تتزايد استفسارات الأهل يومًا بعد يوم عن أسباب كثرة حركة الطفل أثناء النوم، لما تسببه من قلقٍ لهم حول صحة طفلهم. وذلك بعد ملاحظتهم تقلب الطفل خلال نومه بشكل غير طبيعي دون أن يثبت على وضعية واحدة. مما يثير لديهم الرغبة في معرفة طريقة صحيحة للتعامل معه في مثل هذه الحالة. إضافةً للتعرف على أهم النصائح التي تخفف من كثرة حركة الطفل خلال النوم.
ففي الواقع لهذه الحالة تشعباتٌ كثيرة منها ما هو طبيعي يحدث للطفل في أعمار مختلفة قد تصل لسن المراهقة. ومنها ما هو دالّ على وجود مشكلة صحية سواءً كانت جسدية أم نفسية. هذا ما سيجعل الأهل في حيرةٍ من أمرهم مع رؤيتهم لطفلهم وهو يعاني من أمر مجهول السبب بالنسبة لهم. لذلك يسارعون إلى البحث والاستفسار عما يجب فعله للتخلص من هذه الحالة خوفًا على صحة وسلامة طفلهم.
أسباب الحركة المفرطة للطفل خلال النوم
أجمع أطباء علم النفس وطب الأطفال على وجود مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى كثرة حركة الطفل أثناء النوم. وقد تحتاج بعض المسببات إلى رعاية دائمة من قبل الطبيب المتخصص في حال كانت تتسبب بمشكلة صحية. إليك أهم تلك الأسباب:
- الإجهاد وزيادة التوتر: توصلت الدراسات والبحوث الطبية إلى أن الإجهاد وزيادة الضغط والتوتر والصدمات النفسية قد تؤثر على نوم الطفل؛ مما يسبب زيادة في حركته أثناءه أو اضطرابات ومشاكل كالقلق والنوم المتقطع. حيث صرح الطبيب هاريس أن صعوبة النوم قد تساهم في زيادة الحركة والتقلب؛ كما يمكن أن تؤثر على القلب فتزاد سرعته لدى الأطفال.
- توقف عملية التنفس أثناء النوم: من الممكن أن تؤشر كثرة حركة الطفل أثناء النوم إلى مشاكل في التنفس مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي. وهو اضطراب شائع جدًا لدى الأطفال وحتى البالغين أيضًا، يسبب توقف التنفس عند النوم. كما يظهر على الطفل بعض العلامات الأخرى كأن يشخر أو يلهث بسرعة لفترةٍ قصيرة، ثم يعود للتنفس بشكل طبيعي. كذلك أكد أحد المختصين في الطب أن انقطاع النفس الانسدادي النومي عند الأطفال غالبًا ما يترافق مع تغيير وضعية النوم.
- متلازمة تململ الساقين: تعتبر اضطرابًا شائعًا بشكلٍ كبيرٍ بين الأطفال، وترتبط بحركة الطفل أثناء النوم. ويطلق عليها طبيًا (RLS). كما أنها حالةٌ تعطي للطفل إحساسًا مزعجًا في الساقين خصوصًا عند حلول ساعات المساء، الذي يزداد عند الاسترخاء والنوم. كذلك توصل الطب إلى أن حالة الاضطراب لحركة الأطراف الدورية تؤدي إلى كثرة حركة الطفل أثناء النوم.
- الرعب الليلي عند الطفل: الذي يسبب زيادة تحركه في ساعات نومه، وهي حالة تحدث بنسبة تقارب 6.5% من مجمل الأطفال، وخاصة من هم في عمرٍ أقل من 12 سنة. فعند تعرض الطفل إلى نوبةٍ من الرعب الليلي يتقلب بكثرة في نومه حتى يستيقظ وهو في حالة رعب شديدة لا يستوعب أي شيء. في معظم الحالات يحتاج الطفل إلى مراقبة شديدة حرصًا على سلامته.
