ما هي الفواكه الممنوعة على المرضعة؟ ما الأطعمة التي يجب تجنبها أثناء الرضاعة الطبيعية؟ أسئلةٌ كثيرةٌ تبحثُ عنها كلّ أمٍّ مُرضعٍ، فمع وصول شعلة الفرح الجديدة، سيكون الاهتمام بصحّتها ونموها الشُّغل الشّاغل للأم. لذا قد يساور القلق العديد من الأمهات حول طبيعة النظام الغذائي الذي يجب اتباعه، فهو سيؤثّر على صحّة الرضيع بطرقٍ مختلفةٍ.
مع ذلك، لا داعٍ للقلق، فحليب الأمّ غنّي بالعناصر الغذائيّة للرضيع، ولا يختلف النظام الغذائي أثناء الرضاعة كثيرًا عن النظام الغذائي الصّحي. أي أنّه يجبُ تجنّب كلّ ما هو ضارٌ بالصحّة في المقام الأولّ، ثمّ هناك بعض الأغذية التي يفضّل تجنّبها أثناء الرضاعة. ولأن الفواكه تعدّ مغذيّةً ومفيدةً بشكلٍ عامٍ، قد تتساءل العديد من الأمهّات ما إذا كان هناك فواكه ممنوعة على المرضعة. هذا صحيح، هناك عدّة فواكه قد تؤثّر على سلبًا على صحة رضيعك، وينصح الأطباء بتجنّبها. ما هي هذه الفواكه المحظورة؟ هذا ما سنتعرّف عليه ضمن المقال التّالي من موقع طلاب نت.
الفواكه الممنوعة على المرضعة
عادةً ما تنصحُ الأمهات المُرضعات بتضمين الفواكه في نظامها الغذائي، لأنّها غنيّةٌ بالعناية الغذائيّة والمعادن. بالتّالي تؤمّن تغذيةً إضافيةً للرضيع عن طريق حليب الثدي. مع ذلك لا تملك كلّ الفواكهِ الفائدةَ نفسها، خاصّةً خلال الرضاعة الطبيعيّة، وسنتعرّف فيما يلي على قائمة الفواكه الممنوعة على المرضعة:
- الليمون والبرتقال: فهي تحتوي العديد من المركبات الحمضيّة، التي قد تهيّج الجهاز الهضمي للرضيع. وفي بعض الأحيان يمكن أن يصاب الرضيع بطفحٍ جلدي. وفي أحيانٍ أخرى قد تضفي الحمضيات نكهةً لاذعةً على الحليب، تزعج الرضيع، وتسبّب إرهاقه أثناء الرضاعة.
- الكيوي: على غرارِ الليمون والبرتقال يمكن أن تسبّب الطبيعة الحمضيّة للكيوي نكهةً لاذعةً في الحليب، وقد يصاب بعض الرضع بطفح جلدي بسبب ذلك. بالإضافة إلى أنّه قد يسبّب الغازات لدى الرضع.
- الفراولة: قد تسبّب الفراولة الغازات والانزعاج للرضيع، لذا إذا تصرّف الرضيع بضيقٍ وبدأ بالبكاء بعد فترةٍ من تناول الفراولة، فقد تكون السبب في ذلك. فضلًا عن ذلك تعدّ الفراولة من الأطعمة شديدة الحساسيّة، التي يمكن أن تنتقل عبر حليب الثدي. و تشمل أعراض الحساسيّة الاحتقان والطفح الجلدي والإسهال.
- الأناناس: رغم احتواء الأناناس على الكثير من العناصر الغذائية الأساسية والألياف المفيدة للأم والرضيع. إلّا أنّ الأناناس حمضي وذو نكهةٍ قويّةٍ جدًا، لذا قد يكون مزعجًا للرضيع، كما قد يسبّب طفح الحفاضات.
