فوبيا النخاريب أسبابها وأعراضها وطرق علاجها

فرح عدلة12 مايو 2023آخر تحديث :
فوبيا النخاريب أسبابها وأعراضها وطرق علاجها

فوبيا النخاريب أو الخوف من الثقوب، قد تبدو حالةً غريبةً بعض الشيء إلا أنها شائعةٌ إلى حدٍ ما. لذلك لا بُدَّ من تسليط الضوء على هذه الحالة، بما في ذلك أسباب فوبيا النخاريب، وأعراض فوبيا النخاريب، وأيضًا طرق علاجها. قد لا يأخذ البعض رهاب النخاريب على محمل الجد، لكنكَ عندما تشاهد شخصًا مُصابًا بالذعر لمُجردِ مشاهدته زهرة عباد الشمس، أو قرص عسلٍ، لن يبقى الأمر كذلك. قد تجد في هذا مبالغةً كبيرةً، لكن للأسف يعاني العديد من الأشخاص حول العالم من أعراض رهاب النخاريب، لا تزال غير مُقتنع؟

إذن تابع مقالنا التالي من موقع طلاب نت، لمعرفةِ المزيدِ عن حقيقة فوبيا النخاريب أسبابها وأعراضها وطرق علاجها.

فوبيا النخاريب

فوبيا النخاريب (Trypophobia) أو كما يسمى أيضًا رهاب النخاريب، هو حالة من الخوف الشديد من الثقوب المتقاربة بشكلٍ وثيقٍ. تمَّ تقديم هذا المصطلح لأول مرة في منتدى على شبكةِ الإنترنت عام 2005، وهو يجمع بين الكلمتين اليابانيتين “Trypo” وتعني التثقيب أو حفر الثقوب وكلمة “phobia” وتعني الخوف أو النفور.

عادةً ما يشعر الأشخاص الذين يعانون من رهاب النخاريب بالاشمئزاز والغثيان والاضطراب عند النظر إلى أسطح بها ثقوب صغيرة متقاربة أو متجمعة في نمطٍ معينٍ.

شاهد أيضًا: تنميل اليدين أسباب وكيفية علاج

هل فوبيا النخاريب تعد فوبيا حقيقية

هل فوبيا النخاريب تعد فوبيا حقيقية
هل فوبيا النخاريب تعد فوبيا حقيقية

رغم وجود العديد من التقارير عن أشخاصٍ يعانون من فوبيا النخاريب، إلا أن الجمعية الأمريكية للطب النفسي لا تعترف برهاب النخاريب كاضطرابٍ في دليلها التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية؛ على اعتبار أن هذه الحالة غالبًا ما تكون مربكةً، ولكنها ليست متعبةً جدًا.

كذلك يرى الدكتور Renzo lanfranco المختص في علم النفس وعلم الأعصاب الإدراكي البشري في جامعة إدنبرة، والذي أجرى أبحاثًا عن رهاب النخاريب ” أن رهاب النخاريب يمكن أن ينتج عنه مجموعة من الأعراض متفاوتة الشدة من النفور المعتدل إلى الشعور الشديد بالاشمئزاز أو الخوف أو حتى نوبة الهلع. لذلك المحتمل أن يكون ظاهرةً طبيعيةً ومشتركةً على نطاقٍ واسعٍ بين الناس”.

شاهد أيضًا: الحبوب الدهنية تحت الجلد أسباب وطرق علاج

أسباب فوبيا النخاريب

لم يحدد الخبراء أسبابًا واضحةً لفوبيا النخاريب، إلا أن هناك بعض التفسيرات المحتملة:

  • تقول إحدى النظريات أن دماغ الإنسان يربط مجموعة الثقوب بالخطر. على سبيل المثال قد يربط نمطًا من الثقوب الصغيرة بكائناتٍ سامةٍ أو خطيرةٍ. حيث وجد باحثون أن صور بعض الحيوانات شديدة الخطورة مثل الكوبرا والأخطبوط ذو الحلقة الزرقاء، تشترك في بعض الخصائص الطيفية مع صور رهاب النخاريب. وتشير الخصائص الطيفية إلى الأشياء الدقيقة، مثل: التباين والتردد المكاني، والتي يمكن أن تؤثر على كيفية التقاط العين والعقل للصور.
  • كذلك يعاني العديد من الأشخاص الذين يعانون من رهاب النخاريب من الخوف من البثور أو الجرب أو أنواع أخرى من الآفات الجلدية. ممَّا دفع بعض الباحثين إلى ربط رهاب النخاريب بالخوف من الأمراض أو الجراثيم أو الأمراض الجلدية المعدية.
  • هناك نظرية أخرى حول أسباب فوبيا النخاريب مفادها أن العقل يستخدم المزيد من الطاقة والأوكسجين لمعالجة أنماط الثقوب، ممَّا يسبب الشعور بالضيق.

