قد يعاني الأشخاص بمختلف الأعمار من مشاكل في الغدة الدرقية، من ضمنهم الأطفال. حيث يعتبر هرمون الغدة الدرقية من أهم الهرمونات التي تسبب مشاكل في هذه الغدة، إذ يكمن عمل هذا الهرمون في إرسال تنبيهات إلى الغدة الدرقية لإفراز هرموناتها. ويعتبر هذا الهرمون من أهم الهرمونات لنمو الدماغ بشكل سليم لدى الأطفال وحديثي الولادة. لذلك سنتعرف في هذا المقال على أسباب ارتفاع هرمون الغدة الدرقية عند الأطفال وكيفية علاجها وأهم الأعراض المرافقة لهذا المرض.
ما هي الغدة الدرقية
الغدة الدرقية هي إحدى الغدد الصماء التي تتواجد في الرقبة، وتطرح الهرمونات في الدم بشكل مباشر، على اعتبارها مسؤولة عن إنتاج الهرمون الدرقي المسؤول عن معدل الاستقلاب في الجسم؛ بما يتضمنه من معدل ضربات القلب وكيفية تنظيم الجسم لدرجة حرارته. بالتالي، إذا أنتجت الغدة الدرقية كميات كبيرة من هذا الهرمون، ستسبب تسارعًا وزيادة في آلية عمل هذه الوظائف، مما يؤثر سلبًا على الجسم.
أهم أسباب ارتفاع هرمون الغدة الدرقية عند الأطفال
يعتبر قصور عمل الغدة الدرقية المسبب الرئيسي لارتفاع الهرمون، كذلك توجد أسباب أخرى أهمها:
- التاريخ المرضي للعائلة والوراثة: حيث ترتفع نسبة هرمون الغدة الدرقية عند الأطفال عند إصابة أحد أفراد العائلة بالمرض.
- أمراض المناعة: التي تؤثر على عمل الغدة الدرقية، وتسبب زيادة هرمون الغدة الدرقية عند الأطفال.
- قصور الغدة الدرقية: أحياناً قد يولد الطفل بغدة درقية غير فعالة أو بدونها، مما ينتج عنه زيادة في هرمون الغدة الدرقية عند الأطفال.
- نقص مادة اليود في الطعام يسبب زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية.
- يعتبر تعرض الأم الحامل لأمراض في الغدة الدرقية خلال فترة الحمل وعدم معالجتها بشكل تام، من أسباب إصابة الأطفال بزيادة هرمون الغدة الدرقية عند الأطفال. كذلك تعرض الأم الحامل لبعض الأدوية كالليثيوم التي تسبب مشاكل في آلية عمل الغدة الدرقية لدى طفلها.
اقرأ أيضاً: كيفية الاعتناء بالطفل المصاب بالتهاب الملتحمة
آلية علاج ارتفاع هرمون الغدة الدرقية عند الأطفال
يعتبر ارتفاع هرمون الغدة الدرقية عند الأطفال حديثي الولادة مرضاً مؤقتاً يمكن علاجه دون تدخل دوائي. لكن في بعض الحالات يمكن أن يهدد حياة الطفل ويضر بالمخ بشكل دائم، بالتالي يجب المتابعة المستمرة تحت إشراف الطبيب المختص. وغالبًا ما يتعافى الرضيع بشكل دائم في غضون ستة أشهر، ونادراً ما يتطلب العلاج فترة أطول من ذلك.
في حال كانت الأم تتناول أدوية الغدة الدرقية، فقد لا يظهر على الطفل الرضيع أي أثر من فرط الغدة الدرقية حتى يحدث استقلاب للأدوية من ثلاثة إلى سبعة أيام. بالتالي يتمثل العلاج في:
- الأدوية المضادة للغدة الدرقية التي تبطئ من إنتاج الهرمون.
- حاصرات بيتا التي تبطئ أيضاً من معدل ضربات القلب. وفي حالة الحمل يتم إيقاف هذه الأدوية بمجرد اختفاء الأجسام المضادة التي تعبر المشيمة من الأم إلى دم الرضيع.
