ما الفرق بين حليب الثدي الأيمن والأيسر؟ هل الرضاعة من ثدي واحد كافية؟ وغيرها من الأسئلة التي تدور في رؤوس الأمهات اللواتي يرضعن رضاعةً طبيعيةً. حيث تقلق العديد منهن بشأن تغذية الطفل الرضيع، خاصةً إن كننَّ يُرضعنَ من جانبٍ واحدٍ فقط. ممَّا لا شكَّ فيه أن حليب الثدي أفضل غذاءٍ قد يحصل عليه الطفل الرضيع. نظرًا لما يحتويه من عناصر غذائية وفيتامينات تعزّز من مناعة جسمه ضدَّ الأمراض مُستقبلًا. لكن الأمور لا تسير دومًا على ما يرام أثناء الرضاعة الطبيعية فقد يرفض طفلك أحد الثديين، أو قد تضطرين للرضاعة من ثدي واحدٍ في حالاتٍ معينةٍ. ليدفعك ذلك للسؤال ما إذا كان هناك فرق بين حليب الثدي الأيمن والأيسر. هذا ما سنوضحه لك في مقالنا التالي من موقع طلاب نت لذا تابعي القراءة.
الفرق بين حليب الثدي الأيمن والأيسر
لا يوجد فرق بين حليب الثدي الأيمن والأيسر، لكن هناك بعض العوامل التي تؤدي إلى تغيراتٍ في طعم أو لون حليب الثدي مثل:
- الهرمونات: قد تؤثر التغيرات في مستويات الهرمونات في الجسم؛ بسبب عودة الدورة الشهرية أو الحمل الجديد على نكهة حليب الثدي.
- الأدوية: يمكن لبعض الأدوية أن تغير من طعم حليب الثدي. لذا إذا لاحظت أن طفلك لا يرضع بعد تناول دواءٍ جديد، فقد يكون هذا هو السبب.
- التدخين: تشير الدراسات إلى أن حليب الثدي يكتسب نكهة ورائحة الدخان. لذا حاولي ألا تدخني لمدة ساعتين على الأقل قبل الرضاعة الطبيعية؛ لتقليل رائحة ونكهة الدخان قدر الإمكان.
- الكحول: من المعروف أن شرب الكحول يؤثر على مذاق حليب الثدي. لذا كلما طال انتظارك للرضاعة بعد تناول الكحول قلَّت كمية الكحول الموجودة في حليب الثدي.
- التهاب الضرع: هو عدوى بالثدي يمكن أن تسبب طعمًا قويًا ومالحًا لحليب الثدي. مع ذلك لا بأس من الاستمرار في الرضاعة الطبيعية؛ لكن طفلك قد يرفض الرضاعة من الثدي المُصاب بالعدوى.
- منتجات الجسم: يمكن لأي غسولٍ أو مرهمٍ أو زيوتٍ تضعينها على الثدي أن تضيف نكهةً مختلفةً على حليبِ الثَّدي أثناء الرضاعة. لذا إن كنت تستخدمين أي منتجاتٍ على الثدي أو بالقرب منه، فتأكدي من غسل الثَّديين جيدًا قبل الإرضاع.
في النهاية لا فرق بين حليب الثدي الأيمن والأيسر، بل يكمن الاختلاف في العوامل التي تؤثر على مذاق ورائحة حليبِ الثَّدي.
شاهد أيضًا: غذاء المرضعة لتسمين الرضيع
هل يختلف إنتاج حليب الثدي من جانب إلى آخر
نعم، من الشائع جدًا أن يختلف إنتاج لبن الأم من جانب إلى آخر، ويعد هذا أمرًا طبيعيًا تمامًا. حيث توجد العديد من الأسباب للإنتاج غير المتكافئ لحليبِ الثَّدي عند الأم المرضعة. فيما يلي شرح لبعض أكثر الأسباب شيوعًا:
- الأفضلية في الرضاعة: حيث ينتج الثدي الحليبَ وفقًا لقاعدة العرض والطلب. أي إذا كنتِ تفضلين أنتِ وطفلكِ الثدي الأيسرَ على الثدي الأيمنِ أثناء الرضاعة، فإن الثدي الأيسر سينتج حليبًا أكثر من الآخر. بالتالي يؤدي ذلك إلى انخفاض إنتاج الحليب في الثدي الأيمن. فعندما يشعر جسمك بأن هناكَ حاجةً أكبر للحليب من جانبٍ واحدٍ، فإنه ينتجُ كميةً أكبر من الحليب في هذا الجانب لتلبية الطلب المتزايدِ.
- الإصابات والعمليات الجراحية: إن كنت قد تعرضت سابقًا لإصابةٍ في أحد الثديين، فقد تكون هذه الإصابة قد أضرَّت بقنوات الحليب، وقلَّلت من إنتاج الحليب. كذلك يمكن أن ينخفض إنتاج الحليب في ثدي معينٍ، إذا ما خضع لعمليةٍ جراحيةٍ في الماضي.
- الاختلافات التشريحية: إن الثديين غير متماثلين تمامًا، ويمكن أن يحتوي أحد الثديين على قنوات حليبٍ أكثر من الآخر. كما يمكن أن يختلف هيكل الحلمتين أيضًا، لذا قد يسهل على الطفل الإمساك بحلمة أحد الثديين أكثر من الآخر.
