تعتبر الرضاعة الطبيعية طريقة التغذية الوحيدة للرضيع خلال الشهور الأولى من عمره. مع ذلك يوجد لدى الأم قلق كبير من الرضاعة تحديدًا عند دخول الحليب إلى رئة الرضيع. أما عبر القصبة الهوائية مباشرةً أو بسبب ارتجاع الحليب من معدة الطفل. لذلك سنتعرف في هذا المقال على ما هي حالة دخول الحليب إلى رئة الرضيع وأهم أسباب تؤدي لدخول الحليب إلى رئة الطفل، بالإضافة إلى علامات أو أعراض دخول الحليب إلى رئته.
دخول الحليب إلى رئة الرضيع
بشكل عام تحدث عملية البلع الطبيعية لدى الرضيع عند مرور الحليب من الفم إلى الحلق أو البلعوم، بعدها يمر عبر أنبوبة طويلة يطلق عليه المريء، ثم يستقر الحليب ضمن المعدة ليتم هضمه من قبلها. طبعًا هذه العملية تتم بمساعدة العديد من عضلات الجسم. بالتالي عند حدوث مشاكل في هذه العضلات أو الأعضاء، قد يسبب ذلك مشاكل في البلع.
وبما أن البلعوم يعتبر جزء من الجهاز التنفسي، حيث يدخل الهواء من الأنف أو الفم عبر البلعوم مرورًا بالقصبة الهوائية بعد ذلك إلى الرئة. بينما تكون مهمة لسان المزمار منع دخول الطعام للقصبة الهوائية لدى حصول عملية البلع. لكن في بعض الحالات يتسرب الحليب من خلال القصبة الهوائية أثناء عملية بلع الرضيع للحليب. وفي بعض الأحيان يمكن للحليب الرجوع من معدة الرضيع والدخول للقصبة الهوائية نتيجة بعض المشاكل والأسباب التي سنتعرف عليها لاحقًا.
أسباب تؤدي لدخول الحليب إلى رئة الطفل
تصنف عملية دخول الحليب إلى رئة الرضيع ضمن ما يسمى بالشفط أو الرشف الرئوي أو ما يعرف بدخول الطعام أو الشراب أو محتويات المعدة من البلعوم والجهاز الهضمي للجهاز التنفسي. ويعود ذلك لأسباب عديدة نذكر منها:
- عسر البلع أو صعوبة البلع: تنقسم إلى ما يسمى بعسر البلع الفموي البلعومي، حيث يواجه الطفل صعوبات ومشاكل في البلع بسبب مشاكل في الفم، اللسان، الحنك، الحنجرة أو العضلة أعلى المريء. وعسر البلع المريئي، حيث يواجه المريء صعوبة في توصيل الطعام بطريقة صحيحة لمعدة الطفل.
- الارتجاع المعدي المريئي: يحدث ذلك بسبب ارتداد مكونات المعدة أو عصاراتها للمريء، ومن الممكن أن تدخل المجاري الهوائية.
- اختلالات فسيولوجية: كالحنك المشقوق، فتق المريء، شق الحنجرة، وجود انسداد في الإثني عشرية، بالإضافة إلى الناسور الرغامي المريئي.
- بطء النمو: كحالة الرضع المولودين مبكرًا أو الأطفال المصابين بمتلازمة داون.
- مشاكل الأعصاب: قد تكون هذه المشاكل في الأعصاب المغذية لعضلات البلع، أو الأمراض العصبية العضلية أو مشاكل الأعصاب العامة سببًا في دخول الحليب إلى رئة الرضيع.
أعراض دخول الحليب إلى رئة الطفل
بعد التعرف على أسباب تؤدي لدخول الحليب إلى رئة الطفل، يوجد أعراض تدل على هذه الحالة، وتختلف حدتها وفقًا لعوامل مختلفة على سبيل المثال كمية الحليب المشفوط، عدد المرات التي يحدث بها الرشف، كذلك عمر الرضيع وحالته الصحية. بالتالي سنذكر أهم هذه الأعراض:
- الاختناق وتوقف الرضيع عن الرضاعة، وظهور علامات القيء.
