هل قلة الأكل تؤثر على الرضاعة؟ هل قلة الأكل من أسباب قلة لبن الأم؟ لا شكّ أنّ الرضاعة أمرٌ شاقٌ، لذا بغضّ النظر عن تأثير قلّة الأكل على الرضاعة، فأنت تحتاجين إلى مزيدٍ من السعرات الحراريّة، والعناصر الغذائية للحفاظ على صحّتك. وممّا لا شكّ فيه أيضًا أنّ اتّباع نظامٍ غذائي صحّي ومتوازن أثناء الرضاعة الطبيعية، سينعكس إيجابًا على صحّة الرضيع، الذي يحصل على العناصر الغذائية الأساسية من حليب الثدي. لكن ما نتيجة عدم فعل ذلك؟ هل سيقلّ إنتاج الحليب، ويؤثّر ذلك سلبًا على الرضاعة الطبيعية؟ هذا ما سنتعرّف عليه ضمن مقالنا التالي من موقع طلاب نت.
الرضاعة الطبيعية
قد تستغرق الرضاعة الطّبيعية بعضًا من الوقت لإتقانها، إلّا أنّها بالتأكيد أسهل طريقةٍ لإرضاء الرضيع. كما أنّ حليب الثدي الغني بالعناصر الغذائية الأساسية كالفيتامينات والمعادن، هو أفضل غذاءٍ للرضيع. فهو يحسّن من صحّة الرضيع، ويعزّز مناعته على المدى الطويل، فضلًا عن دور الرضاعة الطبيعية في التقليل من متلازمة موت الرضع المفاجئ، والإصابة بسكّري الأطفال، وسرطان الدم. ورغم أنّ حليب الأمّ مغذّي للرضيع بطبيعته، إلّا أنّ اتّباع نظامٍ غذائي صحّي سيزيد إدرار الحليب، ويحسّن قيمته الغذائيّة.
شاهد أيضًا: الفواكه الممنوعة على المرضعة
هل قلة الأكل تؤثر على الرضاعة الطبيعية
إنّ الرضاعة الطبيعية مهمةٌ جدًا للطفل، وعندما ترضعين طفلك ستحتاجين إلى سعراتٍ حراريةٍ إضافيّةٍ لإنتاج ما يكفي من الحليب. لذا فإنّ قلّة الأكل بسبب اتّباع حميةٍ ما، أو من غير قصدٍ قد يؤثّر على إدرار الحليب، ويجعل الرضاعة الطبيعية أكثر صعوبةً، وبالتالي سيؤثّر على صحّة الرضيع. ولأنّ توفير الحليب الجيّد هو واجبٌ على الأمهات المرضعات، يجب عليهنّ تناول ما يكفي من الطعام الغني بالعناصر الغذائية، ليحصل الرضيع على حليبٍ صحّي وتغذيةٍ سليمة. من جهة ٍ أخرى، فإن جسدك يأخذ ما يحتاجه من دمك وعظامك وعضلاتك لإنتاج الحليب، لذا فإن قلّة الأكل أثناء الرضاعة الطبيعية ستؤثّر سلبًا على صحّتك مع التقدّم في العمر.
شاهد أيضًا: جدول غذائي للأم المرضعة
علامات قلة لبن الأم
تنتج معظم المرضعات حليبًا أكثر من اللازم، مع ذلك في بعض الحالات، يبدي الرضيع بعض العلامات التي تدلّ على أنّه لا يحصل على ما يكفي من الحليب، وقد تشير هذه العلامات إلى قلة لبن الأم. وهي كما يلي:
- يعدّ عدد الحفاضات المبلّلة أو المتسخة مؤشرًا على كمية الحليب التي يحصل عليها الرضيع. وعادةً ما ينتج الرضع (6-8) حفاظات يوميًا، لذا فإنّ عدم إنتاج حفاضاتٍ مبلّلة أو ماسحة كافية خلال اليوم، يدلّ على قلّة لبن الأم.
- يفقد الرضيع بغض الوزن بعد الولادة مباشرةً، ولكن إن لم يعد لوزنه الطبيعي خلال أسبوعين، فهذا قد يعني أنّه لا يحصل على كفايته من الحليب.
- أعراض الجفاف، كعدم التبوّل لساعاتٍ، أو البكاء دون دموع، أو انخفاض نشاط الرضيع بشكلٍ دائم، قد يكون إحدى علامات قلّة لبن الأم.
