متى تعتبر درجة حرارة الرضيع خطيرة

فرح العياش14 فبراير 2023آخر تحديث :
متى تعتبر درجة حرارة الرضيع خطيرة

لا بد أنكِ تتساءلين متى تعتبر درجة حرارة الرضيع خطيرة، فهذا السؤال من أكثرِ الأسئلةِ التي تشغلُ بالَ الأمهات. ولا سيما إن كانَ الطفلُ الأولُ لها وخبرتها بالأمومةِ لا تزالُ في بدايتها. فالطفلُ الرضيع حساس، وقد يصابُ بسهولةٍ بالأمراضِ ونزلاتِ البرد. لذا فإنَّ كلَّ أمٍ تحاولُ بقدرِ استطاعتها حمايتهُ من الفيروساتِ والجراثيم وبشتى الطرق. ولابدَ من التنويهِ هنا إلى أنهُ ليس في جميعِ الحالاتِ يعتبرُ ارتفاع الحرارة دليلًا على المرض، فمثلًا حين تبدأ أسنانُ الرضيع بالظهور قد يصاب الطفل بارتفاعٍ بسيطٍ بدرجات الحرارة. ولذلك فإننا في هذا المقال سنوضحُ كل ما يتعلق بهذا الموضوع لتستطيعَ الأم التمييزَ جيدًا بين الحاجةِ إلى الطبيب من عدمهِا.

متى تعتبر درجة حرارة الرضيع خطيرة

متى تعتبر درجة حرارة الرضيع خطيرة
متى تعتبر درجة حرارة الرضيع خطيرة

تتراوح درجة حرارة الطفل الطبيعية بشكلٍ عام بين 36.5– 37.5 درجة مئوية. ويسمي الأطباء درجة الحرارة 38 درجة مئوية (الحمّى). في حال ارتفعت درجة حرارة الطفل الرضيع واستقرَّت على 38 درجة مئوية، فعندها يجب أخذ الحذر، فإنْ ارتفعت أكثرَ من ذلك ستحدثُ نتائج سلبيةٍ ومضاعفاتٍ مخيفة قد تصلُ إلى الموت.
وتوجدُ عدةُ طرقٍ لقياس درجة الحرارة وهي قياس درجة الحرارة عن طريق:

  • الأذن.
  • الجبين.
  • الفم.
  • المستقيم.
  • تحت الإبط.

ويعتبرُ قياس درجة حرارة الطفل عن طريق المستقيم أفضل الطرق بين ما سبق. وخاصةً بالنسبةِ للأطفالِ الرُّضَّع. حيث لا يمكننا التحكم بحركةِ الصغير ولا تثبيت لسانه، كما وأنَّ حركتهِ المتكررة قد تؤذي غشاء الطبل في حال استعمال القياس عن طريق الأذن. أما بالنسبة للقياس تحت الإبط فيمكن القول بأنه يعطي نتائج أقل بدرجة من باقي طرق القياس، فإن كانت درجة الحرارة 37 درجة مئوية فهذا يعني أن الحرارة الفعلية 38 درجة مئوية.
وإذا ما وصلتْ درجة حرارة الرضيع إلى 40 درجة فهذا خطير للغاية، ويجبُ الذهاب إلى المستشفى بأسرعِ وقتٍ ممكن.

شاهد أيضًا: أسباب التهاب الملتحمة عند الرضع

أسباب ارتفاع درجة الحرارة عند الرضع

أسباب ارتفاع درجة الحرارة عند الرُّضَّع
أسباب ارتفاع درجة الحرارة عند الرُّضَّع

ارتفاع درجة الحرارة (الحمى) يعتبر نوعًا من أنواع المقاومةِ التي يستعين بها الجسم ضد العدوى، والتي يمكن أن تصيب الطفل الرضيع. وتظهر العدوى وفق أحد الأشكال الآتية:

