عند وجود طفل صغير في المنزل خاصةً عندما يكون الأول في العائلة، يتولد لدى الأم شعور بالقلق بشكل مستمر. حيث من الطبيعي متابعة كل تحركات الطفل من قبل الأم للتأكد من القيام بها بشكل طبيعي. لهذا بشكل عام يقوم الرضع والأطفال بالعديد من الأمور الغريبة التي تجعل الأم تشعر بالقلق، كالضرب على الرأس أو الوجه بطريقة مزعجة مع تكرار ذلك. لذلك سنتعرف في هذا المقال على أسباب ضرب الطفل وجهه بيده وكيف تتم تهدئة الرضيع في هذه الحالة، ومتى يكون ضرب الطفل لنفسه مصدر قلق للأم.
أسباب ضرب الطفل وجهه بيده
بشكل عام يقوم الطفل بالضرب أو النقر على رأسه بيده. لذلك سنذكر أهم الأسباب التي تدفع الطفل لضرب وجهه بيده منها:
- من الممكن أن يكون مجرد وسيلة لدى الطفل لاكتشاف جسده، حيث في مرحلة معينة يبدأ الطفل بالمحاكمة العقلية لمعرفة السبب والنتيجة وراء ذلك. لأن الطفل لا يدرك أن الإحساس الذي يشعر به ناتج عن يديه. بالإضافة إلى ذلك لا تزال المهارات الحركية للطفل في طور النمو والتطور. لذلك لا داعي للقلق من قبل الأم طالما الطفل ينمو ويكبر بشكل صحي وسليم.
- قد يكون الطفل يمر بوقت صعب مع التسنين، حيث يبدأ الطفل بشكل عام التعامل مع الأسنان لأول مرة في الفترة العمرية بين الخمس والسبعة أشهر. طبعًا يعتبر سيلان لعاب الطفل، ومضغ اليدين والألعاب من العلامات التي تدل على التسنين لدى الطفل. ومن الممكن أن يواجه الطفل صعوبة في الأكل والألم بسبب الانزعاج الناتج عن بروز الأسنان من اللثة. بالإضافة إلى أن الألم في أسنان الطفل ولثتهم يمكن أن يسبب تهيج الأعصاب الموجودة على جانبي الرأس. لهذا من الممكن أن يقوم الطفل بضرب وجهه بيده أو يفرك أذنه أو يضرب جانب رأسه.
- يمكن أن تكون علامة من علامات التهاب الأذن، وهو أمر شائع الحدوث في هذه المرحلة العمرية للطفل. حيث عند استلقاء الطفل للنوم يصبح ضغط التهاب الأذن أكثر، لهذا من الممكن أن يعاني الطفل المصاب بعدوى في الأذن بشكل طبيعي من صعوبة في النوم. وفي حال استمرار الطفل بضرب رأسه ووجهه مع وجود أعراض على سبيل المثال الحمى أو القيء أو الإسهال. حيث من الممكن أن تكون دليل على وجود مرض معين لدى الطفل، لذلك يجب الذهاب إلى الطبيب لفحص الطفل والتأكد من ذلك.
اقرأ أيضًا: علامات التوحد عند الطفل الرضيع أهم أسبابه
طرق تهدئة الطفل عند ضرب وجهه بيده
بعد التعرف على أسباب ضرب الطفل وجهه بيده. سنقدم بعض الطرق والحيل التي تساعد على تهدئة الطفل الرضيع منها:
- القيام بتدليك جسم الطفل، حيث أثبت الدراسات أن تدليك الرضيع يقلل من بكائه، ويساعده على النوم بشكل أفضل. لذلك يجب الحرص على تدليك جسم الرضيع بحركات بطيئة وهادئة على الساقين والظهر والوجه والصدر. بالإضافة إلى تدليك الجبهة وبين العينين بحركات دائرية. كل ذلك بهدف منح الطفل شعور الاسترخاء وبعدها الهدوء والنوم.
- ضرورة توفير صوت هادئ ومستمر أو ما يعرف بالضوضاء البيضاء. حيث عندما كان الطفل جنينًا داخل رحم الأم كان يسمع ضربات قلب الأم فيشعر بالهدوء.
- احتضان الأم للطفل لإعطائه شعور الأمان والاهتمام، مما يسبب هدوء الطفل وتوقفه عن البكاء.
- منح الطفل حمامًا دافئًا مع تدليكه بزيت الأطفال برفق حتى يشعر بالاسترخاء والهدوء.
- ضرورة تقديم بعض الأعشاب المسموح بها للطفل كالبابونج والكراوية بشرط أن يكون عمر الطفل ستة أشهر أو أكثر.
- ضرورة الربت على ظهر الطفل بلطف حتى يهدأ ويتوقف عن البكاء.
- التأكيد على النظر في عيني الطفل مباشرةً للحفاظ على هدوء الطفل. بالإضافة إلى الغناء أو ترديد بعض الأصوات الثابتة الهادئة، مما يعطي الطفل الشعور بالاطمئنان بشكل تدريجي.
- وضع الطفل في عربته وأخذه بجولة سريعة من قبل الأم حول المنزل أو حديقة قريبة منه. على اعتبار أن الطفل يشعر بالملل، ويحتاج إلى نزهة لتحسين مزاجه.
- القيام بتجربة إرضاع الطفل بوضعية مختلفة أو إعطائه اللهاية ليقوم بمصها. حيث تعتبر عملية المص من الأمور التي تساعد الطفل على الهدوء والشعور بالاسترخاء.
متى يكون ضرب الطفل لنفسه مصدر قلق للأم
أغلب الدراسات تشير أن ضرب الطفل لنفسه أو لوجهه أمر شائع. لكن هناك بعض الحالات التي تشير إلى وجود مشكلة طبية أو نفسية نذكر منها:
- في حال كان الطفل يضرب وجهه أو نفسه دون وجود سبب محدد. من الأفضل مراقبة سلوك الطفل واستشارة الطبيب لتحديد المشكلة الصحية وطريقة العلاج.
- في حال استمرار الطفل بعد سن الخامسة بضرب نفسه أو وجهه بيده. حيث من الممكن أن تكون دليل على وجود إعاقة في النمو لدى الطفل.
- إذا كان هناك تأخر في النطق لدى الطفل. حيث من الممكن لجوء الطفل لضرب نفسه بسبب الإحباط الشديد لعدم قدرة الطفل على القيام بذلك.
اقرأ أيضًا: فوائد الجوز لأطفال التوحد وطريقة تقديمه
نصائح لتعامل الأم مع ضرب الطفل لنفسه
سنقدم بعض النصائح التي يجب على الأم أن تقوم بها عند ملاحظة ضرب الطفل لنفسه. نذكر منها:
- عند ضرب الطفل نفسه يجب إسناد رأسه ومساعدته على الاستلقاء وتجربة تقنيات التنفس معه.
- في حال هدوء الطفل يجب التحدث معه عن المشكلة وسبب غضبه.
- في حال وجود سبب معين لتحفيز غضبه. يجب محاولة تجنب السبب وراء ذلك أو التعديل في البيئة المحيطة فيه.
- في حال بكاء الطفل يمكن استخدام طريقة العد التنازلي أو الغناء له أو اللعب معه لعبة الأسرع في التقاط اللعبة.
أخيرًا، بعد التعرف على أسباب ضرب الطفل وجهه بيده وطرق تهدئة الرضيع. مع ضرورة التأكيد على مراجعة الطبيب المختص لمتابعة حالة الطفل بشكل دوري مع تأمين كل الإمكانيات المناسبة للعناية بالطفل.