إن النمو عند الرضع أمرٌ تترقبه الأمهات بإلحاح. حيث تواجه بعض الأمهات ولادة أطفالهم بحجم صغير جدًا، ومع الوقت تبدأ بعض العلامات غير الطبيعية في الظهور. ويتم تشخيص تلك الحالة بضعف النمو عند الرضع، والذي له أسباب متعددة، وأعراض تختلف من طفل إلى آخر. لذا يجب عند ملاحظة أي أمر غير طبيعي وتأخر واضح في نمو الرضيع مراجعة الطبيب للتأكد من عدم وجود مشكلة صحية تتسبب في ضعف النمو عنده. فما هو ضعف النمو عند الرضع؟ وما هي أسباب ضعف النمو عند الرضع؟ وما هي أعراض ضعف النمو عند الرّضع؟ ومَا هو علاج ضعف النمو عند الرضع؟ أسئلة عديدة تبحث عن إجابتها الأمهات على محركات البحث سنجيب عنها في مقالنا التالي.
ضعف النمو عند الرضع
في الحقيقة يطلق مصطلح ضعف النمو عند الأطفال الرضع على الأطفال الذين يكون لديهم معدل النمو غير كافٍ مقارنة بأقرانهم. وترتبط هذه الحالة بعدة عوامل اقتصادية واجتماعية بالإضافة إلى وجود ضغوطات نفسية في البيئة المحيطة بالأطفال. ولكن يعد السبب الرئيسي لضعف النمو هو عدم حصول الرضيع على التغذية الكافية، وعدم قدرته على امتصاص الكمية اللازمة من السعرات الحرارية اللازمة للنمو بشكل صحيح. فتلاحظ الأم بطئًا في النمو عند رضيعها وتتجه إلى الطبيب للاطمئنان وإجراء الفحوصات اللازمة في حال اشتبه بوجود مرض مسبب لضعف النمو عند الرضيع.
أسباب ضعف النمو عند الرضع
في الواقع توجد العديد من الأسباب الكامنة وراء ضعف النمو عند الأطفال الرضع. ويحدث ذلك الضعف في النمو نتيجة لسببين أساسيين هما العوامل الطبية والعوامل الاجتماعية والبيئية. وتتلخص تلك الأسباب فيما يلي:
- العوامل الطبية: في الحقيقة يرتبط تأخر الطفل في النمو بمجموعة من الاضطرابات الطبية، ونذكر منها:
- وجود صعوبة في بلع الطعام بسبب مشاكل خلقية كالشفة الأرنبية.
- حدوث اضطرابات تؤثر على قدرة الرضيع على امتصاص الطعام وهضمه كالارتجاع المعدي المريئي، أو سوء الامتصاص المعوي أو وجود تضيق في المريء.
- الإصابة بالاضطرابات الهرمونية أو الاضطرابات الأيضية كمرض السكري أو التليف الكيسي.
- وجود مشاكل في الغدد الصماء على سبيل المثال قصور الغدة الدرقية.
- نقص في هرمون النمو عند الرضيع او الهرمونات الأخرى.
- الإصابة بأمراض الدم على سبيل المثال فقر الدم.
- الإصابة بأمراض دماغية في الجهاز العصبي المركزي، والتي من الممكن أن تسبب صعوبات في التغذية عند الطفل الرضيع.
- ولادة الطفل بحجم صغير جدًا.
- الإصابة بأمراض القلب والكلى وأمراض الجهاز الهضمي.
- تناول الأم للأدوية على المدى الطويل أثناء فترة حملها.
- الإصابة بمتلازمة داون ومتلازمة تيرنر.
- العوامل الإجتماعية والبيئية: في الحقيقة تعد العوامل الاجتماعية والبيئية المحيطة بالرضيع من الأمور المؤثرة بشدة على نموه. وتعتبر من الأسباب الأساسية لعدم حصول الرضيع على التغذية الكافية. وتتضمن تلك العوامل:
- الفقر والجهل.
- إهمال الوالدين للطفل وسوء معاملته.
- معاناة الوالدين من مشاكل نفسية.
- عدم اتباع الوالدين لأساليب التغذية السليمة للرضيع.
