هل تعاني من مشكلة الشعر الخفيف؟ ما هي أسباب الشعر الخفيف؟ وما هي طرق علاج الشعر الخفيف؟
يعاني كثير من الناس من مشكلة الشعر الخفيف الذي يؤثر على المظهر الجمالي من جهة، بالإضافة لصعوبة تصفيفه بالشكل المطلوب. على وجه الخصوص غالبًا ما يكون الشعر خفيفًا في مقدمة الرأس ما يؤدي لظهور فراغات تتخلل الرأس. بالإضافة إلى ذلك عدم التوزيع المنتظم للشعر، الأمر الذي يؤرق الشخص ويسبب له الإزعاج. من جهة أخرى يتفاقم الشعر الخفيف في فصل الشتاء بشكل خاص بالإضافة لعوامل أخرى كالتقدم بالعمر أو الاستخدام الخاطئ للمستحضرات التي تحتوي على مواد كيميائية أو قلة العناية بصحة الشعر وفروة الرأس. من أجل أن ندخل في تفاصيل مشكلة الشعر الخفيف ومسبباته وطرق معالجته، أكمل معنا عزيزي القارئ.
مشكلة الشعر الخفيف الأسباب وطرق العلاج
إن مشكلة الشعر الخفيف هي مشكلة شائعة في أنحاء العالم وهي تحتاج لتقديم حلول جذرية وفاعلة. ولذلك كان لا بد من دراسة أسبابه في البداية من أجل إيجاد علاج فعّال له.
أسباب الشعر الخفيف
للشعر الخفيف أسباب عديدة ومختلفة، في الواقع هنالك من يتساقط شعره بشكل طبيعي ومعتدل بينما يتساقط عند شخص آخر بغزارة. وفيما يلي جملة من أسباب الشعر الخفيف:
-
الجينات
تُعتبر الجينات اللاعب الرئيسي في مظهر الشعر وطبيعته فهي المسؤولة عن سماكته وطوله ولونه وصحته وعدد بصيلاته. على سبيل المثال فإن الصلع هو أشهر مرض مُورَّث عبر الجينات وخاصةً الذكورية منها، وهذا ما يفسر ظهور الصلع عند الرجال أكثر من النساء. مع ذلك فإنه محتمل لدى النساء بشكل أخف ولكنه لا يصل للصلع التام وإنما يتساقط الشعر ويصبح خفيف.
-
الأدوية والأمراض
هنالك أمراض قد تصيب الجسم وتؤثر بشكل مباشر على ظهور مشكلة الشعر الخفيف بالتوازي مع تأثيرها على الجسم نفسه. وكذلك الأمر فإن بعض الأدوية التي قد يتعاطاها المريض تسبب نفس النتيجة. ولذلك يجب التأكد من تأثير هذه الأسباب على الشعر للبحث عن طريقة لمعالجته.
-
نقص وسوء التغذية
يحتاج الشعر كما بقية أجزاء الجسم للغذاء والعناية، فهو يحتاج إلى كميات معينة من الفيتامينات والبروتين والهرمونات. لذلك فإن النباتيين هم أكثر عرضة لمشكلة الشعر الخفيف مقارنةً بمن يعتمدون على البروتينات في غذائهم. في الحقيقة إن نقص بعض الفيتامينات سيفاقم مشكلة الشعر الخفيف مثل فيتامين ب الضروري لعلاج ونمو الشعر الخفيف. من جهة أخرى فإن اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على كل العناصر الهامّة كالحديد المحفّز لنمو الشعر والفيتامينات مثل فيتامين ب يعزز من نمو الشعر. على عكس ذلك فإن زيادة بعض الفيتامينات مثل فيتامين أ عن حده الطبيعي يمكن أن يسبب تساقط للشعر، كونه يسرع من دورة نمو الشعر ومن وصوله لمرحلة التساقط.
-
الإهمال وقلة العناية
يُعتبر الشعر من الأجزاء الحساسة للبيئة المحيطة والتغيرات الجوية. لذلك فإن الاهتمام بنظافته والعناية به أمر بالغ الأهمية. كما أنه يجب الإسراع في علاج أي مشكلة تظهر عليه مباشرةً، وعدم تركها حتى تبلغ مراحلها الأخيرة. من ناحية أخرى فإن كثير من المستحضرات التجميلية تؤدي غرضها من جهة ولكنها تضر من جهة أخرى ويمكن أن تسبب تقصف الشعر أو تساقطه. بالإضافة إلى ذلك فإن استخدام الهواء الساخن ومكواة الشعر بشكل متكرر تتسبب في تدمير الشعر من جذوره.
