انفصام الشخصية عند المراهقين، حالة بالغة الحساسية، إذ يصعب أحيانًا رؤية الفرق بينها وبين الحالة المزاجية العادية للمراهقين. لذلك يجب على الوالدين أن يكونا على درايةٍ تامةٍ بأعراض ومخاطر انفصام الشخصية، عند المراهقين؛ خاصةً أن هذا الاضطراب يستمر مدى الحياة. مع ذلك، إذا لاحظت أي علامات فصامٍ على ابنك المراهق لا تدع الذعر أو الارتباك يسيطر عليك. بدلًا من ذلك عليك طلب المساعدة من قبل الطبيب المختص. حيث يساعد البدء في رحلة العلاج مبكرًا على تخفيف الأعراض، وبالتالي تجنب مضاعفات انفصام الشخصية مُستقبلًا.
ولمعرفة المزيد عن انفصامِ الشَّخصية عند المراهقين أعراض ومخاطر تابع مقالنا التالي من موقع طلاب نت.
انفصام الشخصية عند المراهقين
انفصام الشخصية أو الفصام، هو اضطراب مزمن يمكن أن يُصاب به الأشخاص من أي فئةٍ عمريةٍ، بما في ذلك المراهقين. ينطوي الفصام على مشاكل في الأفكار أو السلوك أو الانفعالات، وعادةً ما ينتج عنه هلوسةٌ وأوهامٌ وجنون عظمةٍ؛ تعيق قدرة المراهق على عيش حياةٍ صحيةٍ.
عادةً ما يبدأ انفصامُ الشَّخصية في أي وقتٍ من منتصف المراهقة إلى منتصف الثلاثينات من العمر، وغالبًا في منتصف العشرينات من العمر. وتميل أعراض الفصام إلى الظهور عند الذكور في وقتٍ أبكر من الإناث. بالنسبة للذكور عادةً بين 18 و25 عامًا، وللإناث بين 25 و35 عامًا.
أسباب انفصام الشخصية عند المراهقين
إن سبب انفصام الشخصية عند المراهقين غير معروف، مع ذلك يعتقد الباحثون أن عدم التوازن الكيميائي في الدماغ، هو عامل وراثي ضروري لتطور مرض الفصام. حيث يمكن أن يحدث الفصام بسبب تشوهاتٍ كيميائيةٍ في الدماغ، ومشاكل أثناء نمو دماغ خلال فترة الحمل ومرحلة الطفولة. من المُحتمل كذلك أن تلعب العديد من العوامل الوراثية والسلوكية والبيئية دورًا في تطور هذا الاضطراب.
شاهد أيضًا: أسباب آلام الحوض وعلاجه
أعراض انفصام الشخصية عند المراهقين
يمكن أن تظهر أعراض انفصام الشخصية عند المراهقين بشكلٍ تدريجي على مدارٍ أيامٍ أو أسابيعٍ أو أشهرٍ أو أكثر. أحيانًا تبدو أعراض الفصام المُبكرة مثل أعراض أي مشاكلٍ أخرى مثل القلق أو الاكتئاب. وغالبًا ما تتشابه مع مشاكل المراهقة النموذجية مثل صعوبة النوم أو الانفعال أو الدرجات السيئة. لكن هناك بعض علامات الإنذار المُبكر على انفصامِ الشَِخصية عند المراهقين، والتي تظهر كتغييراتٍ في السلوك والمشاعر والتفكير كما يلي:
- التغييرات في التفكير:
- انخفاض التركيز أو القدرة على اتباع سلسلةٍ من الأفكار.
- الهلوسة، أي رؤية أو سماع أشياء غير موجودة.
- أفكار غريبة قد لا يكون لها أي معنى، على سبيل المثال التفكير في أن الروح الشريرة تسكن الأشياء.
- الخلط بين الأحلام والواقع.
- جنون العظمة، كالتفكير في أن الناس يتحدثون عنهم أو يراقبونهم.
- الخوض في الماضي بشكلٍ غير معقول.
- التغييرات في المشاعر:
- نوبات الغضب.
- الخوف أو القلق الشديد.
- تغير المزاج أو الانفعال بشدة.
- التغييرات في السلوك:
- حركات محرجة أو غريبة للوجه أو الجسم.
- ردود فعلٍ غير لائقة كالضحك أثناء فلمٍ حزينٍ.
- التعبير بشكل غير مترابط.
- التحدث إلى أنفسهم بكلامٍ غير مفهومٍ، أو إجراء تحولات سريعة في المواضيع.
- العزلة الشديدة.
- مشاكل في تكوين الصداقات والحفاظ عليها.
- تدني الرعاية الذاتية والعناية الشخصية.
- سلوكيات التهديد.
- تعاطي المخدرات.
شاهد أيضًا: فوبيا النخاريب أسبابها وأعراضها وطرق علاجها
مخاطر انفصام الشخصية عند المراهقين
لا يوجد سبب واحد للفصام، مع ذلك يمكن لبعض عوامل الخطر أن تزيد من احتمالية إصابة الشخص بهذا الاضطراب. تشمل مخاطر انفصام الشخصية عند المراهقين ما يلي:
- وجود قريب بيولوجي مصاب بانفصام الشخصية.
- تناول الأدوية ذات التأثير النفسي خلال سنوات المراهقة.
- فرط نشاط الجهاز المناعي، بما في ذلك اضطراب المناعة الذاتية.
- تقدم الأب في العمر.
