إشاراتٌ وردودُ أفعالٍ تصدرُ عن بعضِ الأطفالِ حديثي الولادة لتُقرأ على أنها علامات الإعاقة العقلية عند الرضع. ما هي هذه العلامات؟ ومتى تنبئُ بإعاقة عقلية شديدة؟
أحيانًا تشكو بعض الأمهات من أن طفلها لا يستجيب لها كما كان يستجيب لها أشقائه عندما كانوا بعمره. أو أنه يصدر أفعالًا غريبة. ومن الأمهات من تكتشف ذلك في مراحل عمرية مبكرة، فيسهل السيطرة عليها. أو ربما قد تكون النتائج كارثية إذا تم هذا الاكتشاف في مراحل متأخرة كموعد دخول الطفل إلى الروضة.
سيخبركم هذا المقال عن أهم الإشارات والعلامات التي تنبئ الأم مبكرًا بإصابة طفلها بالإعاقة العقلية، تابعوا معنا.
علامات الإعاقة العقلية عند الرضع
“إن طفلي لا يتفاعل جيدًا مع لعبته المفضلة ولا يستجيب لي عندما أناديه”. عبارة ترددها بعض الأمهات لطبيب الأطفال، تشكو فيها ضعف استجابة طفلها الرضيع خلال مراحل نموه. وقد تنذر هذه العبارة بوجود خطر صحي لدى طفلها كالإعاقة العقلية عند الرضع. لن يتوقف الأمر هنا، فإذا لم تلاحظ الأم ابتسامة طفلها الرضيع خلال أشهره الأولى فهذه إحدى العلامات غير المطمئنة على الإطلاق.
لكنها ليست الإشارات الوحيدة للإصابة، وعلى الأم أن تكون أكثر اهتمامًا ودقة بمراقبة طفلها خلال كافة مراحله العمرية. فهناك علامات قد تعتبرها الأم عادية، إلا أنها تنبئ بإعاقة عقلية أيضًا، ولكنها ربما تكون أقل شدة من سابقتها ويصعب اكتشافها أو التنبؤ بها. أهمها صعوبة اكتساب الطفل للمهارات مقارنة مع أقرانه، وصعوبة التركيز والانتباه.
وعمومًا، تقسم العلامات الكاشفة للإعاقة عند الأطفال والرضع إلى:
- علامات الطفل المعاق عقليًا.
- علامات الطفل المعاق حركيًا.
كيف تكتشف الأم أن طفلها من ذوي الاحتياجات الخاصة مبكرا
يرتبط اكتشاف الأم بأن طفلها مصابٌ بالإعاقة العقلية بالأسباب التي ألحقت هذه الإصابة. وللتوضيح سندرج ثلاثة عوامل يندرج بناءً عليها التنبؤ بحدوث الإصابة أو اكتشافها:
- العوامل الوراثية التي تظهر من خلال الفحوص الطبية قبل الزواج وظهور الأمراض المسببة للإصابة. وهي تنذر الأم باحتمال الإصابة.
- عوامل مسببة أثناء فترة الحمل كإصابة الأم الحامل بالحصبة الألمانية أو بعض الفيروسات المسببة للالتهابات الشديدة.
- مسببات أثناء الولادة كالولادة المتعسرة أو تعرض الطفل أثناء الولادة لنقص الأكسجين أو صعوبة إخراج الجنين مما يعرضه للإصابة.
- عوامل بعد الولادة كإصابة الطفل بالصفراء أو ارتفاع درجة حرارته لمدة طويلة مما يؤثر على خلايا الدماغ.
يشكل أحد العوامل السابقة إنذارًا يفرض على الأم أن تراقب طفلها لاكتشاف ما إذا كان مصابًا بالإعاقة الذهنية أو الجسدية، وذلك من خلال ملاحظة ومراقبة حواس السمع والبصر واللمس لديه، بالإضافة إلى حركات أطرافه ومقارنة كل ذلك مع أقرانه. أما العلامة الأكثر وضوحًا فهي ابتسامة الرضيع. فهي التي تبعث الراحة والطمأنينة في نفس الأم.
