أسباب مشاكل الكلى عند الأطفال حديثي الولادة

Rima Al4 مايو 2023آخر تحديث :
أسباب مشاكل الكلى عند الأطفال حديثي الولادة

أمراضٌ صامتةٌ تصيبُ مصفاةَ السموم ِفي جسم الطفل، وترجع لأسباب مشاكل الكلى عند الأطفال حديثي الولادة، ومنها غياب الكلية، استسقاء وتضخم الكلى وغيرها الكثير من الأمراض الكلوية التي تظهر عند الأطفال حديثي الولادة، سنضعها جميعها تحت مجهرٍ طبي لنكتشف أسرارها ومدى تأثيرها على صحة الأطفال.

تتوضع الكليتان في جسم الإنسان الطبيعي عند الولادة على جانبي العمود الفقري تحت الحجاب الحاجز إلى خلف التجويف البطني. كما تؤدي الكلى العديد من الوظائف الهامة في الجسم ومنها تخليصه من الفضلات والسموم والحفاظ على درجة الحموضة والمساهمة في تنظيم ضغط الدم وغيرها.

يولد بعضُ الأطفالِ حديثي الولادة وهم يعانون من بعض المشاكل الكلوية التي ترجع لأسباب عديدة. كما يعد الاكتشاف الطبي المبكر لهذه المشاكل وعلاجها من أهم العوامل التي تمنع دق جرس الإنذار نتيجة تداعيات الإصابة.

تهيَؤوا معنا برحلة نتعرف من خلالها على أسباب مشاكل الكلى عند الأطفال حديثي الولادة، بالإضافة إلى أعراض هذه المشاكل وأحدث طرق العلاج حول العالم.

أسباب مشاكل الكلى عند الأطفال حديثي الولادة

وفقًا للمعهد الوطني لمرض السكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى بأمريكا هناك عدة أسباب لمشاكل الكلى عند الأطفال حديثي الولادة، وهي:

  • عيوب الكلى الخلقية.
  • مشاكل الكلى الوراثية.
  • أمراض الكلى المعدية.
  • متلازمات الكلى والأمراض الجهازية.
  • صدمات الكلى.
  • مشاكل الانسدادات واستسقاء وتضخم الكلى.

عيوب الكلى الخلقية

العيب الخلقي هو مشكلة تحدث أثناء نمو الطفل في رحم الأم. كما تشمل العيوب الخلقية التي تؤثر على الكلى عدم التكوّن الكلوي ويحدث هذا عندما يولد الأطفال بكلية واحدة فقط. بينما لا تتطور ولا تعمل كلتا الكليتين عند ظهور عيب غياب الكلية الخلقي ثنائي الجانب.

بالإضافة لذلك هناك عيب خلل التنسج الكلوي الخاص بالأطفال المولودين بكلتا الكليتين بينما إحداهما لا تعمل.

ومن أهم العيوب الخلقية الأخرى هو الكلية المنتبذة الذي يظهر عند المولودين بكلية تقع أسفل أو فوق أو على الجانب الآخر من وضعها المعتاد. وبشكل عام يعيش الأطفال المصابون بهذه الحالات حياة كاملة وصحية. ومع ذلك، فإن بعض الأطفال الذين يعانون من عدم تكوين الكلى أو خلل التنسج الكلوي معرضون لخطر متزايد للإصابة بأمراض الكلى المزمنة.

أمراض الكلى الوراثية

الأمراض الوراثية
الأمراض الوراثية

 

مشاكل الكلى الوراثية هي أمراض تنتقل من الوالد إلى الطفل من خلال الجينات. أما أهم الأمثلة على ذلك فهو مرض الكلى المتعدد الكييسات (PKD) الذي يتميز بالعديد من العناقيد الشبيهة بالعنب من الأكياس المملوءة بالسوائل التي تجعل الكليتين أكبر بمرور الوقت. كما تستحوذ هذه الأكياس على أنسجة الكلى العاملة وتدمرها مسببةً الفشل الكلوي للأطفال حديثي الولادة.

