داء السكري من النوع 2؛ من المواضيع الهامة التي يجب أن تكون على درايةٍ كافيةٍ بها؛ نظرًا لكونه من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا. حيث ترافق أعراض داء السكري من النوع 2 الشخص المُصاب مدى الحياة؛ فضًلا عن مضاعفاته الخطرة إذا ما تُرك دون علاج. لذلك لا بدَّ من التعرف إلى أسباب داء السكري من النوع 2 والوقاية منه؛ خاصةً إن كنت من الأشخاص المعرّضين بشكلٍ أكبرٍ للإصابة به؛ حيث تزيد بعض العوامل من فرص الإصابة؛ لذلك سنتطرق إلى هذه العوامل في مقالنا التالي من موقع طلاب نت. كما سنتعرّف إلى داء السّكري من النوع 2 الأسباب، والأعراض، والمضاعفات، وطرق الوقاية.
ما هو داء السكري من النوع 2
من أكثر أنواع مرض السكري شيوعًا؛ ينتج عن مشاكل في مادةٍ كيميائيةٍ في الجسم تدعى الأنسولين – وهو هرمون ينظم حركة السكر إلى الخلايا-. تؤدي هذه الحالة إلى ارتفاعٍ شديدٍ في مستوى السّكر (الجلوكوز) في مجرى الدم؛ ينتج عنه مشاكل صحية تستمر مدى الحياة. كان يعرف داء السّكري من النوع 2 بمرض السّكري الذي يصيب البالغين؛ لأنه شائع بين كبار السن. لكن الزيادة في عدد الأطفال المصابين بالسمنة؛ أدّت إلى ارتفاع عدد حالات الإصابة بداء السّكري من النوع 2 بين الشباب.
شاهد أيضًا: ضعف الانتصاب ومرض السكري
أعراض داء السكري من النوع 2
غالبًا ما تتطور أعراض داء السكري من النوع 2 ببطء -على مدار عدة سنوات- وقد تكون خفيفةً جدًا لدرجةٍ قد لا تلاحظها. وتظهر هذه الأعراض كما يلي:
- العطش الشديد طوال الوقت.
- كثرة التبوّل؛ خاصةً في الليل.
- عدم وضوح الرؤية.
- الشعور بالجوع.
- وخز أو تنميل في اليدين أو القدمين
- غرابة الأطوار.
- فقدان الوزن دون محاولة.
- التئام الجروح ببطء.
- الإصابة بمزيدٍ من العدوى.
- الشعور بالتعب.
- حكة حول القضيب أو المهبل، أو الإصابة بمرض القلاع بشكلٍ متكررٍ.
أسباب داء السكري من النوع 2
ترتبط أسباب داء السّكري من النوع 2 بمقاومة الأنسولين؛ في هذه الحالة لا تستخدم خلايا العضلات والكبد والدهون الأنسولين جيدًا. نتيجةً لذلك، يحتاج الجسم إلى المزيد من الأنسولين لمساعدة الجلوكوز على دخول الخلايا. في البداية ينتج البنكرياس المزيد من الأنسولين استجابةً لحاجة الجسم؛ لكن مع مرور الوقت لن يستطيع البنكرياس مواكبة الطلب الإضافي على الأنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الغلوكوز في الدم والإصابة بداء السّكري من النوع 2.
شاهد أيضًا: علاج مرض السكر عند الأطفال
عوامل خطر داء السكري من النوع 2
نظرًا لأن أعراض داء السّكري من النوع 2 ليست واضحة دائمًا؛ فمن المهم أن تكون على درايةٍ بعوامل الخطر التي تزيد من فرصة الإصابة به. يمكن أن تشمل هذه العوامل ما يلي:
- العمر: 45 سنة أو أكبر.
- تاريخ العائلة: تزداد احتمالية الإصابة بداء السكري من النوع 2 بمرتين إلى ست مرات؛ إذا كان أحد أفراد الأسرة مصابًا به.
- التاريخ الطبي: تتضمّن عوامل الخطر المتعلقة بالتاريخ الطبي ما يلي:
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
- ارتفاع ضغط الدم؛ حتى لو تمت معالجته والسيطرة عليه
- انخفاض الكوليسترول.
- ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية.
- زيادة الوزن أو السمنة.
- سكري الحمل.
- متلازمة المبيض مُتعدد الكيسات.
- إنجاب طفلٍ يزنُ أكثر من 9 أرطال.
- الاكتئاب.
- أسلوب الحياة: تزيد هذه العادات اليومية من خطر الإصابة بداء السّكري من النوع 2:
- عدم ممارسة الرياضة، أو ممارسة الرياضة بشكلٍ قليل.
