أسباب تأخر الكلام عند الأطفال من أكثر ما تبحث عنه الأمهات في العالم.حيث تراقب الأم طفلها الصغير يومًا بعد يوم مستمتعةً بكل تطورٍ يطرأ عليه، كلحظات خطواته الأولى واستجابته السريعة لصوتها. بالإضافة إلى الحروف الأولى التي تخرج من فمه الصغير، ولكن في بعض الحالات يبقى كلام الطفل الرضيع غير مفهوم. وذلك ما يدفع الأم للتساؤل عن أسباب تأخر الكلام عند الأطفال، خوفًا من ضعف السمع والوصول لحالة عدم الكلام نهائيًا. لذلك فإن مقالنا التالي سيشرح أعراض التعذر النطقي بالإضافة إلى أسباب وعلاج تأخر الكلام عند الأطفال فابقوا معنا.
تأخر النطق عند الأطفال
يمكن القول باختصار أن تأخر النطق عند الأطفال هو نوع من اضطراب التواصل، وعدم قدرة الطفل على التحدث أو نطق الكلمات التي يتلقاها من أبويه بالطريقة الصحيحة. حيث يبدأ الطفل بنطق مجموعة بسيطة من الكلمات بعمر السنة ونصف أو أقل، ومع إتمامه للسنتين يجب أن يكون الطفل قد بدأ اللغة بشكل سليم. وعند تأخر النطق مع مرور السنتين يجب عرض الصغير على الطبيب لمعرفة السبب وراء هذا التأخر.
ويوجد نوعين من هذا التأخر إما تقبل اللغة أو التعبير عما يجول بداخله أو قد يكون مزيج بين الاثنين، فيكون التأخر التقبّلي ناتج عن تعذر قدرة الطفل على فهم اللغة. أما النوع الثاني من التأخر (التعبيري) فيكون عبارة عن صعوبة في التواصل اللفظي.
شاهد أيضًا: ما هي متلازمة إدوارد وما أسبابها
أسباب تأخر الكلام عند الأطفال
تعود أسباب تأخر النطق عند الأطفال إلى مشاكل قد تكون عادية وقد تكون خطيرة. وذلك وفق التالي:
- قد يكون السبب فقد السمع وذلك إما بسبب إصابة الطفل بالالتهابات المتكررة أو قد يكون ذلك خلقيًا.
- الإصابة ببعض الأمراض الوراثية على سبيل المثال (متلازمة داون).
- اضطراب طيف التوحد.
- مشاكل في الدماغ كالشلل الدماغي.
- تشوهات خلقية بشكل الفم، كالشفة الأرنبية أو لجام قصير تحت اللسان.
- أمراض نفسية كالتلعثم.
- تواجد أكثر من لغة في البيت، كأن يكون كلا الأبوين من بلدين مختلفين وكل واحد منهما بلغة مختلفة، مما سيؤثر على الطفل وقدرته على التكلم.
أعراض التعذر النطقي عند الأطفال
تشمل الأعراض المرافقة للتأخر النطقي والتي تستدعي زيارة الطبيب بعض التصرفات التي يفعلها الصغير وتكون كما يلي:
- مع مرور 15 شهرًا من عمر الصغير لا يكون الطفل قادرًا بعد على الهذيان باللغة حتى.
- عدم التحدث مع بلوغ الطفل عمر السنتين.
- عدم القدرة على نطق جمل مفيدة قصيرة قبل إتمام السنين الثلاث من عمر الصغير.
- صعوبة في اتّباع تعليمات الأبوين.
- لفظ الكلمات بطريقة خاطئة.
- صعوبة تشكيل جملة مفيدة.
شاهد أيضًا: فوائد الزنجبيل للمرضعة وأضراره
علاج تأخر الكلام عند الأطفال
بعد عرض الطفل على الطبيب لمعرفة أسباب تأخر الكلام عند الأطفال، سيوضح الطبيب مجموعة من طرق العلاج كما يلي:
- في البداية يجب أن يُفحص الطفل بشكل جيد للتأكد من أن الأمر ليس له أدنى صلة بالسمع.
- قد يتطلب الأمر مراجعة طبيب نفسي.
- التحدث بشكل دائم مع الطفل وباللغة الصحيحة، حيث لا يجدر بالآباء لفظ الكلمة كما ينطقها الطفل لأنه في بداية نطقه للكلمات لا تخرج الحروف بمنطوقها الصحيح.
- الاستماع جيدًا للطفل ومحاولة فهم ما يريده حتى لو كانت الكلمات غير واضحة، فإن ذلك سيحفز الطفل ويدفعه للتحدث مع والديه دومًا.
