علامات امتلاء الثدي بالحليب من المواضيع المهمة للمرأة إذ يؤدي تجمع الحليب ضمن الثدي إلى أعراض مقلقة للحامل، فتظن أنها مصابة بمرض أو اضطراب ما. وسنوضح اليوم من خلال مقالنا التغيرات التي تطرأ على الثدي خلال فترة الحمل والإرضاع والمشاكل التي قد تعاني منها المرأة خلال هذه المرحلة. بداية وقبل كل شيء يتعرض جسم المرأة للكثير من التغيرات الهرمونية التي تنعكس على جميع أعضائها وأجهزتها. ويمكن القول بأن الثدي هو العضو الأكثر تأثرًا بهرمونات الحمل، حيث يزداد حجمه ويبدأ إنتاج الحليب الذي يتراكم داخله طول فترة الحمل والإرضاع مسببًا ما يسمى احتقان الثدي عند الحامل والمرضع. وكما يمكن أن يؤهب هذا الاحتقان لحدوث التهاب في الثدي بسبب ركودة الحليب التي تؤمن وسطًا مناسبًة لتكاثر العوامل الممرضة المختلفة أثناء الرضاعة الطبيعية.
تغيرات الثدي خلال الحمل
يبدأ إفراز الهرمونات الخاصة بالحمل منذ الإلقاح، فتتغير البيئة الداخلية للمرأة ويختلف تركيز الهرمونات الأنثوية الموجودة في دمها. ويمتلك الثدي كغيره من أعضاء الجسم مستقبلات خاصة بهذه الهرمونات فتبدأ التغيرات بالظهور. وتزداد وضوحًا مع تقدم عمر الحمل. ومن أهم تغيرات الثدي خلال الحمل:
- زيادة حجم الثدي نظرًا لزيادة عدد الغدد الموجودة فيه وكمية النسيج الشحمي المحيط بهذه الغدد. ويصل الثدي إلى حجمه الأعظمي في الثلث الأخير من الحمل وخلال فترة الإرضاع.
- ظهور علامات تمدد جلد الثدي إذ نلاحظ وجود خطوط بيضاء ناتجة عن انفتاق طبقات الجلد الموجود فوق نسيح الثدي المتضخم.
- اصطباغ الحلمة والهالة بلون بني داكن ويبدأ ظهور هذا اللون في منطقة الهالة أولًا لينتقل بعدها إلى الحلمة. كما يزداد حجمها فتشغلان معًا ما يقارب ربع الثدي.
- ظهور الأوردة المحتقنة بالدم تحت جلد الثدي، حيث تلاحظها الحامل على شكل خطوط زرقاء متعرجة ناتجة عن ورود كميات كبيرة من الدم إلى الثدي.
- احتقان الثديين وتحجرهما بسبب تراكم الحليب داخل الأقنية اللبنية. فتشعر الحامل بوخزات متكررة ومزعجة في ثدييها، وقد تستشير الطبيب في الحالات الشديدة.
اقرأ أيضًا: زيادة الدهون في حليب الثدي لزيادة وزن الرضيع
علامات امتلاء الثدي بالحليب
تفرز الغدة النخامية الموجودة في الدماغ هرمون يسمى البرولاكتين، ينتقل بوساطة الدم إلى الثدي ويحثه على إنتاج الحليب، ومن أهم علامات امتلاء الثدي بالحليب نذكر:
- الشعور بنغزات في منطقة الثدي مسببةً الألم والانزعاج للمرأة. فالحليب المتجمع يؤدي إلى تمدد الأقنية اللبنية التي تضغط على نسيج الثدي المجاور وتسبب آلام الثدي المتعلقة بالحمل.
- زيادة حجم الثدي وشعور المرأة بثقل زائد عليها وقد يزداد وزن الثديين لينتج عنهما ألم ظهر شديد لدى الحامل، وفي هذه الحالة تعتبر الراحة ضرورية للحفاظ على سلامتها وسلامة جنينها.
- تسرب الحليب من الثديين، وتعد هذه المشكلة شائعة عند الحوامل والمرضعات وقد تسبب الإحراج لهن في بعض المواقف. وبالتالي يجب عليك عزيزتي الأم أن تحذري من هذا الموضوع وتتخذي الإجراءات المناسبة.
- تورم واحتقان الثديين وشعور السيدة بثقل كبير في ثدييها كما أن الحلمة يزاداد حجمها وتأخذ مساحة كبيرة من حجم الثدي.
- تحول شكل الثدي إلى المظهر الكروي، حيث تلاحظ السيدة تغير شكل الثدي لديها.
