هل إزالة الشامة من الوجه تسبب السرطان؟ كثيرًا ما يراود هذا السؤال أذهان الأشخاص الذين يعانون من وجود شامة على الوجه، أو أي مكان آخر في الجسم، ويرغبون بإزالتها، ولكنهم يخافون من أن تكون إزالة الشامة من الوجه سببًا من أسباب سرطان الجلد. فهل هناك ارتباط بين إزالة الشامات و التسبب بسرطان الجلد؟ وهل فعلًا إزالة هذه الشامات خطير؟ هذا ما سنتعرف عليه في مقالنا هذا، وسنجد الإجابة الشافية عنه… كثيرًا ما تغنى الشعراء والأدباء بشامات الجسد، واعتبرها الكثير علامةً من علامات الجمال والجاذبية الساحرة. فهل من الممكن أن تكون هذه الميزة الساحرة للوجه عامل خطورة عليه؟ لنتعرف معًا على الشامات، وكيف تتشكل. وعلى طرق إزالة الشامات من الوجه؟ وهل تعتبر هذه الطرق آمنةً حقًا؟ وهل من الممكن أن تسبب إزالة شامة الوجه السرطان في الجلد؟
ما هي الشامات
الشامة هي منطقة نمو جلدي ناتج عن تكاثر في الخلايا الصباغية في طبقات الجلد على شكل مجموعات. تظهر على الجسم بشكل خاص في المناطق المكشوفة، وكثيرة التعرض لأشعة الشمس، كالوجه واليدين. بينما توجد بعض الشامات عند الولادة، يتطور البعض الآخر على مدار الحياة خاصةً عند التعرض لأشعة الشمس. هذا ويمكن أن تأتي الشامات في مجموعة متنوعة من الألوان، بما في ذلك الأحمر، والوردي، واللون اللحمي. قد يكون لدى البعض أيضًا شعر ينمو منها. معظم الشامات حميدة، ولكن لا يزال من المهم مراقبتها لمعرفة أي تغييرات قد تشير إلى نمو السرطان، عطفًا على ضرورة معرفة فيما إذا كانت إزالة الشامة تسبب السرطان قبل الإقدام على إزالة شامة الوجه.
هل إزالة الشامة من الوجه تسبب السرطان
بدايةً، وقبل أن نجاوب على سؤالنا فيما إذا كانت إزالة الشامات من الوجه تسبب السرطان لا بد من الإشارة إلى أن شامات الجسم الطبيعية هي تشكل جلدي حميد، ولا تستدعي القلق الكبير. لكن عند الحديث عن ارتباط إزالة الشامات بتسبيب السرطان الجلدي، فتخبرنا الأبحاث المجراة أن الشامات ذات الصفات غير الطبيعية أو ذات النمو السريع، والتي يفوق تعدادها 50 شامةً، تعتبر أحد عوامل الخطورة لتطورها لسرطان جلدي خبيث. أما بالنسبة للعلاقة بين إزالة الشامة والسرطان، فإن إزالة الشامة الطبيعية من الوجه التي لا يشك بخباثتها لا تعتبر من الأسباب الخطيرة لنشوء سرطان جلدي مكانها. أما بالنسبة لشامات الوجه غير النمطية أي ذات الصفات المؤهبة للخباثة، فإن إزالتها ذاتيًا بطرق منزلية غير آمنة لا تراعي خطورتها، قد تكون إحدى أسباب سرطان جلد. في حين أن إزالة شامات الوجه بيد طبيب جلدي ماهر يراعي مسافات الأمان والعمق اللازم عند استئصالها تعتبر عمليةً آمنةً تمامًا ولا تسبب سرطان الجلد، وخاصةً عند الكشف المبكر عن هذه الشامة.
ننصحكم بزيارة: إزالة الشامة هل يسبب السرطان هل سرطان الشامات خطير.
متى يجب إزالة الشامات من الوجه
تعتبر شامات الوجه كثيرة الشيوع، ومعظمها غير ضار لا تستدعي القلق حيالها وإزالتها. إلا في حال كان مظهرها أو موقعها يسبب مشكلةً جماليةً عند الشخص الذي يعاني منها. أو إذا أبدت هذه الشامات تغيرات شكليةً أو كانت سرطانيةً ذات نمو غير طبيعي. كما يفضل إزالتها إذا كانت هذه الشامة عرضيةً مسببةً للحكاك أو التهيج أو متقشرة، وغيرها.