  • التهاب المعدة والأمعاء: هذا النوع من الالتهابات سريع الانتشار بين الأطفال، وخاصةً الأطفال الرُّضَّع؛ ينتج عن عدوى فيروسية أو بكتيرية أو طفيلية. تنتقل العدوى الفيروسية بين الأطفال بسرعةٍ مسببةً الإقياء، والإسهال، إضافةً إلى الحمى، وألم شديد بالمعدة. أما فيما يتعلق بالعدوى البكتيرية فتنتقل عن طريق الأطعمة، والمشروبات الملوثة؛ فتنتقل البكتيريا إلى معدة الطفل مسببة التهاب قوي. فيما تنتقل العدوى الطفيلية بالمياه أو بمخالطة المصابين بهذا الالتهاب.
  • التهاب الجهاز التنفسي: الفيروسات هي العامل الأساسي للإصابةِ بالالتهابِ التنفسيِّ أو ما يعرف بالتهاب القصبات. هو عبارةٌ عن انسدادٍ في القصبات ناتجٍ عن تجمع المخاط، مما يسبب ضيق التنفس، وسعالًا، بالإضافة إلى حمى خفيفة.
  • الإنفلونزا والإصابة بنزلات البرد: نظرًا لضعف الجهاز المناعي لدى الرضيع، فمن السهل أن يصاب بالبرد ويتطور بعدها إلى الإنفلونزا.
  • الحصبة: مرضٌ شائعٌ للغاية بين الأطفال، ومعروف بالعامية في البلاد العربية (بالجرشة). وتتمثل الأعراض الأساسية للحصبة في الطفح الجلدي الذي يملأ جسد المصاب، بالإضافة إلى الحمّى القوية.
  • التهاب الأذن الوسطى: يسبب التهاب الأذن الوسطى حمى شديدة للأطفال. والبكاء الشديد للطفل الرضيع يعتبر دليلًا واضحًا للإصابةِ بالتهابِ الأذن، وكذلك شكوى الطفل الأكبر سنًا من ألمٍ في أذنه.
  • الإصابة بالتهاب اللوزتين: يسبب هذا الالتهاب الحمى للأطفال الرُّضَّع، وصعوبةٍ في القدرة على البلع بسبب انتفاخ اللوزتين واحمرارهما.
  • التهاب المسالك البولية: المسبب الرئيسي لهذا الالتهاب هو البكتيريا، ولا يسبب هذا الالتهاب للرُّضَّع أكثر من الحمّى، على عكس الأطفال الأكبر سنًا فيعانون من ألم أثناء التبول.
  • الإصابة بالتهاب الكبد: يصاب الرضيع بفيروس منتقل من الأم قبل الولادة أو بعدها بفترة قصيرة مما يسبب التهابًا. ويزيد إلى ذلك إصابة الرضيع باليرقان أي اصفرار الجسد والعينين، كما ويسبب ارتفاعًا بدرجة الحرارة.
  • التهاب السحايا: وهي عبارة عن أنسجةٍ تتواجد في الرأس تحيط بالدماغ والنخاع الشوكيّ. وسببُ هذا الالتهاب البكتيريا التي تتواجد في مجرى الجهاز التنفسيّ، أما بالنسبة للأطفال حديثي الولادة فيكونُ ناتجًا عن الإنتانات (بكتيريا في الدم). وتسبب السحايا ارتفاعًا شديدًا بدرجاتِ الحرارة أو انخفاضًا بشكل حاد.
  • ظهور الأسنان.
  • التطعيم واللقاحات.

شاهد أيضًا: ارتفاع الغدة الدرقية عند حديثي الولادة

علاج ارتفاع درجة الحرارة عند الرضيع

علاج ارتفاع درجة الحرارة عند الرضيع
علاج ارتفاع درجة الحرارة عند الرضيع

يمكن استخدام كمادات المياه الباردة لمساعدة الطفل الصغير على تخفيض حرارته، ويمكنك أيضًا تعديل حرارة الغرفة في حال كانت دافئة من خلال فتح النافذة قليلًا. ولكن تجنبي إزالة الثياب السميكة واستبدالها بالخفيفة. وإن لم تشائي فتح النافذة بإمكانكِ استبدال الغطاء السميك بغطاءٍ آخر أخف. ومن المفيد للغاية إعطاء صغيرك الكثير من السوائل للحفاظ على كمية السوائل في جسده وتجنبًا للجفاف.
بالنسبة للأدوية المخفضّة للحرارة، فيجب استشارة الطبيب قبل إعطاء الطفل الرضيع أي نوع من هذه الأدوية. ولا يحتاج الطفل الرضيع إلى هذه الأدوية بشكلٍ عام إلا في حال إثبات إصابتهِ بالمرض، وليست حمى خفيفة وستزول. ومن الأدوية المخففة للحرارة الباراسيتامول أو البروفين، كما ويعملان كمسكن للألم. ويجب التنويه هنا إلى عدم استعمالهما في الوقتِ ذاته.