أمراض الكلى المعدية

هناك الكثير من الأمراض الكلوية المعدية التي يصاب بها الأطفال الرضع وأهم هذه الأمراض متلازمة انحلال الدم اليوريمي والتهاب كبيبات الكلى الحاد التالي للمكورات العقدية. وهي أمراض الكلى التي يمكن أن تتطور عند الطفل بعد الإصابة أو العدوى. على سبيل المثال، تعد متلازمة انحلال الدم اليوريمي مرضًا نادرًا يحدث غالبًا بسبب بكتيريا الإشريكية القولونية الموجودة في الأطعمة الملوثة، مثل اللحوم ومنتجات الألبان والعصير. بينما يمكن أن يحدث التهاب كبيبات الكلى التالي للمكورات العقدية بعد نوبة من التهاب الحلق العقدي أو عدوى جلدية.

متلازمات الكلى والأمراض الجهازية

المتلازمة الكلوية هي مجموعة من الأعراض التي تشير إلى تلف الكلى. كما تشمل المتلازمة الكلوية العديد من الحالات وهي:

  • الزلال

وهو يحدث عندما يحتوي بول الشخص على مستوى مرتفع من الألبومين، وهو بروتين يوجد عادةً في الدم.

  • فرط شحميات الدم

وذلك عندما تكون مستويات الدهون والكوليسترول أعلى من المعتاد في الدم ،مما يشكل وذمة أو انتفاخ في الساقين أو القدمين أو الكاحلين.

  • انخفاض مستويات الألبومين في الدم

من جهة أخرى هناك العديد من الأمراض الجهازية الكلوية، مثل الذئبة الحمامية الجهازية (الذئبة الحمراء) وهي إحدى أمراض المناعة الذاتية.

الصدمات من أسباب مشاكل الكلى عند الأطفال

يمكن أن تسبب الصدمات مثل الحروق أو الجفاف أو النزيف أو الإصابة أو الجراحة انخفاضًا شديدًا في ضغط الدم، مما يقلل من تدفق الدم إلى الكلى. ويمكن أن يؤدي انخفاض تدفق الدم إلى الفشل الكلوي الحاد.

مشاكل الانسدادات واستسقاء وتضخم الكلى

مشاكل الانسدادات واستسقاء وتضخم الكلى

عندما يحدث الانسداد بين الكلى والإحليل لسببٍ ما ويتطور هذا لانسداد نتيجة تأخر العلاج، يمكن أن يرتد البول إلى الكلى ويسبب تضررها وتضخمها وهو ما يسمى موه الكلية.

كما يحدث الارتجاع، أي تدفق البول من المثانة إلى الكلية عندما لا ينغلق الصمام الموجود بين المثانة والحالب تمامًا.

بالإضافة لذلك، كثيرًا ما تتسبب الانسدادات أو التشوهات الخلقية على طول مجرى البول من الكلية حتى مكان خروج البول بحدوث استسقاء الكلية (تضخمها).

أعراض مشاكل الكلى عند الأطفال حديثي الولادة

أعراض مشاكل الكلى عند الأطفال حديثي الولادة
أعراض مشاكل الكلى عند الأطفال حديثي الولادة

تتنوع علامات وأعراض مشاكل الكلى عند حديثي الولادة تبعًا لأسبابها، كما تختلف هذه الأعراض من طفلٍ لآخر. ووفقًا للمركز الطبي في جامعة روتشستر في نيويورك، يمكن حصر أعراض مشاكل الكلى عند الأطفال بين المزمنة والحادة.

حيث تشمل الأعراض المزمنة لمشاكل الكلى:

  • ضعف الشهية.
  • التقيؤ.
  • آلام العظام.
  • الصداع والحمى.
  • تورم الأنسجة أو التهيج، فقد تبدو العينين متورمتين أو تظهر وذمة الوجه أو القدمين أو الكاحلين.
  • توقف النمو أو تأخره.
  • التوعك والتعب.
  • سلس البول أو عدم وجود البول.
  • التهابات المسالك البولية المتكررة.
  • شحوب الجلد.
  • رائحة الفم الكريهة.