أفضل طرق إزالة الشامة من الوجه
الآن وبعد أن أجبنا عن السؤال فيما إذا كانت إزالة الشامة من الوجه تسبب السرطان، لا بد من معرفة الطرق الصحيحة لإزالة الشامة من الوجه، إذيمكن لطبيب الأمراض الجلدية عادةً إزالة الشامة من الوجه أثناء زيارة روتينية إلى العيادة، باتباع إحدى الطرق الجراحية البسيطة التالية:
- الليزر: أصبحت إزالة شامات الوجه بالليزر وسيلةً شائعةً، فهو يساعد على تفتيح لون الشامات لجعلها أقرب إلى لون البشرة العادية، بالتالي إخفائها. كما أنه يقلل من احتمال ترك أي ندبة على سطح الجلد.
- التجميد: يطبق الطبيب في هذا الإجراء كمية صغيرة من النتيروجين السائل لإزالة الشامة غير السرطانية.
- الحرق: يمكن باستخدام تيار كهربائي موضع حرق الطبقات العليا من الشامة غير السرطانية، لكن قد يستغرق هذا الإجراء عادةً أكثر من جلسة لإزالتها تمامًا.
- الحلاقة: يتضمن هذا الإجراء استخدام شفرة جراحية معقمة لإزالة الشامة عن سطح الجلد.
- الاستئصال: في حال كانت الشامة غير نمطية أو عند الشك بخباثتها يلجأ الطبيب إلى أخذ خزعة منها لفحصها، واستئصالها بشكل تام. يعتمد هذا الإجراء على إزالة الشامة بالكامل مع طبقات الجلد الأعمق بعد تطبيق التخدير الموضعي بالليدوكائين، وخياطة الجلد مرةً أخرى.
ومن الضروري الأخذ بعين الاعتبار أن لكل من هذه العلاجات بروتوكولًا طبيًا خاصًا به، يقوم به الطبيب في سياق إزالة الشامة من الوجه حتى لا تسبب السرطان.
شاهد أيضًا: هل ليزر إزالة الشعر يعالج جلد الدجاجة.
هل توجد طرق فعالة منزليًا لإزالة الشامة من الوجه
قد تبدو طرق إزالة الشامة من الوجه في المنزل سهلةً ومريحةً، غير أن هذه الأساليب التي يتبعها البعض لم تثبت فعاليتها، كما أن بعضها يعتبر خطيرًا. قد تسبب هذه الطرق تشوهًا جلديًا وندبات سميكة في بشرة الجلد، وحروقًا قد يكون من الصعب التخلص منها. كما أن هذه الطرق المتبعة لا تتيح معرفة ما إذا كانت الشامة سرطانيةً أم لا، وعليه فإن إزالة الشامة من الوجه بهكذا طرق قد يسبب السرطان، وانتشاره في جميع أنحاء الجسم. وبالنسبة لطرق إزالة الشامة الأكثر استخدامًا فهي:
- حرق الشامة بخل التفاح.
- لصق الثوم عليها لقتل الخلايا داخلها.
- قطع الشامة بالمقص أو بشفرة الحلاقة.
- خليط من صودا الخبز وزيت الخروع.
- بعض المنتجات التي تباع في الصيدليات باسم كريمات إزالة الشامة، التي تطبق على الشامة بعد كشط الطبقة العليا منها. تدعي أنها تساعد على إزالة الشامة بسرعة وسهولة.
أنواع الشامات الجلدية
هناك ثلاثة أنواع رئيسية من الشامات:
الشامات الخلقية: توجد الشامات الخلقية عند الولادة، والتي تصيب حوالي 1 من كل 100 طفل. يمكن أن تكون مسطحة أو مختلفة الألوان، ولكن معظم الشامات الخلقية لا تتطور إلى شامات سرطانية.
الشامات المكتسبة: هي الشامات التي تظهر لاحقًا على الجلد خلال مسيرة الحياة. معظمها بني وتظهر بسبب أضرار أشعة الشمس. عادةً تكون مستديرة، ومع التقدم بالعمر تصبح هذه الشامات داكنة أيضًا، ولكن لا تتحول بالضرورة إلى سرطان الجلد.
الشامات اللانمطية: تكون الشامات غير النمطية أكبر حجمًا، ولها حدود غير منتظمة الشكل. على عكس الوحمات الخلقية والمكتسبة، فإن الشامات غير النمطية معرضةً بشكل أكبر لخطر أن تصبح سرطانية. أي من الممكن أن تحمل إزالة شامات الوجه اللانمطية خطورةً كبيرةً للتسبب بالسرطان.
قد يهمكم: حبة الخال ما هي أنواع حبة الخال وأسباب ظهورها.
