يعد مرض التوحد من الأمراض الشائعة التي تتوغل بشدة في الآونة الأخيرة مما يثير الخوف والقلق لدى الكثير من الأمهات، وتبدأ التساؤلات تراودهم ما هو مرض التوحد؟ وما هي أسبابه؟ وما هي أنواع مرض التوحد؟ وهذه التساؤلات تنبع من خوف الأم وحرصها الدؤوب على طفلها الصغير. فنسبة الأشخاص الذين يصابون بمرض التوحد بازدياد متواصل كما أنه لا يصيب الأطفال فقط بل يصيب الكبار أيضًا، ولا يميز بين الذكور والإناث، فهو قد يصيب الاثنين معًا والمشكلة الأساسية في مرض التوحد في أنه لا يوجد علاج نهائي له فقط يتم تصحيح سلوك الشخص المصاب. ولتتعرفي عزيزتي الأم على مرض التوحد والأسباب التي تؤدي إلى مرض التوحد، وطرق علاج مرض التوحد وأنواعه تابعي معنا هذا المقال.
ما هو مرض التوحد
مرض التوحد هو اضطراب في النمو يؤدي إلى صعوبات في التفاعل والتواصل والسلوك الاجتماعي لدى الفرد.
كما يعد أحد الاضطرابات التابعة لمجموعة اضطرابات التطور التي تسمى طبيًا اضطرابات في الطيف الذاتوي.
وهي تشير إلى أن مريض التوحد يكون منغلق على نفسه بشكل كبير. فهو يجعل لنفسه عالمًا خاصًا به، ويرفض تدخل أي شخص بعالمه. كذلك غالبًا ما يظهر في سن الرضاعة أي قبل بلوغ الطفل عامه الثالث، ولكن هذا لا يمنع إصابة الكبار والبالغين بهذا المرض. ويعتبر الطفل المصاب بالتوحد في العامين الأوليين من حياته شخصًا عاديًا جدًا. ولا تظهر عليه أي أعراض حتى نهاية عامه الثاني، وعندها تبدأ تظهر العديد من المشكلات والاضطرابات على الطفل المصاب. وبالرغم من اختلاف أعراض التوحد من حالة لأخرى، إلا أن جميع المصابين بمرض بالتوحد لديهم مشكلة في التواصل مع الآخرين وتطوير علاقات متبادلة بينهم.
شاهد أيضًا: كم يعيش الطفل بعد عملية القلب المفتوح
أسباب مرض التوحد
إن السبب الرئيسي وراء هذه الحالة لا يزال غير معروف بعد. ولكن توصل العلماء لوجود مجموعة من العوامل الخطيرة التي قد تزيد خطر الإصابة بمرض التوحد، وهي:
- عوامل وراثية: فالشخص يكون أكثر عرضة للإصابة بالتوحد إذا كان أحد أفراد عائلته مصابًا بالتوحد. ولأن التوحد يسري في العائلات فقد يعتقد العلماء أنه يمكن لمجموعة معينة من الجينات أن تحفز إصابة الطفل بالتوحد. كذلك فإن الاضطرابات في الجينات منها ما يكون موروثًا من الآباء ومنها ما يظهر تلقائيًا عند الفرد.
- اضطرابات في الجهاز العصبي والدماغ: فقد يعتقد العلماء بأن إصابة اللوزة (Amygdala وهي جزء من الدماغ) بالضرر قد يكون ضمن أحد العوامل التي تحفز إصابة الفرد بالتوحد.
- تناول الأم الحامل لبعض الأدوية: وكذلك تناولها لبعض المواد الكيمياوية والأدوية المضادة للتطهير قد يجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بالتوحد. كذلك فإن شرب الكحول، وتعرض الحامل لبعض المشكلات الصحية كالسكري والسمنة قد يزيد من خطر إصابة الطفل بالتوحد.
- إصابة الطفل بأمراض معينة: فقد ربط الباحثون التوحد ببعض الأمراض مثل الإصابة بمرض بيلة الفينيل كيتون والإصابة بالحصبة الألمانية.
- تقدم عمر الأبوين عند الإنجاب: فهذا يزيد من خطر إصابة الطفل بالتوحد، فقد بينت الدراسات أن الأطفال المولودين لآباء في سن الأربعين هم أكثر عرضة، للإصابة من الأطفال المولودين لآباء تحت سن الثلاثين.
