متى يضر حليب الأم الطفل؟ وما هي العلامات التي قد تشير إلى فساد حليب الأم، ووجوب البحث عن بدائل لحليب الأم؟ هل تعود الرضاعة الصناعية بذات الفوائد التي تعود بها الرضاعة الطبيعية على كل من الأم، ورضيعها؟ ستجيب الأسطر القادمة على كثير من الأسئلة الأساسية، والتي يجب على كل أم معرفتها.
عادةً ما يكون للرضاعة الطبيعية العديد من الفوائد الصحية للطفل، فهي تقلل من تواتر الالتهابات في الطفولة. كما تزود الرضيع بجميع الفيتامينات، والمعادن الضرورية لنموه، بالإضافة إلى البروتينات المضادة للبكتيريا، والمضادة للالتهابات، وأيضًا الأضداد IgA التي تكسب الرضيع المناعة تجاه كثير من الأمراض، إذ يمكننا أن نعتبر اللبأ في الرضاعة الطبيعية الأولى للطفل بمثابة أول لقاح للطفل، ولكن لا بد من التطرق إلى الجانب الآخر، وهو متى يكون حليب الأم مضرًا للطفل.
متى يضر حليب الأم الطفل
على عكس الاعتقاد الشائع، فلا فرق من ناحية الجودة بين حليب الأم التي تعاني من سوء التغذية، وحليب الأم التي تتغذى بشكل جيد. وعليه فالفكرة القائلة بأن هناك حليب ثدي ضعيف هي محض خرافة. إلا أن هناك حالات يمكن أن تكون فيها حليب اللأم مضر للطفل، ومن بينها:
إصابة الأم بأمراض
إذا كانت الأم تعاني من بعض الأمراض المعدية. مثل:
- فيروس نقص المناعة البشرية AIDS.
- التهاب الكبد نمط B.
- التدرن (السل).
- مرض الفيروس المضخم للخلايا.
اقرأ أيضاً : كيفية العناية بالسرة للمولود الجديد
ففي هذه الحالات يمكن أن يكون حليب الثدي طريقًا لانتقال العوامل الممرضة إلى الطفل. لذا يجب على الأمهات لدى إصابتهن بمرض معدٍّ أن يطلبن استشارة طبيب النسائية، وطبيب الأطفال لمعرفة ما إذا كان حليب الأم يضر الطفل في هذه الحالة.
حليب الأم الملوث بالسموم يضر الطفل
وتشمل هذه القائمة المخدرات، والنيكوتين، والكحول، وبعض الأدوية، والتي قد تضر الطفل الرضيع عند انتقالها عبر حليب الأم. لذا لا بد من وقف تعاطي المخدرات أو الكحوليات، بالإضافة إلى الإقلاع عن التدخين. كما يجدر بالنساء اللاتي تتعاطين الأدوية استشارة طبيبهن المختص لتحديد فيما إذا كانت هذه الأدوية تضر بالطفل.
اقرأ أيضاً : كم تستغرق عملية القلب المفتوح للأطفال
حليب الأم الملوث بالديوكسينات يضر الطفل
الديوكسينات هي مجموعة من المركبات المكلورة، والتي تعتبر منتجًا ثانويًا ضارًا عند تصنيع المواد الكيميائية. مثل المبيدات الحشرية، والمواد الحافظة للأخشاب. وتعتبر الديوكسينات مادةً مسرطنةً محتملةً للإنسان.
إن التلوث البيئي بالديوكسينات قد ينتقل إلى حليب الأم عن طريق اللحوم، والأسماك، والبيض الملوث، وبالتالي سينتقل الحليب الملوث بالديوكسنات إلى الأطفال الرضع مسببًا مشاكل مستقبليةً لهم.