- الكرز: قد يسبب الكرز العديد من المشاكل لدى الرضيع، كمشاكل الجهاز الهضمي ومشاكل المعدة. لذا يجب مراقبة تصرّف الرضيع بعد تناول الكرز. فإذا ما أظهرَ أي أعراضٍ تشير إلى مشكلة الغازات كالمغص، أو الازعاج. لا بدّ من التوقّف عن تناول الكرز أثناء فترة الرضاعة الطبيعية.
- الخوخ: يوفّر الخوخ (البرقوق) العديد من العناصر الغذائية للمرضعة كالفيتامينات والمعادن والألياف. لكنّ استهلاكَ كمياتٍ زائدةٍ منه قد يسبّب الانتفاخ والإسهال للرضيع، لذا من الأفضل الابتعاد عنها خلال الرضاعة الطّبيعية.
- الكمثرى: تزعج الكمثرى معدة الرضيع، ويعدّ الإسهال والغازات من أكثر أعراض الكمثرى الجانبيّة شيوعًا عند الرضع. لذا يفضّل تجنّبها أثناء الرضاعة الطبيعيّة، إذا أنّ آثارها السلبيّة أكثر من الفوائد بالنسبة للرضع.
- الجريب فروت: يصعب على الرضع هضم الجريب فروت في حليب الأم أثناء الرضاعة الطبيعيّة. وقد يؤثّر على جهازه الهضمي ويتلف المري.
شاهد أيضًا: تأثير أشعة الأسنان على المرضعة
أطعمة يجب تجنبها أثناء الرضاعة الطبيعية
لا توجد قائمةٌ محدّدةٌ بالأطعمة التي يجبُ تجنّبها تمامًا أثناء الرضاعة الطبيعيّة، ومن الأفضل مراقبة تفاعلُ الرضيعِ مع النظام الغذائي، وتعديل النظام الغذائي بما يناسب الرضيع، والأم المُرضعة. مع ذلك قد يساعد تجنّب هذه الأطعمة في تحقيق نظامٍ غذائي صحي:
- الأسماك التي تحتوي نسبة عالية من الزئبق: يؤثّر تناول الأسماك، وأي أطعمة أخرى تحتوي الزئبق على الرضاعة الطبيعية، إذ أن حليب الثدي الذي يحوي نسبةً عاليةً من الزئبق قد يتداخل مع النمو العصبي للرضيع.
- الكحول: تقلّل مستويات الكحول العالية، من إنتاج حليب الثدي، كما يحصل الرضيع على كميةٍ الكحول، حسب مقدار ووقت تناول الأمّ المُرضعة للكحول. حيث يكون الكحول في أعلى مستوياته بعد (30-60) دقيقة من تناول مشروبٍ واحد.
- الفول السوداني: إنّ استهلاك الفول السوداني حتّى بكميّاتٍ قليلةٍ، يؤثّر على إنتاج الحليب أثناء الرضاعة الطبيعية، كما يقلّل من قيمته الغذائية. ومن الأفضل تجنّب الفول السوداني بشكلٍ كاملٍ.
- القهوة: تحتوي القهوة على نسبةٍ عاليةٍ من الكافيين، قد ينتهي جزءٌ صغيرٌ منها إلى حليب الثدي، وهو كافٍ ليؤثّر على نوم الرضيع. كما قد يعيق نسبة الحديد في الحليب، ممّا يؤثّر على تغذية الرضيع.
- الشوكولاتة: تعدّ الشوكولاتة مصدرًا غنيًا بالثيوبرومين، التي تتشابه مع الكافيين من حيث التأثير. لذا قد يصبح الرضيعُ أكثر انفعالًا وغضبًا، وهذه علامةٌ واضحةٌ على تأثير الشوكولاتة على حليب الأم.
- البروكلي: رغم فوائد البروكلي الصحيّة العديدة، إلّا أنّ تناوله خلال الرضاعة الطبيعيّة قد يصيب الرضيع بالغازات والانتفاخ. كذلك قد يؤدّي البصل والملفوف والخيار إلى انتفاخ بطن الرضيع.