شاهد أيضًا: ما أسباب أنيميا الأطفال أعراض علاج وطرق الوقاية
أنواع مرض التوحد
يوجد عدة أنواع لمرض التوحد وأهمها كالتالي:
- اضطراب التوحد: أو كما يطلق عليه التوحد الكلاسيكي. ويعاني المصابين من هذا النوع من صعوبات اجتماعية وتواصلية وتأخر على مستوى اللغة. كما يكون لدى المصابين اهتمامات وسلوكيات غير طبيعية. بالإضافة لتراجع القدرات الإدراكية قليلًا. كذلك تمتاز مشاعر المصاب بالسلبية والجمود، فهو لا يستجيب لأي مشاعر من الحب أو الألفة.
- متلازمة أسبرجر: يعاني الأفراد المصابين بهذا النوع من التوحد بنفس أعراض التوحد الكلاسيكي سابقة الذكر، ولكنها تكون بصورة أقل شدة. كما قد يواجهون صعوبات اجتماعية وسلوكية واهتمامات غير عادية. ولكنهم غالبًا لا يعانون من مشاكل في اللغة أو تراجعًا في القدرات الإدراكية. كذلك قد يكون المصاب مهتمًا في الحديث عن بعض المواضيع التي تهمه دون الأخرى.
- انحلال الطفولة: هي أحد أنواع التوحد التي يكون فيها الطفل طبيعي جدًا لغاية عمر العامين، وتبدأ عندها المشكلة بالظهور على شكل تلعثم في الكلام وفقدان القدرة على النطق والكلام. كذلك قد ينسى الجمل والعبارات التي تعلمها سابقًا. كما قد يحدث تغير واضح في طريقة حياة الطفل، ويصبح عدائيًا ومهاجمًا للأشخاص من حوله حتى أقرب الناس إليه.
- اضطراب النمو الشامل: أو كما يطلق عليه بالتوحد اللانمطي وفيه يعاني المصابين أعراضًا، أقل شدة من الأعراض التي يعاني منها المصابين باضطراب التوحد الكلاسيكي. فهم يعانون فقط من صعوبات اجتماعية وتواصلية، كما يفقدون القدرة في التعبير عن مشاعرهم وعواطفهم.
- متلازمة ريت: وهي أحد أنواع مرض التوحد كما قد تحدث نتيجة طفرة جينية، وتصيب الطفل بعد بلوغه عمر ثمانية أشهر. كذلك تصيب الفتيات فقط، ويحدث فيها بعض التغيرات في الرأس مثل: نقص في محيط الرأس، أو تحريك الفتاة يدها بشكل مبالغ فيه وعدم قدرتها السيطرة على يدها. وفي أغلب الأحيان يكون علاج هذا النوع في بدايته سهلًا ولكن مع التأخر قد تزيد المشكلة.
شاهد أيضًا: ما أسباب رمد العين عند حديثي الولادة
علاج مرض التوحد
حتى هذه اللحظة لا يوجد أي علاج لمرض التوحد، ولكن توجد عدة طرق من شأنها أن تساعد في زيادة قدرة الطفل على النمو واكتساب مهارات جديدة. حيث تشمل العلاجات: تعلم تكوين صداقات جديدة وتقبل الآخرين، وتصحيح السلوك والتواصل، وأيضًا التدريب على المهارات. بالإضافة لبعض الأدوية التي تساعد في السيطرة على أعراض المرض. وأبرز طرق العلاج المتاحة لمساعدة الطفل المصاب بالتوحد ما يلي:
- علاج تعليمي تربوي: وذلك بالاستعانة مع أخصائيين بعلاج هذه الحالات. حيث يتم مساعدة الطفل على تعلم الكلام بطريقة صحيحة. وكذلك تعليمه الكتابة وجعله فرد سوي يستطيع التواصل والتعامل مع الأطفال الذين من عمره والأشخاص المحيطين به.
- علاج سلوكي: وهو العمل على تغيير نمط حياة المصاب ومساعدته في الانغماس بالبيئة المحيطة به. وزيادة قدرته بالتواصل مع الأطفال بنفس عمره وأفراد العائلة. كذلك تقليل النمط العدواني تجاه الآخرين.
- علاجات دوائية: فعادةً يصف الأطباء إلى جانب العلاج السلوكي والعلاج التربوي التعليمي، بعض الأدوية والعقاقير التي تساعد في تحسين بعض الأعراض السلوكية عند المصاب.
شاهد أيضًا أسباب حساسية الجلد المفاجئة عند الأطفال وكيفية تجنبها
وفي ختام مقالنا اليوم الذي تعرفنا فيه على مرض التوحد وأنواع مرض التوحد، وأسبابه، وطرق علاج هذا المرض. نود أن نذكرك عزيزتي الأم أنه كلما تم التعرف على مرض التوحد عند الأطفال باكرًا كلما كانت فرصة التعامل معه وتعديل السلوك أنجح.