اختناق الرضيع بسبب البلغم من أكثرِ المشاكل الشائعة عند الرضع والتي تعاني منها معظم الأمهات. ليغدو البلغم مصدرَ قلقٍ نفسي وأرقٍ للأم يدفعها في كثيرٍ من الأحيان للبقاء مستيقظة ليلًا خشيةً على رضيعها من الاختناق. إنه كابوسٌ يوقظ الطفل وأمه ليلًا مرارًا وتكرارًا.
كيف للبلغم أن يتحول من وسيلة دفاع أساسية عن مجاري الرضيع التنفسية إلى خطر يهدد حياته؟ بلغمٌ بألوان متباينة يرمز كل لون منها لدلالاتٍ بعضها طبيعية والأخرى مرضية. إذا وجدت الأم البلغم شفافًا صافي اللون فلن يكون هناك ما يدعو للقلق. لكن ماذا لو تغير لونه؟ وهل ينذر ذلك بأخطار محتملة؟ ما هي أسباب اختناق الرضيع بسبب البلغم؟ وما هي أسرع الطرق العلاجية؟ كل ذلك ستجدونه من خلال المقال التالي.
اختناق الرضيع بسبب البلغم العلاج السريع
إذا كان لديكِ طفل رضيع فمن المؤكد أنك عانيتِ مرارًا من مضاعفات نزلات البرد التي تصيب طفلكِ، وأهم هذه المضاعفات أعراض صعوبة تنفسه بسبب تراكم البلغم في مجاريه التنفسية. وكثيرًا ما تزداد هذه الأعراض شتاءً وقد تتسبب بظهور أعراض اختناق لدى الطفل الرضيع. ومنها ما يزول سريعًا مع زوال أعراض الرشح مبشرًا بشفاءٍ عاجلٍ للطفل. ولكن متى يصبح هذا البلغم مزعجًا؟ ومتى ينذر بخطر اختناق الرضيع؟
لن يتمكن الطفل الرضيع من إنقاذ نفسه بالتخلص من البلغم بإخراجه من الفم أو الأنف. كما تتسبب الحساسية التي يعاني منها بعض الرضع من صعوبة التنفس واحتقان الصدر، الأمر الذي قد ينتهي به بظهور أعراض الاختناق.
كما أنه من الضروري إحاطة الأم بأهم وسائل الإسعافات والإجراءات السريعة لإنقاذ الرضيع من الاختناق بالبلغم. بالإضافة إلى ذلك عليها معرفة أهم الطرق اللازمة لعلاج حالة تراكم البلغم في مجاري طفلها التنفسية العلوية وأهم طرق الوقاية. كما تتنوع طرق معالجة الرضيع من البلغم وحمايته من الاختناق. وكثيرًا ما ترتبط طريقة العلاج بالعامل المسبب.
فما هي أسباب اختناق الطفل بالبلغم؟ وما هي وطرق العلاج السريعة؟
أسباب اختناق الرضيع بسبب البلغم
تتنوع الأسباب الرئيسية لعدم مقدرة الرضيع على التنفس، الأمر الذي قد يسبب له الاختناق، وأهمها:
- مرض الخناق الذي يصيب الأطفال الرضع.
- التهاب القصبات الهوائية أو الربو.
- التهاب اللوزتين وتضخمهما.
- الحساسية الصدرية التي قد تظهر لدى الكثير من الأطفال الرضع وقد تكون أسبابها وراثية.
- الرشح والتهابات المجاري التنفسية العلوية لأسباب فيروسية أو بكتيرية.
- استنشاق المهيجات كالدخان والروائح الحادة.
- انحراف وتيرة الأنف وضعف التنفس وصرف المفرزات.
- استنشاق الهواء الجاف المسبب لجفاف الحلق، لعدم وجود الرطوبة في جو الغرفة.
- التقلبات المناخية وجفاف الطقس.
اقرأ أيضًا: هل تتجدد خلايا المخ عند الأطفال
كيف أتعامل مع ضيق التنفس عند طفلي بسبب البلغم
من بلغم طبيعي بلون شفاف يتكون من ماء وأملاح وأجسام مناعية لا ضرر فيه، إلى بلغم مليءٍ بالأجسام المناعية بلونه الأصفر الدال على مقاومة عدوى فيروسية أو بكتيرية. أو بلغم أخضر اللون تفرزه المجاري التنفسية العلوية للرضيع مليء بالأجسام المضادة والبروتينات الملتصقة بالمخاط كرد فعل قوي تجاه إصابة تنفسية حادة. أما البلغم الأحمر أو البني فهو ينذر بنزيف يصاحب البلغم نتيجة إهمال المرض التنفسي. كلها حالات للبلغم يتوجب على الأم معرفتها لتحمي رضيعها من تداعياتها.
كثيرًا ما يستيقظ الرضيع ليلًا وهو يصرخ ويبكي، فقد تراكمت كميات كبيرة من البلغم والمخاط في طرقه التنفسية لعدم مقدرته على استنشاق الهواء أو التنفس. حيث ستلاحظه الأم يحاول أو يأخذ شهيقًا ومن ثم قد يتقيأ. وكثيرًا ما ينتابه الخوف والهلع والصراخ نتيجة حالة التقيؤ لإخراج ما يعيق ممرات التنفس. كما تخشى الأمهات على رضيعها الصغير من الاختناق لعدم مقدرته على التقيؤ وإخراج البلغم. لكن يتوجب على الأم التزام الهدوء وألا تصاب بالخوف كطفلها. كي تتمكن من إنقاذ طفلها بحكمة. وقد تتطلب الكثير من الحالات الإسراع إلى الطبيب أو المستشفى، ناهيك عن زيارة الطبيب لاستشارته في بداية ظهور الأعراض لوصف العلاج المناسب تحسبًا من تطورها.