- النعناع: يعدّ النعناع من الأعشاب المفيدة بشكلٍ عام، أثناء الرضاعة الطبيعيّة، قد يؤثّر على إنتاج الحليب، لذا يفضّل أن تتجنّبه الأمهات المرضعات.
- منتجات الألبان: قد يصاب يعض الرضع بردّ فعلٍ تحسّسي، إذا ما تناولت الأمّ كمياتٍ كبيرةٍ من الألبان. تظهر أعراضه بشكلٍ حساسيّة جلديّةٍ وأكزيما وأرق.
شاهد أيضًا: فوائد التين للأم المرضعة والطفل
ما الأكلات المفيدة للأم المرضعة
المبدأ الأساسي للنظام الغذائي الصّحي للأم المرضعة هو التوازن، أي اتّباع نظامٍ غذائي يتضمّن كمياتٍ كافيةٍ من جميع العناصر الغذائية. بناءً على ذلك، يمكن إدراج الأطعمة التالية في الوجبات اليوميّة، والتي تعد من الأكلات المفيدة للأم المرضعة:
- الخضراوات: مثل السبانخ والطماطم والبطاطا الحلوة، فهي غنيّة بالفيتامينات ومضادات الأكسدة، وبالتّالي تساعد الجسم في تجديد العناصر الغذائية التي يحتاجها لإنتاج الحليب.
- الحبوب: مثل الأرز، فهي غنيّة بالعناصر الغذائيّة والألياف. كما أنّ هناك نوع من الحبوب مثل الكينوا غني جدًا بالبروتين، ويعتبر عنصرًا أساسيًا يجب تناوله أثناء الرضاعة الطبيعيّة.
- الألبان: مثل الحليب واللبن قليل الدسم والجبن، فهي مصادر ممتازةٌ للكالسيوم وفيتامين (د) للمرضعة. التي قد تتعرّض لخطر الإصابة بهشاشة العظام بسبب تسرّب الكالسيوم من العظام، أثناء الحمل والرضاعة.
- المأكولات البحريّة: مثل سمك السلمون والسردين وبلح البحر، فهي مصدرٌ هامٌ جدًا للبروتين. كما أنّ هذه المأكولات البحريّة قليلة الزئبق، وغنيّةٌ بأحماض أوميغا 3، التي يمكن أن تدعمَ نمو دماغ الرضيع.
- اللحوم خالية الدهون: تعزّز الأحماض والعناصر الغذائية الموجودة في اللحوم خالية الدهون، صحّة وشفاء الأم. كما أنّها تساعد في تطوير الجهاز العصبي للرضيع، وتدعم نموه.
- البقوليات: مثل الفاصولياء والعدس والبازلاء، التي تعدّ مصدرًا للبروتينات والحديد، لكن يجب تناولها باعتدال فهي أيضًا تسبّب الغازات.
شاهد أيضًا: جدول غذائي للأم المرضعة
تغذية الأم المرضعة
كما ذكرنا سابقًا النظام الغذائي الصحّي أثناء الرضاعة هو النظام الغذائي الصحّي في الوضع الطبيعي، مع تجنّب الأطعمة التي قد تضرّ صحّة الرضيع. الفرق الأساسي هو أنّ الأمّ المُرضعة تحتاج إلى إضافة السعرات الحراريّة، حوالي ٤٥٠ إلى ٥٠٠ سعرةٍ حراريّةٍ في اليوم. وتعتبر العناصر الغذائية مثل الحديد والكالسيوم والبوتاسيوم والفيتامينات والألياف مهمةً جدًا أثناء الرضاعة الطبيعيّة. والتي تتوفّر في الخضراوات والفواكه والمأكولات البحريّة، واللحوم خالية الدسم، ومنتجات الألبان. أي يجب على الأمّ المرضعة اتّباع نظام غذائي صحي ومتنوّع، الأمرُ الذي يساهم في التعافي والشفاء، وينعكس إيجابًا على صحّتها وصحّة الرضيع.