أسباب ظهور الشامات الجلدية
على الرغم من تطور الأبحاث التي مكنت الأطباء من قطع أشواط طويلة في المعرفة العلمية في نشوء الشامات، لكن ما يزال هناك العديد من الأمور المجهولة بخصوصها. يبدو أن العوامل الوراثية والتعرض لأشعة الشمس من العوامل الرئيسية عندما يتعلق الأمر بنشوء الشامات. إذ إن الشامات تتكون بالطريقة نفسها التي يتشكل بها الشعر وأجزاء الجسم الأخرى، بناءً على خارطة التكون التي تحددها جيناتنا. كما أن التعرض المتكرر لأشعة الشمس يسبب في ظهور شامات جديدة مع الوقت.
متى تكون الشامة خطيرة
الشامات نفسها غير سرطانية، ولكن الشامات ذات صفات معينة غير نمطية، وذات قدرة على التحول إلى سرطان جلد “ميلانوما“. أفضل طريقة لمعرفة ما إذا كانت الشامة سرطانيةً، هي زيارة طبيب الأمراض الجلدية لإجراء فحص سنوي لتحري تطورها الخطير، وليعمل على إزالة هذه الشامة من الوجه أو أي مكان آخر دون أن تسبب السرطان. كما يوصي الأطباء بزيادة عدد مرات الفحص السنوي خصوصًا إذا كان لدى الشخص أو عائلته تاريخ من الإصابة بسرطان الجلد. يتم تقييم تطور الشامات وفق قاعدة ABCDEs، إذ يدل كل حرف منها على تغير ما في صفات الشامة، يدل على نطورها نحو الخباثة، وهي:
- A: الشكل غير المتماثل، عندما تكون الشامة غير مستوية السطح ذات أشكال غير منتظمة.
- B: الحدود غير المنتظمة، مثل الحواف الخشنة أو المحززة.
- C: غير موحدة اللون، بألوان متعددة أسود أو أحمر أو بني داكن.
- D: تزايد في القطر، عندما يجاوز قطرها ممحاة قلم الرصاص (أكثر من 6مم).
- E: التطور، وتغيرها في الحجم أو الشكل أو اللون، أو كونها حاكةً ونازفةً.
كما ينصح بزيارة الطبيب عند ملاحظة ظهور شامات جديدة سريعة النمو، وعند حدوث أي تغير مفاجئ في الشامات القديمة، أو عندما تصبح الشامة نازفة بدون أي جرح فيها أو عدوى.
شاهد أيضًا: الحبوب الدهنية تحت الجلد أسباب وطرق العلاج.
عوامل الخطورة لتطور الشامة لسرطان جلدي
تتضمن العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد ما يلي:
- البشرة الفاتحة التي تعني وجود صبغة أقل من الميلاينين، أي حماية أقل من الأشعة فوق البنفسجية.
- الإصابة السابقة بحروق الشمس الشديدة.
- التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية.
- وجود أكثر من 50 شامة عادية في الجسم يزيد خطر الإصابة بسرطان الجلد.
- شامات خلل التنسج كبيرة الحجم، ذات الالوان المتعددة، والحدود غير المنتظمة.
- تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الجلد عند أقارب الدرجة الأولى خصوصًا.
ننصحكم بزيارة: أسباب تشققات الجلد عند الأطفال وطرق العلاج.
هل يمكن منع الشامات
الشامة هي اضطراب تصبغي في الجلد لا يمكن منع تشكله غالبًا، ولكن يمكن أن نخفف من تطوره، من خلال:
- الحد من كمية ضوء الشمس التي نتعرض لها.
- وضع واق شمسي يوميًا، وتجديده كل ساعتين، صيفًا وشتاءً.
- فحص الشامات مرةً في الشهر على الأقل، وملاحظة أية تغيرات شكلية فيها. وهذا الفحص ضروري خاصةً إذا كان لديك العديد من الشامات على الجسم أو في حال وجود شامات غير نمطية أو تاريخ من الإصابة بسرطان الجلد في العائلة.
أما إذا كنت ترغب بطريقة أكثر أمانًا وغير باضعة لإخفاء الشامات، فلعل تغطيتها بمستحضرات التجميل والمكياج هو الخيار الأنسب لك. إذا كان هناك نمو لشعر ضمن الشامة فمن الآمن قص الشعرة أو نتفه بالملقط.
ختامًا، وبعد أن وجدنا الجواب الشافي عن سؤالنا هل إزالة الشامة من الوجه تسبب السرطان؟ لابد من التأكيد على ضرورة تجنب العلاجات الذاتية المنزلية في الأمور التي تتعلق ببشرتنا وجمالها. فالخطورة الكامنة خلف هذه الإجراءات لا يمكن التنبوء بها خاصةً عند تعاملنا مع حالة مشتبهة بسرطان الجلد.