- السعال الشديد وتغير صوت الرضيع بالإضافة إلى بحة في الصوت أو البكاء أثناء الرضاعة.
- ضعف في المص.
- وجود سرعة أو توقف التنفس للرضيع أثناء الرضاعة، بالإضافة إلى صوت صفير أثناء التنفس.
- احمرار وجه الرضيع أو فرز عينيه للدمع أو تشنج وجهه.
- وجود تقوس خلقي أو رجوع الطفل للوراء أثناء الرضاعة.
- حصول ارتفاع في درجة حرارة الرضيع بشكل طفيف بعد الرضاعة.
- زيادة اللعاب لدى الرضيع وسيلانه.
في حال تكرار دخول الحليب إلى رئة الرضيع، تتحول إلى حالة مزمنة تترافق بالأعراض التالية:
- تزييق في الصدر وصوت صفير متكرر أثناء التنفس.
- وجود كحة مزمنة من الممكن أن تستمر أكثر من ثلاثة أسابيع.
- حصول عدوى وإصابات متكررة في الجهاز التنفسي للطفل.
الطريقة الصحيحة للرضاعة الطبيعية
تعتبر الطريقة الصحيحة للرضاعة الطبيعية هو الالتقام الصحيح للثدي من قبل الرضيع. ويعتبر من مؤشرات ذلك الرضاعة العميقة من قبل الرضيع والمص المنتظم مع بعض فترات الاستراحة أثناء الرضاعة، كذلك عدم شعور الأم بآلام الثدي أو الحلمات وإفراغ ثدي الأم من الحليب. بالتالي سنقدم أهم الخطوات الصحيحة للرضاعة الطبيعية، نذكر منها:
- جلوس الأم بمكان مريح ودعم الظهر والقدم، مع رفع الرضيع على وسادة لدعم ظهره وقدميه أيضًا. حتى يكون أنف الرضيع بمحاذاة خط حلمات الثدي.
- لمس أنف وفم الرضيع بحلمات ثدي الأم حتى يتحسسهم ويقوم بفتح فمه واسعًا.
- بعدها توجه الأم الحلمات لسقف فم الرضيع ليغلق فمه على كامل الحلمة وجزءًا كبير من الهالة. بالتالي تكون ذقن الرضيع غائرة بالثدي وأنفه ملامس للثدي وشفتاه بارزة للخارج. بعد ذلك يبدأ بالمص والرضاعة حتى يشبع الرضيع، ويفرغ كامل الثدي من الحليب.
اقرأ أيضًا: نصائح للجمع بين الرضاعة الطبيعية والصناعية
نصائح للأم في حال دخول الحليب إلى رئة الطفل
بعد التعرف على أسباب تؤدي لدخول الحليب إلى رئة الطفل، سنقدم بعض النصائح التي من الممكن أن تقلل من حصول ذلك نذكر منها:
- وضع الرضيع بشكل أقرب إلى الوضع القائم أثناء الرضاعة.
- ضرورة تجنب نوم الرضيع على ظهره لمدة ساعة ونصف بعد الرضاعة.
- إمالة الرضيع عند النوم، وذلك برفع رأسه بزاوية 30 درجة مئوية تقريبًا.
- تقليل كمية وعدد الرضعات والفصل فيما بينها بساعتين على الأقل. مع ضرورة تجنب الأم للمأكولات المهيجة للمعدة وصعبة الهضم في حال الاعتماد على الرضاعة الطبيعية من قبلها.
اقرأ أيضًا: علاج الترجيع عند الرضيع بالأعشاب والطرق الطبيعية
أخيرًا، بعد التعرف على أسباب تؤدي لدخول الحليب إلى رئة الطفل وأهم أعراضه، ننصح الأم في حال تكرار هذه الحالة استشارة الطبيب المختص لتحديد السبب ووصف العلاج المناسب لها، مع التأكيد على الالتزام بالإجراءات التي تقلل من حدوثها.