المشاكل الصحية المسببة لكثرة حركة الطفل خلال النوم
كما ذكرنا سابقًا أن حركة الطفل الزائدة أثناء النوم طبيعية وصحية؛ إلا أنها في بعض الأوقات من الممكن أن تشير إلى وجود مشكلة صحية أو نفسية. كما أن اضطرابات النوم تؤثر على ثلث الأطفال تقريبًا خاصة من هم دون سن الخامسة. ومن العلامات التي تدل على وجود مشكلة صحية ما يلي:
- ضيق التنفس أو التنفس من الفم.
- التهيج والتوتر.
- الإعياء الشديد.
- صعوبة الاستيقاظ.
- اللهث أثناء النوم أو الشخير.
- التحرك الشديد وبطريقة خاطئة.
- استيقاظ الطفل من النوم وهو في حالة عدم انتعاش.
- عدم انتظام موعد نوم الطفل واستيقاظه.
- الشعور بآلام في الأطراف وخاصة الساقين.
- صعوبة النوم.
- الاستيقاظ بشكل متكرر عند النوم.
نصائح تخفف من كثرة حركة الطفل خلال النوم
النوم هو أهم الأمور التي يحتاجها الطفل لبناء جسدٍ صحيٍّ وسليم. لذلك يجب على الآباء معرفة بعض الأمور التي تساعده على النوم بهدوء وسكينة، والتخلص من مشكلة كثرة حركة الطفل أثناء النوم، منها:
- اختيار موعد محدد للنوم بشكل مستمر: يجب جعل الطفل معتادًا على النوم يوميًا في وقت محدد فهو يحتاج من تسع وحتى عشر ساعات من النوم المتواصل.
- وضع نمط محدد للنوم بشكل يومي: تفيد هذه الخطوة الطفل بشكلٍ عام، وخاصة من هم في مرحلة ما قبل الدراسة. لهذا يجب تحديد نمط معين للطفل ليهيئ نفسه وجسده إلى النوم. ويمكن أن يكون ذلك على شكل عدة خطوات تتمثل بما يلي:
- اللعب البسيط.
- تنظيف الأسنان.
- قراءة قصة قبل النوم.
- سماع أغنية للطفل تساعده على الاسترخاء.
- تجنب توتر الطفل قبل النوم: إن التوتر يرفع هرمونات الجسم، وعندها سيكون جسمه رافضًا للنوم وغير متقبل للاسترخاء. لذلك يجب تهدئة الطفل قبل موعد نومه بساعتين على الأقل.
- عدم وضع الطفل في السرير دون شعوره بالنعاس: يجب الابتعاد عن فكرة الإصرار على ذهاب الطفل إلى السرير دون شعوره بالاسترخاء والنعاس، إضافةً إلى انتظار رؤية الطفل بحالة هدوء تام ومساعدته على الاسترخاء بأشياء يحبها.
- إدخال الطفل بجو محفز على النوم: كوضع ضوء خافت واستخدام ملاءات ناعمة ملونةٍ بألوان هادئة. أيضًا تجنب الأصوات الصاخبة والمزعجة مع المحافظة على جو هادئ ليساعد الطفل في معرفة حلول الليل واقتراب موعد النوم.
إن النوم ذو أهمية كبيرة للإنسان وخاصة للطفل من أجل نموه بشكل صحي وسليم. فالنوم خلال الليل يزيد من إفراز هرمون النمو الذي يساعد على جعل الجسم بشكل متناسق مع تعزيز جهاز المناعة. ولهذا يجب الانتباه جيدًا لوضعية نوم الطفل والتأكد من عدم وجود أي مشاكل صحية. وعند المعاناة من كثرة حركة الطفل أثناء النوم من الأفضل استشارة طبيب متخصص للاطمئنان على موضوع كثرة حركة الطفل إن كانت طبيعية أم لا.