- عدم فهم الوالدين لاحتياجات طفلهم.
أعراض ضعف النمو عند الرضع
في الحقيقة يعاني الأطفال الذين لديهم ضعف في النمو من بعض الأعراض التي يستدل بها على الإصابة. والتي تتضمن مايلي:
- ضعف في المص عند الرضيع أثناء الرضاعة.
- فقدان الوزن وعدم زيادة الطول بالشكل المطلوب.
- كسل الرضيع وخموله.
- نوم الرضيع لأوقات طويلة جدًا.
- عدم قدرة الرضيع على التواصل البشري، وعدم اهتمامه بما يدور حوله.
- تأخر وبطء في تطور المهارات الحركية كالزحف والجلوس والوقوف.
اقرأ أيضًا: جدول النمو الطبيعي للأطفال الخدج
تشخيص ضعف النمو عند الرضع
بصفة عامة يتم تشخيص ضعف النمو عند الأطفال الرضع بعد الذهاب إلى الطبيب المختص، ويتم إجراء مجموعة من الفحوص الروتينية للرضيع وبعض الأسئلة للأهل والتي تتضمن:
- قياس طول ووزن الرضيع.
- قياس محيط رأس الرضيع.
- إجراء فحوصات الدم الهرمونية، وفحص للبراز، والأشعة السينية.
- الاستفسار عن التاريخ المرضي للطفل والأسرة.
- الاستفسار عن تغذية الطفل ونظام خروجه.
- السؤال عن العوامل الاجتماعية والعاطفية والمادية التي تؤثر على تغذية الرضيع.
وفي الحقيقة إن معدل النقص في الوزن والطول عند الرضيع هو الأكثر أهمية في التشخيص بالإضافة إلى أن الأطفال الذين يعانون من ضعف في النمو لا يتطابق عندهم الطول والوزن مع محيط الرأس مع المخططات القياسية للأطفال الرضع في نفس العمر.
علاج ضعف النمو عند الرضع
في الحقيقة يعتمد علاج ضعف النمو عند الرّضع على السبب ومدى خطورة الحالة. ويتضمن العلاج ما يلي:
- توفير نظام غذائي متوازن، وذلك في حال كان ضعف النمو ناتج عن سوء التغذية.
- تحسين العوامل النفسية التي تؤثر على تغذية الطفل، وذلك في حال ضعف النمو الناتج عن عوامل نفسية.
- تعويض نقص الفيتامينات الموجودة عند الرضيع بعد استشارة الطبيب.
- إعطاء هرمون النمو للطفل عن طريق حقن عضلية مع متابعة دورية من قبل الطبيب في حال كان الضعف ناتج عن نقص في هرمون النمو.
- تعويض نقص هرمونات الغدة الدرقية دوائيًا عند الرضع بحسب إرشادات الطبيب.
- إدخال الرضيع إلى المستشفى لتنفيذ خطة علاجية طبية ونفسية واجتماعية شاملة.
- تحسين سلوك الوالدين ومعاملتهم للطفل الرضيع.
اقرأ أيضًا: هل توقيف الرضيع على رجليه خطير
عوامل خطر ضعف النمو عند الرضع
في الحقيقة يجب تتبع ومراقبة الأعراض التي تظهر على الطفل المصاب بضعف النمو. حيث توجد بعض العلامات التي تجدر عند ملاحظتها مراجعة الطبيب المختص على الفور. وتتضمن تلك العلامات:
- جفاف في شفاه الطفل.
- انخفاض في معدل التبرز والتبول عند الطفل.
- تعب ووهن دائم عند الطفل الرضيع.
- ظهور هالات سوداء حول عيني الرضيع.
- انخفاض في حجم اليافوخ في رأس الرضيع.
في النهاية يمكننا القول إن أسباب ضعف النمو عند الأطفال الرّضع متعددة، وتختلف طرق العلاج باختلاف السبب الرئيسي لذلك الضعف. وما تجدر الإشارة به إلى أن العلاج دوائيًا أو عن طريق حقن هرمون النمو يجب أن يتم تحت إشراف طبيب مختص لتجنب الأخطاء في هذا الموضوع الحساس.