شاهد أيضًا: المستوى الطبيعي للسكر في الدم عند الأطفال

أعراض مرافقة للحمى تستوجب الطبيب

في بعض الأحيان تكون الحمى عادية وبسيطة، ولكن في أحيانٍ أخرى ترافق الحمّى أعراض أخرى نستدل منها على وجوب زيارة الطبيب على الفور ومنها:

  • الاستمرار في ارتفاع درجة الحرارة أكثر من خمسة أيام بشكلٍ متتالي.
  • التقيؤ الشديد وعدم تقبل الطعام أو الحليب سواءٌ أكان من ثدي الأم أو الحليب الاصطناعي.
  • ضيقٌ حاد في التنفس يسبب جحوظ العينين.
  • مشكلةٌ في استيقاظ الطفل، أي عدم استجابتهِ لحركتكِ أو صوتكِ.
  • نوبات من البكاء القويّ والغضب غير المفهوم كدليل على الألمِ الشديد.
  • معاناة من الإسهال.
  • انخفاض معدل التبول على غير العادة.
  • ظهور بقعٍ حمراء وأرجوانية على جسدِ الطفلِ الرضيع.

إذا تزامنت هذه الأعراض مع الحمى يجب استدعاء الطبيب على الفور، فالإهمال سيزيد الأمرَ سوءًا.

شاهد أيضًا: أسباب فطريات الفم عند الرضع

انخفاض درجة حرارة الطفل الرضيع

علاج انخفاض درجة الحرارة عند الرضيع
علاج انخفاض درجة الحرارة عند الرضيع

قد تنخفض درجة حرارة الرضيع وتصبح 35 درجة مئوية. وذلك يعود لأسبابٍ عديدة منها:

  • اللباس غير الملائم للجو؛ مما يشعر الطفل بالبرد الشديد ويسبب انخفاضًا في درجة حرارته. أو بقاء الصغير في الهواء البارد لفتراتٍ طويلةٍ.
  • استخدام الأدوية المهدئة.
  • وقد تسبب اضطرابات الغدة الدرقية عن الطفل انخفاض بحرارة الرضيع.
  • الغذاء غير المتكامل.
  • إذا أصيب الطفل نتيجة اللعب بالإرهاق الشديد قد يخفض من حرارة جسده.
  • وأخطر الإصابات بانخفاض درجة حرارة الرضيع هي السقوط في المياه الباردة دون الانتباه. مما قد يسبب الغرق أو الوفاة بأزمة قلبية نتيجة الانخفاض الحاد لدرجة حرارة الطفل.

علاج انخفاض درجة الحرارة عند الرضيع

إذا أصيب طفلك بانخفاضٍ في حرارة جسده، فأول ما يخطر على بالك السعي إلى تدفئتهِ، حتى لا تتوقف وظائف جسدهِ الحيوية. لذا يجبُ أن تكوني حذرة في تدفئة الصغير كي لا يصاب بأزمة قلبية. انقلي طفلك إلى أكثر الأماكن دفئًا في منزلك، واحرصي على رفع قدميه عن الأرضيةِ الباردةِ.

في حال تبلُلْ ملابسهِ بالمياه الباردة اخلعيها عن جسدهِ على الفور، واستبدليها بثيابٍ نظيفةٍ ودافئة. وضعي بطانية أو أي نوع من أنواع الأغطيةِ الحريرية فذلكَ سيشعرُ الطفلَ بالدفء.

قدّمي له أيَّ مشروبٍ ساخنٍ فذلك سيدفئُ داخلهُ. وبإمكانكِ استخدامُ المياه الساخنة ووضعها ضمنَ إحدى الأكياسِ البلاستيكيةِ المخصصةِ لهذه الحالات، ووضعها على صدرِ الطفل أو رقبتهِ. أما في حال شعوركِ أن جميع محاولاتكِ باءتْ بالفشل، وأن طفلكِ يعاني من صعوبةٍ بالتنفس فيجدرُ بكِ اللجوء إلى الطبيبِ على الفور.

تعتبر مراقبة حرارة جسد الطفل الرضيع من أهم الأمور التي يجبُ على الأمِ تنفيذها باستمرار. وخاصةً في الأجواءِ الباردةِ، التي تعدُ سببًا رئيسيًا في إصابةِ الطفل بالالتهاباتِ والأمراضِ. لذا كوني أكثر حذرًا والجأي للطبيب على الفور في حال شعورك بالخطر.