إحدى الأسئلة التي تشغل بال كثير من السيدات خلال فترة الإرضاع هي: هل يمكن للأم المرضع تناول الكافيين أو الكحول دون أن يضر حليب الأم الطفل؟
والجواب أنه فيما يخص حليب الأم المرضع، ترد التوصيات على التحذير من الإفراط في تناول الكحول، والقهوة، والأطعمة عالية المحتوى من الدهون، كالشوكولا. ففي حالة القهوة، والشوكولا يشير الأطباء إلى أن المشكلة لا تتعلق بها بحد ذاتها إنما بكمية تناولها.
لذا لا بد لكل امرأة من اتباع نظام غذائي صحي، ومتوازن خلال فترة الحمل، والإرضاع، حتى توفر لطفلها الظروف المثالية للنمو، والتطور البدني، والعقلي، والنفسي أيضًا.
شاهدي أيضًا: الرضاعة الطبيعية تقوي مناعة الطفل وتقلل من أمراض الأم.
هل يفسد حليب الأم في الثدي
يعتقد البعض أن الإجهاد من شأنه أن يسبب احتباس الحليب في الثدي، وهذا اعتقاد خاطئ. والحقيقة أنه عندما تكون كمية الحليب في الثدي أكبر مما يحتاجه الطفل أو عندما يكون مص الرضيع لحلمة الثدي ضعيفًا، فإن الحليب يبقى في الثدي. في بعض الحالات قد يسبب بقاء الحليب في الثدي التهابات في الثدي. والحل في هذه الحالة هو تدليك الثدي جيدًا، ثم استخراج الحليب منه.
هل يمكن تخزين حليب الأم في الثلاجة
في الحقيقة يمكن تخزين حليب الثدي في الثلاجة لمدة تصل إلى 15 يومًا. من دون أن يفقد الحليب خصائصه، وجودته الغذائية أو يصبح حليب الأم مضر للطفل. إذ يمكن للأم أن تقوم بشفط حليب الثدي في المنزل، ثم حفظه في الثلاجة (مع ضرورة مراعاة معايير الجودة في شفط، وتخزين الحليب إلى أعلى حد). كما تلجأ نساء كثيرات إلى تخزين الحليب، وذلك ليتمكنوا من تغذية رضيعهن من حليب الثدي حتى في حال كنَّ خارج المنزل.
هل يضر حليب الأم الحامل الطفل الرضيع
قد تضطر بعض الأمهات إلى إرضاع طفلهن أثناء حملهن لعدة أسباب. فعلى سبيل المثال، قد تحمل الأم بشكل غير متوقع عندما يكون طفلها لا يزال بحاجة إلى حليب الأم، ولم يبلغ سن الفطام بعد. والسؤال المهم هنا هو: هل يؤثر حليب الأم الحامل على الطفل الرضيع؟
والجواب أن الرضاعة الطبيعية أثناء الحمل آمنة تمامًا، إذ سيستمر الثدي بإنتاج ما يكفي من الحليب لتغذية كلا الطفلين، ومنحهما كافة العناصر الغذائية التي يحتاجها النمو الصحيح.
قد يهمك سيدتي: ما هي أنسب وسائل منع الحمل خلال الرضاعة الطبيعية.
هل يضر حليب الأم الطفل بعد السنتين
مما لا شك فيه أن الكثير من الأمهات أصبحن يعرفن فوائد حليب الأم للطفل تمام المعرفة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يضر حليب الأم الطفل بعد السنتين؟
تتضارب الآراء فيما يخص استمرار الرضاعة الطبيعية بعد سن السنتين، فهناك من يقول إن حليب الأم بعد السنتين من شأنه أن يضر الطفل من إذ النواحي العاطفية، والنفسية. أي بمعنًى آخر، فإن الرضاعة الطبيعية بعد السنتين قد تؤثر في بناء شخصية الطفل، نظرًا لاستمرار اعتماده على أمه، بالإضافة إلى ضعف مهارات التواصل، والمهارات الاجتماعية للطفل.
وعلى الرغم من ذلك، فلا يوجد حتى الآن دليل يثبت كون حليب الأم مضر للطفل بعد السنتين. إذ تنفي الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأسرة AAFP وجود أية أضرار لاستمرار الرضاعة الطبيعية بعد السنتين سواء على الأم أو الطفل.