- في حال كان فرط نشاط الغدة الدرقية شديداً يضاف محلول اليود القوي بمعدل قطرة واحدة كل ثماني ساعات، وذلك لمنع إفراز هرمون الغدة الدرقية مباشرةً.
لذلك يجب مراقبة علاج ارتفاع هرمون الغدة الدرقية عند الأطفال بعناية وإيقافه فوراً بمجرد تعافي الطفل.
أهم أعراض ارتفاع هرمون الغدة الدرقية عند الأطفال
عموماً تبدأ أعراض ارتفاع هرمون الغدة الدرقية عند الأطفال حديثي الولادة بالظهور في الأسابيع والأشهر الأولى من حياة الرضيع. بالتالي تشمل هذه الأعراض:
- الاصفرار.
- الإمساك.
- فقدان الشهية للطعام وسوء التغذية.
- برودة في الجلد.
- صوت التنفس مرتفع.
- تضخم في اللسان.
- كثرة النوم وقلة البكاء.
أما بالنسبة للأطفال الأكبر سناً تكون الأعراض على الشكل التالي:
- قصر قامة الطفل مقارنةً بباقي الأطفال من عمره.
- تأخر نمو الأسنان الدائمة
- بطء في النمو والإدراك العقلي.
- تأخر في البلوغ عند الطفل.
- انخفاض معدل نبضات القلب.
- الإمساك والتعب.
- جفاف الجلد.
أهم مضاعفات ارتفاع هرمون الغدة الدرقية عند الأطفال
تتمثل أبرز المضاعفات التي قد تحدث نتيجة عدم علاج الغدة الدرقية:
- بطء في عملية النمو: حيث قد يعاني الطفل من قصر القامة في حال عدم علاج الغدة الدرقية قبل البلوغ.
- الوذمة المخاطية: وهي تغيرات جلدية تحدث نتيجة الكسل الشديد في وظيفة الغدة الدرقية.
- العقم: قد يعاني الأطفال المصابون بأمراض الغدة الدرقية من العقم ومشاكل في الإنجاب لدى البلوغ.
- مشاكل في القلب: حيث تسبب مشاكل الغدة الدرقية ارتفاع ضغط الدم وقصور عضلة القلب.
- سرطان الغدة الدرقية: يزداد خطر سرطان الغدة الدرقية عند الأطفال نتيجة إصابتهم بمرض هاشيموتو.
اقرأ أيضاً: مخاطر تناول جرعة زائدة من دواء الحساسية للأطفال
كيفية تشخيص ارتفاع هرمون الغدة الدرقية عند الأطفال
لتشخيص ارتفاع هرمون TSH لدى الأطفال يقوم الطبيب بعمل فحص الدم. كذلك يجب فحص هرمونات الدرق واختبار الأجسام المضادة وفحص الموجات فوق الصوتية وذلك لتقييم التشوهات الخلقية في الغدة الدرقية لدى الطفل. لذلك يكون المعدل الطبيعي لهرمون TSH كما يلي:
- يجب أن تكون مستويات TSH عند حديثي الولادة 16 ميكرونيت لكل مليلتر.
- بعد حوالي الشهر من الولادة تكون المستويات بين 0.7-0.9 ميكرونيت لكل مليلتر.
- بينما عند الأطفال يجب أن تكون المستويات بين 0.6-5.5 ميكرونيت لكل مليلتر.
بالتالي تدل المستويات الأعلى من ذلك على ارتفاع هرمون الغدة الدرقية عند الأطفال.
في النهاية عند ملاحظة أي ارتفاع في هرمون الغدة الدرقية عند الأطفال. لذلك يجب مراجعة الطبيب المختص لتحديد العلاج المناسب لحالة الطفل وذلك لتجنب المضاعفات المرافقة لهذا المرض كفشل النمو وقصر القامة وغيرها.