- عادةً ما يصدر الرضيع صوت ابتلاع أثناء الرضاعة الطبيعية، مع ذلك إن كان يأكل بصمتٍ ويكتسب وزنًا بشكلٍ طبيعي، فلا داعي للقلق.
- عادةً ما يحرّر الرضيع ثديّ الأم من تلقاء نفسه بعد أن ينتهي من الرضاعة، وقد يغلبه النعاس بعد ذلك. لذا إن كان الرضيع سريع الانفعال، أو مضطربًا بعد الرضاعة، فهذا قد يكون علامةً على انخفاض إنتاج حليب الثدي.
شاهد أيضًا: الاغذية المفيدة للمرضعة
أسباب قلة لبن الأم فجأة
هناك العديد من الأسباب التي تؤدّي إلى قلة لبن الأم فجأة، لكن لا حاجة للقلق، فهذا أمرٌ شائعٌ بين الأمهات المرضعات. وتوجد العديد من الأمور التي يمكن القيام بها ليعود إدرار الحليب كما في السابق. وفيما يلي بعض الأسباب التي تؤدي إلى ذلك:
- قلّة النوم: عندنا لا تحصلين على نومٍ كافٍ، سيواجه جسدك صعوبةً في إنتاج الحليب.
- النظام الغذائي: هناك بعض الأطعمة التي تخفّض من إنتاج الحليب كالنعناع على سبيل المثال. لذا لا بدّ من أن تكوني على اطلاعٍ بهذه الأطعمة، لاستعادة من نظامك الغذائي. كما قد تؤثّر قلّة الأكل على مخزون الحليب أيضًا.
- نقص المياه: يحتاج جسم المرضعة إلى الماء بشكلٍ أكثر أثناء الرضاعة الطبيعية، وقد تؤدّي قلّة شرب الماء إلى قلّة لبن الأمّ فجأة.
- الإجهاد: إن التوتر والإجهاد العصبي سببٌ رئيسي في انخفاض الحليب، وعادةً ما تميل الأمهات المرضعات إلى التوتّر بشكلٍ أكبر عند قلّة إنتاج الحليب، ممّا يزيد الوضع سوءًا.
- عدم الرضاعة عند طلب الرضيع: من الأفضل إرضاع طفلك كلمّا جاع، وليس وفقًا لمواعيدٍ محدّدة. إذ أنّ ذلك سيساعد في إنتاج الحليب بشكلٍ فعّال.
شاهد أيضًا: غذاء المرضعة لتسمين الرضيع
علامات شبع الرضيع من الحليب الطبيعي
عندما يكون الرضيع ممتلئًا، قد يظهر بعض علامات الشبع من الحليب، مثل:
- يغلق فمه عند الرضاعة.
- يدفع الحلمة خارج فمه باستخدام لسانه.
- يحوّل رأسه بعيدًا عن الثدي.
- يرخي الرضيع يديه، ويمدّ أصابعه كإشارةٍ على الشبع.
- عندما يبدأ باللعب والنظر حوله بدلًا من الرضاعة.
- قد يبدأ بالبكاء بعد فترةٍ قصيرةٍ من بدء الرضاعة.
- يمصّ الحلمةَ ببطء ويتوقّف كثيرًا أثناء الرضاعة.
- يظهر عليه النعاس أثناء الرضاعة، فغالبًا ما ينام الرضع بعد امتلاء معدتهم.
- عندما يبدأ بالارتخاء أثناء الرضاعة فهذا يعني أنّه شبع تقريبًا.
أسباب عدم إدرار الحليب بعد الولادة
هناك العديد من أسباب عدم إدرار الحليب بعد الولادة، وفيما يلي أكثر الأسباب التي تؤدي إلى قلّة لبن الأم شيوعًا:
- الولادة المبكّرة، خاصةً إذا انفصل الرضيع عنك بعد الولادةِ مباشرةً.
- الولادة القيصرية.
- ولادة مؤلمة، أو حدوث نزيفٍ بعد الولادة.
- المعاناة من مرض السكّري، أو متلازمة تكيّس المبايض.
- المُعاناة من السمنة.
- المعاناة من مرض الغدّة الدرقية.
- الإصابة بعدوى أو مرض يتضمّن حمى.
- الراحة لفترةٍ طويلةٍ في الفراش بعد الولادة.
- عدم القدرة على الرضاعة الطبيعية في الساعات الأولى بعد الولادة.
- الإغلاق الضعيف للحلمة.
- عدم وضع الرضيع بشكلٍ صحيحٍ أثناء الرضاعة.
