نسمع كثيرًا عن تأخر النمو الحركي للأطفال بشكل لا يتماشى مع أعمارهم. والذي يتمثل بصعوبة في الزحف والوقوف على القدمين والمشي، بالإضافة إلى صعوبة في القيام بالمهارات الحركية كتناول الطعام واللعب. وفي الحقيقة إن كل أم وأب يترقبون ويستمتعون بأول مرة يجلس فيها وأول خطوة يخطيها طفلهم، وعند تأخر تلك المهارات الحركية ينتابهم الخوف والقلق من حدوث مشكلة صحية تؤخر نمو طفلهم مقارنة بأقرانه. وفي الواقع هناك مساحة معينة لمعدل التأخر المقبول في النمو الحركي للأطفال، ولكن متى زادت فترة تأخر النمو الحركي عند الطفل عن أقرانة وجب على الأهل المسارعة إلى الطبيب المختص لمعرفة أسباب المشكلة وعلاجها. فما هو تأخّر النّمو الحركيّ للأطفال؟ وما هي أسباب تأخّر النّمو الحركيّ للأطفال؟ وما هي أعراض تأخّر النّمو الحركيّ للأطفال؟ أسئلة عديدة يبحث عنها الأهل على محركات البحث سنجيب عنها في مقالنا التالي.
ما هو تأخر النمو الحركي للأطفال
في الحقيقة نلاحظ تأخر النمو الحركي للأطفال عندما يؤدون الأنشطة والمهارات الطبيعية التي يستطيع جميع الأطفال الأصحاء القيام بها عند بلوغهم عمر معين. على سبيل المثال الدحرجة، والزحف، والمشي، والوقوف على القدمين. وينقسم تأخّر النّمو الحركيّ للأطفال إلى:
- التأخّر في المهارات العامة على سبيل المثال الجلوس، والمشي والوقوف.
- التأخّر في المهارات الدقيقة كاستخدام الأصابع للأكل أو حمل الألعاب أو الإمساك بالأقلام.
وبصفة عامة لا ينمو جميع الأطفال على نفس الوتيرة، فبعض الأطفال يمشون قبل عمر التسعة أشهر. وبعضهم لا يمشون حتى يتجاوزوا عامهم الأول. ولكن عند تأخّر النّمو الحركيّ للأطفال أكثر من ذلك يجب أن يتلقى الطفل الرعاية اللازمة لمنع حدوث أي مضاعفات أخرى على سبيل المثال التأخّر الدراسي، مع التأكد من عدم وجود أي خلل عصبي أو حركي عند الطفل.
اقرأ أيضًا: درجة الحرارة الطبيعية للطفل الرضيع
أسباب تأخر النمو الحركي للأطفال
في الحقيقة يمكن تقسيم أسباب تأخر النمو الحركي للأطفال إلى أسباب عضوية وأسباب غير عضوية:
- الأسباب العضوية: تحدث بسبب خلل في تكوين الجهاز العصبي عند الطفل، أو بسبب نقص العناصر الهامة لنمو الجسم، كنقص الكالسيوم ونقص فيتامين دال. وتشمل تلك الأسباب:
- تناول الأم للكحول والتدخين خلال فترة الحمل.
- حدوث نزيف عند الأم أثناء فترة حملها.
- إصابة الأم ببعض الأمراض كالضغط والسكري.
- نقص الأكسجة في دماغ الطفل وذلك نتيجة حدوث ولادة مبكرة أو بسبب عدم اكتمال نمو رئتي الطفل الرضيع.
- زيادة كبيرة في وزن الطفل.
- حدوث الخلع الولادي أثناء الولادة
- إصابة الطفل بالسحايا مما يؤدي إلى تأخر النمو الحركي عنده.
- تعرض الطفل إلى إصابات في الرأس يحدث نتيجتها نزيفًا في الدماغ.
- إصابة الطفل بمتلازمة داون، وذلك نتيجة لأسباب وراثية.
- مشاكل في العضلات والعظام، مثل: مرض الضمور العضلي، أو مشاكل في العظام.
- الأسباب غير العضوية: وتتضمن العوامل البيئية والاجتماعية المحيطة بالأطفال، والتي تلعب دورًا في ضعف النمو الحركيّ للأطفال وتشمل تلك الأسباب:
- حمل الطفل لفترات طويلة، وعدم تشجيعه على الحركة، مما يسبب تأخرًا في الحركة عنده.