محفزات فوبيا النخاريب

غالبًا ما يتم تحفيز الأشخاص المصابين برهاب النخاريب عند النظر إلى كائناتٍ أو صورٍ بها ثقوب صغيرة قريبة من بعضها البعض أو متجمعة في نمطٍ محددٍ. وقد تشمل محفزات فوبيا النخاريب ما يلي:

  • خلية النحل.
  • أقراص العسل.
  • جلد الثعابين والضفادع والزواحف الأخرى.
  • الفواكه ذات البذور الصغيرة مثل الفراولة والتوت.
  • فقاعات الصابون.
  • المرجان.
  • الإسفنج البحري.
  • الجبنة السويسرية.
  • آفات الجلد مثل البقع.
  • رغوة الألمنيوم المعدنية.
  • عباد الشمس.
  • قرون اللوتس (زهرة اللوتس).
  • الطرق المنصورة بالحصى.
  • عيون الحشرات.
  • نعال الأحذية.

شاهد أيضًا: التسمم المائي أسبابه وأهم أعراضه

أعراض فوبيا النخاريب

أعراض فوبيا النخاريب
أعراض فوبيا النخاريب

عادةً ما يعاني المصابون برهاب النخاريب من مشاعر الاشمئزاز وعدم الراحة كأعراضٍ أوليةٍ. قد تشمل أعراض فوبيا النخاريب الأخرى ما يلي:

  • القشعريرة.
  • الاختناق أو جفاف الفم.
  • سرعة التنفس وزيادة معدل ضربات القلب.
  • التعرق الشديد.
  • الغثيان أو التقيؤ.
  • الدوار.
  • الارتجاف.
  • الذعر أو الإصابة بنوبة هلع.
  • شحوب الجلد.
  • الانزعاج البصري، بما في ذلك إجهاد العين أو الأوهام.
  • رغبة قوية في الابتعاد عن الشيء أو الصورة.

ما هي عوامل خطر الإصابة بفوبيا النخاريب

إنَّ رهاب النخاريب أكثر شيوعًا عند النساء من الرجال، كما أنه يسري في العائلات. حيث أشارت إحدى الدراسات إلى أن 25% ممن يعانون من رهاب النخاريب لديهم قريب مصاب بهذه الحالة.  قد تشمل عوامل خطر الإصابة بفوبيا النخاريب اضطراباتٍ عقليةٍ أخرى، مثل:

  • الاكتئاب الشديد.
  • اضطراب القلق المعمم (GAD).
  • اضطراب الهلع.
  • القلق الاجتماعي.
  • اضطراب ثنائي القطب.
  • الوسواس القهري (OCD).

شاهد أيضًا: التهاب السحايا أعراضه والأسباب

كيف يتم تشخيص فوبيا النخاريب

نظرًا لعدم الاعتراف برهاب النخاريب كاضطرابٍ حقيقي، لا توجد أي معاييرٍ محددةٍ لتشخيصها. لكن يمكن للأخصائيين التعرف على الوقت الذي تتسبَّب فيه الثقوب بضائقةٍ شديدةٍ، وتقديم الدعم والتوجيه للأشخاص المصابين. كذلك هناك عدد من الاختبارات لرهاب النخاريب عبر الإنترنت (مُخصَّصة لأغراض البحث فقط) والتي تساعد في تحديد ما إذا كان الشخص مصابًا بهذه الحالة.

ما هو اختبار فوبيا النخاريب

من ضمن اختبارات رهاب النخاريب هناك اختبار يعرض مجموعةً من الصور لمدةٍ تتراوح من ثانيةٍ واحدةٍ إلى ثمان ثوانٍ لكل صورة. تحتوي بعض هذه الصور على مجموعاتٍ من الثقوب بينما لا يحتوي القسم الآخر على هذه الأنماط. بعد عرض كل صورة سيُطلب تقدير المدة التي تم عرض الصورة فيها. يقارن الاختبار تقديرات المدة بين صور رهاب النخاريب مع الصور الأخرى، ويعطي نسبةً في نهاية الاختبار؛ النسبة الأعلى قد تشير إلى رهاب النخاريب. إذ من المتوقع أن تتشوَّه المدة المحسوسة عندما يغمرها شعور الاشمئزاز.