- تناول موانع الحمل الهرمونية عن طريق الفم.
- تناول بعض الأدوية أثناء الرضاعة مثل الهيستامين.
- جراحة سابقة لتصغير الثدي.
نصائح للرضاعة الطبيعية لإدرار الحليب
يمكن زيادة إدرار الحليب أثناء الرضاعة الطبيعية، من خلال اتّباع النصائح التالية:
- إرضاع طفلك كل ساعتين نهارًا وكلٍ 3أو 3ساعات ليلًا، أي على الأقل 6-18مرّة خلال 24ساعة.
- إرضاعُ طفلك 15دقيقة ع الأقلّ من كلّ ثدي، إذ تبيّن أنّ التبديل بين الثديين أثناء الرضاعة يزيد من إدرار الحليب.
- تدليك الثديّين بلطفٍ قبل وأثناء الرضاعة.
- الاسترخاء أثناء الرضاعة، لتعزيز تدفّق حليب الثدي.
- التأكّد من وضع الرضيع بشكلٍ صحيح أثناء الرضاعة.
- ضغط الثدي أثناء الرضاعة للمساعدة في تدفق الحليب إلى الرضيع.
- إن ملامسة الرضيع لك بعد الرضاعة لمدّة عشرين دقيقة على الأقل تزيد من إدرار الحليب
- تقديم الثدي لمدّة خمس دقائق، ثمّ الاستراحة لخمس دقائق، ثمّ تقديمه لعشر دقائق أخرى، هذه الطريقة تزيد من إنتاج الحليب.
الأطعمة الممنوعة للمرضعة
هناك العديد من الأطعمة الممنوعة للمرضعة لأنّها تقلّل إنتاج الحليب أثناء الرضاعة الطبيعية، أو تسبّب رد فعلٍ تحسّسي للرضيع. لذا فمن الأفضل للأمّ المرضعة تجنّب تناولها أثناء الرضاعة الطبيعية. ومن هذه الأطعمة:
- الأسماك عالية الزئبق: حليب الثدي الذي يحوي مستوياتٍ عالية من الزئبق، قد يؤثّر سلبًا على النمو العصبي للرضيع.
- الكحول: يخفّض تناول الكحول بكمياتٍ كبيرةٍ من إدرار الحليب، كما قد يصل إلى الرضيع عبر حليب الثدي.
- القهوة: تحتوي القهوة على نسبةٍ عاليةٍ من الكافيين، لذا قد ينتهي جزءٌ صغيرٌ منه إلى حليب الثدي، عند استهلاكها بكمياتٍ كبيرةٍ فيؤثّر على نوم الرضيع، ويسبّب انفعاله.
- الشوكولاتة: تحتوي الشوكولاتة على الثيوبرومين، الذي يشبه الكافيين من ناحية التأثير. لذا عند تناول الشوكولاتة كثيرًا، قد يسبّب الانفعال والغضب لدى الرضيع.
- الفول السوداني: يؤثّر الفول السوداني على إنتاج وجودة حليب الثدي، ومن الأفضل الابتعاد عنه تمامًا.
- منتجات الألبان: قد يُصاب بعض الرضع بحساسيّةٍ بسبب تناول الأمّ كمياتٍ كبيرةٍ من منتجات الألبان، وتظهر أعراضها بشكل أكزيما، أو أرق.
- الحمضيات: قد تهيّج الحمضيات الجهاز الهضمي للرضيع، أو تصيبه بطفحٍ جلدي. كما قد تضيف نكهةً لاذعةً على الحليب، تسبّب إرهاق الرضيع أثناء الرضاعة.
- البروكلي: قد يسبّب تناولُ الام المرضعة للبروكلي الغازات وانتفاخ البطن للرضيع.
- النعناع: بقلّل النعناع من إنتاج حليب الثدي، لذا يفضّل ألّا تتناوله الأمهات المرضعات
في النهاية، بعد أن أجبنا عن سؤالك “هل قلة الأكل تؤثر على الرضاعة الطبيعية”، من المهم أن نذكّر بأهمية الرضاعة الطبيعية لطفلك، لينمو بشكلٍ سليمٍ. ولتحقيق ذلك لا بدّ من اختيارك لنظام غذائي صّحي، بما يلبّي حاجة الرضيع من الحليب، وبما يساعد على تعافيت وشفاءك بعد الولادة، خاصّةً أن الرضاعة الطبيعية ليست بالأمر السهل، وستحتاجين مزيدًا من الطاقة خلال هذه الفترة.