بينما تشمل الأعراض الحادة لمشاكل الكلى عند الأطفال:

      • النزيف
      • الحمى
      • الطفح الجلدي.
      •  الإسهال الدموي.
      • القيء الشديد.
      • مشاكل تنفسية.
      • آلام شديدة في المعدة وفي منطقة الحوض.
      • عدم وجود بول أو كثرة التبول.
      • شحوب الجلد.
      •  تورم الأنسجة.
      • التهاب العين.

كيف تشخص مشاكل الكلى عند الأطفال حديثي الولادة

كيف تشخص مشاكل الكلية عند الأطفال حديثي الولادة
كيف تشخص مشاكل الكلى عند الأطفال حديثي الولادة

يشخص الأطباء العديد من مشاكل الكلى عند الأطفال حديثي الولادة الناتجة عن مختلف الأسباب كمشكلة عدم التكوين الكلوي أحادي الجانب، استسقاء وتضخم الكلى، مرض متعدد الكييسات، وموه الكلية الخفيف والشديد باستخدام الموجات فوق الصوتية أو ما يسمى السونار. حيث يعرف السونار بأنه تصويرٌ بالموجات الصوتية عالية التردد التي تلتقط الصور الحية والمباشرة من الأعضاء المختلفة في داخل جسم الإنسان. لذلك كثيرًا ما يستخدم الأطباء السونار بحثًا عن التشوهات أو الأمراض أو العيوب الخلقية للكلى عند الأطفال حديثي الولادة. كما يُستخدم السونار أيضًا في مراقبة التغييرات التي تطرأ على الإصابة. من جهة أخرى، يعد استخدام السونار آمنًا دون أي مخاطرٍ تُذكر.

طرق علاج مشاكل الكلى عند الأطفال حديثي الولادة

مما يدعو للأسف أنه لا يوجد علاج محدد لأسباب مشاكل الكلى الوراثية عند الأطفال، حيث يقتصر البروتوكول العلاجي على المتابعة الطبية للحالة المرضية طيلة العمر.

بينما توصلت إحدى أحدث الأبحاث العالمية الطبية في عام 2021 إلى نتائج إيجابية تزف لنا خبر دواءٍ يدعى (Tolvaptan) الذي يؤخر تناوله على المدى البعيد تدهور وظائف الكلى عند مرضى الكلى المتعدد الكييسات (PKD).

كما يشمل البروتوكول العلاجي لمعظم مشاكل الكلى عند حديثي الولادة بمختلف أسبابها كل من الإجراءات التالية:

  • تقديم المضادات الحيوية للأطفال للحد من أمراض والتهابات الجهاز البولي المعدية.
  • قد يوصف الأطباء المسكنات للتخفيف من حدة الآلام المرافقة لأعراض مشاكل الكلى المختلفة.
  • وصف المدرات البولية عند حدوث تراكم السوائل والأملاح في الجسم.
  • وصف أدوية خافضة لضغط الدم المرتفع.
  • قد يلجأ الأطباء في الحالات الحادة لغسيل الكلى.
  • جراحة زرع الكلية عند توقفها عن العمل.

وختامًا لا بد من تقديم أهم النصائح والإرشادات التي على الأم التقيد بها لتجنب تداعيات مشاكل الكلى عند الأطفال حديثي الولادة. وأهم هذه النصائح هي اتباع نظام غذائي متوازن قليل الأملاح للطفل عند بلوغه عمر الوجبات التكميلية، لتجنب تعرض الطفل المصاب بإحدى مشاكل الكلى لارتفاع ضغط الدم. بالإضافة لذلك يجب تجنب ممارسة الطفل الرياضة العنيفة التي قد تعرضه لإصابات في الظهر أو البطن وذلك عندما يصبح في عمر المراهقة.

ومن جهة أخرى ما زلنا حتى يومنا هذا بانتظار إشراق أحد الأبحاث العلمية الحديثة وهو يبث لنا خبر ظهور علاج فعال وسريع لمشاكل الكلى الوراثية تغير مجرى حياة الأطفال حديثي الولادة.