علامات فساد حليب الأم
سنقدم لك سيدتي عدة استراتيجيات ستكتشفين فعاليتها بنفسك عند استعمالها في معرفة فيما إذا كان الحليب المخزن صالحًا أم لا، فمن الضروري معرفة علامات فساد حليب الأم، والتي تشير إلى كون حليب الأم مضر للطفل. وهذه الاستراتيجيات هي:
النظر جيدًا إلى الحليب:
تنفصل الدهون بشكل طبيعي، وتطفو على الماء بعد شفط حليب الثدي. لذا فمؤشر جودة حليب الثدي هو امتزاج مكوناته جيدًا بعد خضه في الزجاجة. بإمكانك سيدتي معرفة متى يضر حليب الأم الطفل، وذلك في حال ظل حليب الثدي منفصلًا أو استمرت قطع صغيرة بالطفو على سطحه بعد خضّه، فهذه إحدى علامات فساد حليب الأم، ومن الأفضل التخلص منه.
ننصحك بزيارة: هل كتل الثدي في الرضاعة تدل على سرطان الثدي.
اختبار شم حليب الثدي:
من السهل تمييز رائحة حليب الثدي الفاسد. إذ تعتبر الرائحة مؤشرًا مفيدًا أيضًا لمعرفة متى يضر حليب الأم الطفل، وضرورة التخلص من الحليب قبل إطعامه للطفل. ومن الجدير بالذكر أن الطفل يبصق الحليب الفاسد مباشرةً.
تذوق حليب الثدي:
يختلف مذاق حليب الثدي عن حليب البقر، ولكن معرفة ما إذا كان حليب الأم يضر الطفل من مذاقه أمر سهل جدًا. إذ يشير المذاق اللاذع لحليب الأم إلى فساده. في حين أن المذاق الحامض لحليب الأم لا يشير بالضرورة إلى كون حليب الأم مضر.
بدائل حليب الثدي
لا يمكننا مقارنة حليب الأم بأي حليب آخر في تأثيره الصحي، والغذائي، والنفسي للطفل، ولكن في بعض الأحيان، ولسبب ما قد تضطر بعض الأمهات إلى البحث عن بدائل لحليب الثدي، لتحقيق أفضل نمو ممكن لرضيعهن. لذا وتجنبًا للحيرة التي قد تنتاب الكثير من الأمهات عند البحث عن بدائل لحليب الثدي، جمعنا لكم فيما يلي أفضل البدائل لحليب الأم:
- حليب الثدي المتبرع به. وهو من أفضل بدائل حليب الأم التي يمكن اللجوء إليها في حال كان حليب الأم مضر للطفل.
- حليب الماعز: يعتبر حليب الماعز أحد أقرب أنواع الحليب إلى حليب الأم. ولكن على الرغم من غنى حليب الماعز بالدهون إلا أنه يفتقر إلى حمض الفوليك، وفيتامين B12 الضروريين لنمو، وتطور الرضيع. لذا قد يكون من المفيد إدراج الخميرة الغذائية إلى حليب الماعز بإرشاد من أخصائي التغذية.
- حليب جوز الهند: تستخدم بعض الأمهات حليب جوز الهند كبديل عن حليب الأم في بعض الوجبات، نظرًا لغناه بحمض اللوريك، وهو حمض أساسي موجود في حليب الأم، ويفيد في تسهيل هضمه، وتقوية جهاز المناعة، والحماية من الالتهابات. إلا أن حليب جوز الهند لا يحتوي على جميع البروتينات، والكالسيوم الضروري للرضيع. لذا يجب إضافة مكملات الفيتامينات، والكالسيوم، والمعادن الأخرى بإشراف أخصائيي التغذية.