- زيادة الشهية فتركيب الحليب يستهلك المواد الغذائية الموجودة لدى المرضع ويصرف طاقتها. كما قد تشعر المرضع بالعطش المستمر وتشرب كميات كبيرة من الماء الذي يستخدمه جسدها لصنع الحليب وتغذية رضيعها.
اقرأ أيضًا: تأثير المضادات الحيوية على الرضاعة
أسباب تأخر إفراز الحليب من الثدي
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى تأخر إنتاج حليب الأم. وبالتالي عدم تمكنها من تغذية رضيعها بشكل كافي. ويعتبر هذا الأمر محبط للأم والأب في الوقت ذاته نظرًا لأهمية الحليب الطبيعي وغناه بالمواد الضرورية لنمو الطفل وتطوره بالشكل الأمثل. ومن أهم هذه الأسباب نذكر:
- الطفل الأول: أثبتت الدراسات أن الأمهات اللواتي يلدن للمرة الأولى يعانين من تأخر إنتاج الحليب وإفرازه من الثدي. وقد يبقى الطفل يومًا كاملًا بانتظار حليب أمه، وهنا لا بد من الاعتماد على الحليب الصناعي لفترة قصيرة.
- الولادة القيصرية: تختصر العملية القيصرية الكثير من مراحل المخاض، وبالتالي لا تترافق مع التغيرات الهرمونية المرافقة للولادة المهبلية، وفي هذه الحالة قد يتأخر إفراز الحليب من ثدي الأم ليوم أو يومين.
- أدوية المخاض: يتشابه تأثير مسكنات المخاض مع عملية الولادة القيصرية، فهذه المسكنات تخفف آلام الولادة وربما تمنعها بشكل كامل. فلا تعيش المرأة الظروف اللازمة لإفراز الهرمونات الخاصة بالولادة كهرمون الأوكسيتوسين المسؤول عن تقلص عضلة الرحم وإفراز الحليب في الوقت ذاته.
- احتباس المشيمة: يولّد احتباس المشيمة شعورًا كاذبًا بأن الولادة لم تتم بعد، وبالتالي لا يقوم الجسم بردة الفعل الطبيعية لعملية الولادة ويتأخر إفراز الحليب لحين إزالة المشيمة.
- الاضطرابات النفسية: تؤثر اضطرابات الأم النفسية كالقلق والتوتر والخوف على إفراز الحليب وتؤخره. كما أن الأدوية النفسية تمتلك التأثير ذاته. لذلك يجب على الطبيب أن يراقب هذه الحالات بحذر لتقديم العلاج المناسب والحل الأفضل.
- أمراض الثدي: تترافق بعض أمراض الثدي مع نقص في إنتاج الحليب أو إفرازه. كما أن هناك بعض الحالات التي يكون فيها حليب الأم غير صالح لتغذية رضيعها.
اقرأ أيضًا: الفرق بين حليب الثدي الأيمن والأيسر
فوائد الرضاعة الطبيعية
أكدت الدراسات على أهمية الرضاعة الطبيعية حيث تمت المقارنة بين أطفال الرضاعة الطبيعية والأطفال الذين يتغذون على الحليب الصناعي. وكانت النتيجة لصالح الفئة الأولى مئة بالمئة. ومن فوائد الرضاعة الطبيعية نذكر:
- تقديم كميات مناسبة من العناصر الغذائية للرضيع، فحليب الأم غني بالبروتين والسكريات والحديد والكالسيوم والفوسفور.
- حماية الطفل من الإصابة بالأمراض خلال الفترة الأولى من حياته، فحليب الأم يحتوي على نسبة عالية من الأضداد المناعية التي تحارب الجراثيم والفيروسات وتقضي عليها.
- تقوية العلاقة بين الأم وطفلها، حيث يزداد حب الأم لطفلها ويزداد تعلقها به، كما يشعر الطفل بحنان أمه ووجودها إلى جانبه.
- تقليل كمية المصاريف، فالحليب الصناعي غالي الثمن ولا يستطيع الفقراء تحمل تكاليفه.
اقرأ أيضًا: زيادة مخزون الحليب للمرضعة
وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال حيث تحدثنا عن علامات امتلاء الثدي بالحليب وأهم التغيرات التي تطرأ على الثدي خلال فترة الحمل. كما تطرقنا إلى ذكر أسباب تأخر إفراز الحليب من الثدي وفوائد الرضاعة الطبيعي. وفي الختام لا شيء يعوض طفلك عن حليبك عزيزتي الأم فاحرصي على عدم حرمانه منه مهما كان السبب.