تلاحظ الأم خلال العام الأول من عمر الطفل، حصول العديد من التغيرات في تطور الحركة لديه وتفاعله مع المحيط الخارجي. حيث سيحاول الطفل على سبيل المثال محاولة الإمساك بزجاجة الحليب الخاصة به، البدء بالزحف والقيام ببعض المحاولات للوقوف ثم المشي وهكذا. وغالبًا يبدأ الطفل خطواته الأولى في المشي بين الشهر العاشر والثاني العشر. في حال التأخر في المشي لا داعي للقلق من قبل الأم. لأنه من الممكن أن يتأخر الطفل للبدء بخطواته الأولى حتى الشهر السادس عشر من عمره. لذلك سنتعرف في هذا المقال على العلاج الطبيعي لتأخر المشي عند الأطفال، وأهم أسبابه، وكيفية مساعدة الطفل على المشي.
تأخر المشي عند الأطفال
يبدأ الطفل خطواته الأولى في محاولة المشي بين الشهر العاشر والثاني عشر من عمره. لكن يجب المعرفة من قبل الأم أن الطفل من الممكن أن يتأخر في المشي حتى بلوغه عمر السبعة عشر شهرًا دون أن يعاني من أي مشكلة أو عارض صحي. ولكن يبدأ القلق في حال تأخر أولى خطواته عن الشهر الثامن عشر، وهنا يجب استشارة الطبيب المختص. حيث من الممكن أن يكون السبب وراء التأخر في المشي ازدياد وزن الطفل أو نشاطه، فيجد صعوبة في الحفاظ على توازنه أو نتيجة وجود مشكلة في الفخذ، كما هناك احتمال أن يكون تأخر المشي لدى الطفل مؤشرًا على التخلف العقلي وغيرها من الاضطرابات.
اقرأ أيضًا: متى يبدأ الطفل شد رجليه كيف أساعد طفلي على المشي
العلاج الطبيعي لتأخر المشي عند الأطفال
بعد فحص الطفل والتشخيص من قبل الطبيب المختص، غالبًا سيحول الطفل إلى المعالج الفيزيائي لعلاج التأخر بشكل طبيعي. وتكون هذه التمارين على الشكل التالي:
- تمارين التقوية: يكون الهدف منها زيادة قوة وتحمل جسم الطفل وتناسق حركاته.
- زيادة المرونة: تشتمل على ما يعرف بتمارين الاستطالة التي تساعد الطفل على الحركة دون وجود ألم، بالإضافة إلى منع تصلب العضلات.
- نطاق الحركة: تشتمل على تمارين تساعد في الحفاظ على مرونة الطفل أثناء الحركة، بالإضافة إلى السماح بحركات أكثر طبيعية مع تعزيز القوة لدى الطفل أثناء الحركة.
- حفظ وضعية الجسد: يتم فيها التدرب على التحكم في وضعيات جسد الطفل، مما يمنح الطفل المقدرة على التحمل والحفاظ على وضعية منتصبة أثناء الجلوس دون أي مساعدة من أحد.
- حفظ التوازن: الهدف منها تحسين التوازن لدى الطفل واكتسابه بعض المهارات، مما يساعد في الحفاظ على الوضعية العادية من خلال التفاعلات مع الوسط المحيط.
- تمارين الحركة: تشتمل هذه التمارين على تعلم أنماط الحركة، بالإضافة إلى متابعة التطور الصحي لجسم الطفل.
ومن الممكن الاستعانة ببعض المعدات أثناء أداء هذه التمارين. كذلك من الممكن أن تقوم بعض المراكز العلاجية بتصميم بعض التمارين المعتمدة على اللعب لخلق بيئة مفضلة ومحببة لدى الطفل.
أسباب تأخر المشي عند الأطفال
هناك العديد من الأسباب في تَأخر المَشي عند الأطفال. نذكر أهمها:
- العامل الوراثي، حيث من الممكن وجود أفراد في الأسرة الأسرة قد تأخروا في المشي، ولدى فحص الطفل عصبيًا يبدو طبيعي.
- نقص فيتامين د، وتعالج هذه الحالة بإعطاء الطفل فيتامين د وتعريضه لأشعة الشمس.
- من الممكن أن يؤخر المَشي إصابة الطفل بأمراض معينة في المراحل الأولى من حياته كالتهاب السحايا والتهاب الدماغ.
- عدم تشجيع الطفل من قبل الأهل على المشي أو إعطائه فرصة لذلك.
- حمل الطفل طوال الوقت ومساعدته في الوصول إلى كل شيء. بالتالي لا يجد الطفل سببًا يجبره الاعتماد على نفسه لتعلم المشي.
- انشغال الأم عن الطفل بصورة مستمرة، وتركه ضمن المشاية لوقت طويل. مما يجعل الطفل يركز في محاولة المشي على أصابع قدميه.
- من الممكن أن يكون زيادة وزن الطفل سببًا في تأخر المشي وصعوبة الحفاظ على التوازن.
- من الممكن أن يرتبط تَأخر المَشي لدى الطفل بوجود تأخر عقلي لديه.
- معاناة الطفل من ضمور في العضلات.
- معاناة الطفل من بعض الأمراض العصبية التي تصيب الدماغ، خاصةً في حال تعرض الطفل لنقص في الأكسجين لدى الولادة. على سبيل المثال الشلل الدماغي وصغر محيط رأسه بشكل غير طبيعي.
- من الممكن أن يكون الخوف سببًا في تأخر المشي لدى الطفل. كحرمانه من الحنان والاهتمام أو تعرضه للعنف عندما يبدأ بأولى خطواته. مما يولد لديه ردة فعل عنيفة تجاه المشي.
كيفية مساعدة الطفل على المشي
كما ذكرنا سابقًا أسباب تأخر المشي عند الأطفال، سنقدم للأم بعض النصائح والخطوات التي يجب القيام بها لمساعدة الطفل على المشي:
- تدريب الطفل على الجلوس على ركبتيه وإمساك يدي الطفل لدى محاولته الوقوف. بالإضافة إلى مساعدته في المشي خطوة بخطوة.
- الابتعاد عن استعمال عربة المشي. حيث عكس المتعارف عليه، فإن العربة تؤخر من عملية المشي لدى الطفل.
- تأمين بيئة مناسبة وآمنة لتحرك الطفل ضمن المنزل، كإزالة السجاد الذي من الممكن أن يتعثر به، تأمين أي رفوف أو زوايا حادة، وضع حاجز أمام الدرج.
- يفضل تعليم الطفل المشي وهو حافي القدمين. لأن استخدام الحذاء ضمن المنزل يصعب من المشي. لذلك يفضل استخدام الحذاء خارج المنزل.
- تحفيز الطفل الدائم وتقدير إنجازاته مهما كانت صغيرة. أيضاً من الممكن أن يحفزه وجود أطفال آخرون يمشون دافع لدى الطفل إلى تقليدهم.
اقرأ أيضًا: تأخر النمو الحركي للأطفال الأسباب والأعراض وطرق العلاج
أخيرًا، بعد التعرف على العلاج الطبيعي لتأخر المشي عند الأطفال. يجب القول في حال لاحظت الأم استمرار تأخر الطفل في المشي بعد ثمانية عشر شهرًا، يجب التأكيد على مراجعة الطبيب المختص لتحديد سبب التأخر وعلاجه.