- التدخين.
- الإجهاد.
- النوم بشكلٍ كثيرٍ أو قليلٍ جدًا.
- العرق: إن الأشخاص المنحدرين من أصلٍ جنوب آسيوي، أو من أصلٍ إفريقي كاريبي، أو من أصلٍ إفريقيا أسود؛ أكثر عرضة للإصابة بداء السكري بمرتين إلى ثلاث مرات.
شاهد أيضًا: أهم أسباب انخفاض السكر عند الأطفال حديثي الولادة
مضاعفات داء السكري من النوع 2
مع مرور الوقت أن تؤدي الإصابة بداء السكري من النوع 2 إلى العديد من المضاعفات، كما يلي:
- أمراض القلب: إن الأشخاص المصابين بداء السّكري من النوع 2 أكثر عرضةً للإصابة بأمراض القلب. لذا يجب الانتباه إلى عوامل الخطر الرئيسية لأمراض القلب ومعالجتها؛ لتقليل المخاطر. تشمل عوامل الخطر الرئيسية لأمراض القلب ما يلي:
- ارتفاع ضغط الدم.
- الخمول البدني.
- التدخين.
- عدم اتباع نظام غذائي صحي.
- السمنة.
- شرب الكحول بكثرة.
- السكتة الدماغية: الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع 2 مُعرضون للإصابة بسكتةٍ دماغيةٍ بمقدار 1.5 مرة مقارنةً بالأشخاص الطبيعيين. لكن التعرف على العلامات التحذيرية للسكتة الدماغية، يساعد في اكتشافها بشكلٍ أسرعٍ وعلاجها. وتشمل هذه العلامات التحذيرية ما يلي:
- خدر في جانب واحد من الجسم.
- مشاكل في الرؤية.
- دوخة.
- صداع.
- ارتباك.
- صعوبة في الكلام.
- أمراض الكلى: تعدُّ أمراض الكلى من مضاعفات داءِ السّكري من النوع 2؛ بسبب العلاقة بين نسبة السّكر في الدم والكلى. فعندما تكون مستويات السكر مرتفعةً للغاية في الدم؛ تكافح الكلى لتصفية الدم؛ ممّا يؤدي لتلف الأوعية الدموية في الكلى.
- ارتفاع ضغط الدم: غالبًا ما يعاني المصابون بداء السّكري من النوع 2 من ارتفاع ضغط الدم، والذي يؤدي بدوره إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، والكلى، والسكتة الدماغية، ومشاكل الرؤية إذا ما تُرك دون علاج.
- مشاكل في العين: إن الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2 أكثر عرضةً للإصابة بمشاكل العين مثل اعتام عدسة العين، والجلوكوما. ومن المضاعفات الأخرى اعتلال الشبكية الذي يمكن أن يؤدي إلى فقدان الرؤية في أشدّ أشكاله.
- مشاكل القدم: تحدث معظم مشاكل القدم المرتبطة بداء السّكري من النوع 2؛ بسبب تلف الأعصاب، والذي يعرف أحيانًا بالاعتلال العصبي.
شاهد أيضًا: ما هي أعراض الغدة الدرقية ومخاطرها على الحياة
الوقاية من داء السكري من النوع 2
يمكن أن يساعد اتباع نظام حياة صحي في الوقاية من داء السكري من النوع 2. يشمل هذا النظام ما يلي:
- فقدان الوزن: يمكن أن يؤدي فقدان 7-10% من الوزن في تقليل خطر الإصابة بداء السّكري من النوع 2 إلى النصف.
- النشاط: إن المشي لثلاثين دقيقة يوميًا يقلّل من خطر الإصابة بداءِ السّكري من النوع 2 بمقدار الثلث تقريبًا.
- اتباع نظام غذائي صحي: عن طريق تجنُب الكربوهيدرات المُعالجة، والدهون المُشبعة، والمشروبات السكرية، والحد من تناول اللحوم الحمراء والمُعالجة.
- الإقلاع عن التدخين: حاول تجنب زيادة الوزن بعد الإقلاع عن التدخين؛ حتى لا تخلق مشكلةً جديدةً.
في الختام، بعد التعرّف على داء السكري من النوع 2 الأعراض والأسباب؛ نؤكد على أهميةِ اتباع نمط حياةٍ صحي للوقاية من داءِ السّكري من النّوع 2، ولتقليل المخاطر في حال الإصابة به. كما يجب اتباع خطة العلاج التي يضعها الطبيب، حيث تساعد إدارة مستويات السكر في الدم، بالإضافة إلى نمط الحياة الصحي في تجنب مضاعفات المرض مستقبلًا.