- التعاون مع مؤسسة أو مركز خاص بالتدريب على المهارات المختلفة، ومن ضمنها نطق الكلمات بشكلها الصحيح.
- عدم حبس الطفل في البيت، بل يجب أن يختلط مع أطفالٍ من عمره فإن هذا يساعده على تطوير شخصيته ويتعلم منهم الكلام.
- الاستعانة بالرسومات لتعريفه على شكل كل حرف من حروف اللغة، بالإضافة إلى صور للأشياء المختلفة للتعرف على أسمائها كالحيوانات أو الجماد.
- القصص جيدة للغاية، لا سيما أن قراءة القصص للطفل الصغير قبل النوم تعزز من قدرته على فهم ما يقوله الوالدين.
- التشجيع الدائم لكل كلمة يقولها بالشكل الصحيح.
- إسماعه للأغاني التي يحبها فهذا قد يشجعه على تذكر كلمات الأغنية لاحقًا.
اقرأ أيضًا: اضطراب طيف التوحد الأعراض والأسباب
متى يكون تأخر الكلام عند الأطفال خطرا
في كثيرٍ من الأحيان تعتقد الأم أن التأخر في النطق عند الطفل الصغير أمر طبيعي نظرًا لصغره، فتتجاهل الأمر معتقدةً أن الأمر مؤقت. ولكن مع مرور الشهور من عمر الطفل سيتفاقم الأمر ويصل الطفل لمرحلة التلعثم أو عدم النطق نهائيًا. لذلك إليكِ بعض الأعراض التي قد تستدلين منها على وجوب زيارة الطبيب:
- الولادة قبل الأوان.
- نقص في وزن الصغير عند الولادة.
- عدم القدرة على لفت نظر الطفل أثناء التحدث، قد يكون ناجم عن مشاكل في الأذن.
- وجود حالات مشابهة ضمن العائلة.
- أحد الأبوين ذو مستوى تعليمي منخفض.
- العصبية والانفعال الشديدين.
- عدم تقبله للمشاركة مع أطفال آخرين.
قد يهمك: هل بيض السمان يعالج تأخير النطق لدى الأطفال
تجارب بعض الأمهات مع تأخر النطق
هناك العديد من التجارب التي عانت فيها مجموعة من السيدات من تأخر الكلام عند الأطفال موضحةً كلًا منهن الطريقة التي اعتمدتها لحل المشكلة. وهذه بعض النماذج:
- أوضحت سيدة أن طفلها قد بلغ سن السنتين ولم يستطع التحدث أو نطق الكلام باللفظ الصحيح أو حتى بلغة مفهومة. لذلك لجأت الأم إلى الطبيب الذي نصحها بجمع طفلها مع مجموعة من الأطفال؛ وذلك لتحسين مهاراته التواصلية. حيث أكدّت الأم أن التغيّر كان واضحًا يومًا بعد يوم، وبعد مرور ثمانية شهور على ذلك أصبح بإمكان الصغير التحدث.
- تقول سيدة أخرى أن طفلها انطوى على ذاته ورافقه ذلك هدوء وخجل بشكل فظيع، على الرغم من جميع محاولاتها فيما يخص تعويضه بالحب والحنان والعطاء ولكن جميعها باءت بالفشل. مما دفعها لزيارة مراكز التوحد والذهاب لعيادة الطبيب الخاص بهذه الحالات، كما أنها لم تتوانى عن زيارة مدرسة خاصة بصعوبة التعلم على الرغم من أجورها المرتفعة. بالإضافة إلى قراءة مقالات خاصة بهذه الحالة على محركات البحث متسائلةً عن العلاج. في النهاية قررت تجاهل كل ذلك واعتمدت على نفسها فحاورت صغيرها الذي يبلغ من العمر أربعة سنين من خلال صور الحيوانات والأشياء اليومية المحيطة به وفعلت الشيء ذاته بالأحرف والأرقام. ولم يستغرق الأمر طويلًا حتى بدأت النتائج بالظهور وبات الطفل يستطيع التمييز بين الأشياء ولفظ بعض الكلمات بطريقة صحيحة بعيدًا عن أي مساعدة خارجية فقط أم وابنها.
في النهاية تأخر الكلام عند الأطفال أمر شائع بين العديد من الأولاد، ولكن من خلال ذكاء الأم وقدرتها على التعامل مع الطفل الصغير تستطيع حل هذه المشكلة. مع التنويه إلى وجوب مراجعة الطفل في حال لاحظتي أن التأخر غير طبيعي عند طفلك.