اقرأ أيضًا: الرضاعة الطبيعية تقوي مناعة الطفل
كيف نعالج البلغم عند الرضع منزليا
قطرات المحلول الملحي لعلاج اختناق الطفل بالبلغم
يقلل المحلول الملحي بشكل كبير من سماكة البلغم المتراكم لدى الرضع وينظف المسالك التنفسية لديهم، ويعمل على ترطيبها. الأمر الذي يعمل على تحفيز الرضع على العطس مما يساعد من التخفيف من الاحتقان وتراكم المخاط.
كما يمكن للأم أن تحضر المحلول الملحي في منزلها من خلال إذابة نصف ملعقة صغيرة من الملح بكأس من الماء المغلي. ومن ثم الانتظار حتى يبرد قليلًا مع إبقائه دافئًا. وبعدها يفرغ المحلول في بخاخ أو قطارة أنفية معقمة.
ويوضع الطفل بوضعية الاستلقاء على ظهره ومن ثم وضع ثلاث نقاط في كل فتحة أنفية. ويجب بعد ذلك أن تحمل الأم رضيعها وترجع رأسه للخلف قليلًا ليصل المحلول إلى جميع أماكن تواجد البلغم. وكثيرًا ما تلجأ الأمهات بعد ذلك إلى استخدام الشفاط الأنفي لشفط التراكمات المخاطية من أنف الطفل. ولكن كيف سيتم ذلك؟ لعلها يجب أن تتوخى الحذر فأنف الطفل مازال صغيرًا جدًا.
شفاط الأنف لعلاج اختناق المولود بالبلغم
يستخدم شفاط الأنف في إخراج المخاط المتراكم الذي يعيق تنفس الطفل مع توخي الحذر الشديد بحيث لا يتجاوز الشفاط ربع الممر الأنفي.
أجهزة البخار لعلاج اختناق الطفل بالبلغم
تعمل أجهزة البخار على ترطيب الهواء الذي يستنشقه الرضيع عند نومه. وننصح باستخدام بخار البابونج أو الحمضيات.
الحمام الدافئ لعلاج اختناق المولود بالبلغم
يؤدي الحمام الدافئ نفس الدور الذي توفره أجهزة البخار، فالبخار ينقي مجاري الطفل التنفسية.
توفير أجواء نقية ورطبة في المنزل
على الأم أن تحافظ على جو بيتها خاليًا من روائح ودخان السجائر وفتح النوافذ بشكل يومي لتخليص البيت من الغبار وإدخال الشمس لتعقيمه. مع المحافظة الهواء رطبًا وعدم تربية الحيوانات الأليفة لتجنب حساسية الطفل من وبرها.
تدليك الوجه لعلاج اختناق المولود بالبلغم
يعد تدليك وجنتي الرضيع وجبهته برفق من الوسائل المهدئة للطفل وتخفيف احتقان أنفه.
اقرأ أيضًا: قصر القامة عند الأطفال وهل يمكن علاجه
أعشاب وطرق طبيعية لطرد البلغم عند الرضع
أكدت الأبحاث العلمية الحديثة خطورة تقديم أية أدوية خارجية لعلاج البلغم لدى الرضيع، ويستعاض عن ذلك بشرب الأم المشروبات العشبية الدافئة المفيدة للجهاز التنفسي وإرضاع طفلها، كي ينتقل مفعولها لطفلها الرضيع. ومن أهم هذه الأعشاب الحلبة والبابونج.
ويمكن جعل الطفل يستنشق بخار هذه الأعشاب من جهاز الترطيب في المنزل. بالمقابل يتوجب على الأم عدم الاستماع إلى الوصفات الشعبية الخاطئة كاستخدام زيت الكافور أو زيت إكليل الجبل أو زيت الزعتر أو النعناع ليستنشقها الطفل لما لها من تداعيات تحسسية تكون الأخطر لدى الأطفال حديثي الولادة.
اقرأ أيضًا: هل حليب الأم يسبب إسهال للرضيع
طرق العلاج والوقاية من تراكم البلغم عند الرضع وحديثي الولادة
- تعد الرضاعة الطبيعية من أهم الوسائل التي تقوي مناعة الطفل الرضيع وتحميه من تداعيات تراكم البلغم.
- إذا تجاوز رضيعك الستة أشهر فمن الممكن تقديم حساء الدجاج الدافئ له لتقوية مناعته ضد الأمراض الفيروسية والجرثومية ومساعدته على التخلص من البلغم.
- تعد الوسائل المنزلية التي ذكرناها أفضل الوسائل الناجعة لوقاية الطفل من تراكم البلغم وأخطاره.
وختامًا نذكركم بأهمية اتباع وسائل الوقاية من تراكم البلغم للرضيع مهما كانت مسبباته، تجنبًا لتداعياته الخطيرة. وتبقى الوقاية خيرًا من قنطار علاج.