيره. طفلك أمانة تعاملي معه بمسؤولية ووعي. حفظ الله طفلك وأطفال العالم أجمعين. أتمنى أن أكون قد قدمت لك عزيزتي الأم كافة المعلومات المفيدة حول التأخر الحركي عند الأطفال.