العلامات والمؤشرات الدالة على وجود إعاقة عقلية عند الطفل
أكدت الأبحاث العلمية على وجود العلامات والإشارات التي تعكس تأخر النمو العقلي أو الحركي للأطفال الرضع المصابين بالإعاقة العقلية. وقد ذكر معهد يونيس كينيدي شرايفر الأمريكي لصحة الطفل والتنمية البشرية أهم علامات الإعاقة الذهنية والتنموية عند الرضع والأطفال وهي:
علامات الطفل من ذوي الإعاقة العقلية
- التأخر في التحدث أو صعوبة النطق والسمع مقارنة مع الأطفال الآخرين من نفس العمر.
- يجد الطفل المصاب صعوبة رؤية أو فهم نتائج الأفعال أو الإجراءات.
- مشاكل في تذكر الأشياء وفي التركيز.
- مشاكل في الاستجابة والتفاعل مع المحيط وعدم الابتسامة.
- صعوبة في التأقلم وفهم السلوك الاجتماعي، مع تقدم الطفل بالعمر.
- صعوبة في حل المشاكل البسيطة التي يحلها أقرانه.
علامات الطفل من ذوي الإعاقة الحركية
- التأخر في الجلوس أو الزحف أو المشي مقارنة مع الأطفال الآخرين من نفس العمر.
- انخفاض الوزن عند الولادة.
- عدم القدرة على المص أو الرضاعة أو البلع أو المضغ، وصعوبة التحكم باللسان.
- صعوبة التحكم في اليدين والتقاط الأشياء.
- عدم القدرة على التوازن بحركات الرقبة والرأس.
إذا أردت أن تعرف المزيد حول العلامات الصحية الطبيعية المرافقة لطفلك والطريقة المحببة لطفلك في التعامل حسب مرحلته العمرية يمكنك الحصول على المعلومات من خلال زيارة موقع الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال عبر الرابط التالي من هنا.
تشخيص الإعاقة العقلية عند الطفل
يتمكن الأطباء من تشخيص الإعاقة العقلية لدى الأطفال من خلال ملاحظة مدى وجود تشوهات خلقية دالة على اضطرابات وراثية أو استقلابية. وقد لا تكون هناك أية تشوهات، بينما تعكس فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي لدماغ حديثي الولادة وجود حالة من الإعاقة الحركية أو الذهنية البسيطة.
علاوة على ذلك كثيرًا ما يلجأ الأطباء إلى اعتماد التحاليل الكيميائية المخبرية كتحليل اختلافات الأحماض الأمينية كمؤشر لحدوث اضطرابات في الحركات الإرادية أو في الوظائف الحيوية الأخرى المرتبطة بالإعاقة العقلية
إلا أن التواصل الفعال للرضيع مع الأم وتفاعله العاطفي معها، ومراقبتها لسلامة حركاته وانفعالاته وتطور مهاراته وذكائه يعد المقياس الأكثر أهمية في تشخيص حالات الإعاقة العقلية أو الحركية مهما كانت مستويات شدتها.
كيف تتجنب الأم خطر الإعاقة
هناك العديد من الإجراءات الوقائية والتي يمكن للأم أن تحمي بها طفلها من خطر الإصابة بالإعاقة العقلية. وأهم هذه الإجراءات:
- عدم تعرض الحامل للملوثات البيئية كالرصاص وغيره، بالإضافة إلى الابتعاد عن مراكز الأشعة خلال فترة حملها.
- اتباع نظام صحي وغذائي مدروس خلال فترة الحمل.
- التركيز على أخذ كميات كافية من حمض الفوليك فهو أحد أهم عوامل الأمان من خطر إصابة الرضع والأطفال بالإعاقة.
- الابتعاد عن تناول المشروبات الكحولية أو المخدرات.
- عدم تناول الحامل الأدوية غير الآمنة خلال فترة الحمل.
- إجراء الفحوصات الطبية الدورية خلال الحمل.
- مراقبة الطفل الرضيع بشكل دائم وتجنب تعرضه لارتفاع الحرارة.
- إجراء زيارات دورية لطبيب الأطفال طيلة مراحل نمو الطفل.
- حماية الطفل من الصدمات أو الاختناق، والانتباه إلى احتمال وجود انتفاخ في الرأس.
وختامًا نؤكد على جميع الأمهات ضرورة التواصل الفعال مع أطفالهن حديثي الولادة، واللعب معهم ومشاركتهم أجمل أوقاتهم ومراقبة تطور نموهم ومهاراتهم للتأكد من سلامتهم الصحية.