الفواكه المفيدة للمرضعة
باستثناء الفواكه الممنوعة على المرضعة، تعتبر معظم الفواكه لذيذةً وغنيّةً بالعناصر الغذائيّة. لكن هناك بعض الفواكه المفيدة للمرضعة قد توفّر لها الراحة من المضاعفات الشائعة، التي قد تحدث بعد الولادة وأثناء الرضاعة الطّبيعية، مثل:
- الموز: يحتوي الموز على البوتاسيوم، وهذا ما يجعله مناسبًا للمرضعة، التي ستحتاج إلى المزيد من البوتاسيوم أثناء الرضاعة، للحفاظ على توازن السوائل الإلكتروليتات. فضلًا عن ذلك فالموز غنّي بالألياف التي تساعد في الهضم، ومنع الإمساك.
- البابايا الخضراء: تعزّز البابايا الخضراء من إنتاج حليب الثدي،وتحافظ على رطوبة الجسم، وهو أمرٌ هامٌ أثناء الرضاعة الطّبيعية. كما أنّ البابايا الخضراء، مصدرٌ غنيٌ بفيتامين C ومليّنٌ طبيعي، يساعد في تعزيز الهضم ومنع الإمساك.
- الأفوكادو: من أكثر الفواكه المفيدة للمرضعة والرضيع، فهي تحتوي الكثير من البوتاسيوم. كما يمكن أن يساعد تناولها أثناء الرضاعة الطبيعيّة على تعزيز صحّة الرضيع.
- التين: يحتوي التين على العديد من المعادن مثل الكالسيوم، والبوتاسيوم، والمغنزيوم، والحديد والنحاس. كما أنّه مصدرٌ غنيٌ بالألياف والفيتامينات، لذا تُدرجه العديد من الشركات في أغذية الأطفال.
- الشّمام: يساعد الشّمام في الحفاظ على رطوبة الأم المُرضعة، فهو يحتوي نسبةً عاليةً من الماء، لذا يمكن أن يساعد أيضًا بالحفاظ على توازن السوائل في الجسم أثناء الرضاعة. بالإضافة لذلك فهو غنيٌ بالبوتاسيوم، والفيتامينات، والمغنزيوم.
شاهد أيضًا: زيادة الدهون في حليب الثدي لزيادة وزن الرضيع
هل قلة الأكل تؤثر على الرضاعة
قد تميل الكثير من النساء لإنقاص أوزانهّن بعد الولادة، إلّا أنّ قلّة الأكل خاصّةً في الأشهر الأولى من الرضاعة قد يؤثّر على إدرار الحليب. كما قد يؤثّر على طاقة المرضعة التي ستكون بأمس الحاجة إليها أثناء هذه الفترة. لذا لا بدّ من الحصول على سعراتٍ حراريّةٍ كافيةٍ، خاصّةً النساء المرضعات اللواتي يعانين من نقصٍ في الوزن. في حين يعدّ اتباع نظامٍ غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضيّة، والحصول على قسطٍ كافٍ من النوم أفضل طريقة بفقدان الوزن بشكلٍ صحي.
شاهد أيضًا: غذاء المرضعة لتسمين الرضيع
ختامًا، بعد أن قدمنا قائمةً بالفواكه الممنوعة على المرضعة، لا بدّ أن نذكر أن الرضاعة الطّبيعية هي مرحلةٌ أساسيّةٌ للأمّ والرضيع. والنظام الغذائي المُتّبع أثناء ذلك، قد يملك تأثيرًا مباشرًا على كلا الطرفين. لذا من المهمّ أن تكون الأم على درايةٍ بالأطعمة الصحيّة للرضيع، من خلال مراقبة ردود أفعال الرضيع لمعرفةِ ما يُزعجه، وما يُفضّله.