شاهد أيضًا: جدول غذائي للأم المرضعة
لماذا يفضل الطفل جانب واحد من الثدي على الجانب الآخر
هناك العديد من الأسباب المحتملة التي تجعل الطفل يفضل جانبًا واحدًا من الثدي على الجانب الآخر للتغذية؛ رغم عدم الفرق بين حليب الثدي الأيمن والأيسر. من ضمن هذه الأسباب:
- تنتج بعض الأمهات المرضعات حليبًا أكثر في أحد الثديين، خاصةً في الأشهر الأولى بعد الولادة، وقد يكون هذا السبب وراء تفضيل الطفل ثديًا عن الآخر.
- قد يكون من السهل على طفلك إمساك حلمة أحد الثديين أكثر من الآخر؛ فالاختلاف في حجم الثديين يسبب اختلافًا في حجم الحلمتين أيضًا.
- إذا كان الحليب يخرج بقوةٍ من أحد الثديين، فقد يواجه الطفل صعوبةً في البلع بسرعةٍ. بالتالي لن يفضل هذا الجانب أثناء الرضاعة.
في بعض الأحيان قد يرفض الطفل أحد الثديين لفترة من الوقت؛ بسبب انسداد فتحة الأنف أو التهاب الأذن، لكنه عادةً ما يعود للرضاعة من كلا الثديين مرةً أخرى بمجردِ أن يتعافى.
شاهد أيضًا: هل قلة الأكل تؤثر على الرضاعة
علاج رفض الرضيع للرضاعة من أحد الثديين
إن كنت لا تشعرين بالراحة بسبب رفض الرضيعِ للرضاعةِ من أحد الثَّديين، فيمكنك تشجيع طفلك على الرضاعة من كلا الثديين بالطرق التالية:
- تقديم الثدي الأقل تفضيلًا للطفل وهو يشعر بالنعاس أو التعب.
- تدليك الثدي الذي يرفضه الرضيع، حيث يساعد التدليك في إنتاج كميةٍ أكبر من الحليب وبالتالي يمكن أن يتقبله الرضيع مرةً أخرى.
- الامتناع عن الرضاعة القسرية على الثدي الأقل تفضيلًا، فقد يتسبب ذلك في نفور الطفل بشكلٍ كاملٍ.
- تجريب أوضاع تغذيةٍ مختلفةٍ، مثل الاستلقاء أثناء الرضاعة.
- تقديم الثدي الذي يرفضه الرضيع بعد أن يرضع من الثدي الآخر حتى يرضع بشكلٍ مريحٍ.
- إذا كان شكل الحلمة هو السبب في رفض الرضيع أحد الثديين. يمكنك استخدام درع الحلمة للرضاعة الطبيعية، أو القيام ببعض التمارين الخاصة لإبراز الحلمتين. حيث تساعد هذه التمارين في تسهيل عملية الرضاعة من الثدي الذي يرفضه الطفل.
هل يفسد حليب الثدي إذا بقي جانب منه
لا يفسد حليب الثدي إذا بقي جانب منه، فحليب الأم يتجدد باستمرارٍ بناء على احتياجات الطفل. كما يمكن أن يظلَّ الحليب الذي تمَّ ضخه حديثًا في درجة حرارة الغرفة لمدةِ ست إلى ثماني ساعات قبل أن يفسد، وهذا يبعث على الارتياح أيضًا. مع ذلك يجب عدم إهمال الرضاعة الطبيعية من أحد الثديين، فقد يقلُّ إنتاج الحليب فيه.
شاهد أيضًا: هل حليب الرضاعة الطبيعية يسبب الصفراء للطفل
هل الرضاعة من ثدي واحد كافية
تعدُّ الرضاعة من ثدي واحد كافية، خاصةً إذا كان الطفل يرضع حسب احتياجاته، فلا فرق بين حليب الثدي الأيمن والأيسر. مع ذلك من الأفضل تبديل الثديين في نفس جلسة الرضاعة أو بين الجلسات للحفاظ على إمداد الحليب في كلا الثَّديين، ولمنع الاحتقان المؤلم. تذكري أيضًا إبقاء طفلك على الثدي الأول حتى يصبح طريًا، ثمَّ انقليه إلى الثدي الثاني. حيث يضمن ذلك حصول طفلك على الحليبِ الخلفي، الذي يحتوي على سعراتٍ حراريةٍ أكثر من الحليب الأمامي الذي يأتي في بداية الرضاعة.
شاهد أيضًا: الفواكه الممنوعة على المرضعة
ختامًا، لا داعي لأن تشعري بالقلق إذا كان أحد ثدييك ينتج حليبًا أكثر من الثدي الآخر. إذ لا فرق بين حليب الثدي الأيمن والأيسر، طالما أنك ترضعين طفلك حسب الطلب. مع ذلك لا تهملي الرضاعة من أحد الثَّديين، وحاولي تحفيز طفلك على الرضاعة من كلا الثَّديين باتباع الطرق السابقة؛ ما لم يكن هناك سبب طبي يحول دون ذلك.