- حليب القنب: يتميز حليب القنب بغناه بالفيتامينات، والبروتينات، والدهون التي تلبي الكثير من احتياجات الطفل الغذائية. كما يعتبر غنيًا بالأوميغا 3، وأوميغا 6، وأوميغا 9، والكالسيوم، والمغنيسيوم، والحديد، وأيضًا الزنك، وغيرها. كما يعتبر استخدام حليب القنب المستخرج من بذور القنب صحيحًا من الناحية القانونية، والصحية. فهو لا يحتوي على مادة THC الموجودة في الماريجوانا.
الرضاعة الصناعية
هناك اعتقاد شائع بأن تأثير الحليب الاصطناعي أقوى من حليب الأم لأن الطفل بعد الرضاعة الاصطناعية ينام أكثر من نومه بعد الرضاعة الطبيعية. وهذا اعتقاد خاطئ أيضًا، وذلك لأن الطفل يستيقظ بعد تناول حليب الثدي بشكل أسرع من حليب البقر. لأن هضم حليب الثدي أسرع. كما يفتقر الحليب الاصطناعي إلى كثير من خصائص حليب الأم، وأهمها زيادة مناعة الرضيع.
ميزات الرضاعة الصناعية
- معرفة كمية الحليب التي يرضعها الطفل، وهي ميزة مهمة للرضاعة الصناعية. إذ تمكن الآباء من معرفة مقدار الحليب الذي يحتاجه الطفل ليشعر بالشبع، ويكتسب الوزن المناسب بالشكل الصحيح.
- الرعاية المشتركة من قبل الآباء هي ميزة أخرى للرضاعة الصناعية. ففي حين تتطلب الرضاعة الطبيعية أن تلازم الأم طفلها كل ساعتين أو ثلاث ساعات لإرضاعه، يستطيع أي شخص إطعام الطفل عند اعتماد الرضاعة الصناعية.
- عدم الحاجة إلى تغيير نظام الأم الغذائي. فلا داعي للقلق بشأن تناول الكافيين أو الكحول، ولا حاجة لمراقبة السعرات الحرارية التي يجب على الأم تناولها.
- يوفر الحليب الاصطناعي بديلًا جيدًا عن حليب الأم (وإن لم يكن بنفس جودته). وذلك في كثير من الحالات التي يكون فيها حليب الأم مضر للطفل.
أضرار الرضاعة الصناعية
- زيادة احتمال إصابة الأم بسرطان الثدي، وسرطان المبيض، وهشاشة العظام مقارنةً بالأم التي ترضع طفلها طبيعيًا.
- تعتبر الأم المرضعة أيضًا أقل عرضةً لاكتئاب ما بعد الولادة، وداء السكري النمط 2.
- زيادة إصابة الطفل الرضيع بالغازات، والإسهال. إذ على الرغم من التشابه الكبيرة بين حليب الأم، والحليب الصناعي بمحتواهما من البروتينات إلا أن نسب هذه البروتينات تختلف بينهما، إضافةً إلى أن حليب الأم أسهل بالهضم من الحليب الاصطناعي.
- ناهيكم عن بعض الأضرار التي قد تلحق بتطور الأقواس السنية عند الطفل نتيجة استعمال الرضاعة، إذ قد تسبب العضة المفتوحة، ومشاكل التنفس الفموي مستقبلًا.
ننصحك بزيارة: تأثير الرضاعة الصناعية على تأخر النطق عند الأطفال هل تأثر الرضاعة على نطق الطفل.
والآن بعد معرفتك سيدتي متى يضر حليب الأم الطفل، فلا بد من التذكير بأن وجود حائل أمام إرضاعك طفلك طبيعيًا لا يجب أن يشعرك بالحزن أو حتى أن يولد عندك فكرةً بأن طفلك سيفتقد للعلاقة المميزة بك، والتي تؤمنها الرضاعة الطبيعية. فالروابط بينك، وبين طفلك لا تنمو فقط أثناء الرضاعة الطبيعية. إنما أيضًا من خلال إمساك الطفل، ومداعبته، واحتضانه، فلهذه السلوكيات نفس التأثير الذي تسببه الرضاعة الطبيعية.