تتساءل الأمهات عن كيفية منع الحمل خلال الرضاعة الطبيعية. حيث ترغب الأم في إعطاء طفلها الرضيع القدر الكافي من الاهتمام والرعاية، وتتخوف أن يحدث لديها حملًا بعد أسابيع من ولادتها، علاوةً على ذلك فإن الرضاعة الطبيعية في حد ذاتها تعتبر من أفضل طرق منع الحمل لأنها تزيد من معدلات البرولاكتين الذي يمنع الإباضة وبالتالي يمنع الحمل. ويوصي العديد من الأطباء أن تنتظر الأم على الأقل عامًا واحدًا بين كل ولادة من أجل الحفاظ على صحتها، وذلك للوقاية من المشاكل التي تحدث خلال الحمل كالإجهاض والنزيف والولادة المبكرة. وتتعدد طرق منع الحمل الآمنة خلال الرضاعة الطبيعية. فما هي أنسب وسائل منع الحمل خلال الرضاعة الطبيعية؟ وما هي الاحتياطات اللازمة قبل استخدام وسائلِ منعِ الحملِ خلالَ الرضاعةِ الطبيعية؟ ومَا تأثير حبوب منع الحمل على المرضعة؟ ومَا هي الآثار الجانبية لاستخدام وسائلِ منعِ الحملِ خلالَ الرضاعةِ الطبيعية؟ أسئلة عديدة تتساءلها المرضعات سنجيب عنها في مقالنا التالي.
ما هي أنسب وسائل منع الحمل خلال الرضاعة الطبيعية
يرغب العديد من الأزواج بإقامة العلاقة الزوجية بعد الولادة بأسابيع، فتبحث الأمهات عن وسائل منع الحمل الآمنة خلال الرضاعة الطبيعية. وتتضمن أبرز وسائل منع الحمل المناسبة لفترة الرضاعة الطبيعية:
- الحلقة المهبلية: وهي حلقة صغيرة مصنوعة من البلاستيك، يتم وضعها داخل المهبل لمدة ثلاثة أسابيع، ولكن يتم إزالتها خلال الدورة الشهرية واستبدالها بحلقة أخرى.
- تركيب اللولب: وهو أكثر وسائل منع الحمل أمانًا خلال الرضاعة الطبيعية، حيث لا يوجد له آثار جانبية على إنتاج الحليب. وهو عبارة عن جهاز على شكل حرف T يتم وضعه داخل الرحم. وتتعدد أنواعه على سبيل المثال اللولب الرحمي النحاسي، واللولب الرحمي الهرموني.
- الواقي الذكري: وهو من أسهل وسائل منع الحمل خلال الرضاعة الطبيعية. حيث يقوم الرجل بتركيبه على العضو الذكري حتى يضمن عدم دخول السائل المنوي إلى رحم المرأة وبالتالي ضمان عدم حدوث حمل.
- حقن منع الحمل: هي عبارة عن حقن يتم أخذها مرة كل ثلاثة أشهر، ولها فاعلية كبيرة في إيقاف الخصوبة. ولكن قد لا يحدث حمل بعد التوقف عن أخذها حتى بضعة أشهر.
- حبوب منع الحمل: يمكن تناول حبوب منع الحمل للمرضعة خلال فترة الرضاعة، لكن أغلبها غير مناسب لهذه الفترة لأنها من الممكن أن تؤثر على هرمون الحليب، بالإضافة إلى التأثيرات السلبية على الحالة النفسية للأم، لذا يفضل عدم تناولها إلا بعد استشارة الطبيب.
- فترة الأمان: في الحقيقة تفضل بعض النساء عدم استخدام وسائل منع الحمل، وتلجأ إلى ممارسة الجنس في الأيام التي لا يحدث فيها إباضة. وتناسب هذه الطريقة النساء اللواتي لهن دورة شهرية منتظمة. لكنها طريقة غير مضمونة فقد يحدث جماع في وقت الإباضة ويحدث الحمل.
احتياطات قبل استخدام وسائل منع الحمل خلال الرضاعة الطبيعية
في الحقيقة توجد العديد من الاحتياطات التي يجب على المرضعة أخذها قبل استخدام وسائلِ منعِ الحمل. وتتضمن تلك الاحتياطات:
- المتابعة مع طبيبة النسائية فلا يجوز استخدام أي وسيلة منع حمل دون الرجوع إلى الطبيبة المتابعة. حتى لا يؤثر سلبًا على حليب المرضعة وصحة الطفل.