-
الإشعاعات والعلاجات الكيميائية
يعتبر العلاج الكيميائي للسرطان والأورام المختلفة من الأسباب القوية لتساقط الشعر وحتى الوصول للصلع. ولكن يعود الشعر للنمو كالسابق عند التوقف عن العلاج. من جهة أخرى قد يسبب التعرض للإشعاع بشكل مباشر أو غير مباشر إلى تساقط الشعر وخاصّة إذا تم تركيزه على فروة الرأس. وذلك لأنه يتسبب بموت أو ضعف بصيلات الشعر وبالتالي الوصول لشعر خفيف.
-
الحمل والأمومة عند المرأة
إن غالبية غذاء الأم يحصل عليه الجنين خلال فترة الحمل أو الطفل أثناء الرضاعة وبالتالي له تأثير كبير على هرمونات الجسم. في الحقيقة إن الهرمونات خلال فترة الحمل تزيد من كثافة وسماكة الشعر. ولكن بعد الولادة تُفتقَد الهرمونات الأنثوية ومع إرضاع الطفل سيبدأ الشعر بالتساقط. من الممكن أن يستمر ذلك حتى سن اليأس عند المرأة، حيث يبدأ منسوب الهرمونات الأنثوية بالانخفاض حتى يصل لأقل حد له. ولذلك سيبدأ الشعر بالضعف والتساقط لكون هذه الهرمونات هي المحفز الأساسي لنمو الشعر وتغذيته.
-
التوتر والضغط
يسبب التوتر والضغط النفسي مشاكل صحية عامّة للجسم بشكل عام وليس فقط على الشعر، ويزيدان من نسبة فقدان الشعر بالتوازي مع التقدم بالعمر. لذلك يجب الابتعاد عنهما قدر المستطاع لتجنُّب آثارهما السلبية في المستقبل.
شاهد أيضًا: البلازما أو الميزوثيرابي أيهما أفضل لعلاج تساقط الشعر
علاج ضعف الشعر
فيما يلي مجموعة من الطرق والأدوية التي تسهم في علاج مشكلة الشعر الخفيف:
- دواء المينوكسيديل Minoxidil: يتواجد بتركيز %2 و%5 ويحتاج من 6-12 شهر لإعطاء مفعوله في نمو الشعر. ولكن التساقط يعاود من جديد بمجرد التوقف عن استخدامه، وله أعراض جانية مثل فرط نمو الشعر وتهيج الجلد والتهاب الجلد التماسي.
- دواء الفيناستيرايد Finasteride: وهو دواء مناسب للرجال فقط ولا ينصح به للنساء وخاصةً الحامل والمرضع. وغالبًا ما يتم استخدامه عند فشل المينوكسيديل في إعطاء نتيجة جيدة. كذلك يعاود الشعر التساقط من جديد عند التوقف عن استخدامه وله أعراض جانبية مثل الضعف الجنسي والتثدي.
- زراعة الشعر: إن عملية زراعة الشعر تستغرق بين (8-4) ساعات بحيث يؤخذ جزء من الشعر أو الجلد يحتوي على الشعر ليتم زرعه في مكان آخر يكون الشعر فيه خفيف.
- العلاج بالليزر: يتم استخدامه في حالات مثل تساقط الشعر الناتج عن العلاج الكيميائي وفي الفترة التي تلي عملية زراعة الشعر ومع داء الثعلبة وتساقط الشعر عند الذكور. ويحتاج هذا النوع من العلاج عدة جلسات أسبوعيًّا وحتى عدة أشهر قبل إعطاء نتيجة.
- العلاج بالبلازما: تُعتبر البلازما غنية بالصفائح الدموية حيث يتم أخذ عينة من الدم وفصل البلازما عنها ليتم حقنها لاحقًا في فروة الرأس. وهذا العلاج يحتاج لجلسة واحدة شهريًّا لمدة 3 أشهر. بعد ذلك تتم المراجعة كل 6-3 أشهر.
