علاج ألم شديد في الثدي الأيسر للمرضع من المواضيع المهمة والمطروقة بكثرة من قبل الأمهات. بدايةً وقبل كل شيء لا بد من التنويه إلى أن ثدي المرأة يتعرض للكثير من التغيرات خلال فترة الحمل والإرضاع. وبالتالي تصبح المرضع معرضة للإصابة باضطرابات لم تواجهها سابقًا مما قد يثير قلقها وخوفها. ويمكن القول بأن الألم الشديد في الثدي الأيسر واحد من هذه الاضطرابات. فما سببه، وما هي طرق علاجه؟ وهل هو عرض خطير؟ تابعي معنا عزيزتي الأم مقالنا التالي لنجيب عن جميع الأسئلة السابقة ونريحك من قلقك.
ألم شديد في الثدي الأيسر للمرضع
تتميز فترة الحمل والإرضاع بحدوث تغيرات هرمونية كثيرة. وتؤثر هذه البيئة الداخلية الجديدة على ثدي الأم مؤدية إلى زيادة في حجمه وتغير في شكله. كما يعتبر الألم من المشكلات التي قد تواجهها المرضع خلال هذه المرحلة. ومن أسباب وجود ألم شديد في الثدي الأيسر للمرضع نذكر:
- إنتاج الحليب ضمن الثدي وتراكمه في الأقنية اللبنية التي تتمدد وتضغط على نسيج الثدي المجاور، فتشعر المرضع بنغزات وألم قد يكون شديدًا في ثدييها.
- التهاب الثدي حيث يزداد احتمال حدوثه بكثرة خلال فترة الإرضاع. وتشكل تشققات الحلمة طريق لدخول العوامل الممرضة إلى داخل الثدي. كما يعتبر الحليب وسطًا ملائمًا لنمو هذه العوامل وتكاثرها.
- رض الثدي المتكرر بسبب حركات الرضيع السريعة والمفاجئة، ويؤدي ذلك إلى حدوث ما يسمى بالنخرة الشحمية. وهي اضطراب شائع لدى المرضعات وينتج بشكل أساسي عن أذية النسج العميقة للثدي.
- احتقان الثدي وتحجره بسبب الامتلاء الزائد بالحليب. ويعود هذا الاحتقان لانسداد الأقنية اللبنية بسبب وضعيات الرضاعة الخاطئة وقلة ثقافة الأم المتعلقة بعملية الإرضاع.
- الإرضاع غير المنتظم أو طول المدة الفاصلة بين كل رضعة، فبقاء كميات كبيرة من الحليب داخل الثدي قد تسبب الآلام السابقة أو تؤدي إلى تفاقمها.
اقرأ أيضًا: متى يكون حليب الأم غير صالح
علاج ألم شديد في الثدي الأيسر للمرضع
هناك العديد من طرق العلاج المتبعة لتحفيف آلام الثدي ويختلف العلاج باختلاف السبب كما يلي:
- تدليك الثدي بلطف وبشكل دائري لتخفيف ركودة الحليب ضمن الأقنية اللبنية.
- وضع كمادات باردة فوق الثدي المتحجر، فهي تساعد على تخفيف احتقان الثدي، وبالتالي النغزات والألم.
- الإرضاع المتكرر على نحو منتظم، ويجب على الأم أن تزيد عدد رضعات طفلها، وتقلل من مدة الرضعة الواحدة، وتعتبر هذه الطريقة مفيدة للأم والرضيع في الوقت ذاته.
- تناول الصادات الحيوية والمسكنات في حال وجود التهاب في الثدي، بالإضافة إلى استخدام الأدوية الموضعية التي يصفها الطبيب بانتظام وحذر.
- الحذر عند حمل الرضيع لتجنب الرضوض والكدمات التي قد يتعرض لها ثدي الأم، كما يجب على الأم ألا تحمل طفلها لساعات طويلة لأن ذلك سيسبب تشنج عضلات صدرها، وبالتالي حدوث ألم خلف الثدي.