- عدم اختلاط الطفل مع أقرانه واللعب معهم.
- فقر الحالة المادية للأهل والتي تمنعهم من توفير الغذاء اللازم للنمو.
- العوامل النفسية المؤثرة على الطفل.
- ولادة الطفل في بيئة غير نظيفة ومليئة بالملوثات التي تنقل الأمراض.
أعراض تأخر النمو الحركي للأطفال
في الحقيقة تختلف أعراض تأخر النمو الحركي من طفل إلى آخر، وتبعًا للمرحلة العمرية. ويتم ملاحظة أعراض نقص النمو الحركي بوضوح من قبل الأهل. وتتضمن تلك الأعراض:
- تأخّر الطفل في الجلوس والوقوف والمشي.
- يواجه الطفل المصاب بتأخر النمو الحركيّ صعوبة في تناول الطعام بمفرده.
- صعوبة في الإمساك بالأقلام والقيام بالأنشطة التي تتطلب استخدام اليدين بتركيز.
- معاناة الطفل الرضيع من فرط أو نقص في التوتر العضلي.
- معاناة الطفل مع التقدم بالعمر في القيام بالأنشطة التي تحتاج إلى سلوكيات حركية معقدة على سبيل المثال الرقص والسباحة والرسم.
- تعثر الطفل بكثرة وأكثر من غيره من أقرانه الأطفال الأصحاء.
- عدم قدرة الطفل على تشغيل الأجهزة أو إغلاق صنبور المياه.
تشخيص تأخر النمو الحركي للأطفال
بصفة عامة يتم تشخيص تأخر النمو الحركي للأطفال من قبل الطبيب المختص. حيث يطلب من الطفل أداء بعض الحركات، ومن ثم يراقب أداء الطفل لهذه الحركات مقارنة مع عمره. وفي حال لاحظ الطبيب وجود مشكلة سيطلب من الطفل أداء حركات أخرى اعتمادًا على المشكلة المشتبه بها. وقد يطلب التصوير بالرنين المغناطيسي مع إجراء فحوصات الدم للتأكد من وجود اضطرابات وراثية أو مشاكل في الدماغ أو اضطرابات في هرمونات الغدة الدرقية. وعند التأكد من وجود تأخّر في النّمو الحركيّ يحول الطفل إلى اخصائي لإجراء اختبارات تنموية وحركية دقيقة على سبيل المثال برونكس أوزرتسكي للكفاءة الحركية.
اقرأ أيضًا: طرق تسمين الطفل الرضيع
علاج تأخر النمو الحركي للأطفال
في الحقيقة من المهم جدًا الاكتشاف المبكر لتأخر النمو الحركي للأطفال، فكلما كان الاكتشاف سريعا كلما زادت نسبة الشفاء. حيث تتضمن طرق علاج تأخّر النّمو الحركيّ للأطفال على:
- العلاج الدوائي: تتمثل دواعي استخدام العلاج الدوائي في حال افتقار الجسم لبعض العناصر الهامة للنمو كالكالسيوم وفيتامين دال أو في حال معاناة الطفل من التشنجات. ويتم إعطاؤه للطفل بوصفة من طبيب الأعصاب أو العظام.
- العلاج الطبيعي: يتم تحت إشراف الطبيب من خلال مساعدة الطفل على الحركة والجلوس والمشي. والتدريب المستمر من قبل الوالدين في المنزل.
- استخدام الأجهزة المساعدة: حيث تعمل هذه الأجهزة على المحافظة على أطراف الطفل من التشوهات، والحرص على بقاء الجسم في أوضاعه الصحيحة، وتعزيز وظيفة يدي الطفل.
- الجراحة: في الحقيقة توجد بعض الحالات الحرجة التي تستدعي التدخل الجراحي تحت إشراف طبيبي العظام والأعصاب.
ختامًا نجدر بالإشارة إلى متابعة تطور النّمو الحركيّ عند الطفل شهرًا بعد شهر، من أجل اكتشاف أي خلل في نموه بوقت مبكر، الأمر الذي يساعد ويسرع من الشفاء في حال الإصابة بتأخّر النّمو الحركيّ.