شاهد أيضًا: علاج الشعر الخفيف بحقن البلازما
أنواع الشعر الخفيف
يوجد نوعان من الشعر الخفيف، فالنوع الأول يعتمد بشكل رئيسي على عدد الشعرات المتواجدة في فروة الرأس، وبانخفاضها تبدأ كثافة الشعر بالانخفاض وظهور الشعر بشكل خفيف بصورة واضحة. أما النوع الثاني فتتسم فيه الشعرة بكونها خفيفة أي أن لها قوة وسماكة معينة تختلف من شخص لآخر وفقًا لعوامل عديدة. في الواقع بعض الأشخاص تكون لديهم الشعرة قليلة السماكة وهشّة وخفيفة، خلاقًا للآخرين الذين تكون لديهم الشعرة سميكة وقوية. عمومًا إذا كان شعرك قليل السماكة فهذا لا يعني أن شعرك سيبدو بشكل كلي خفيف وفارغ وخاصةً إذا كان العدد كثير ويتمتع بغزارة معينة. ولكن مشكلة السماكة القليلة للشعرة هو أنها هشّة وليس لديها قوة كافية لتحمل الحركات القوية كتمشيط الشعر بقوة ما قد يسبب تساقطها لمجرد تعرضها لذلك.
نصائح لعلاج الشعر الخفيف
هنالك إجراءات ينبغي الالتزام بها لعلاج مشكلة الشعر الخفيف وجعله أكثر صحة وقوة ومنها:
- استعمال مستحضرات الشعر اللطيفة واستبدال المنتجات الصناعية مثل الشامبو والبلسم بأخرى تحتوي على مكونات طبيعية.
- تدليك فروة الرأس بأحد الزيوت الطبيعية مثل زيت الجوجوبا وزيت الخردل. وذلك لتنشيط الدورة الدموية من خلال حركات دائرية على فروة الرأس.
- تناول الطعام الغني بالبروتينات مثل: الدجاج والسمك ولحم البقر ومنتجات الألبان والبقوليات.
- تجنب استعمال مجفف الشعر أو مكواة الشعر وترك الشعر ليجف بشكل طبيعي من دون تسليط الحرارة عليه.
- غسل الشعر مرتين في الأسبوع وتجنُّب الغسل اليومي له. وذلك لأنه سيفقد بريقه ولمعانه مع كثرة الغسل ما يؤدي أيضًا إلى تقصفه.
وصفات طبيعية لتقوية الشعر
تُعتبر الوصفات الطبيعية حل مثالي لمشكلة الشعر الخفيف وأكثر أمانًا من العلاجات الكيميائية، وهذه أهم الوصفات:
- الموز والعسل: يغذي العسل بصيلات الشعر ويعتبر مرطب طبيعي يحافظ على مرونة الشعر ويقويه. يتم هرس موزة جيدًا وإضافة نصف ملعقة من العسل لها وخلط المزيج بشكل جيد. بعد ذلك يتم وضع المزيج على الشعر بواسطة فرشاة من الجذور وحتى الأطراف ويُغطى الشعر لمدة 20-30 دقيقة قبل أن يتم غسله.
- عصير البرتقال: يوضع ربع كأس من عصير البرتقال مع ملعقتين كبيرتين من التفاح المهروس في وعاء ليتم خلط المزيج بشكل جيد. ثم يوضع الخليط على الشعر لمدة نصف ساعة قبل غسل الشعر بالماء.
- البيض والألوفيرا: يتم وضع بيضة واحدة فقط في وعاء ويضاف لها ملعقتان من جل الألوفيرا ويتم الخلط جيدًا. ثم يوضع المزيج على الشعر مع التدليك الجيد لمدة نصف ساعة قبل أن يتم غسله بالماء.
- زيت جوز الهند: يتم تدليك الشعر بوضع ملعقتين من جوز الهند على فروة الرأس. ثم يغطى الرأس بغطاء بلاستيكي لمدة نصف ساعة قبل أن يتم غسله.
شاهد أيضًا: وصفات طبيعية للشعر
في الختام إن الشعر علامة من علامات الجمال التي وهبها الله تعالى للإنسان ذكرًا كان أو أنثى. ولذلك وجبت العناية به والحفاظ عليه حتى يبقى بأجمل صورة. من جهة أخرى فالشعر مثل غيره من أجزاء الجسم يتعرض لعديد من المشاكل التي تضر به وتؤثر على صحته، ولعل أبرزها مشكلة الشعر الخفيف. في الحقيقة يغفل كثير من الناس عن تأثير منتجات العناية بالشعر وتركيزها والمواد الضارّة التي تحويها كالصوديوم والبارابين والكحول والفورمالدهايد التي تضعف الشعر وتتلفه مع مرور الوقت. ولذلك فإن استخدام الوصفات الطبيعية كبديل والالتزام بالتعليمات التي ذكرناها يصبّان في نتيجة واحدة وهي إعادة الشعر لطبيعته وكثافته ورونقه.