- تعرض الأم لمضاعفاتٍ معينةٍ أثناء فترة الحمل بما في ذلك سوء التغذية وأنواع معينة من الفيروسات.
إذا كان لدى المراهق العديد من عوامل الخطر هذه، فيجب على الآباء أن يكونوا مدركين تمامًا لأعراض الانفصام الشخصية عند المراهقين. حتى الآباء المراهقين الذين ليس لديهم أي عوامل خطر يجب أن يعرفوا هذه الأعراض.
تشخيص انفصام الشخصية عند المراهقين
لا يوجد تشخيص محدد لانفصام الشخصية عند المراهقين. حيث يعتمد الأطباء في التشخيص على تقييم الأعراض بمرور الوقت. كذلك يجري الأطباء اختباراتٍ لاستبعاد الاضطرابات الأخرى التي يمكن أن تسبب أعراضًا مشابهةً للفصام. وتشمل هذه الاضطرابات التهاب الدماغ، والأورام، واضطرابات المناعة الذاتية، واستخدام بعض الأدوية، مثل: الكورتيكوستيرويدات، والأدوية غير المشروعة.
شاهد أيضًا: التسمم المائي أسبابه وأهم أعراضه
علاج انفصام الشخصية عند المراهقين
إذا تم تشخيص المراهق بالفصام فسيحتاج إلى العلاج لبقية حياته. وقد يشمل علاج انفصامِ الشًّخصية عند المراهقين ما يلي:
- الأدوية: تعدُّ الأدوية المضادة للذهان أساس علاج الفصام عند المراهقين، وهي ذات الأدوية التي تستخدم لعلاج انفصالِ الشَّخصية عند البالغين. مثل جميع الأدوية تهدف مضادات الذهان إلى تقليل الأعراض مثل الهلوسة والأوهام إلى أدنى حد وباستخدام أقل جرعةٍ ممكنةٍ. إضافةً إلى أدوية الذهان قد يحتاج المراهق أيضًا إلى أدويةٍ أخرى، مثل: مضادات الاكتئاب، والأدوية المضادة للقلق.
- العلاج المعرفي السلوكي CBT: إن العلاج المعرفي السلوكي جزء أساسي من علاج انفصام الشخصية عند المراهقين، حيث يساعد على التكيف مع الهلوسة والأوهام. كما يساعد المراهق على تعلم كيفية إدارة الصعوبات والتوتر الذي يمكن أن يسببه الفصام.
- العلاجات النفسية والاجتماعية: تساعد العلاجات النفسية والعلاجات أيضًا على تحسين حياة المراهقينِ المصابين بانفصامِ الشّّخصية. على سبيل المثال يساعد التدريب على المهارات الاجتماعية في تعلم كيفية بناء العلاجات الاجتماعية، وتحسين مشاكل الذاكرة، والانتباه.
- العلاج في المستشفى: عندما تكون أعراض انفصام ِالشخَّصية شديدة يمكن أن يحتاج المراهق إلى دخول المستشفى للحصول على رعايةٍ إضافيةٍ في مكانٍ آمن، وجرد السيطرة على الأمراض يمكن أن يعود إلى منزله.
شاهد أيضًا: التسمم الغذائي هل يسبب الوفاة
مضاعفات انفصام الشخصية عند المراهقين
يمكن أن يؤثر الفصام على حياة المراهقين بعدة طرقٍ بما في ذلك العلاقات الاجتماعية والدراسة. قد تشمل مضاعفات انفصام الشخصية عند المراهقين ما يلي:
- تعاطي الكحوليات والمخدرات.
- التفكير بالانتحار ومحاولة الانتحار.
- العزلة الاجتماعية.
- الاكتئاب.
- عدم القدرة على الذهاب إلى المدرسة أو العمل.
- مشاكل جسدية صحية.
- السلوك العدواني.
- اضطرابات الهلع.
- اضطراب الوسواس القهري OCD.
- اضطراباتُ القلق.
- إيذاء النفس.
- المشاكل الأسرية.
- عدم القدرة على الاستقلال المادي.
الوقاية من انفصام الشخصية عند المراهقين
إن طرق الوقاية من انفصامِ الشَّخصية عند المراهقين غير معروفة في الوقت الحالي. لكن يمكن أن يساعد التدخل المبكر في تحسين نوعية الحياة التي يعيشها المراهقون المصابون بالفصام. علاوةً على ذلك، يكون العلاج أكثر فعاليةً عند التعامل مع أعراض انفصام الشخصية المُبكرة بشكلٍ سريعٍ وصحيحٍ. ومن المهم أيضًا أن يظلَّ المُراهق ملتزمًا بالعلاج الطبي، وأن يتم استشارة الطبيب بشكلٍ دائمٍ فقد يلزم تعديل الأدوية والجرعات بشكلٍ دوري.
شاهد أيضًا: التهاب السحايا الأسباب والأعراض وطرق العلاج
ختامًا، يعد علاج انفصام الشخصية عند المراهقين أمرًا بالغ الأهمية لمساعدتهم على عيش حياةٍ صحيةٍ قدر الإمكان. لذلك إن كان يعاني ابنك المُراهق من علامات الفصام، فتأكد من التحدث إلى الطبيب على الفور. إذ إن التدخل المُبكر يمكن أن يساهم في تحسين الأعراض لدى المراهق المُصاب بانفصال الشخصية بشكلٍ كبيرٍ. لكن إذا تُرك دون علاج سيؤدي إلى مشاكل عاطفية وسلوكية وصحية خطيرة جدًا.