- اعتماد نظام غذائي متكامل وشرب كميات كبيرة من السوائل، حيث يفيد ذلك في إعادة تنظيم البيئة الداخلية لجسم المرأة وتقوية مناعتها في الوقت ذاته.
- استخدام حمالة صدر مريحة وذات قياس مناسب (غير كبيرة وغير صغيرة).
اقرأ أيضًا: كريم ترطيب الثدي
علاج ألم الثدي بالأعشاب
هناك العديد من النساء اللواتي يلجأن إلى الطب البديل لعلاج ألم الثدي لديهن، وقد أثبت طب الأعشاب فعاليته في هذا المجال. وتوجد العديد من الوصفات التي تخفف ألم المرضع وتساعدها على الاسترخاء والتخلص من قلقها. ومن أهم هذه الوصفات نذكر:
- الثوم واللبن: يمتلك اللبن خصائص مهدئة ومساعدة على الاسترخاء. كما يعتبر الثوم مضادًا حيويًا طبيعيًا، حيث يساعد الجسم على قتل الجراثيم والقضاء عليها.
- أوراق الملفوف الأخضر: يشتهر الملفوف باحتوائه على عناصر غذائية مقوية للمناعة، ولذلك تُنصح الحوامل والمرضعات بالإكثار من تناوله.
- خل التفاح الممدد: يمكن القول بأن خل التفاح مضاد التهاب طبيعي، فهو لا يساعد على قتل العوامل الممرضة فقط بل يخفف التورم والاحمرار في الثدي.
- مغلي الحلبة: تساعد الحلبة على تنظيم هرمونات جسم المرأة وبالتالي تخفيف التغيرات والاضطرابات المتعلقة بها. كما تساعد المرضع على الاسترخاء وتخلصها من الاضطرابات المزاجية التي تتعرض لها.
- زيت زهرة الربيع: يشتهر هذا الزيت بتأثيره الموضعي المدهش، حيث يتم خلط ملعقة من زيت زهرة الربيع مع ملعقة مع زيت الخروع وتدليك الثدي بلطف بالمزيج السابق، وسيخف الألم بعد عدة استخدامات.
اقرأ أيضًا: الأدوية الممنوعة مع الرضاعة الطبيعية
نصائح مفيدة للعناية بالرضيع
هناك بعض النصائح المفيدة التي يجب على كل أم أن تطلع عليها للمحافظة على صحتها وصحة طفلها في الوقت ذاته، ومنها:
- اعتماد الرضاعة الطبيعية لتغذية الطفل، فحليب الأم غني بالعناصر الغذائية والأضداد المناعية التي تحمي الطفل، وتحافظ على صحته ونموه بالشكل الأمثل.
- تنظيف الثدي بعد كل رضعة وغسل الحلمة بشكل جيد، فالحليب وسط ملائم لنمو الجراثيم التي قد تلحق الضرر بالأم والطفل.
- علاج تشققات الحلمة وترطيبها بشكل مستمر لأن إهمالها قد يؤدي إلى حدوث التهاب في الثدي.
- تناول المرضع لجميع أصناف الطعام، وذلك لتأمين العناصر الغذائية الضرورية لتطور الطفل.
- تجنب تواجد الأم في الأجواء المزدحمة أو بالقرب من المرضى، فالكثير من العوامل الممرضة قد تنتقل إلى الطفل عن طريق الحليب.
- إرضاع الطفل بوضعية مناسبة، كما يجب الانتباه إلى تنفس الطفل أثناء إرضاعه فقد سُجلت العديد من حالات الاختناق نتيجة قلة انتباه الأم.
- الحرص على إبقاء الطفل في بيئة بدرجة حرارة مناسبة (غير حارة وغير باردة)، كما يجب الحرص على وضعية نوم مناسبة للرضيع حيث ينصح معظم الأطباء بوضعية النوم على الظهر.
وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال حيث تحدثنا عن علاج ألم شديد في الثدي الأيسر للمرضع وأهم الأسباب المؤدية لهذا الألم، كما تطرقنا إلى دور الطب البديل في العلاج، وأخيرًا قدمنا مجموعة من النصائح المهمة للمرضع لمساعدتها على التعامل مع طفلها.