من المهم جدًا أثناء عرض الصور النظر إلى الصور والتفكير بها دون حساب الثواني. حيث يجب أن تستند التخمينات حول المدة التي عرضت فيها كل صورة إلى المدة التي شعرت بها، وليس من خلال العد.

شاهد أيضًا: التسمم الغذائي هل يسبب الوفاة

طرق علاج فوبيا النخاريب

طرق علاج فوبيا النخاريب
طرق علاج فوبيا النخاريب

لا يوجد علاج محدد لرهاب النخاريب، لكن يمكن للأخصائيين المساعدة في تخفيف أعراض رهاب النخاريب. قد تشمل طرق علاج فوبيا النخاريب ما يلي:

  • العلاج النفسي: يمكن أن تساعد عدة أنواعٍ من العلاج النفسي في علاج رهاب النخاريب، بما في ذلك العلاج بالتعرُّض والعلاج السلوكي المعرفي:
    • العلاج بالتعرُّض: يعتبر الخبراء أن العلاج بالتعرض هو أكثر الأساليب فعاليةً في علاج رهاب النخاريب. حيث تسمح هذه الطريقة بمواجهة الخوف في بيئة علاجٍ آمنةٍ، وبدعم من المعالج. حيث يتمكن المصاب بهذا الرهاب من التعلم، لتغيير استجابته للأشياء التي تسبب خوفه.
    • العلاج السلوكي المعرف(CBT): يقدم هذا العلاج تقنياتٍ تساعد الشخص المصاب برهاب النخاريب في تحديد وإعادة صياغة المشاعر والأفكار غير المرغوب بها أو المؤلمة. يمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي أيضًا في تعلم كيفية إدارة المشاعر مثل الخوف والقلق.
  • الأدوية: لا يوجد دواء محدد يعالج رهاب النخاريب على وجه التحديد، لكن قد يوصي الأطباء النفسيون بتناول الأدوية في بعض الحالات، مثل:
    • الشعور بالقلق أو الذعر الشديد في حالاتٍ معينةٍ.
    • القلق المفرط الذي يعيق الحياة اليومية أو الذي يمنع التقدم في العلاج النفسي.
    • عدم تحسن الأعراض بالعلاج النفسي وحده.

وقد تشمل خيارات الأدوية التي تعطى للمصابين بفوبيا النخاريب ما يلي:

    • البنزوديازيبينات.
    • حاصرات بيتا.
    • مضادات الاكتئاب.
  • علاجات أخرى: قد يوصي الطبيب أيضًا ببعض الاستراتيجيات للمساعدة في إدارة القلق والاضطراب العاطفي. قد تشمل هذه الاستراتيجيات:
    • الاسترخاء، بما في ذلك التأمل والتنفس العميق واليوغا.
    • قضاء الوقت في الطبيعية وفي البيئات الهادئة الأخرى.
    • ممارسة الهوايات والأنشطة الممتعة.
    • تناول الأطعمة الصحية والنوم بشكلٍ كافٍ.

شاهد أيضًا: حبة الخال ما هي أنواع حبة الخال وأسباب ظهورها

مضاعفات فوبيا النخاريب

في الحالات الشديدة، قد يؤثر رهاب النخاريب على الحياة اليومية، بما في ذلك العمل أو الذهاب إلى المدرسة أو الاختلاط بالآخرين. وقد تشمل مضاعفات رهاب النخاريب أيضًا:

  • الكآبة.
  • الأرق أو مشاكل النوم.
  • زيادة التوتر.
  • نوبات الهلع.
  • اضطراب المزاج.
  • العزلة.
  • الانتحار (في الحالات الشديدة جدًا).
  • تعاطي المخدرات.

ختامًا، إن عدم اعتراف الخبراء بفوبيا النخاريب كاضطرابٍ حقيقي لا يعني أن أعراض رهاب النخاريب غير حقيقية. لذلك إن كنت تعاني من الخوف من الثقوب وسببت لك أعراضه اضطراباتٍ عاطفيةٍ أو أثرت على حياتك اليومية، فإن التحدث إلى الأخصائي هو بداية جيدة. حيث يساعدك في اكتشاف أسباب ومحفزات رهاب النخاريب، وفي إدارة مشاعر الاشمئزاز أو الخوف من الثقوب، وغيرها من المشاعر المرتبطة بهذه الحالة.