- متابعة صحة الطفل الرضيع ومراجعة طبيب الأطفال كل فترة للتأكد من أنه ينمو بصورة طبيعية ولا تؤثر وسيلة المنع على كمية الحليب الذي يحتاجه.
- استخدام وسيلة منع الحمل بعد 21 يوم من الولادة. وذلك لأن الخصوبة تعود بعد 28 يوم من الولادة.
تأثير حبوب منع الحمل على المرضعة
في الواقع أثبتت العديد من الدراسات أن بعض حبوب منع الحمل لا تملك درجة أمان كبيرة على المرضعة. وتؤثر على إدرار الحليب بسبب احتوائها على هرموني الأستروجين والبروجسترون اللذين يتسببان في جفاف الحليب. حيث ينصح الأطباء في تناول حبوب منع الحمل الحاوية على البروجسترون فقط. مثل حبوب البروجسترون أو حقنة ديبوبروفيرا، وهي عبارة عن حقنة تحوي على البروجسترون وتؤخذ كل ثلاثة أشهر.
كيفية استخدام حبوب منع الحمل للمرضعة
كما ذكرنا سابقًا أن حبوب منع الحمل التي تحوي على البروجسترون هي الأكثر فاعلية في منع الحمل خلال الرضاعة الطبيعية. وذلك إذا تم استخدامها بالطريقة الصحيحة، حيث يتم تناول تلك الحبوب بعد 5 أيام من بدء الدورة الشهرية الأولى بعد الولادة، وتناولها في نفس التوقيت كل يوم. وفي حال نسيان المرضعة أخذ حبة في موعدها يجب استخدام وسيلة منع أخرى في مدة لا تقل عن 48 ساعة من موعد الحبة المنسية، ومن ثم العودة لاستخدام تلك الحبوب بشكل منتظم في موعدها. أيضًا في حال نسيان المرضعة تناول حبتين عليها اللجوء إلى استخدام وسيلة أخرى لمدة أسبوعين، وإجراء فحص للتأكد من عدم حدوث الحمل.
هل يمكن أن تعمل الرضاعة الطبيعية كوسيلة لمنع الحمل
غالبًا ما تعد الرضاعة الطبيعية أحد وسائل حدوث الحمل خلال الأشهر الستة الأولى بعد ولادة الطفل. ويعود ذلك إلى ارتفاع نسبة الهرمونات بعد الحمل وأخذها فترة حتى تعود إلى ما كانت عليه. لكن ينصح الأطباء باستخدام وسيلة أخرى لمنع الحمل مع الرضاعة لضمان نجاحها. حيث تبلغ نسبة نجاح منع الحملِ بالرضاعةِ الطبيعيةِ 92%. وتتميز هذه الطريقة بكونها طبيعية ولا يستخدم فيها أي مواد كيميائية أو مواد تغير الهرمونات عند المرضعة.
الآثار الجانبية لاستخدام وسائل منع الحمل خلال الرضاعة الطبيعية
في الحقيقة على الرغم من فاعلية أغلب طرق منع الحمل لكنها قد تتسبب في حدوث آثار جانبية كثيرة. سنذكر منها:
- قد يحدث عند المرضعة ارتفاع في نسبة كوليسترول الدم وضغط الدم، بالإضافة إلى السمنة في حال استخدام حبوب منع الحمل.
- عند استخدام حقن منع الحمل قد تتسبب في زيادة الوزن عند المرضعة وحدوث تغيرات في الدورة الشهرية، بالإضافة إلى انخفاض الدافع الجنسي.
- في حال استخدام اللولب وبرغم فعاليته الكبيرة إلا أنه قد يترتب عليه بعض الآثار الجانبية كالتهاب الحوض وانثقاب الرحم، ومشاكل في الحمل في حال حدوثه، بالإضافة إلى أنه قد يسبب العقم في بعض الحالات.
وفي نهاية مقالنا تجدر الإشارة إلى أن الرضاعة الطبيعية قد لا تمنع الحمل بنسبة كبيرة إذا لم يتم استخدام معها إحدى أنسب وسائل منعِ الحملِ المذكورة سابقًا، إذ أن فعالية هذه الطريقة تختلف من امرأة لأخرى.